أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - داخل حسن جريو - أحزاب الإسلام السياسي والمؤسسة العسكرية التركية















المزيد.....

أحزاب الإسلام السياسي والمؤسسة العسكرية التركية


داخل حسن جريو
أكاديمي

(Dakhil Hassan Jerew)


الحوار المتمدن-العدد: 5237 - 2016 / 7 / 28 - 10:37
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


يعود تاريخ تأسيس احزاب الإسلام السياسي في تركيا إلى العام 1970عندما أسس البروفيسور نجم الدين أربكان حزب النظام الوطني, حيث إحتوى صراحة على مواد لها طبيعة دينية, وهو ما أدى إلى حظره من قبل القضاء بعد أقل من عام على تأسيسه، وقد شكل هذا الحزب الأساس الحقيقي لأحزاب الإسلام السياسي لاحقا، فكان حزب السلامة الوطني ومن ثم أحزاب الرفاه والفضيلة والسعادة وأخيرا حزب العدالة والتنمية الذي تأسس عام 2001 بعد أن صدر قرار من محكمة الدستور التركية في 22 حزيران 2001 بحل حزب الفضيلة. تم تشكيل الحزب من قبل النواب المنشقين من حزب الفضيلة الإسلامي بقيادة كل من رجب طيب أردوغان وعبد الله غول, وكانوا يمثلون جناح المجددين في حزب الفضيلة.
يطلق البعض على الحزب وسياساته لقب العثمانيين الجدد وهو ما أقره الحزب من خلال أحد قادته وزير الخارجية أحمد داود أوغلو حيث قال في 23 تشرين ثاني 2009 في لقاء مع نواب الحزب: " إن لدينا ميراثا آل إلينا من الدولة العثمانية. إنهم يقولون هم العثمانيون الجدد. نعم نحن العثمانيون الجدد".
أطلق الحزب الجديد منذ توليه الحكم عام 2002 مسار تنمية أدّى، في ظرف سنوات قليلة، إلى الارتقاء بالإقتصاد التركي ليحتل المرتبة السادسة عشرة في العالم, لتدخل تركيا نادي مجموعة العشرين, كما ألغيت حالة الطوارئ وأطلقت الحريات المدنية والدينية وأصلح نظام السجون, وتمت ألإستجابة لهواجس الأقليات .
سعت احزاب الإسلام السياسي جميعها بصورة أو بأخرى إلى أسلمة الدولة دون الصدام مع المؤسسة العسكرية قدر المستطاع. وبرغم ذلك فقد شهدت تركيا سلسلة انقلابات عسكرية في الأعوام 1960 و 1971 و 1980 و1997 . كان في كل انقلاب يتم حظر أحزاب الإسلام السياسي ويوضع قادتها في السجن، بل وإعدام بعض الشخصيات المؤثرة فيها , كان أبرزهم رئيس الوزراء عدنان مندريس عقب انقلاب عام 1960 الذي قاده الجنرال جمال جورسيل.
شهدت تركيا تحولا واضحا في الخطاب السياسي منذ وصول رجب طيب أوردغان إلى سدة الرئاسة , إذ لم يعد يرى أن لتركيا هوية دون عثمانيتها لغة وثقافة وفضاءً جغرافياً يمتد من بحر الأدرياتيكي إلى سور الصين. وهذا التحول من الإسلام السياسي نحو العثمانية الجديدة يعد تحولاً مدروساً، والهدف منه هو تأسيس تركيا جديدة بحلول عام 2023 أي في الذكرى المئوية لانهيار الدولة العثمانية, وإن حاول أحمد داود أوغلو وضعها في إطار سياسي من خلال مقارنتها بالرغبة في إقامة كومنولث عثماني على غرار الكومنولث البريطاني كما تحدث أكثر من مرة. وهو أمر أثار جدلا واسعا في الداخل التركي وهاجسا لدى دول الجوار, وبخاصة في ضوء التسهيلات التي حصلت عليها الجماعات الإرهابية بعبورها من الأراضي التركية وقيامها بتنفيذ عملياتها المسلحة في سورية والعراق التي أسهمت بزعزعة أمن هذين البلدين وإستقرارهما كما يتهمها بذلك علانية خصومها والكثير من حلفاؤها الأوربيين والأمريكيين.
وفي كتاب “العلمانية والديمقراطية المسلمة في تركيا”، يضع البروفيسور “هاكان يافوز” ثلاثة أسباب أسهمت في صياغة الشكل الحالي لحزب العدالة والتنمية هي:
1. كبح الدولة تاريخيًّا ممثلة في الجيش والمحكمة الدستورية للأحزاب الإسلامية.
2. الضغط الخارجي ممثلاً في التزام تركيا بشروط الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي.
3. العامل الاقتصادي ممثلاً في صعود طبقة رجال أعمال جديدة تنتمي للأقاليم والأرياف التركية ظهرت نتيجة لسياسة رئيس الوزراء الراحل “تورغوت أوزال” ألاقتصادية والتي أدت لتحرير الاقتصاد التركي في عقد الثمانينات . مثلت هذه الطبقة جزءًا كبيرًا من ثقل الحزب وشعبيته.
ويضيف البعض سببًا رابعًا ساهم في بلورة الشكل الحالي لحزب العدالة والتنمية، وهو الطبيعة الصوفية المتسامحة للمجتمع المسلم في تركيا، وخلو التاريخ التركي الحديث من حركات إسلامية مسلحة ذات ثقل كما هو الحال في العالم العربي.
نجح أردوغان في تحييد المؤسسة العسكرية التركية التي ظلت تاريخيًّا الحامية للدستور العلماني للدولة والرادع للأحزاب الدينية. وهو النجاح الذي لم يكن ليحدث من دون مساعدة جماعة فتح الله كولن. فهذه الجماعة الدينية المتصوفة تملك قاعدة عريضة من البيروقراطيين الذين نجحوا في اختراق أجهزة الدولة في تركيا (الشرطة و القضاء)، وسهلوا بالتالي من عملية إقصاء المؤسسة العسكرية من الحياة السياسية عبر قضايا ومحاكمات “إيرغونيكن” و”المطرقة”. كما أنها تملك قاعدة من رؤوس الأموال الإسلامية قوامها رجال الأعمال العصاميين ذوي الميول المحافظة الذين يطلق عليهم لقب “نمور الأناضول” والذين كان لهم دور في نمو الاقتصاد التركي خلال فترة حكم حزب العدالة والتنمية، ودور في تحقيق أردوغان و حزبه لانتصارات كبيرة في انتخابات 2007 و 2011.إلاّ أن ثمة خلافات قد حصلت عام 2010 بين حكومة أردوغان وجماعة فتح الله كولن على إثر تباين مواقفهم تجاه حادثة أسطول الحرية المتوجه لقطاع غزة والذي راح ضحيته عدد من العسكريين الأتراك نتيجة الإعتداء الإسرائيلي عليهم .
وقد أدى هذا الصراع إلى انهيار الصورة المثالية لنموذج الإسلام السياسي التركي في المنطقة. المتمثل بحزب العدالة والتنمية ، وبجماعة كولن، لبسط النفوذ واحتكار السيطرة على أجهزة الدولة من شرطة وقضاء واستخبارات وتعليم, الذي تطور سريعا إلى صراع دامي وتصفيات حسابات كان آخرها إتهام اوردغان لفتح الله كولن المقيم حاليا في الولايات المتحدة الأمريكية بتدبير الإنقلاب العسكري الفاشل في الخامس عشر من شهر تموز 2016, ومطالبته الولايات المتحدة الأمريكية بتسليمه لتقديمه للمحاكمة بتهمة الخيانة العظمى. وقد ذهب بعض وزراء حزب التنمية والعدالة إلى ما هو أبعد من ذلت بإتهام الإدارة الأمريكية يتورطها بتدبير هذا ألإنقلاب , وإتهام بعض كبريات الصحف الأمريكية أوردغان بفبركة هذا الإنقلاب للتخلص من خصومه السياسيين داخل حزبه وخارجه تمهيدا لتنصيب نفسه سلطانا عثمانيا لا يشق له غبار.
ويأتي هذا الإنقلاب بمثابة الطلاق الذي لا رجعة فيه بين الطرفين , حيث إنتقل الصراع إلى مستويات أعلى من العنف وكسر العظم , وهو أمر لا يصب في مصلحة أي من الطرفين, كما أنه لا يصب في مصلحة تركيا لما سينجم عنه من فوضى وعدم إستقرار وتصفية حسابات لا يعرف مداها إلاّ الله .ويخشى كثيرون ان يجعل ذلك من تركيا بؤرة للإرهاب الدولي , بعد أن كانت ملاذا آمنا للإرهابيين لتصديرهم لدول الجوار لزعزعة أمنها وإستقرارها,وغذا بالسحر ينقلب على الساحر.
وللخروج من المأزق الذي وضع أوردغان تركيا فيه , فإنه يتوجب على أصدقاء تركيا من قادة دوليين ومنظمات عالمية بذل قصارى جهودها لإحتواء الموقف الملتهب في تركيا وعدم صب الزيت على النار لإطفاء نيران الفتنة وتأمين شرها من أن تنال بلدان أخرى, وبخلافه فأن أحدا لن يكون في مأمن من خطر الأرهاب الدولي القادم من تركيا .



