أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - داخل حسن جريو . - عراق ما بعد تحرير الموصل















المزيد.....

عراق ما بعد تحرير الموصل


داخل حسن جريو .

الحوار المتمدن-العدد: 5275 - 2016 / 9 / 4 - 13:20
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



تتداول وسائل الإعلام المختلفة هذه الأيام , وبخاصة وسائل التواصل الإجتماعي سينوراهات مختلفة لما سيؤل إليه العراق في أعقاب تحرير مدينة الموصل من براثن الجماعات الإرهابية التي إحتلتها في الرابع عشر من حزيران عام 2014 في غفلة من الزمن في أيام معدودة وبدون أية مقاومة تذكر حكومية كانت أم شعبية ,وذلك لأسباب عدة لسنا هنا بمعرض سردها تفصيلا , بل سنكتفي بإيجاز أبرزها المتمثلة بسوء تقدير الموقف من قبل الجهات العسكرية والأمنية المكلفة بحمايتها حينذاك,وتردي علاقاتها بالأوساط الشعبية إلى حد القطيعة وعدم الثقة فيما بينها, وتخبط السياسات الحكومية المحلية والمركزية وتقاطعها لدرجة فقدان وحدة الموقف تجاه الأحداث. وهو أمر كلف العراق كثيرا دون أن يحاسب المسؤولين عن هذه الكارثة , لا بل أن الكثير منهم ما زالوا في مواقع المسؤولية الأمامية دون خجل أو وجل , غير مكترثين لما نجم عن هذا الإحتلال البغيض من دمار شامل في البنى التحتية لعدد كبير من قرى ومدن العراق وإستنزاف موارده,وتشريد وإزهاق أرواح الآلاف من أبنائه , وهدم النسيج الإجتماعي والحضاري لمحافظة الموصل التي تضم قوميات وأديان وطوائف مختلفة كانت تعيش مع بعضها آلاف السنيين في أمن وسلام,وذلك بإثارة كل أشكال الحقد والكراهية والضغينة فيما بينها لدرجة هتك الأعراض وسبي النساء وبيعهن في سوق النخاسة , ونهب الممتلكات وتهجيرالناس من ارض الأباء والأجداد من قبل نفر ضال جاء الكثير منهم من وراء الحدود من شتى الأجناس ممن لا يمتون للعراق بصلة.
وقد حفرت أعمالهم الوحشية هذه ندبا سوداء في ضمير ووجدان الكثير من أبناء مكونات سكان محافظة الموصل ليس من السهولة أن تندمل جروحها لاسيما أن أعمال الجماعات الإرهابية لم تتوقف بعد , وأن الخطاب السياسي العراقي لم يرتق بعد إلى المستوى الوطني المطلوب العابر للخلافات الأثنية والدينية والطائفية والجامعة للهوية المدنية الوطنية.ناهيك عن المداخلات الإقليمية والدولية التي وجدت في العراق مرتعا خصبا لتصفية حساباتها مع بعضها دون أي إكتراث لمصالح العراق وشعبه وما لحق ويلحق به من دمار هائل, وما زالت هذه الدول تؤجج الصراعات فيما بين ابناء العراق في السر والعلن برغم دعاوى الكثير منها الحرص على العراق ووحدة أراضيه ومساعدته بمحاربة الإرهاب كجزء من التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة الأمريكية التي هي الأخرى لم تحرك ساكنا عند إحتلال داعش لمحافظة الموصل وثلث الأراضي العراقية في بادئ الأمر للحد من تدفق الإرهابيين على العراق جهارا نهارا,مما مكنهم من إحتلال الموصل بكل يسر وسهولة .
واليوم وقد لاحت في الأفق بارقة أمل بتحرير مدينة الموصل شمر المنظرون من كتاب السياسة عن سواعدهم وهم في أبراجهم العاجية في بلدانهم , ليقدح فكرهم وتنظيرهم بما ينبغي أن تؤل إليه أحوال العراق بعد تحرير الموصل وما سينجم عنه من دمار هائل وتقديم آلاف الضحايا من أبناء العراق من أقصاه إلى أقصاه قربانا لتحريرها وضمانا لوحدة العراق أرضا وسماءا ومياها.
نرى البعض من هؤلاء المنظرين يتحدث عن ضرورة شرذمة العراق وتفتيته إلى كانتونات هزيلة تحت مسمى إقليم الموصل وتقديمه على أنه حلا سحريا لإنهاء معاناة أهل الموصل وبلسما لجراحاتهم وملاذا آمنا لهم وسبيلا لسعادتهم الأبدية بتنمية شاملة مستديمة عبر وعود بعض الدول الإقليمية التي ستتكفل بإعادة إعماره بعد إنتهاء العمليات العسكرية, كما تكفلت بالأمس الإدارة الأمريكية والدول المتحالفة معها بإعمار العراق بعد أن أن دمرته بحربها العدوانية عام 2003 , حيث ما زالت شواخص هذا الأعمار الزائف شاخصة اليوم في العراق تأكيدا لتلك الوعود المعسولة التي سيقت في حينها في معرض تبرير العدوان.
وخلافا لما يرجوه اصحاب هذا المشروع من مبررات لإستحداثه بتحقيق الأمن والإستقرار والتنمية, فإننا نرى خلاف ذلك تماما حيث سيكون مدخلا لمداخلات دولية وإقليمية واسعة ليس في الموصل وحسب بل وفي عموم العراق, وما تجربة إنفصال منطقة جنوب السودان عن شماله وما آلت إليه دولة جنوب السودان التي ولدت بمباركة أمريكية ورعاية دولية, من مآسي وأوضاع مزرية آخرها حربا أهلية دامية إستدعت تدخل مجلس الأمن لفرض عقوبات قاسية على الأطراف المتحاربة التي تسببت بقتل آلاف الناس وتهجير آلاف أكبر منهم, إلاّ خير شاهد ودليل على ما تؤل إليه المشاريع التقسيمية المنافية لحقائق التاريخ والجغرافية والعيش المشترك للشعوب سنيين طويلة.ونأمل أن لا يكون مصير الموصل الحدباء مصيرا مجهولا يعبث فيه الآخرون ويجعلوا أعزة أهلها أذلة لا سامح الله .
ويذهب آخرون ممن يدعون الإطلاع على خفايا السياسة الأمريكية ومخططاتها إلى أن الإدارة الأمريكية قد قررت تقسيم العراق إلى أربعة أقاليم طائفية وعرقية للكرد والعرب السنة والعرب الشيعة وإقليم المركز في بغداد, بحيث يكون هناك نفوذ لدول الجوار في هذه الأقاليم بحسب إمتداداتها الطائفية ومصالحها الإقتصادية, وتكون جميعها تحت العباءة الأمريكية وبغطاء من الشرعية الدولية عبر قرارات ملزمة سيصدرها مجلس الأمن الدولي كما يدعون على غرار قراراته الملزمة التي أصدرها في مطلع عقد التسعينات من القرن المنصرم بفرض حصار شامل على العراق طال كل شئ لتعطيل الحياة فيه ليتسبب بالآف الضحايا حيث فتك بهم الجوع والمرض بسبب نقص الغذاء والدواء, وتشرد آلاف أخرين في مشارق الأرض ومغاربها وتفريغه من علمائه ومبدعيه .وهم هنا كأنهم يتحدثون عن العراق كرقعة شطرنج لا حول لأهله ولا قوة لهم ,غير مكترثين بما حل بالعراق نتيجة سياساتهم الرعناء الذي وعدوه بالرفاهية والأمن والآمان بعد ما أنقضوا على دولته العتيدة بعدوانهم الغاشم عام 2003, وها هو اليوم يعيش أسوء حالاته حيث يعاني شعبه كل صنوف القهر والفقر والعوز والمرض وفقدان الأمن والآمان, برغم إمتلاكه ثروات هائلة وقدرات بشرية متميزة لبناء دولة عصرية متقدمة.
ويحق لنا أن نتساءل كيف أتيح لهؤلاء السادة الإطلاع على المخططات الأمريكية ؟ هل أنها سربت إليهم بوصفهم جزء من ماكنة الإعلام الأمريكي أم ماذا ؟ أم أنها رجما بالغيب من منطلق الإثارة الصحفية والزوبعة الإعلامية ؟ الله اعلم.
نقول أن هذه الأقاويل تبدو وكأنها مجرد أضغاث أحلام وربما بالونات إختبار يروجها البعض لغايات في نفوسهم متوهمين أنهم بذلك يهيئون الظروف والبيئة المناسبة لتمريرمشارع الإدارة الأمريكية, بعد أن نجحوا بخلق فوضى عارمة مدمرة وليست فوضى خلاقة كما وصفوها في بادئ الأمر,متمثلة بفساد مستشري في كل مفاصل الدولة, وإرهاب أعمى يضرب في كل مكان , وفقر مدقع تعاني منه فئات واسعة بلغت نسبة ممن يعيشون تحت خط الفقر أكثر من (40%) من إجمالي السكان, وتدني في مستوى الخدمات الصحية والتعليمية وعودة ظاهرة الأمية التي تخلص العراق منها منذ عقد السبعينات من القرن المنصرم, وإنعدام فرص العمل لجميع الشرائح الإجتماعية بما في ذلك خريجي المعاهد والكليات والجامعات ,وإنتشار جميع اشكال الشعوذة والخرافات والجهل بين قطاعات واسعة من الناس,والأهم من كل ذلك إنهيار الكثير من القيم والأعراف المتوارثة عبر الأجيال وتهدم النسيج الإجتماعي والمنظومة الأخلاقية التي تراعي حرمة المال العام والخاص, والإثراء غير المشروع لقلة من الناس على حساب المصلحة العامة لدرجة باتت فيه حيتان الفساد في أمن وأمان من عدم المساءلة والمحاسبة وكأنها قد أصبحت فوق القانون.
فهل يراد بهذه المشاريع الإمعان بإضعاف العراق أكثر مما هو عليه الآن ؟ ولمصلحة من سيكون ذلك ؟ وهل حقا يعتقد البعض أنها ستكون إنقاذا للعراق من ما هو عليه , أم أنها ستكون بوابة واسعة لمشاكل لها أول ولن يكون لها آخر ؟.
وفي الختام نقول أن للدماء الزكية التي سالت وستسيل لتحرير كل شبر من أرض العراق من كل محتل, حقا في رقبة وضمير ووجدان كل العراقيين لصيانة وحدة وطنهم , فكما في الأمس سالت دماء العراقيين من جميع الأعراق والأديان والطوائف عندما جندت لتحرير مدينة الفاو في السابع من نيسان عام 1988 من براثن الإحتلال الإيراني وإعادتها إلى أحضان الوطن معززة مكرمة, وحماية مدينة البصرة من الغزو , ستعود الموصل بإذن الله معززة مكرمة هي الأخرى إلى أحضان الوطن بفضل تحيات العراقيين من مختلف الأعراق والأديان والطوائف, وطي صفحة مآسي الماضي وقبر كل المشاريع التقسيمية بتضافر جهود كل الخيرين لبناء عراق حر مستقل ينعم أهله بالأمن والأمان في مجتمع يحكمه القانون وتسود فيه العدالة لجميع مواطنيه .



#داخل_حسن_جريو_. (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- بوركينا فاسو: تعليق البث الإذاعي لبي.بي.سي بعد تناولها تقرير ...
- الجيش الأمريكي يعلن تدمير سفينة مسيرة وطائرة دون طيار للحوثي ...
- السعودية.. فتاة تدعي تعرضها للتهديد والضرب من شقيقها والأمن ...
- التضخم في تركيا: -نحن عالقون بين سداد بطاقة الائتمان والاستد ...
- -السلام بين غزة وإسرائيل لن يتحقق إلا بتقديم مصلحة الشعوب عل ...
- البرتغاليون يحتفلون بالذكرى الـ50 لثورة القرنفل
- بالفيديو.. مروحية إسرائيلية تزيل حطام صاروخ إيراني في النقب ...
- هل توجه رئيس المخابرات المصرية إلى إسرائيل؟
- تقرير يكشف عن إجراء أنقذ مصر من أزمة كبرى
- إسبانيا.. ضبط أكبر شحنة مخدرات منذ 2015 قادمة من المغرب (فيد ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - داخل حسن جريو . - عراق ما بعد تحرير الموصل