أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - حسن نبو - الاسلام والخلافة















المزيد.....

الاسلام والخلافة


حسن نبو

الحوار المتمدن-العدد: 5209 - 2016 / 6 / 30 - 21:01
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


المسلمون والخلافة
بعد وفاة الرسول سنة 632م تم اختيار ابي بكر الصديق اول خليفة لقيادة الجماعة الاسلامية في الجزيرة العربية وسمي العهد الجديد بالعهد الراشدي . وبمقتل الخليفة علي بن ابي طالب اخر خلفاء العهد المكور 661 م طويت صفحة الخلافة الراشدية وبدأ عهد الخلافة الاموية التي اسسها معاوية بن ابي سفيان سنة 662م وجعل عاصمتها مدينة دمشق .
وفي سنة 750 م تمكن المتحدرون من سلالة عباس عبد المطلب اصغر اعمام النبي من القضاء على الخلافة الاموية وتأسيس الخلافة العباسية على اتقاضها بعد انتصار قوات العباسيين بقيادة ابي مسلم الخراساني على جيش الامويين بقيادة نصر بن سيار في معركة الزاب .
وقد قتل العباسيون بعد الانتصار على الامويين عدد كبير جدا من الامويين .بمافيهم مروان بن محمد اخر خلفاء بني امية . استمرت الخلافة العباسية حتى سنة 1258 مالتي هاجم فيها المغول بقيادة هولاكو بغداد عاصمة الخلافة العباسية وقتلوا الخليفة المستعصم بالله مع اولاده مع عدد كبير من سكان المدينة وقضوا على الخلافة العباسية .
وادا جمعنا عدد سنوات الخلافات الثلاث نجد ان العرب المسلمين لم يعرفوا طوال 630 سنة من- ظهور الدعوة الاسلامية اي نظام حكم سوى نظام حكم الخلافة . وادا اعتبرنا ان فترة الحكم العثماني هي ايضا خلافى عثمانية كما يرى اغلب المسلمين واضفنا سنوات حكمهم البالغة اربعمائة عام الى اعوام الخلافات الثلاث يصبح عدد السنوات التي لم يعرف المسلمون خلالها اي نظام حكم سوى نظام الخلافة اكثر من الف سنة مع عدم احتساب فترة وجود الخلفاء العباسيين في ظل سلطة المماليك لأن وجودهم كان وجودا اسميا في تلك الفترة .
بعد زوال السلطنة العثمانية سنة 1924 م على اثر هزيمتها في الحرب العالمية الاولى وتاسيس دولة تركيا الحالية على يد مؤسسها مصطفى كمال اتاتورك طالب الكثير من المسلمين بانشاء خلافة اسلامية جديدة واختيار خليفة لهامن بين ملوك وامراء الدول الاسلامية ، وعقد بهدا الخصوص مؤتمر في مصر سنة 1926 م ، لكن المؤتمرالدي حضره ممثلون عن جميع الدول الاسلامية انتهى دون التوصل لأي اتفاق . وفي سنة 1928م تأسس في مصر جماعة " الاخوان المسلمون " على يد الشيخ حسن البنا ، واعتبرت الجماعة ان انشاء نظام الخلافة من اهم اهدافها . وبعد تأسيس الجماعة بعقود تأسست تنظيمات وجماعات اسلامية اخرى تسعى الى انشاء الخلافة الاسلامية . ويعد تنظيم الدولة الاسلامية داعش " الدي تأسس في العراق سنة 2006 م والدي يتبنى الفكر السلفي الجهادي ويسعى الى اعادة الخلافة الاسلامية وتطبيق الشريعة الاسلامية دستورا للدولة من اقوى واخطر تلك التنظيمات . وقد استغل التنظيم المشار اليه الظروف التي تمر بها سوريا والعراق واعلن في شهر حزيران 2014 م اقامة ما يسمى دولة الخلافة في الاراضي التي يسيطر عليها في الدولتين ،، وبايع زعيمه " ابو بكر البغدادي " خليفة لكل المسلمين .
السؤال الدي يطرح نفسه بقوة : لمادا يحلم الكثير من المسلمين بدولة الخلافة كما يطرحها الكثير من التنظيمات الاسلامية رغم استحلة تحويل هدا الحلم الى واقع ؟ وهل فعلا ان نظام الخلافة يستمد شرعيته من الشريعة الاسلامية ؟
يمكن القول ان مايدفع الكثير من المسلمين الى السعي لاقامة دولة الخلافة هو اعتقادهم ان نظام الخلافة نابع من صميم الشريعة الاسلامية وان المسلمين من خلال هدا النظام سيتمكنوا من بناء دولة اسلامية على غرار الدولة الاسلامية التي وصلت الى المغرب واسبانيا ووسط اسيا والمناطق الجنوبية من باكستان بعد مرور اقل من مائة عام على وفاة رسول الاسلام .
ولمعرفة مدى شرعية اودينية نظام الخلافة اعتقد ان استعراض اهم المحطات الرئيسية في الخلافة الراشدية التي يعتبرها المسلمون الفترة الدهبية في التاريخ الاسلامي بعد عهد الرسول سيوضح الى حد كبير مدى العلاقة بين نظام الخلافة الدي انشأه المسلمون بعد وفاة نبيهم وبين تعاليم دينهم .
بعد وفاة الرسول مباشرة سارع الانصار الى الاجتماع في سقيفة بني ساعدة دون وجود اي شخص من المهاجرين وبايعوا زعيمهم " سعد بن عبادة " للجماعة الاسلامية واستندوا في شرعيتهم للقيام بهده الخطوة على دعمهم للرسول والوقةف الى جانبه بعد هجرة الرسول اليهم هربا من اضهاد وظلم قومه وقبيلته له ولانصاره .وعندما حضر ممثلو المهاجرين ابو بكر الصديق وعمر بن الخطاب وعبد الرحمن بن عوف مع صحابة اخرين من المهاجرين واعترضوا على خطوة الانصار طالب سعد بامشاركة في القيادة قائلا للمهاجرين :( منا امير ومنكم امير ) ، لكن المهاجرين رفضوا هدا العرض ايضا واصروا ان يكون الخليفة منهم حصرا واستندوا في دلك الى انهم اول من صدقوا الرسول وامنوا به رسولا وصبروا معه على ادى قومه لهم وانهم من عشيرته وبالتالي هم الاحق بالخلافة من بعده ، وقد قال عمربن الخطاب : (من ينازعنا سلطة محمد وامارته ونحن اولياؤه وعشيرته الا مدل بباطل ومتجانف لاثم ، والله لاترضى العرب ان تؤمركم ونبيها من غيركم ) وكاد الخلاف الدي وقع بين الانصار والمهاجرين ان ينقلب الى حرب . بدليل ان عملار بن الخطاب قد قال فيما بعد ان اختيار" ابو بكر " كان سقطة وقى الله شرها .
بعد وفاة ابي بكر تم اختيار عمر بن الخطاب لللخلافة ، وكان ابو بكر قد اختاره خليفة من بعده اثناء حياته . وبعد مقتل عمر تم اختيار عثمان بن عفان خليفة بناء على وصية ابي بكرلعمر بكتاب مغلق بايع عليه المسلمين قبل وفاته . بمعنى ان ابي بكر لم يكتف بتعيين عمر بن الخطاب من بعده خليفة بل حدد طريقة اختيار الخليفة الدي سيحكم بعد عمر ايضا . لكن عمر بن الخطاب خالف وصية ابي بكر وحصر اختيار الخليفة من بعده من بين ستة من الصحابة هم : عثمان بن عفان وعلي بن ابي طالب وعبد الرحمن بن عوف وسعد بن ابي وقاص وطلحة بن عبيد الله والزبير بن العوام ، حيث اجتمع الستة المشار اليهم وفوضوا عبد الرحمن بن عوف لاختيار الخليفة من بينهم بعد ان تنازل الاخير عن المطالبة بالخلافة . واما علي بن ابي طالب الدي تولى الخلافة بعد قتل عثمان فقد بايعه الفريق الدي قتل عثمان بن عفان ، وقد تردد في بيعته عدد كبير من الصحابة كطلحة والزبير وسعد بن ابي وقاص وعبد الله بن عمر وعائشة زوجة الرسول وغيرهم ، ولم تمض اشهر حتى وقعت معركة بين قوات علي وبين انصار طلحة والزبير وعائشة في البصرة انتهت بانتصار القوات الوالية لعلي ومقتل الصحابين المبشرين بالجنة طلحة والزبير واصابة عائشة بجروح .
وتدكر المصادر الاسلامية ان عدد قتلى الفريقين بلغ اكثر من خمسة عشر الفا .
وفي دمشق رفض معاوية بن ابي سفيان الدي كان واليا على دمشق من قبل الخليفة عمر وواليا على الديار الشامية كلها من قبل عثمان ، رفض ومعه كل اهل الشام مبايعة علي بسبب تقاعس علي عن القيام للثأر من قتلة عثمان بن عفان ، وحثت بين قوات معاوية وقوات علي معركة في مكان يدعى " صفين " على الضفة الشرقية لنهر الفرات انتهت بالتحكيم بعد مقتل اكثر من عشرين الف مسلم من الطرفين حسب المصادر الاسلامية . وبسبب قبول علي بن ابي طالب بالتحكيم انشق عنه حوالي اثني عشر الفا من شيعته اطلقوا عليهم اسم الخوارج ، وقد قتل عدد كبير منهم في معركة النهروان التي جرت بينهم وبين قوات علي .
وبمقتل علي بن ابي طالب سنة 661 م انتهت الخلافة الراشدية وبدأت الخلافة الاموية التي حولها معاوية الى ملك عضوض ، اي ملك وراثي . والملك العضوض هو الملك القائم على اللم والعسف حسب معاجم اللغة .
نخلص مما ورد مايلي :
اولا - ان اختيار ابي بكر للخلافة بعد وفاة الرسول لم يكن بناء على نصوص دينية من القرآن او السنة تنظم كيفية اختيار الخليفة بعد وفاة الرسول فلو كان توجد نصوص بهدا الخصوص للجأ الجميع الى اختيار الخليفة بموجب مقتضياتها ولما كان هناك مبرر لحدوث الخلاف بين المهاجرين وبين الانصار وكاد ان ينقلب حربا .
ثانيا - ان انتماء ابي بكر لقبيلة قريش التي ينتمي اليه الرسول كان له تأثير كبير على اختاره للخلافة ، مما يعني عودة العصبية القبلية التي كانت متفشية اثناء العصور التي تسمى بالجاهلية .
ثالثا - ان اختيار كل خليفة من الخلفاء الاربعة الدين حكموا الخلافة الراشدية تم بطريق مختلفة عن طريقة اختيار الخلفاء الآخرين مما يعني ان اختيار كل خليفة تم وفقا للظروف السياسية والاجتماعية التي رافقت اختياره وليس بناء على نصوص دينية محددة .
رابعا - ان الخلافة الاسلامية يصفها المسلمون بالفترة الدهبية في تاريخ الاسلام بعد وفاة الرسول انتهت بمقتل ثلاثة من اصل اربعة خلفاء حكموا هده الخلافة على ايدى المسلمين وهم عمر وعلي وعثمان ، اضافة الى مقتل عشرات الالوف من المسلمين في الحروب التي وقعت بين المسلمين وبين المسلمين بسبب صراع كبار الصحابة على السلطة .
خامسا - ان نظام الخلافة الدي اسسته الجماعة الاسلامية بعد وفاة رسولها كان نتاج اجتهاد شخصي من المسلمين في دلك العصر الدي يكن يسمح لها بانشاء نظام آخر اكثر تطورا يجاري الانظمة الموجودة في عصرنا الحالي بسبب عدو وجود مايطلق عليه اليوم علم السياسة وعلم الاقتصاد وعلم الادارة وعلم البلوماسية التي تتأسس عليها انظمة الحكم في عصرنا الحالي .
وحتى ان افترضنا ان نظام الخلافة كان نظاما منبثقا عن روح التعاليم الاسلامية فان تطبيقه صعب جدا ان لم يكن مستحيلا في هدا العصر الدي اصبح لنظام الحكم قواعد ومقومات تختلف كلية عن مقومات وقواعد نظام الخلافة . ومن جهة اخرى فان مراكز القوة في العالم لن تسمح بمثل هدا النظام الدي سيعيد العالم الى عصر الغزوات والغنائم والسبايا وتقسيم العالم الى دار الحرب ودار السلام .
واعتقد ان ماواجهه نظام طالبان وتنظيم القاعدة ومايواجهه الآن داعش من تحديات هي خير دليل ان العالم لن يسمح بانشاء انظمة حكم تنتمي للعهود السابقة ولاتستطيع التلاؤم مع متطلبات الحياة في هدا العصر



#حسن_نبو (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- القبعة
- في كل صباح
- احتاج إاليك
- في الذكرى الرابعة لرحيل مشعل تمو
- رأيتك يوم أمس
- وجهة نظر حول اسباب الهجرة من المناطق الكردية في سوريا
- ومازلت ابحث عنك
- ليلة الجريمة
- الأحزاب الشمولية والمعارضة
- في الطريق اليك
- في وجهك
- إني أكرهك
- اللاجئون
- أنا وأنت
- إلى صديق في المهجر
- أتدرين لماذا ؟
- غيرنيكا شنغال
- سؤال وجواب
- أرجوك
- قد يحدث


المزيد.....




- قادة الدول الإسلامية يدعون العالم إلى وقف الإبادة ضد الفلسطي ...
- مئات ملايين الدولارات.. واشنطن تزيد ميزانية حماية المعابد ال ...
- بعد مظاهرة داعمة لفلسطين.. يهود ألمانيا يحذرون من أوضاع مشاب ...
- المقاومة الإسلامية في العراق تستهدف ميناء حيفا بصاروخ -الأرق ...
- يهود ألمانيا يحذرون من وضع مشابه للوضع بالجامعات الأمريكية
- المقاومة الإسلامية بالعراق تقصف ميناء حيفا الإسرائيلي بصاروخ ...
- المسيحيون الأرثوذوكس يحيون عيد الفصح وسط احتفالات طغت عليها ...
- الطوائف المسيحية الشرقية تحتفل بأحد القيامة
- أقباط مصر يحتفلون بعيد القيامة.. إليكم نص تهنئة السيسي ونجيب ...
- إدانات لإسرائيل.. إسطنبول تستضيف مؤتمرا دوليا لمكافحة العنصر ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - حسن نبو - الاسلام والخلافة