السلوك السياسي للمرأة العراقية

شيماء الحسني

الحوار المتمدن-العدد: 5246 - 2016 / 8 / 6 - 13:08
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

السلوك السياسي هو مجموعة من القيم الانسانية والاخلاقية والثقافية المتأصلة في المجتمع والمتراكمة عبر التأريخ فكلما زاد الوعي السياسي والثقافي والإجتماعي تراكمت القيم الاخلاقية للمجتمع ، وبالتالي تخلق تلك النتاجات أنماط وظواهر سلوكية محكومة بتلك القوانين الاخلاقية التي تؤمن السلوك السياسي السليم ، إن المرأة العراقية اخذ وضعها يتغير تدريجيا عقب تشكيل الدولة العراقية فقد دخلت مجال الوظيفة والعمل خارج البيت وبدأت تلعب دورا مهما في مجال التعليم والثقافة داخل المجتمع العراقي ، كما إن النمو والتطور الإجتماعي بدوره يمكن ان يقاس بمدى الفرص التي يتيحها لتحقيق مشاركة المرأة في القطاعات المختلفة وإزدهارها وفاعليتها ، إن المشاركة السياسية للمرأة العراقية تمثل درجة من وعي المجتمع لذاته وحضارته ذلك إن المشاركة في جوهرها ظاهرة حضارية بقدر ما هي ظاهر سياسية ، وحينما يصل المجتمع الى مرحلة معينة من التقدم والرقي فإن مسألة المشاركة السياسية للمرأة تصبح من قضاياه الاساسية ولذلك فإن فتح باب المشاركة السياسية للمرأة يؤدي الى زيادة ثقتها بنفسها ، وقد جرى بعد التغيير الذي حدث في العراق بعد عام 2003 التأكيد على اهمية المشاركة السياسية للمرأة ودعم إنخراطها في العملية السياسية ، ولعل الضمانة الاهم لتفعيل هذه المشاركة هو ما نصت عليه المادة (49/رابعا) من الدستور العراقي الدائم لعام 2005 على (( أن يستهدف قانون الإنتخابات تحقيق نسبة تمثيل للنساء لا تقل عن الربع من عدد اعضاء مجلس النواب )) بما يشكل إشارة واضحة إلى ان الدولة تعتمد اساس تشجيع مشاركة المرأة في العمل السياسي وصنع القرار ، وهذا بدوره لا بد من ان يعطي دفعا للحركات النسائية لشغل هذه المقاعد حتى وان رافقها الكثير من المصاعب والمشكلات بداية الامر ، كما إن مشاركة المرأة السياسية هو سلوك وليس مجرد إتجاه نحو السلطة ، ويتضح ذلك من تأثيرها في صنع القرارات الحكومية كما إن وجود الإرادة السياسية والإلتزام الجاد على مستوى صناع القرار يعد من العوامل المؤثرة في تفعيل مشاركة المرأة وحصولها على حقوقها بالكامل في هذا المجال ووضع جميع الإجراءات والتدابير للحد من التمييز وهذا الامر يفضي الى تمكين المرأة من المشاركة الفعالة ، وتختلف انماط ومستويات المشاركة السياسية للمرأة تبعا لإختلاف النظام السياسي والادوار التي تؤديها داخل النظام ، فمثلا الانشطة التقليدية في سلوك المرأة السياسي تشمل " التصويت ومتابعة الامور السياسية والدخول في المناقشات السياسية وحضور المؤتمرات والندوات العامة والمشاركة في الحملة الإنتخابية والإنضمام الى جماعات المصلحة والإنخراط في عضوية الاحزاب السياسية والترشيح للمناصب العامة وتقلد المناصب السياسية" ، اما الانشطة الغير تقليدية وتشمل "التظاهر والإضراب وغيرها من السلوكيات السلمية" وتكسب المشاركة اهميتها ودلالتها بالنسبة للمرأة وقضاياها من حيث كونها اللبنة الاساسية لتنمية الذات ثم تنمية المجتمع ، اخيرا هناك العديد من التحديات تواجه المرأة ودورها في العمل السياسي ابرزها التحدي السياسي المتمثل بظاهرة إنعدام او نقص الإرادة السياسية لمساهمة المرأة في الحياة السياسية ، التحدي الإجتماعي المتمثل بقبول المجتمع الذكوري لمبدأ النوع الإجتماعي وعكسه على الخطاب والممارسة السياسية ، التحدي الديني الناجم عن المعتقدات والتفسيرات الدينية الضيقة لدور المرأة السياسية وظهور بعض الجماعات الدينية المتشددة التي لا تعترف بحق المرأة في المشاركة السياسية ، واخيرا التحدي الامني حيث تتعرض الكثير من النساء الناشطات في منظمات المجتمع المدني الى التهديد والقتل مما يؤثر على مشاركتهن في الحياة السياسية كل هذه التحديات تركت تأثيرا واضحا على المرأة العراقية ودورها في العمل السياسي ...

#شيماء_الحسني (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات