أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - هوكر محمود فرج - ((عندما يضع أردوغان قيم الامريكان على المحك ))















المزيد.....

((عندما يضع أردوغان قيم الامريكان على المحك ))


هوكر محمود فرج

الحوار المتمدن-العدد: 5270 - 2016 / 8 / 30 - 23:43
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



كم هي سامية و محببة تلك العبارات ، اي الديمقراطية و حقوق الانسان . وبالمقابل كم هي شائكة مفاهيمها و مدلولاتها عندما تفسر بحسب المصالح و أمزجة السلاطين و الانظمة التي لاتؤمن الا بمبدأ القوة والغطرسة ، لا كما مسطرة مفاهيمه في القواميس السياسية و أذهان الناس.
فالدول تعمل لمصالحها ، و هذه المصالح تبرر سبل الوصول اليها، بحسب المبدأ الميكافيلي . عندئذ قد تزاح معاني ومفاهيم تلك العبارات عن مواضعها ، عليه قد لا يجتمع طرفان على تعريف مصطلحي الارهاب و الارهابي ايضاَ . وبهذا لاتبقى كلمة أو مصطلح ما بمأمن إلا وتهتك دلالاتها . ومن ثم على الناس أن تترقب لحظة تسكين تلك الدلالات والمفاهيم الزئبقية امام كلماتها ومصطلحاتها بحسب ما تقر به القوى المتلاعبة بمقدرات الشعوب، كي تفهم ما يقصد بالارهاب و الارهابي! ، لا كما هو معروف في قاموس الناس الذهني و الوجداني.
الان ما نراه في ساحات الشرق الاوسط السياسية ، لاشك انها فوضى بعينها وبكل معانيها ، فالفوضى لا تأتي من الفراغ ، بل لها جملة من العوامل و المهيئات كي تخلق. و العوامل تلك تنقسم الى قسمين ، منها العوامل الخارجية و العوامل الداخلية . ولكل بلد مهيئات قد لاتتشابه مع بلدان أخرى. فالعوامل الخارجية هي معلومة لمن يعرف الف باء السياسة الدولية ، وهي بلا شك مصالح القوى العظمى التي تبحث عن كل فجوة كي تتدخل من خلالها لكي تضمن أكبر قدر ممكن من مصالحها. أما العوامل الداخلية فهي بلا شك تلك النقاط القلقة التي توجد بين انظمة تلك البلدان وشعوبها. أي اختلاف تطلعات الشعب مع ما تنتهجه انظمة تلك البلدان .
وبطبيعة الحال لاتوجد هذه الاختلافات إلا في تلك الدول التي تفتقد الى التراث الديمقراطي الصحيح . هنا ينبغي ان نسلط الضوء على بلد مثل تركيا لنرى ما يجري فيها على أيدي أردوغان و حكومته، كي نكون على بينة مما يدور في تلك الجمهورية التي هي عضوة في الامم المتحدة وفي حلف الناتو ومتطلعة الى عضوية الاتحاد الاوروبي. فهل ما يعمله أردوغان ونظامه مغاير لما كان قد عمله دكتاتور العراق صدام حسين بالكورد وبمعارضيه ممن كان يختلف عنه رأياَ إبان حكمه الجائر؟ فصدام كان متخذاَ من ثالوث التعريب والتهجير و التبعيث تجاه الكورد لعشرات السنين و وصلت به العنجهية الى اتخاذ سورة من الذكر الحكيم كي يسمي بها عملية الابادة الجماعية للكورد أي عملية الانفال السيئة الصيت ،كما لم يتوان عن قصف المدن و القرى بالاسلحة الكمياوية ، حتى وصلت به العدوانية الى تسميم الينابيع و هدم الكهاريز ، ولكن الكورد باقون أما تلك الذهنية ما وصلت بصدام و برقبته إلا الى حبل المشنقة. فالعجب من أمر الطغاة هو عدم اخذ العبر من وقاحات العنصريين ممن سبقوهم في تلك الجرائم ، قبل ايام أردوغان أقبل على عملية التتريك ايضاَ ، حيث امر بجلب اتراك اوكرانيا ليسكنهم في اراضي الكورد ، وهذه هي محاولة عنصرية كي يجعل من الشعبين الكوردي والتركي اعداء ، ولكن هذه اللعبة مكشوفة لدى الشعبين ، وهذه ليست إلا محاولة فاشلة لأنقاذ و ترسيخ حكمه عن طريق زرع بذور الفتنة بين الشعبين.
ثم هل صحيح بأن أردوغان صادق في معاداته لدولة العراق والشام ، أي تلك المنظمة الارهابية المقرفة المسماة بداعش؟ وإن كان الجواب بنعم ، إذن فما هو الدافع الذي يجعل من أردوغان أن يعادي حتى العظم حزب الاتحاد الديمقراطي (PYD) الذي هو بحق يعتبر كاسر شوكة الارهاب في سوريا؟!.
من يتابع اعلام معارضي أردوغان لا بل تصريحاته النارية ضد القوات الكوردية في سوريا ، يتيقن من أن حكومة أردوغان تسهل حركة داعش من والى خارج سوريا ، لا بل حركة قوافل إمداداتهم للارهابيين باتت موثقة حسب اقوال المعارضة التركية وحتى بعض البلدان الاخرى . وهذا بطبيعة الحال يثير سؤلاَ وجيهاَ ألا وهو من هو الارهابي ؟ أهي (PKK) و (PYD) ، أم أردوغان المتطلع الى السلطنة في نيو عثمانيته التي يحلم بها ؟.
من يتابع أوضاع تركيا و حكومة أردوغان ، يتأكد من أن سيادته مصاب بداء العظمة وهذه خيلت له من أن الكورد هم العقبة الكأداء أمامه ، لذا كلما سمع بأن الكورد أصبحوا في مقدمة من يقاتلون الارهاب الدولي ، يشتد هستيرياه ، بحيث لا يسيطر على نفسه ويبدأ بالهلوسة وخير دليل على هذا هو تصريحات أردوغان عندما تقدمت القوات الكوردية نحو منبج لتحريرها ، يتسرع أردوغان ويقول بأن تلك المنطقة ليست كوردية بل عربية لذا لايحق للكورد أن يدخلوها. ومن الطبيعي بأن تلك المخاوف آتية من ان تسد المنفذ على تحركات داعش من و الى تركيا ، لان أردوغان متيقن من ان داعش هي العدو الحقيقي للكورد وتطلعاتهم ، لذا فأن ابطال طلسم الداعش تقابله أحقية تطلعات الكورد و قضيتهم العادلة ، وهذا يكون بمثابة بداية النهاية لكل الحكام الذين سلطوا على الكورد و وطنهم، و أردوغان احد هؤلاء الحكام . كما وله مآرب اخرى من استمرار داعش ، حيث جعل من اوروبا بقرة حلوب ، وهذا مرة بحجة محاربة الارهاب و اخرى بحجة السيطرة على حدوده كي لايتخذ كمعبر للاجئين المتجهين صوب اوروبا ، ولكن ما يجري في الخفاء هو ان تركيا هي المشجعة والمسهلة لتلك العملية ، كي تضغط على اوروبا لتحقيق مآربها.
أردوغان لايتردد من كل شيء عندما يتعاظم مخاوفه من ان يزاح من السلطة ، والدليل على هذا هو تلك التهمة التي يتهم بها أردوغان الشعب الكوردي ، حيث يقول انهم من تابعي الديانة الزرادشتية ، وهذه الافتراءات ماهي الا مرادفة لما قام به صدام أي عملية الانفال.
فالكورد يحترمون كل الاديان ، ولكن اكثريتهم ألان هم من المسلمون ، فأردوغان يعلم قبل غيره هذه النقطة ولكن يسعى من وراء هذه الكذبة ان يؤجج نار الفتنة عن طريق العداء الديني بين مسلمي تركيا لا بل يريد ان يحشد آراء الدول الاسلامية ضد الكورد ، وهذه ايضاَ لعبة قديمة حيث مارسها عبدالسلام محمد عارف في بداية الستينيات من القرن المنصرم عندما كان حاكماَ على العراق، وحاول ان يحصل على فتوى من أئمة العراق بهذا الصدد ، ولكن أئمة العراق الاطهار أبوا أن يكونوا آلة بيد الطاغية. ثم حصل الطاغية على عقابه العادل من عند الله إذ احترق وهو في طائرته في الجو.
أردوغان يبتز اوروبا بحجة تعاونه في مسألة اللاجئين ومحاربة الارهاب ،في حين كانت تركيا ولاتزال هي المشجعة و المسهلة لتلك العملية كما يقال، وجنت من خلالها المليارات من الدولارات . ولولا تلك الهجرة الجماعية لما كان بمقدور الداعش ان تعبر اعضاءه الى قلب اوروبا بتلك السهولة لتدك مضاجع الاوروبيين في عقر دارهم. فأردوغان يلح و يؤكد من حين الى آخر على دعواه بإقامة منطقة آمنة داخل أراضي سوريا في شمالها، وهذه هي دعوىَ جهنمية يطبق عليها المثل العراقي الذي مفاده: البكاء على الهريسة و ليس الحسين. والمبطن من هذه الدعوى هو ضرب معاقل الثوار اي قوات (PYD) وقوات سوريا الديمقراطية . ولو تحقق له هذا الحلم حينئذ تسهل حركة الدواعش دون أي احراج لأردوغان و نظامه من قبل معارضيه في طرفي الحدود.
عليه لنا الحق ان نتساءل هل أردوغان رجل ديمقراطي؟! وهل حكومته حكومة ديمقراطية ؟ وما يجري في كوردستان توركيا أهو مكافحة للإرهاب ؟! أم إبادة جماعية لشعب متطلع الى الحرية و متمسك بالديمقراطية لكي ينال حقوقه كأنسان وهذا يتجلى في مواقف (HDP) و ادبياتهم و اعمالهم ايضاَ .
حزب حصل على اصوات الملايين ، ولكن أردوغان يعمل وبإصرار على تجريد برلمانييهم من الحصانة كي يعمل بحقهم ما عمل بأجدادهم على ايدي السلاطين و الكماليين طوال قرون مضت . فالسؤال ماهو الارهاب ومن هو الارهابي ؟ .
ارى ان ما يمارس بحق الكورد فهو ارهاب الحكومة و إرهاب الدولة و إرهاب الايديولوجيا . إرهاب الحكومة من حيث كون الحكومة التركية هي حكومة أردوغان و إرهاب الدولة كون الدولة هي دولة تركيا وهي مبنية على المفاهيم الكمالية التي ارساها مصطفى كمال على دماء و عظام و أرواح الكورد وبقية الشعوب المضطهدة تحت نير حكمه المسمى بالعلمانية ، ولكنها عدوانية تجاه الكورد والشعوب غير المنتمية الى الاورومة الطورانية . وإرهاب الايديولوجيا لكون اردوغان يعزف على وتر الدين الاسلامي ، وبهذا حصل على اصوات الملايين من الكورد و من المسلمين الاخرين البسطاء ، وبهذا كما يتبين فان أردوغان يطبق مقولة ميكافيلي عندما يقول : ((لاشيء أشد ضرورة من أن يتظاهر الأمير بالتدين)). الان يحاول وبشتى الوسائل ان يغير النظام البرلماني الى نظام رئاسي، وهذا معلوم للقاصي والداني بأن أردوغان يتطلع الى ان يكون دكتاتوراَ دون منازع . ومن المؤشرات النفسية لما يدور في خلد أردوغان ، هو تشييده لقصر يفوق ما عمله السلاطين العثمانيين ، لا بل جوقه حراسه بملابس حراس السلاطين الكلاسيكية هي دليل أكيد على ما يضمره أردوغان في نفسه . كما النقلة او الضربة الاخيرة التي أزاح بها رئيس وزرائه أي صاحب نظرية (زيرو بروبلم)، هي مؤشر آخر لايقبل الشك بأنه يقود تركيا نحو ضرب من الدكتاتورية يفوق ما مورس في تركيا لحد الآن.
عليه اقول بأن أردوغان وضع القيم الامريكية والغربية التي طالما يروج لها في الاعلام على المحك ، أي الديمقراطية وحقوق الانسان. لذا عليهم و معهم الامم المتحدة أن يبرهنوا صدق ما يدعونه من ناحية تلك القيم التي يؤكدون عليها دوماَ. ولكن مانراه من عقد الاجتماعات الدولية و حضور الامم المتحدة و ممثلي الدول الغربية العظمى على الاراضي التركية ، هو بمثابة دعم و استحسان لنظام أردوغان و إظهاره وكأن تغريده لايزال ضمن السرب وليس خارجه. نظام يقف على الضد من كل من ينطق بالحق ، ومستعد ان يجهر تصديه دون اي رادع ، خاصة اذا كان ذلك الحق يخص ضحايا ليس فقط نظامه هو بل كل تلك الانظمة الغابرة التي يحسب أردوغان نفسه وريثاَ لهم ، من العثمانيين و الكماليين. كما لايتردد من التفوه بالتهديدات حتى للدول التي يأبى برلمانيوهم من ان تشملهم مقولة: (الساكت عن الحق شيطان اخرس). وخير مثال على مانقوله هو موقف نظام أردوغان من برلمان المانيا ، كونهم عبروا عن وجدانهم الحي بعد أكثر من قرن من تلك الجرائم التي مورست بحق الارمن في تركيا ، و أقروا بأنها كانت إبادة جماعية.
وأستبشر كل دعاة الحق و الحرية خيراَ من ذلك الموقف الالماني ، وبالمقابل ألا أن هذا الموقف التركي بعدم الاعتراف بالخطأ الذي مارسته اسلافه هو بمثابة المؤشر الدامغ بأن النظام التركي لا يرتجى منه خير و لا فضيلة ، كون الاعتراف بالخطأ فضيلة كما يقال . وما يمارسه ذلك النظام بحق الكورد الان ، هو ليس بخاف على أحد ، كون تكنولوجيا الالفية الثالثة ليست كسابقاتها قبل مائة عام ، وما يجري في مدن كوردستان تركيا تتناقله شاشات التلفاز يومياَ ولايحتاج الى البراهين إلا لمن يسدون الطرف عن رؤية الحقائق. عليه نترقب لحظة وفاء الغرب و كل الخيريين لتلك القيم التي يدعونها من الديمقراطية و حقوق الانسان .
*استاذ جامعي في جامعة السليمانية –اقليم كردستان العراق



#هوكر_محمود_فرج (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كلام يرتقي الى مصاف العتاب وينوي المثول امام انظار مولاي خاد ...


المزيد.....




- وحدة أوكرانية تستخدم المسيرات بدلا من الأسلحة الثقيلة
- القضاء البريطاني يدين مغربيا قتل بريطانيا بزعم -الثأر- لأطفا ...
- وزير إسرائيلي يصف مقترحا مصريا بأنه استسلام كامل من جانب إسر ...
- -نيويورك تايمز-: الولايات المتحدة تسحب العشرات من قواتها الخ ...
- السعودية.. سقوط فتيات مشاركات في سباق الهجن بالعلا عن الجمال ...
- ستولتنبرغ يدعو إلى الاعتراف بأن دول -الناتو- لم تقدم المساعد ...
- مسؤول أمريكي: واشنطن لا تتوقع هجوما أوكرانيا واسعا
- الكويت..قرار بحبس الإعلامية الشهيرة حليمة بولند سنتين وغرامة ...
- واشنطن: المساعدات العسكرية ستصل أوكرانيا خلال أيام
- مليون متابع -يُدخلون تيك توكر- عربياً إلى السجن (فيديو)


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - هوكر محمود فرج - ((عندما يضع أردوغان قيم الامريكان على المحك ))