هاني محمد عوني فضل جابر
الحوار المتمدن-العدد: 5254 - 2016 / 8 / 14 - 15:34
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
مأسسة " الواقع العربي المهزوم "
كما يبدو ان المشهد الفلسطيني في ظل " ازمات " المحيط العربي اصبح اكثر وضوحا في تعبير واضح عن هشاشه الموقف العربي من القضيه الفلسطينه اصلا ..
تاريخ الصراع مع العدو يوازيه تاريخ حافل من السقوط العربي في خانه " التسليم " بواقع ان الحركه الصهيونيه استطاعت ان تفرض امرا واقعا في بناء " كيان " قابل لان يحظى بدعم عربي سري وعلني ..
فمنذ ان تجادل العرب في تسميه ما سميت بحروب بانها " تحريكيه او تحريريه " اتضح المشهد السياسي الفلسطيني فهذا الجدل اثبت وبلملموس باننا كعرب منغمسون في واقع غير قادر على اثبات حسن النيه في مواجهه العدو وترك الباب مفتوحا للاجتهاد والتاويل ولم يتم حسم تسميه تلك الحروب للبناء عليها في اي مواجهه قادمه ...
حالة البناء الوحيده التي استحضرت هزائمنا هي تلك الاتفاقيات التي عقدت بين مصر و " اسرائيل " كتعبير واضح عن الموقف العربي الذي بدا في الوضوح اكثر واكثر ..نحو ميله " للصلح " مع العدو ..
اول خرق عربي حصل عام 1979 بتوقيع اتفاقيه " كامب ديفيد والتي تعهد بها الطرفان بانهاء حالة الحرب ...استطاعت مصر بعهد السادات ان تعبر وبشكل واضح عن طبيعه وواقع الموقف العربي المهزوم .
.اتخذ السادات موقف كما العرب
الاختلاف بين المواقف هو " مستوى الوضوح "
السادات ومع تحفظي الشديد من " سياساته " كان اكثر جرأه في التحقق من " قدراته " في حينه وسلم بواقع ان " اسرائيل " دوله لها كيانها ولها برلمانها ولها ما يدعو الى " الخوف منها " ولم يتحقق من ان التاريخ لن يغفر لها تلك " الخطوه " مع الاشاره الى ان المفاوضات لم تتعدى ال " 12يوما " بمعنى انها كانت على مستوى عالي من التحضير والنضوج
مع العلم ان الاتفاقيه وضعت مصر في قيود لا يمكن " فكها " بسهوله
هذا رد السادات الواضح
اما رد العرب
اقتصر على التحفظ على ما وصفه البعض على توقيع الاتفاقيه دون المطالبه باعتراف " اسرائيل " بحق الشعب الفلطيني في تقرير مصيره وان وضع اطار عام لحل القضيه الفلسطينيه غير كافي ونتج عن هذا الموقف تعليق عضويه مصر في الجامعه العربيه من عام 1979 م الى عام 1989 م
وهذا ما يؤكد بان الموقف العربي لم يكن موقفا " جذريا " بمعنى رفض هذا " الكيان " ووجوده على ارض فلسطين المغتصبه
هذا التحول نتج عنه موقف عربي " هش " وفتح الباب للمزيد من التاكيد على ان " اسرائيل " امر واقع ويجب التسليم به والبحث عن اقصر الطرق تستهدف " الاعتراف " به
لم تكن البرجوازيه الفلسطينيه وليده واقع عربي " ناضج " قادر على المواجهه وتحقيق الانتصارات وانما وليده " هزائم متلاحقه " عاشتها الشعوب العربيه " توجت نفسها الوصيه على القضيه الفلسطينيه من باب ان " اهل مكه ادرى بشعابها " لتعود من جديد الى احضان الهزيمه والتبرير حالة العجز لتمرير مشاريع وخطط " سياسيه " انطلاقا من ان " الكيان الصهيوني " واقعا لا بد من مواجهته سياسيا بقدر معين رافعه شعار " المرحليه " عام 1974 كغطاء سياسي للتحاور والتفاوض مع " اسرائيل والتي شكلت على اثرها " جبهه الرفض الفلسطينيه ....
اشتد الخلاف الفلسطيني / الفلسطيني وتجاوز الخطوط الحمر ليقع في دائرة التشكيك والتخوين واصبح الانقسام " السياسي " واضحا واصبحت القضيه الفلسطينينه امام خيارات " صعبه " تناولتها الاجنده الخارجيه لعقد الصفقات ولتمرير مشاريع ولتاجيج حاله الصراع الداخلي لاضعاف الموقف الفلسطيني واصبح الجدل مساحه واسعه للتخوين وشد الاعصاب بين الاطراف ...
وعلى مدى سنوات العمل الوطني الفلسطيني اصبح التمهيد لعقد الصفقات وتمرير المشاريع "السياسيه " عنوان واضح تتبناه البرجوازيه الفسطينيه الممثله بحركه التحرير الوطني الفلسطيني فتح ..واصبحت قوى الرفض المنطويه تحت اطار الواقع العربي المهزوم اكثر تسامحا واكثر ليونه بتخليها عن مواقعها الرافضه لاي عمليه تسويه ....
نتائجها واضحه في يومنا هذا بعد ان انخراطها في مؤسسات " اوسلو " بشكل او باخر وبعد ان تم تحييدها عن العمل " الثوري " الذي كان يميزها ويضعها في طليعه العمل الوطني
بذلك وصلت " اسرائيل " الى اعلى مرتبه .اعلى مما كانت تطمح اليها المؤسسه " الصهيونيه " نفسها من العرب عبر الزام " المؤسسات الرسميه " بتحييد " اسرائيل " من القاموس البغيض .كمكافأه عن سد العجز الذي وصل اليه " الزعماء " العرب في المنطقه وكملجأ لهم من المستنقع الاقليمي المتقلب .اكتملت تلك الصفه سريا لتأخذ الصفه العلنيه حاليا
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