أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - طريد السماء - افي سبات شك















المزيد.....

افي سبات شك


طريد السماء

الحوار المتمدن-العدد: 5275 - 2016 / 9 / 4 - 01:10
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


افي سبات شك !!!!!!

لو أن ما في الأرض من شجر و من حجر اقلام و المحيطات تمدها من بعدها ما لا ينتهي من المحيطات مداد سطر به مليارات الأحرف و الكلمات و الجمل من أبحاث علمية و مراجعات اخلاقية و نظم اجتماعية تتجاوز التصورات الاسلامية الرجعية عن الكون و عن الانسان و الأبعاد القبلية المبنية على التراتبية في العشيرة القائمة على مبدأ السيد و العبيد , لرأيت العبيد قبل الأسياد يضعون اصابعهم في اذانهم و يحجبون اعينهم عن تلك الكلمات و الأبحاث التي قد تظلهم عن دين الله الحق و تلقي بهم في سقر , فالمؤمن غني بدينه بالدائي عن كل الابحاث فالدغمائية الايمانية قائمة باذن الله و الله حق وبالتالي فالمؤمن هو صاحب الحقيقة المطلقة و كل ما دون ذلك من ابحاث التي تتجاوز ايمانه ما هو إلا تخبط في ظلمات الجهل الذي عافاه الله منه و منه فإن الدغمائية المؤمن تمنحه مصادرة كل ما هو دون ايمانه و دينه المنزه .
لا شك ان الايمان يورث راحة نفسية لأصحاب النفوس المرهفة الذين اعتقدوا حد الثمالة انه كائن محوري في هذا الكون فالأمر لا يتعلق بوجود خالق من عدمه او من صحة دين على دين اخر فكل ما في الأمر هو تضخم الأنا الذي يعانيه هذا الكائن المتعجرف و لطالما وقفت منبهرا أمام هذا التعجرف الذي لا يمكن ان يغذى إلا على آفة الجهل , فلو جردنا الايمان من دغمائته ماذا سيتبقى منه ؟؟؟ لا أعتقد انه بعد ذلك سينتشي - انا - المؤمن بعد فقدانه فعل المصادرة القائم على الدغمائية .
ان الدغمائية هي ما تجعل المؤمن يعيش حاضره في استحضار ماضيه الدموي آملا في مستقبل يشبه ماضيه المروي و بذلك فالمؤمن خاصة المسلم يضيع عمره في العيش على الأطلال و التسويف بالمنى ليضيع حاضره و مستقبله ان الأمر اشبه بالدوران في حلقة مفرغة ولو كان الأمر مجرد أماني لهان الوضع لكن هذا التحجر الفكري النابع أيضا من الدغمائية الايمانية القائمة على امتلاك الحقيقة المطلقة و بالتالي على المصادرة يجعل من المؤمن كائن متحجر فكريا غير قابل لمسايرة الصيرورة الكونية المبنية على التغببر و التغبر , انه تحجر في القرون الغابرة , قرون قطع الرقاب و سبي النساء و النوم في الخيام عند هذا الحد يقف عقل المسلم و حرام عليه تعديه بأي شكل من الأشكال حتى ولو بالفكر أو الخيال فلا زمن أفظل من زمن أشرف الخلق و أصحابه المبشرين بالجنة !!!!!
ان أكبر معضلة في هذه الاشكالية هي وعي المسلم بتخلفه لكنه يجهل السبب أو بالاحري يتجاهله أو يمني النفس موقنا بآمانيه , فالمؤمن الحق حين يفكر ان فكر ليس عليه أن يخرج عن نساق دينه و النصوص المنزهة عن الميل و الزيغ إلى الظلال و عليه فإن أبلغ ما سيصل إليه المسلم هو تلك الوعود التي يتضمنها الكتاب الالهي القائل بأن هاته الأمة ستعود ممجدة مبجلة باسطتا رحتمها على اتباعها مهلكة اعدائها و الغريب ان هذا الإله وعد اليهود نفس الوعد و للنصارة كذلك ان الله يخلف الميعاد .
و مصداقا لتلك النصوص ليس على المسلم إلا ان يسلم امره التام و يفوضه إلى صنمه القابع في عرضه المبلل و إلا فإن ايمانه باطل و عمله ابق , فوعد الصنم غيب و الغيب من علم الصنم و في كتابه قال الصنم " إلم ذلك الكتاب لا ريب فيه هدى للمتقين الذين يؤمنون بالغيب ..." لذا ان لم تكن من المغيبين فأنت لست بمؤمن و مثواك جهنم و بئس الميهاد .
ان الأمر لا يقتصر على هذا فقط فللأمر زوايا اخرى منها الاعجاز المبين في السبات الذي هو صفة من صفات الله الكريم و اسم من اسمائه الحسنى و طريقة الفظلى في انتقاء عباده و اختبارهم وابراز اعجازه و للصنم في ذلك صولات و جولات نأتي على ذكر اليسير منها , ان المؤمن لا ينظر إلى تخلفه هذا على انه خزي و عار بل قد يتمادى في وقاحته احيانا ليدلل به على وجود خالق و القول " اننا نحن من ابتعدنا عن الدين .." - هذا الدين الذي شكل أول انتكاسة تاريخية حين حرمت على اثره الطابعة - في هذا الجملة يبدو المسلم مدركا للمشكل و حله و السؤال لماذا لم يحل المشكل .... النقط فراغ لوضع ما شئت من الشتائم للأحباب المسلمين و عقولهم .
