شخصية الفقيه المقهور - تحليل سيكوسوسيولوجي-

لحسن ايت المغروس

الحوار المتمدن-العدد: 5273 - 2016 / 9 / 2 - 21:51
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    

شخصية الفقيه المقهور " تحليل سيكوسوسيولوجي"
بالرغم من أن المظاهر الأولى للتنشئة الاجتماعية تبدأ و تترعرع في جو الأسرة حتى وصفت أنها المؤسسة التربوية الأولى التي يبدأ فيها الطفل حياته وكونها تقوم بدور هام في تشكيل الاتجاهات الأساسية لنمط شخصية الإنسان ونوع علاقته مع الآخرين و نمط تكوين اتجاهاته و ميوله.
"يقول عالم الاجتماع" أوجست كنت "ا نستطيع أن نفهم جيداً قضية ما إلا إذا تتبعـناها تاريخياً "
ان الحديث عن شخصية الفقيه او رجل الدين ( الطالب) في السياق السوسيوثقافي المغربي تحكمه مجموعة من المعطيات منها ما يتعلق بالتنشئة الاجتماعية ومنها ما يتعلق بالتربية والتعليم أي طبيعة المحتوى ، او بعبارة ادق التنشئة السوسيوثقافية التي نشأ فيها هذا الفقيه (الطالب) هي التي تحدد طبيعته السيكوسوسيولوجة .
فشخصية الفقيهة مركبة ومعقدة جدا ، وذلك يتجلى في طبيعة السلوكيات التي اصبح اليوم يقوم بها ما يسمى بالفقهاء ( الطلباء)، فهده السلوكات غير عادية ومرتبطة بما يسميه بيير بورديو" الهابتوس" بمعنى تلك القيم والمبادئ التي تشرب منها الفقيه مند ولادته وعبر تنشئته الاجتماعية.
من خلال تحليلات جون بياجي لمراحل نمو الطفل ، نجد ان الفقيه المغربي لم يمر بكل المراحل التي تحدت عنها بياجي لم يمر الا بمرحلة واحدة هي ما قبل الحس حركية تم انتقل مباشرة الى مرحلة النضج او الرشد لكن الخلل هو انه لم يعش مرحلة الحس حركية ومرحلة المراهقة وبالتالي اغلب الفقهاء يجرون ورائهم تابعات هده المراحل، حتى في شيخوختهم ودالك ما تثبته حالة الفقيه الناكح للفقيهة باسم الزواج العرفي .
اما في يخص التحليل النفسي لحالة اغلب (الفقهاء)في المغرب فهم يعانون من حالة كبت عميقة جدا ، ودلك نتيجة رواسب الماضي حيت نجد ان ما يسمه فرويد بالانا الأعلى او مبدا المثل العليا والقيم السامية التي يتلقاها الشخص في حياته الاجتماعية ، هو المبدأ الذي يحكم تربية اغلب الفقهاء وهدا ما يتنافى مع طبيعة الانسان التي ليست كلها جدية وعقلنة بل هناك حواس هناك ترفيه هناك اهواء لابد من تحريكها وبالتالي لا يمكن ان يكون الانسان كله انا اعلى ، وخصوصا في مراحل عمرية محددة كالمراهقة الطفولة ، فلإنسان يجب ان يمر بكل المرحلة السيكولوجية التي تحدت عنها بياجي .
اما سغموند فرويد فيعتبر شخصية الانسان تحكمها ثلاثة مبادئ وهي الانا الأعلى القيم السامية والهو مبدا اللذة والشهوة والغريزة والانا هو مبدا بين المبدئين دوره الوساطة والاعتدال واي انفلات او أي غلبة لمبدا على الاخر سيعطي شخصية مريضة .
الفقيه في المغرب له شخصية مريضة جدا حيت مند ولادته يصادف و يعاني من فعل الامر والنهي غالبا ، حيت غالبا ما يولد في اسرة محافظة وبالتالي تحرمه من كل حقوقه كطفل من خلال كترة النواهي وقوة الضبط والسيطرة وبالتالي إعطاء الفرصة لبوادر التعقيد.
تم حينما يكبر ويصل الى مستوى التمدرس يذهب الى المسجد (جامع) غالبا ما تكون التربية فيه تقليدية اكتر من التربية الاسرية ، وبالتالي يدخل في سيرورة غير متناهية من الشروط والضوابط الخطيرة على تربية الناشئة ،يمكن ان يتعرض للاغتصاب في المسيد (جامع) سواء من طرف اقرانه من التلاميذ (امحظارن) ، او من طرف الشيخ ،الفقيه ،المعلم (طالب) وبالتالي يعيش كبث تقافي تربوي جنسي وحتى مسألة عدم الاختلاط مع الجنس الاخر تربي في شخصيته عقدة من الجنس اللطيف ويراه فقط في الحلم حينما يمارس العادة السرية.
وحينما يكبر يصبح فقيها بعد حفظ القران ( خراج السلكة) حيت تكون مسؤوليته اكبر ويصبح كدلك الفقيه (طالب) وبالتالي يكون مرجع اخلاقي وديني وبالتالي يعيد نفس المسيرة التي فسرها عبدالله الحمودي بثقافة الشيخ والمريد أي يعيد انتاج نفس القيم ونفس التربية وهدا لا يسمح له بفعل الرذيلة وبالتالي فحياة وشخصية الفقيه مرهونة بالسياق الثقافي والاجتماعي والتربوي الدي انتجه .
من خلال التحليل السابق فإننا نجد التنشئة الاجتماعية للفقيه معطوبة غير مبنية على أسس متينة ومعقولة، وهدا ينتج عنه كل السلوكيات المرضية واللاأخلاقية التي يفجرها رجال الدين ( الطالب) ، فالحياة المعقدة للفقيه والمكبوت الماضوي جعله مرتبكا سيكولوجيا واخلاقيا وقيميا وبالتالي هناك منهم من يرى ان الجنس حلال في الصباح وراء الفجر وحرام بالليل ومنهم من يرى ان اغتصاب القاصر سنة مؤكدة ومنهم من يرى ان القليل من النكاح حلال والكثير منه هو الحرام ، ومنهم من يرى ان الدين فقط هو القول وليس الفعل ومنهم من اتجه اتجاه اخر واعتبر الزنا والفساد زواج عرفي ... ومنهم من يطبق الشرع كما هو وهدا نوع اخر يؤمن بإعمال العقل ولا يقف فقط عند حدود الحفظ والنقل.

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات