الأتراك وإجتياز الإمتحان بنجاح

محمد فؤاد إبراهيم

الحوار المتمدن-العدد: 5225 - 2016 / 7 / 16 - 13:50
المحور: الثورات والانتفاضات الجماهيرية
    

مع بداية ثورات الربيع العربي وتنامي تيار الاسلامي السياسي في المنطقة , سئل مقدم برنامج حواري فى إحدى القنوات الاخبارية أحد ضيفيه عن هل يستطسع إنكاره لنجاح تجربة الاسلاميين وحزب الحرية والعدالة في تركيا بقيادة رجب اردوغان وعن سبب تشاؤمه بنجاح الاسلاميين في بلدان الربيع العربي , فأجاب الضيف اجابة مختصرة جدا :"بأن قادة حزب الحرية والعدالة في تركيا مسلمين حقا وليس متأسلمين" في كناية عن الأحزاب الاسلامية في المنطقة العربية.
تابعنا جميعا الاحداث الدرامتيكية المتسارعة التى حدثت في تركيا في الساعات المضت ، وكيفية تصدي الشعب الاعزل في الميادين والشوارع للمحاولة الانقلابية و إجتيازه بنجاح لهذا النفق المظلم في حال نجاح هذا الانقلاب لما كان سيتسبب في إنقسام وفوضى داخل الشارع التركي بين مؤيد ومعارض ، في رأيي إن من اسباب عدم نجاح هذا الانقلاب ليس لضعف تنظيمه او لعدم نجاح عامل التوقيت كما يقول بعض المحللين، بل السبب الرئيسي عدم وجود سند او دعم شعبي وسياسي له فهو انقلاب خرج يتيما إن حق الوصف، لم يلقى اي تأييد شعبي ليس لعدم وجود تيارات معاكسة او معارضين لحكم أردوغان أو لكثرة شعبيته او مؤيديه ولانستطيع ان نجزم ان كل من خرجوا في الساحات والميادين أمس هم من مناصرين اردوغان ,بل هو خروج وإنتفاضة دفاعا عن قيم "الدولة" التركية وليست الحكومة، الدولة بكل مؤسساتها وتشريعاتها وقوانينها وارثها التاريخي و الثقافي، دفاعا عن قيم ومبادء الدولة الديمقراطية العلمانية المدنية التى ترفض منطق وطيش الانقلابات العسكرية ومنهجها واستغلالها للخلافات السياسية, الملفت ايضا للنظر أن جميع أحزاب المعارضة التركية كان موقفها واضحا ورافضا للانقلاب منذ اللحظات الاولى وهذا ايضا ليس تواطئا مع الحكومة وانما إيمانها بقيم الديمقراطية الحقيقة وأن السبيل لمعالجة الخلافات والمشاكل لا يكون على ظهر دبابة وركوب الموجة كما حدث في بلدان العالم الثالث.
بخروج الجماهير في تركيا يوم امس أكدوا للعالم أنهم شعب في اعلى درجات الوعي والحصافة ومحب للمدنية. فلم نجد متظاهرا واحد يحمل رشاشا او مسدسا او حتى صورة الرئيس او حتى هنفوا بإسمه , وفي المقابل ايضا حينما دعى أردوغان الشعب للنزول ليس تأييدا للشرعة او تحريضا للقتل ام الجهاد كما فعل انصار المرسي بل دعاهم للدفاع عن قيم الدولة التى تمثلهم , وهذا رجعت به ذاكرتي حينما قال الضيف في البرنامج ان الفرق الاسلاميين في تركيا هم مسلمين فعلا وليسوا متأسلمين.
ومربط الفرس هنا أيضا كما يقول العرب, والدرس المستفاد ان الشعوب كلما كانت واعية كان فرص نجاتها أكبر وفرص خداعها أقل، فكم من شعب رسب في إمتحام الديمقراطية حتى اختار البيادة رمزا له.

#محمد_فؤاد_إبراهيم (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات