التنشئة السياسية والتعليم

شيماء الحسني

الحوار المتمدن-العدد: 5257 - 2016 / 8 / 17 - 15:02
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

الطرق والاساليب التي تستعملها التنشئة السياسية في نقل القيم والمعلومات السياسية وتحديدا في مجتمع تعددي مثل العراق لا بد من ان تحضى بأولوية وإهتمام من قبل جميع المؤسسات ، وهناك إختلاف بين التنشئة الإجتماعية التي تلقاها الطالب وبين التوجهات العامة التي تقودها النخب السياسية وبين نظرة الدولة للتنشئة بشكل عام ، يقود هذا الإختلاف إلى تأثيرات متباينة في مجتمعنا ويتجلى هذا التأثير بشكل اوضح في ظل ثورة المعلومات والإتصالات والتي إقتحمت حدود الدولة وإنتشرت بين اوساط المجتمع وبمختلف شؤون حياتهم وكذلك المؤسسات التعليمية وبسرعة فائقة ومذهلة ، مما يتطلب من النخب الحاكمة إتخاذ التدابير والإجراءات اللازمة والضرورية على مختلف الصعد وفي مقدمتها المؤسسات التعليمية يكون الهدف من هذه الإجراءات المحافظة على حصانة المواطنة والقيم الإيجابية لدى ابناءها لمواجهة آثارها السلبية والتصدي لتهديداتها التي تهدف الى السيطرة ثقافيا وعلميا . والتنشئة السياسية تعد عملية تطورية يتمكن الطالب (او طالب المستقبل) من خلالها تحقيق الطموح السياسي وخلال هذه العملية يكتسب الطالب معلومات ومعتقدات متنوعة تساعده على فهم وتقييم الاوضاع العامة والإرتباط بالبيئة السياسية المحيطة به ، وبالتالي تإد توجهاته السياسية جزءا من توجهاته الإجتماعية العامة ، ومن هذا المنظور فالتنشئة السياسية تشمل كل اشكال التعليم ، وبالتالي التنشئة السياسية عملية تربوية وتعليمية وتثقيفية وتأهيلية مستمرة يحصل الفرد من خلالها على التوجهات وانماط السلوك السياسي وعن طريقها يتم إعداده اي "الطالب" في بناء شخصيته الوطنية وثقافته الديمقراطية وسلوكه الإيجابي.
إن اهم مصادر التنشئة السياسية هي الأسرة والمدرسة والجامعة ووسائل الإعلام والاحزاب السياسية ومؤسسات المجتمع المدني ، كل هذه المصادر تتضمن مقررات تهدف إلى خلق المواطن ، ولا بد من الإشارة إلى تأثير المناهج العلمية في التنشئة السياسية والتي تقود لاحقا إلى تحديد شكل وطبيعة النظام ( ديمقراطيا او دكتاتوريا ) والخبرة التي يكتسبها الطالب تؤثر على تصوره المستقبلي للسلطة السياسية ، فعملية التعليم تؤكد على اصل التوجهات السياسية للطالب وتطور قدرته على فهم العمل السياسي . وفي ضوء ما تقدم يمكن القول تبقى التنشئة السياسية مثار جدل وتعتمد بالاساس على الفلسفة التربوية والتعليمية ، ولكي تحقق التنشئة السياسية في المؤسسات التعليمية في العراق اهدافها لابد من تأهيل المختصين بالتنشئة في المجال التربوي والتعليمي على تعزيز الولاء للوطن والمنظومة القيمية للمواطنة القيم الديمقراطية في المناهج السياسية وإعادة النظر فيها بإستمرار ووفقا للتقدم والتطور العلمي .

#شيماء_الحسني (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات