أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - راني صيداوي - جدالٌ بيزنطي














المزيد.....

جدالٌ بيزنطي


راني صيداوي

الحوار المتمدن-العدد: 5231 - 2016 / 7 / 22 - 03:20
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


جدالٌ بيزنطي

م : "لعنةُ اللهِ على اليهود أولادِ الحرام.. أرأيتَ كيفَ قتلوا
إخوَتَنا في القدسِ الشّريفِ وهُم يؤدّون الصّلاة"؟!

ع :"تقصدُ الصّهاينة.. نَعَم.. لقد رأيتُ وأدمت قلبي تلك المشاهِدُ الوحشيّة".

م :"كلّهُم يهودٌ أحفادُ القردةِ والخنازير".

ع :"هدانا اللهُ وإيّاهُم"!

م :"بل لعَنَهُمُ اللهُ ورمّلَ نساءَهُم وشرّدَ أطفالَهُم كما احتلّوا أرضَنا وشرّدونا ويتّموا أبناءَنا ورمّلوا نساءَنا هؤلاء الملاعين"!!

تسودُ لحظةُ صمتٍ تتسمّرُ فيها نظراتُ كلّ واحدٍ فيهما نحوَ الجهةِ المعاكسةِ للأخر وكلاهُما جالسٌ يطبعُ كلماتَهُ خلف شاشة الحاسوب. ثمّ يستأنِفان كالآتي:

ع :"قل لي يا صديقي، مالي أراكَ دائم التّواجد على مواقع التّواصل الاجتماعيّ؟ ألستَ موطّفًا"؟

م :" كلّا، ما زلتُ أبحثُ عن وظيفةٍ يا أخي".

ع :"وهل أنهيتَ تعليمك؟(إذا سمحتَ لي بالسّؤال طبعًا)"؟

م :"أكيد طبعًا لقد أنهيتُ تعليمي بفضل الله منذ أربعِ سنواتٍ مضت".

ع :"وما هو تخصّصك (إن لَم يكُن لديكَ مانعٌ من الإجابة)"؟

م :"أبدًا؛ فتخصّصي فخرٌ لي وللأمّةِ العربيّةِ والإسلاميّةِ جمعاء. درستُ بفضلِ اللهِ وحمدِهِ أصول الدّين. وأنتَ ما هو تخصّصكَ وفي أيّ مجالٍ تعمَل (إن كنتَ تعمل)"؟

ع :"آها جميل.. أنا درستُ اللغةَ العربيّةَ وأعملُ أستاذًا في الكلّيّة..لكن حسبَ علمي هناكَ وظائف كثيرة يستطيعُ أن يحظى بها من أنهى تخصّصكَ في بلادِنا وعلى الأغلب لن يجدَ صعوبةً في إيجادِ عَمَل".

م :"ههههه هذا يوضّحُ سبَب كثرةِ تصحيحكَ للُغَتيَ العربيّة معظمَ الوقت. صحيحٌ ما قلتَ بالنّسبةِ لسهولةِ إيجادِ وظيفة.. وقد عُرِضَت عليّ وظائف كثيرة لكنّي لَم أكُن مُستعدًّا لها؛ فبعد تخرّجي مباشرةً رأى أبي أن أتزوّج وتمّ ذلك. ومن بعد كانت جميع الوظائف الشّاغرة غير مناسبةٍ لي ولعائلتي".

ع :"العفو يا أخي، الحياةُ أخذٌ وعطاءْ فأنا أفيدُكَ بما أعلم وأنت تفيدني بما تعلم. لكن ماذا تقصد بغير مناسبةٍ لك ولعائلتك يا فُلان"؟

م :"أعني.. وبحُكمِ أنّي أنحدِرُ من سلالةِ فلانٍ ابنِ فُلان ابن عِلّان، سأنزلُ من مستوى عائلتي وأجداديَ الذين كانوا من عظماءِ الجحافلِ وخيرةِ العُلماء حينَ أعملُ بوظيفةٍ بسيطةٍ كالتي عُرضَت علي".

ع :" آها.. ألا تعتقدُ أنّك تبالغ يا صديقي؟ فكلّنا بشرٌ بغضّ النّظر عمّن كان أجدادُنا وماذا فعلوا.. المهم ماذا فعلنا ونفعلُ نحن للنّهوضِ بالبشريّةِ حدّ الإنسانيّة".

م :"الله سبحانهُ وتعالى يقولُ في كتابِهِ الكريم، بسم الله الرّحمن الرّحيم :ورَفَعنا بَعضَهُم فوقَ بعضٍ دَرَجاتْ. صدق اللهُ العظيم".

ع :"ألَم يقُل اللهُ أيضًا في ذاتِ كتابِه :"يا أيُها النّاسُ إنّا خلقناكُم من ذّكّرٍ وأنثى وجَعَلناكُم شعوبًا وقبائِلَ لتعارَفوا، إنّ أكرَمَكُم عندَ اللهِ أتقاكُم"!؟

م :"عزيزي قد جاءَ الوقتُ لأفيدَكَ بمعرفتي فهذه الآية قد نزلت في الحديثِ عن النَّسَبِ وليسَت بالمعنى الذي تعتقده أنت".