#داخل_حسن_جريو (هاشتاغ)       Dakhil_Hassan_Jerew#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الأحزاب السياسية العراقية وقدرتها على التغيير
- التشكيلة الوزارية العراقية الجديدة ... مدخلا للإصلاحات المنش ...
- أزمة الديمقراطية في العراق
- الفساد المالي والإداري في العراق ومتطلبات الإصلاح
- العراق ماذا بعد ؟
- التسلط والغزو عقدة جاهلية متأصلة
- المصالحة الوطنية الحقيقية ....... الطريق الصحيح لإستقرار الع ...
- عاصفة - الحزم -
- مل العراق الأخيراذ
- المرأة .... العمل اللائق والتنمية
- ما مغزى التسليح المباشر لقوات البيشمركة الكردية ؟
- أعلى مرجعية علمية عراقية في طي الإهمال والنسيان
- المكاشفة والمصالحة الوطنية... ضمان وحدة العراق
- قراءة موضوعية في التشكلية الوزارية العراقية الجديدة


المزيد.....




- ترامب يفشل في إيداع سند كفالة بـ464 مليون دولار في قضية تضخي ...
- سوريا: هجوم إسرائيلي جوي على نقاط عسكرية بريف دمشق
- الجيش الأميركي يعلن تدمير صواريخ ومسيرات تابعة للحوثيين
- مسلسل يثير غضب الشارع الكويتي.. وبيان رسمي من وزارة الإعلام ...
- جميع الإصابات -مباشرة-..-حزب الله- اللبناني ينشر ملخص عمليات ...
- أحمد الطيبي: حياة الأسير مروان البرغوثي في خطر..(فيديو)
- -بوليتيكو-: شي جين بينغ سيقوم بأول زيارة له لفرنسا بعد -كوفي ...
- كيم جونغ أون يشرف بشكل شخصي على تدريب رماية باستخدام منصات ص ...
- دمشق: دفاعاتنا الجوية تصدت لعدوان إسرائيلي استهدف ريف دمشق
- هبوط اضطراري لطائرة مسيرة أمريكية في بولندا بعد فقدان الاتصا ...


المزيد.....

- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد
- تحرير المرأة من منظور علم الثورة البروليتاريّة العالميّة : ا ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - داخل حسن جريو - أحزاب الإسلام السياسي والمؤسسة العسكرية التركية