فالمسلم اذن يتظر إلى تخلفه على أنه اعجاز رباني أو عقاب منه أو أي هراء شئت , و بالعودة إلى صولات الصنم و جولاته في مجال السبات الاعجازي قصته مع " العزير " فلما اراد الله ان يدلل على قدرته اماته مائة عام هو و حماره , من هنا نتسأل هل كان من الضروري أن يميته كل هذه المدة - التساؤل فرضي - ولما اختار الموث الذي في ظله تتعطل الحواس و بعد كل هاته الفترة بعد ان أعاده الله المزعوم لماذا لم يدرك العزير انه نام كل تلك المدة و لم يصدق لذا طلب منه النظر إلى طعامه اذن كان الغاية من اماتته هي ابراز قدر الصنم فالغاية لم تنال نظرا لما جاء بعدها من براهين مع ان برهان الموت اقوى و بعد كل ذلك طلب منه الله أن ينظر إلى حماره الذي مات ثم سيحييه إلم يكن هذا الدليل كافيا لابراز قدرة الله دون اهدار مائة عام ؟؟؟؟ هنا يتضح أن االله يحب السبات .
في واقعة اخرى يتكرر هذا المشهد السريالي مع أصحاب الكهف لكن الله هنا اكثر سخاء فمدة النوم امتدت ثلاث مائة سنين و تسع , و في هذا المشهد أيضا ما لا ينفذ من الافتراضات لسناريوهات أكثر واقعية و ملائمة لقدرة القارد الواسع ,إلم يكن ليرسل عليهم طيرا ابابيل ان يخسف بهم الارض ان يمطر عليهم ضفادع صراصير ان يغرقهم ان يرسل عليهم رحا صرصرا عاتية و هو القائل ان اردنا ان نهلك قرية امرنا مترفيها ففسقوا فيها ... اذن ألم يكن الاحرى اهلاكهم فقد فسقوا و فجروا و اضطهدوا عباده الصالحين - اهل الكهف - ليعود الترجيح المراعي لقدرة الواسع الاحد كل ما في الأمر ان الله يحب السبات .
اذا كنت مسألة تخلف المسلمسن متجاوزة بتبرير ووعد الهي فإن هذا المبرر لا يقنع إلا المؤمن المنتشي بالنفحات الربانية العطرة و الوعود الميتافيزيقية - يكفي انها ميتافيزيقية هذا قدح كاف - فإن الصنم جل في علاه و مراعاة لمشاعر المسلمين أمام الفرة الزنادقة اتاهم باته الاية المباركة " سنريهم اياتنا في الأفاق و في انفسهم ..." و هذه الاية ايضا تبرير لتخلف المسلمين , فإله الاسلام جعلهم متخلفين و جعل اعداهم متقدمين حتى يكتشفوا ان هناك اله الذي كتب كتاب المتخلفين . هنا يتكرر المشهد السريالي من جديد كما حدث في المشهدين السابقين - اهل الكهف و العزير -و من حكمة الله في هذا الأمر ان ينشغل الكفار و الفجرة بالاكتشافات و العلوم حتى يتفرغ المسلم لمسائل معظلة كالنكاح و رضاع الكبير و زواج الصغيرة و نكج البهائم و الاستمناء بيد الرضيعة و سبي النساء و الاستحمار و بول البعير هذا هو العلم الحق أما ما دونه فهو باطل .
ان الدغمائية الايمانية لا تورث المسلم إلا تحجرا فكريا يناهض التفكير في اول مراحل - الشك - و يحرمه تحريما و كل من سلك درب الشك فهو ابق كيف له ان يشك و في كتابه الحقيقة المطلقة هذا الزعم الاخير يحعل من المسلم كائن منفصم عن واقعه لا يساير التحولات الجوهرية الحاصلة في كل الاصعدة جاعلا من كل ما يخالف معتقده عدوا له مصادرا كل الحقائق العلمية على حساب رأيه المروث - الرأي موقف يعوزه اليقين - متحجرا في ماض دموي مناقضا لجدلية الكون و الانسان ...




#طريد_السماء (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- مصلون يهود عند حائط البراق في ثالث أيام عيد الفصح
- الإحتلال يغلق الحرم الابراهيمي بوجه الفلسطينيين بمناسبة عيد ...
- لبنان: المقاومة الإسلامية تستهدف ثكنة ‏زبدين في مزارع شبعا ...
- تزامنًا مع اقتحامات باحات المسجد الأقصى.. آلاف اليهود يؤدون ...
- “عيد مجيد سعيد” .. موعد عيد القيامة 2024 ومظاهر احتفال المسي ...
- شاهد..المستوطنين يقتحمون الأقصى في ثالث أيام عيد -الفصح اليه ...
- الأردن يدين سماح شرطة الاحتلال الإسرائيلي للمستوطنين باقتحام ...
- طلاب يهود بجامعة كولومبيا: مظاهرات دعم فلسطين ليست معادية لل ...
- مصادر فلسطينية: أكثر من 900 مستعمر اقتحموا المسجد الأقصى في ...
- مئات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى تحت حراسة إسرائيلية مش ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - طريد السماء - افي سبات شك