ع :"حسنٌ.. لن أجادِلكَ بما أخذتَهُ من معلوماتٍ تخصّصتَ فيها رغمَ أنّكَ تجادلُني دائمًا حينَ أحاولُ إفادتكَ وإثراءَ لُغتِكَ بالبلاغةِ والنّحوِ والصّرف".

م :"اسمحلي يا أخي فالعربيّةُ لغة القرآن أي لغة ديني الذي تخصّصتُ به أي أنّ تخصّصي يحوي تخصّصكَ ضمنَهُ وليسَ العَكس.. لهذا أجادلك".

ع :"على فكرة اسمح لي كلمتين وليست كلمةً واحدة.. على العموم دعني أسألكَ من يكون هذا الفلان الذي تنحدرُ أنتَ من ذُرّيّتِه؟! واعذُرني وسامحني لجَهلي في التّاريخ".

م :"معذورٌ يا أخي فبُعدُنا عن دينِنا الحنيفُ جعلنا ننسى تاريخَنا المشرّفَ وَسادةَ الأشرافِ فيه.. فلانُ هذا يا عزيزي هو جدّيَ الأكبر وأوّلُ من رَفَعَ سيفًا وفَتَحَ بلادَنا وحرّرها من أعداءِ اللهِ الكفّار".

ع :"يااه.. أتقصدُ أن تقولَ أنّ جدّكَ أساسًا لَم يكُن من هذه البلاد إنّما دَخَلَها غزوًا واحتلالًا كما الصّهاينة قد فعلوا بأرضِنا"!؟

م :"ويحُكَ يا هذا ماذا تقصد!؟.. فجدّي كانَ مُسلِمًا عربيًّا عظيمًا واللهُ أكرَمنا نحنُ المسلمونَ بأرضِهِ الواسعةِ على هذه البسيطة.. كلّها بلادُ اللهِ وبالتّالي بلادنا".

ع :"إذًا هو احتلالٌ فقط حينَ يقومُ بهِ غيرُ المسلمينَ وفتحٌ عظيمٌ حينَ يقومُ بهِ المسلمون! أرضٌ مُغتصبةٌ إذا احتلّها غير المسلمين! رجالُها شُهداء ونساؤها حرائرُ مُغتصبات وأطفالُها ضحايا! وأرضٌ ومُحرّرةٌ إذا ما احتلّها المسلمون! رجالُها في مزبلة التّاريخ! ونساؤها سبايا وبالتّالي ملكات يمين وأطفالُها عبيدٌ يُزجُّ بهم في صفوفِ جيوشِ المُسلمين عُنوةً! أليسَ هذا ما تقولُ يا أخي".

م :"تبًّا لكَ يا ابنَ ال..... يا ..... وأمّكَ .....".

ع :"سامحكَ الله.. وقبلَ أن أذهَبَ لمعرفتي المسبقة أنّك ستحجبني من قائمة الأصدقاءِ لأنّي اعتدتُ على هذا الأسلوب عند النّقاشِ مع بعض المسلمين الذين لا يعرفون سبيلًا للنّقاش بحجج وبراهين فيبدأونَ بمهاجمة الشّخصِ ونعتِهِ بأبشع الصّفاتِ وسبّه في شَخصِهِ وأهلِه معتقدينَ أن النّقاشَ حربٌ وسبّهم هذا لهو نصرةٌ للهِ وملائكتِهِ ورُسُلِه.. أحببتُ فقط أن أخبركَ حقيقةً لطالما كانت مغيّبةً عن عقلكَ وأمثالِكَ ألا وهي أنّ جدّكَ الأكبر هذا الذي تعتزّ بقوميّتهِ العربيّةِ لَم يكُن عربيًّا أصلًا.. ولو كنتُ مكانَكَ لخجلتُ كَوني أنحدرُ من نسبٍ إرهابيٍّ دَمَويٍّ كهذا.. دُمتَ بِخير".



#راني_صيداوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- غلّبني
- خيّاطٌ و أعظم


المزيد.....




- هل أصبحت أميركا أكثر علمانية؟
- اتفرج الآن على حزورة مع الأمورة…استقبل تردد قناة طيور الجنة ...
- خلال اتصال مع نائبة بايدن.. الرئيس الإسرائيلي يشدد على معارض ...
- تونس.. وزير الشؤون الدينية يقرر إطلاق اسم -غزة- على جامع بكل ...
- “toyor al janah” استقبل الآن التردد الجديد لقناة طيور الجنة ...
- فريق سيف الإسلام القذافي السياسي: نستغرب صمت السفارات الغربي ...
- المقاومة الإسلامية في لبنان تستهدف مواقع العدو وتحقق إصابات ...
- “العيال الفرحة مش سايعاهم” .. تردد قناة طيور الجنة الجديد بج ...
- الأوقاف الإسلامية في فلسطين: 219 مستوطنا اقتحموا المسجد الأق ...
- أول أيام -الفصح اليهودي-.. القدس ثكنة عسكرية ومستوطنون يقتحم ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - راني صيداوي - جدالٌ بيزنطي