أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - حنان مصطفى النويصيري - ما بين سقيفة بني ساعدة و ميثاق حقوق الانسان














المزيد.....

ما بين سقيفة بني ساعدة و ميثاق حقوق الانسان


حنان مصطفى النويصيري

الحوار المتمدن-العدد: 5257 - 2016 / 8 / 17 - 22:56
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


ما بين سقيفة بني ساعدة و ميثاق حقوق الانسان

ان الدور الذى يلعبه الناشط الحقوقي العربي او المسلم (او من كان من هذه الخلفية او تلك او كلاهما معا ) لهو دور شديد الخطورة لانه يحمل فى طيات فكره - حتى لو حسنت نواياه - الكثير من الخلط ما بين الثقافة التى انتجته و التى يعمل للتخلص منها و ما بين حقوق الانسان و حريته التى يطمح للوصول لها , لكن المثير حقا للاهتمام ان ذلك الحقوقى يقع دون ان يعي فى مصيدة المصادرة على المطلوب فى حالة من الوعي او اللاوعي لا يهم طالما انه يتحول الى اداة ناعمة لترسيخ التقافة التى يناهضها و يعمل فى العلن على دحرها.
و لعل المثال الاكثر ايضاح لهذه الحالة , محاولة الحقوقيين لتسمية بعض اشكال الاستعباد الصارخة (حرية شخصية) فى محاولة بائسة منهم لتحايل على الحقائق بدل تفنيدها . و سواء كان دافع ذلك الجبن او العجز لا يهم طالماان النتيجة هى اعادة تدوير الجهل و ترسيخه بشكل يلائم ادوات العصر.
فمثلا تحويل الحجاب الذى هو اكثر اشكال الاضطهاد الممارس على كينونة المرأة على انه (حرية شخصية وحق فى الاختلاف و الخيار)..لهوتفسير اعراج ومريض يحاول المواءمة ما بين الاضداد باسم الحرية التى يصادرها فى الاصل...انها محاولة لا تختلف عن انضمام و تصديق السعودية و اليمن و السودان و ليبيا على اتفاقية السيداو (لمناهضة التمميز ضد المرأة) و لكن تحفظهم فى ذات الوقت على حق مساوتها بالرجل فى الميراث و الزواج او التصرف فى جسدها ....انها مصادرة رخيصة على الحق و استبداله بشعار لا يتعدى الابتسامات الصفراء المتبادلة فى المحافل الدولية .
فالمرأة التى تولد و تترعرع فى مجتمع يشحذ ذهنها بالنقص و الغواية و عقدة الجسد و الارهاب الديني و الاجتماعي لا يمكن لنا ابدا ان نتصورالحجاب خيار حر و عادل لها ...فالحجاب ليس مجرد زي, انه محاولة من المرأة المسلمة لغسل الغواية التى اقنعوها بانها السبب الوحيد لوجودها هنا ...و لاخفاء جسد هى على خصومة تاريخية معه ...جسد حمله الموروث الثقافي و الديني الفتنة و الرذيلة ...جسد يشكل عبء على صاحبته و لا سبيل لرضى المجتمع و الاله الا بستره و سربلته بالقماش و حفظه من الشبق و الانظار المتربصة له..
هذا النوع من التربية التى تحمل تشويها فكريا و حسيا للمرأة لا يمكن نزعه من ضميرها و جيناتها حتى لو تحررت من المجتمع و المكان و الدين ..سيظل تشوها خلقيا فى قدرتها على رصد الامور بوعي فيبقى دائما خيار الحجاب للمسلمة هو خيار الرب لها و خيار اتخدته منظومة كاملة باثر رجعى و زرعته فى لا وعيها ...فتمارسه على نفسها و تقاتل لاجله بل و تمرره للاخرين من بعدها لتصبح جزء من المنظومة التى اضطهدتها.
فلا يوجد كائن على وجه الكوكب يرغب بارادته الحرة ان يقطع اشعة الشمس عن جسده و حقه فى خطوات ثابته ..حقه فى الظهور و الكينونة, حقه فى التصالح مع جسده و الثقة فى ان حضور جسده يتخطى كونه اداة جنسية محضة
لذا فان الادعاء بان قرار المرأة بالحجاب هو حرية شخصية لهو خلط مريض مثيرللغثيان , ان يحاول البعض تحويل الاستعباد الى خيار حر ..لتمرير حالة من الجهل و الجبن الممزوج بشعارات حقوق الانسان التى يصادر عليها فى ذات الوقت .
فمنظومة حقوق الانسان ليست طريق اجباري يسير فى اتجاه صاحب الحق وحده بل هى طريق مزدوج لا قيمة له الا اذا ارتبط الحق بحق مماثل يقابله ...حق لا يتعايش مع التراتبية و التمييز بل انها حقوق لا تقبل التطبيق الصحيح و العادل الا اذا جلس اطرافه على طاولة مستديرة لا يترأس مسارها احد ...و عدم تطبيق الحريات و الحقوق تحت غير هذه الشروط يعني تحويلها الى منظومة معاكسة لما قامت لاجله ..بمعنى اخر من لا يقبل بمنظومة المساواة لا يحق له المطالبة بالعدل..فلا يمكن الخلط ما بين منظومة سقيفة بني ساعدة و الميثاق العالمي لحقوق الانسان .
حنان مصطفى



#حنان_مصطفى_النويصيري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ما بين علمانية الفكر و فصام الحواس


المزيد.....




- بي بي سي عربي تزور عائلة الطفلة السودانية التي اغتصبت في مصر ...
- هذه الدول العربية تتصدر نسبة تشويه الأعضاء التناسلية الأنثوي ...
- “لولو العيوطة” تردد قناة وناسة نايل سات الجديد 2024 للاستماع ...
- شرطة الكويت تضبط امرأة هندية بعد سنوات من التخفي
- “800 دينار جزائري فورية في محفظتك“ كيفية التسجيل في منحة الم ...
- البرلمان الأوروبي يتبنى أول قانون لمكافحة العنف ضد المرأة
- مصر: الإفراج عن 18 شخصا معظمهم من النساء بعد مشاركتهم بوقفة ...
- “سجلي بسرعة”.. خطوات التسجيل في منحة المرأة الماكثة بالبيت ف ...
- إيران - حظر دخول النساء الملاعب بعد احتضان مشجعة لحارس مرمى ...
- هل تؤثر صحة قلب المرأة على الإدراك في منتصف العمر؟


المزيد.....

- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي
- الطريق الطويل نحو التحرّر: الأرشفة وصناعة التاريخ ومكانة الم ... / سلمى وجيران
- المخيال النسوي المعادي للاستعمار: نضالات الماضي ومآلات المست ... / ألينا ساجد
- اوضاع النساء والحراك النسوي العراقي من 2003-2019 / طيبة علي
- الانتفاضات العربية من رؤية جندرية[1] / إلهام مانع


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - حنان مصطفى النويصيري - ما بين سقيفة بني ساعدة و ميثاق حقوق الانسان