أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سفيان البوحياوي - سنة يعوزها عنوان














المزيد.....

سنة يعوزها عنوان


سفيان البوحياوي

الحوار المتمدن-العدد: 5229 - 2016 / 7 / 20 - 18:36
المحور: الادب والفن
    


سنة يعوزها عنوان .
مرت سنة؛ ويا لها من سنة؛ مهما وصفت ومهما انتقيت من البيان لأوصل قساوة وغرابة أحداثها الدرامية لا يمكن أن أوصل مرارتها من جهة وغرابتها وجمالها من جهة أخرى، إنها سنة اجتمع فيها الضددان ولازمتها المشاعر المتضاربة، مند انبلاج السنة الدراسية والمزاوجة بين تقديم المعرفة وطلبها، كنت مشتت الذهن والجسد كأني كومة قش تعصف بها الرياح كل يوم من منطقة إلى أخرى طوال النهار وفي جزء يسير من الليل في أحيان كثيرة، أذكر كل تفاصيل هاته السنة ولا أحسب أني سأنسى يوما حيتياتها وتفاصيلها حتى وإن كانت تافهة، لن أنسى ما جمعني بنفسي من هواجس في أحيان كثيرة كانت سلبية، خاصة عندما يخيل لي صعوبة التوفيق بين الطلب والعطاء والقناة بينهما- ترنسبور- هذا ناهيك عن عراقيل العمل والإدارة التربوية ومشتقاتها، دعونا نعرض عن هذا الجانب إلى ما عرفته وعايشته مع مدينة الغرباء.
الرباط أيتها الجميلة الخائنة، كيف قطعت بعد الانسحاب منك سنة 2013 أن العودة لك ستكون أجمل بعد ثلات أشهر من الأنس فضلا عن لقائين سريعين في إطار المخيمات الصيفية ، وكيف صرت على هاته الصورة التي تجمع كل أشكال الزيف؟ كيف ضربنا بداية السنة موعدا رومنسيا راقيا فلم تف إلا بجزء هين منه؟ إنك كمن تريد لقاء حبيبها في الواقع لتخبره يوم الموعد برسالة تعتذر فيها وتذيلها بقول: "حلمت بيك لبارح"، لتبدد غيوما قد تكون ذات عاصفة هوجاء كان عليها أن تقدم ما يروي ضمأه وما يهدئ من زعامته أنه صاحب المواعيد الدقيقة والتي لا يسمح لنفسه بالتخلف عنها قط.
كانت القراءة ما أروى ضمئي وليس اللقاء، لا يمكن أن تكوني رومانسية أو أدعي ذلك ايضا، ولقاؤنا لولا الحرف لما كان أساسا، لا أخفيك أيتها العجوز أن تجاعيدك لا أعرف منها إلا القليل وتضاريسك أجهل جلها، لكني أجزم أن الصورة التي كونتها عنك يحملها الكثير، لن أبوح بها حتى لا أثير سخط من تيم بك أو بالأحرى بتجاعيدك وتضاريس جسمك الجاف، وأنت تقبلين علي جل أيام هذا الموسم كنت في غالب الأحيان لا ترتدين من ملابسك إلا ما قل منها، أو بعض من السترات التي لا تستر من جسمك البالي شيئا، كنت في الغالب الأعم دونما مساحيق تجميل وإن كانت أحيانا قليلة فهي لا تبدد من سحنات صفيحك الذي قيل لي يوما أنه كان لا بأسا به، جدي رحمه الله خبرني عنك كثيرا سامحني الله، لكن كيف كان يصورك بكل حب وشغف؟ كنت أحس حينها أنه يحدثني عن سوق شعبية جل زوارها من النساء البدويات المزينات بالبساطة رغم السراويل المرتوقة التي يلبسونها، لم أدرك حينها أن الأمر يتعلق برؤية بدوي تخييلية لمكان ما، كما لو أنه يحثني عن حرب البردقيز التي يصف لي بطولاته كل يوم جالسته، وكأن الطرف الآخر لا حول له ولا قوة ولا يملك من آخر في المعركة/الكيرة أمره سوى أن ينتظر الرأفة من جدي؛ شارك فيها دفاعا عن وشيجة تربطه بقطعة أرضية أورثننا حبها بكل شغف، ودافع عن الجميلة الحسناء بوصف كل أجزاء جسدها اليتيم، يصف الأزقة والشوارع ويتوقف في كثير من الأحيان عند نساء المدينة، ليصفهن كما يفعل مع عكراش وديور الجامع وغيرها من الأماكن الخفية في جسد مرهق، حينما يعرج عن النساء كنت أصغي السمع لتغير نبرات صوته وكيف تهتز مشاعره حتى، لكن لماذا لم أشعر بما شعر به وأنا أعودها كل يوم في الواقع؟ أم أن شيخوختها جعلت جاذبيتها تتراجع في ضل شباب مدن/ حسنوات أخريات. أم أن غاية اللقاء تختلف؟ أدرك جليا أن غايتي تختلف عنه تمام الاختلاف وصورتي لا توافق ما كونه عنها.
تعرفت عن المكان عبر جدي أكثر مما تعرفت عليها عبر التسكع في طرقاتها، عرفني بمكان المقابر المليئة بقتلا ذلك الجسد، عرفني بمقاهي المدينة القديمة حيث المتقاعدين الذين طردتهم من حبها، إنها لا تحب من لا يقدم خدمة لها، ولا يجب أن نشدد اللوم فشأنها شأن جل حسنوات بلدي الذي دافع عنه جدي المسكين.
كانت عودتي لها بعد انتقطاع دام سنتين بالتمام ليس حبا بقدرما حبا فيما تقدميه من خدمة، قلت يوما وأنا أهيم بالنوم يجب أن أستفيد منها كما تستفيد منا جميعا، كان اللقاء مرة أخرى في بداياته أكثر مودة كما هي جميع اللقاءات التي تكون بعد هجران طويل، حيث نعيد الذكريات ما بعد منها وما قرب حتى ما اردنا ألا نتحدث فيه، بحت لها في البداية برغبتي في الاستفادة مما تقدمة بمؤسساتها التي قيل لي انها ذات خدمة ومعرفة جيدتين فأسرعت بل هرولت نحوها مرة أخرى، هل تراني نفعيا مع السيدة العجوز؟ هل ستقدم لي ما أصبو له دونما سؤال عن فحوى إبرام الموعد من جديد أم أن الأمر سيؤجل إلى حين غير معلوم قد لا يأتي أبدا؟ ...
يتبع
للحديث بقية
s.bouhi



#سفيان_البوحياوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- ثبتها أطفالك هطير من الفرحه… تردد قناة سبونج بوب الجديد 2024 ...
- -صافح شبحا-.. فيديو تصرف غريب من بايدن على المسرح يشعل تفاعل ...
- أمية جحا تكتب: يوميات فنانة تشكيلية من غزة نزحت قسرا إلى عنب ...
- خلال أول مهرجان جنسي.. نجوم الأفلام الإباحية اليابانية يثيرو ...
- في عيون النهر
- مواجهة ايران-اسرائيل، مسرحية ام خطر حقيقي على جماهير المنطقة ...
- ”الأفلام الوثائقية في بيتك“ استقبل تردد قناة ناشيونال جيوغرا ...
- غزة.. مقتل الكاتبة والشاعرة آمنة حميد وطفليها بقصف على مخيم ...
- -كلاب نائمة-.. أبرز أفلام -ثلاثية- راسل كرو في 2024
- «بدقة عالية وجودة ممتازة»…تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك الجدي ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سفيان البوحياوي - سنة يعوزها عنوان