أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - مارك مجدي - انطونيو لابريولا..فلسفة البراكسيس














المزيد.....

انطونيو لابريولا..فلسفة البراكسيس


مارك مجدي

الحوار المتمدن-العدد: 5218 - 2016 / 7 / 9 - 21:05
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
    


انطونيو لابرويلا هو فيلسوف ماركسي ايطالي اخذ علي عاتقة التنظيرمن اجل الماركسية كفلسفة الفعل المدروس مسبقا او البراكسيس , مما يجعلة من اهم المساهمين في تشكيل ما يسمي بالماركسية الاوروبية و الفلسفة في ايطاليا , حيث تأثر بكتاباتة انطونيو غرامشي و اخد عنة فلسفة البراكسيس ليعمقها و ياصل لها نظريا فيتوصل الي مفهوم المثقف العضوي و هو المفهوم الذي يترجم فلسفة البراكسيس علي ارض الواقع .
كما تأثر بكتاباتة ايضا بندتو كروتشا , فرغم اعلانة لنفسة كممثل للهيجلية الجديدة و تأسيسة للحزب الليبرالي الايطالي و نقدة للنظريات الماركسية الا انة اعتبر نفسة تلميذا للابرويلا.
ولد لابرويلا عام 1843 بقرية كاسينو في وسط ايطاليا , عن عائلة من الطبقة الوسطي حيث كان والدة معلما بالمدرسة . انتقل لابرويلا الي مدينة نابولي ليدرس الفلسفة بجامعة نابولي. اتجة للعمل في الصحافة اثناء دراستة بالجامعة , ثم اتم الدراسات العليا ليصبح متخصصا في فلسفة التاريخ ثم عام 1874 اصبح استاذا بالجامعة .
عام 1890 تحول لابرويلا من الفلسفة الهيجلية الي الماركسية بعد اطلاع دقيق علي اعمال ماركس , ثم شارك في التنظير للماركسية جنبا الي جنب مع فريدريك انجلز الا ان الخلاف في الرؤي بينهما اتضح بعد فترة كبيرة . ساهم في نشرالماركسية في ايطاليا من خلال عملة بجامعة نابولي و اسس الحزب الشيوعي الايطالي الا انة لم يشارك في العمل بداخلة .
الماركسية فلسفة البراكسيس :
انطونيو لابرويلا هو اول من ادخل هذا المفهوم في حقل الدراسات الماركسية ليعمل علية كثير من المفكرين الماركسيين لاحقا .
و البراكسيس كمفهوم هو كل نشاط انساني يحمل هدف بحركة مدروسة فهو تعبير عن جدلية النظرية و التطبيق التي عانت منها النظريات البرجوازية , تلك الاشكالية الجدلية التي لم تتخطاها سوي الماركسية كنظرية علمية . و علي المستوي الفلسفي فان البراكسيس كفلسفة تحاول ان تفلت من التناقضات الموجودة في داخل اي نظرية و ذلك من خلال السعي نحو اليوتوبيا الارضية , و تلك اليوتوبيا لن تتحقق سوي بممارسة عملية تحدد لنا ما هو استراتيجي و تنتج التأملات الفلسفية من الواقع العملي . فالفلسفة حسب لابريولا هي نتاج احتكاك ما هو واقع بما هو تصور .
و قد اختلف لابرويلا مع انجلز كما اتفق كثيرا , فبيما مال انجلز الي استخلاص قوانين عامة ثابتة في فهم الواقع اتجة لابرويلا لتحرير الماركسية من كل نزعة ايدولوجية في المستقبل ,فاراد للماركسية ان تكون اكثر اتساعا لاستيعاب الواقع .
حسب لابرويلا فان الماركسية مكنت للفلسفة الوعي بذاتها، فهي هنا مالكة ل"ظل" وهذا الظل هو البراكسيس وإذا كان الفلاسفة يؤكدون على أن النظرية لا تحيل إلا إلى ذاتها، فإن الماركسية ترى على العكس من ذلك في وجود علاقة متينة تحكم الفلسفة والبراكسيس داخل وحدة جدلية ليست في الواقع سوى وحدة الوجود ذاته.
اذن فان الماركسية براكسيس يعتمد علي النشاط المادي و النظري معا , حيث لا ينفصل ما هو مادي عن ما هو نظري رغم التناقض الظاهر بينهما . و لذلك فالفلسفة لا يمكن ان تكون في انفصال عن ما هو اقتصادي و اجتماعي و سياسي و ثقافي بل هي تتويج لكل تلك العناصر معا .
ليست الفلسفة تأمّل إذن، وإنما هي حاصل البراكسيس. ولعل فهم الفلسفة على هذا النحو هو الذي يدفع الفيلسوف إلى الانخراط الفعلي في الواقع لمحاولة تغييره. ومن هنا بإمكاننا القول أن الفيلسوف الحقيقي أي فيلســوف البراكسيــس، هو الذي نجــده هنا، مع الطبقــة العاملــة في نضالاتــها، مــع المضطهَدين في كل العالم.
أن البراكسيس هو ممارسة تهدف إلى تغيير واقع اجتماعي يحمل تناقضاته في ذاته، والتي لا سبيل إلى تجاوزها إلا من خلال براكسيس جماعي وثوري.حيث يستلهم هذا البراكسيس فعاليته وحركيته أساسا من الطبقة التي تكمن مصلحتها في ذلك التغيير.
و علي هذا فقد وجد لابرويلا نفسة في مواجهة تيار الماركسية الارثذوكسية الذي يري الماركسية قوانين ثابتة تؤدي الي نتائج محددة . فالماركسية في طابعها النظري حسب لابرويلا هي نظرة نقدية الي الواقع و كل ما نتج عنة من فكر , و اذا فقدت الماركسية طابعها النقدي فستكون النتيجة خروجها عن التاريخ و توقفها عن فهم سيرورتة .
و يبقي السؤال دائما فيما يتعلق بفلسفة البراكسيس , هل تتحول الماركسية في النهاية الي درب من دروب البرجماتية ؟ ان لابرويلا يرفض المعرفة المطلقة بالمعني الهيجلي , كما يري ايضا ان الاشكاليات الابسمولوجية ليست سوي انعكاس للواقع الاقتصادي و الاجتماعي و لكن يبقي المثقف المرتبط بالواقع الاقتصادي و الاجتماعي و الثقافي هو اداة تفتح افق فلسفي جديد .
لقد كان عمل لابرويلا علي الماركسية يستهدف انقاذها من فخ الحتمية التاريخية الذي يحول الماركسية الي درب من دروب الغائية . فقد ادرك ان الماركسية مرتبطة بالعلوم و لكن مختلفة عنها , فلسفة تكتسب من الواقع وحدة العقل و الفعل لتصحح المفاهيم التي شوهتها النظريات التي اغفلت التاريخ .
اهم مؤلفاتة :
_مقالات في المفهوم المادي للتاريخ
_الاشتراكية و الفلسفة
_رسائل الي سوريل
_رسائل الي انجلز
توفي لابرويلا عام 1904 منسيا مهملا رغم اسهاماتة الفكرية الكبيرة للتنظير من اجل المضطهدين , فكما لم تظهر كتابات غرامشي الي النور الا بعد وفاتة التي كانت مستمدة من كتابات لابرويلا , كذلك كان اسم لابرويلا مجهولا تماما في الاوساط اليسارية .



#مارك_مجدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- باولو فريري..معلم و ثائر
- ثيودور ادورنو..صناعة الثقافة
- كارل كورش..تجديد الماركسية
- التخلف بين الاستعمار و الازمات الداخلية
- هربرت ماركيوز .. التكنولوجيا وتنميط الإنسان
- جورج لوكاتش .. الماركسية الغربية
- التعليم و اعادة انتاج المجتمع المتخلف
- الشباب و الحركة بلا تنظيم
- نظرية التربية الاسلامية و اثرها علي المنظومة التعليمية الحدي ...
- التعليم واعادة انتاج التخلف


المزيد.....




- الحوار الاجتماعي آلية برجوازية لتدبير المسألة العمالية
- الهجمة الإسرائيلية القادمة على إيران
- بلاغ صحفي حول اجتماع المكتب السياسي لحزب التقدم والاشتراكية ...
- من اشتوكة آيت باها: التنظيم النقابي يقابله الطرد والشغل يقاب ...
- الرئيس الجزائري يستقبل زعيم جبهة البوليساريو (فيديو)
- طريق الشعب.. الفلاح العراقي وعيده الاغر
- تراجع 2000 جنيه.. سعر الارز اليوم الثلاثاء 16 أبريل 2024 في ...
- عيدنا بانتصار المقاومة.. ومازال الحراك الشعبي الأردني مستمرً ...
- قول في الثقافة والمثقف
- النسخة الإليكترونية من جريدة النهج الديمقراطي العدد 550


المزيد.....

- مساهمة في تقييم التجربة الاشتراكية السوفياتية (حوصلة كتاب صا ... / جيلاني الهمامي
- كراسات شيوعية:الفاشية منذ النشأة إلى تأسيس النظام (الذراع ال ... / عبدالرؤوف بطيخ
- lمواجهة الشيوعيّين الحقيقيّين عالميّا الإنقلاب التحريفي و إع ... / شادي الشماوي
- حول الجوهري والثانوي في دراسة الدين / مالك ابوعليا
- بيان الأممية الشيوعية الثورية / التيار الماركسي الأممي
- بمناسبة الذكرى المئوية لوفاة ف. آي. لينين (النص كاملا) / مرتضى العبيدي
- من خيمة النزوح ، حديث حول مفهوم الأخلاق وتطوره الفلسفي والتا ... / غازي الصوراني
- لينين، الشيوعية وتحرر النساء / ماري فريدريكسن
- تحديد اضطهادي: النيوليبرالية ومطالب الضحية / تشي-تشي شي
- مقالات بوب أفاكيان 2022 – الجزء الأوّل من كتاب : مقالات بوب ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - مارك مجدي - انطونيو لابريولا..فلسفة البراكسيس