أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - عبد الخالق الكرويطي - الدين والسلطة














المزيد.....

الدين والسلطة


عبد الخالق الكرويطي

الحوار المتمدن-العدد: 5206 - 2016 / 6 / 27 - 20:02
المحور: اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم
    






إن جهاز الدولة يحاول جاهدا فرض سيطرته على المواطنين وبشتى الوسائل يعني باستغلالها لصالحه ومنها بشكل أساسي وموري الدين والتعليم، هذين المجالين المحوريين في المجتمعات أيا كانت وللدين في توظيفه لمصالحه وأقصد هنا جهاز الدولة الأثر الأكبر باعتباره سلاحا إيديولوجيا في فرض السيطرة والتمويه غالبا والقنوات التي من خلالها يمكن بسط الأفيون وذلك عبر استغلاله منها وسائل الإعلام وكذلك التعليم، هذا الأخير يحاول من خلاله نشر التنشئة الدينية، والذي يسعى من خلالها إلى نقل المعتقدات والممارسات الدينية بشكل أساسي، ذلك من خلال عمليتي التأطير وإنتاج أفراد يندمجون مع الأغلبية، عملية التلقين هذه والمستحسن أن نسميها ‘ملية الحشو، تساهم بشكل أساس في الحفاظ على المعتقد باعتبار هذا المعتقد مهيمنا داخل المجتمع، ما يفرض من جهة على الدولة أن تضعه في برنامجها التعليمي، ذلك أنه وبالحفاظ على هذا النمط من الأفراد يحافظ من خلاله على استقرار الدولة، وهذا أمر مطمئن بطبيعة الحال للجهاز، وهذا ما يجعل من الأقليات العقائدية منبوذة في الوسط الاجتماعية، ونخص بالذكر الفئة اللادينية، أو ما يصطلح عليها الفئة الملحدة هذه الفئة التي تحاول بشكل عقلاني أن تمنطق الأمور مع ما يتماشى والعقل البشري، ما يجعلها تشكل تهديدا للدين الذي يشكل عطب الرحى في عملية التمويه والتخدير إلى جانب وسائل الإعلام من خلال ما يفرض عليهم من رقابة، ما يجل أفراد المجمع يخضعون باسم الدين إلى كل القيم الأخلاقية ويمتثلون لها، ما يجعله يحافظ بشكل أو بشكل آخر على النسق الاجتماعي والحفاظ على ترابطه. أي انتاج نمط ثقافي يرسخ مفهوم معيار العقاب والزجر عند المخالفة والمكافئة عند الامتثال، ما يعطي بعدا استقراريا ومحافظا. ويمكننا اسقاط هذا على الواقع.
ومادة التربية الاسلامية في المغرب تعد من المواد التي تعكس التصور العقائدي المهيمن في الدولة، وذلك ما نجده في دستور 2011 الذي يعتبر الديانة الاسلامية هي الديانة الرسمية للبلاد وأسطر على مفهوم الرسمية، لكن سنناقش التسمية (التربية الاسلامية) والتي أثارت جدلا في الوسط الاجتماعي، ما جعل الملك يأمر التدخل فيما يخص هذا الأمر، وهو أمر ضابطه سياسي أكثر مما هو ذو ارتباط أيديولوجي.
ما يهمنا في الأمر هو عملية التلقين أكثر مما هو متعلق بالتسمية، أي أن عملية التلقين هذه تؤسس مفاهيم الدينية باعتباره مفاهيم مقدسة غير قابلة للنقاش، إنتاج أجيال لا تعتد بعملية النقد وإعمال التفكير، وهذا ما نرصده من خلال الأحكام القيمية التي يصدرها المجتمع في كل من يخالف القاعدة أو يحاول ذلك، نجد كمثال حي الطائفة الشيعية داخل المجتمع المغربي تعتمد مرتكزا لها الدين الاسلامي، أي أن السنيين والشيعيين، يستقون من نفس المنبع أسسهم الأيديولوجية، ما عدا اختلافات في أحكام معينة، وكل توجه يبرر بمنطقه، فنجد أن جهاز الدولة المغربي يحاول جاهدا بتر هذا النمط الطائفي الذي يعتبر دخيلا على المجتمع، ويبقى السؤال هنا، بما أن الدولة المغربية دولة تقر بأنها إسلامية وأن الشيعة في آخر المطاف يستقي أفكاره من القرآن أي أنه توجه اسلامي فلماذا هذا الرفض لهذه الطائفة؟
خلاصة القول أن استغلال السلطة للدين، هو استغلال يطمح في آخر المطاف إلى انتاج أجيال تولي أهمية كبرى للأحكام القيمية الجاهزة دون إعمال منطق النقد لأن هذا يشكل تهديدا حقيقيا على جهاز الدولة، وحقيقة القول أن الدين أفيون الشعوب إذا تم إستغلاله، أي خلط المقدس بالمدنس.



#عبد_الخالق_الكرويطي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- زرقاء اليمامة: قصة عرّافة جسدتها أول أوبرا سعودية
- دعوات لمسيرة في باريس للإفراج عن مغني راب إيراني يواجه حكما ...
- الصين تستضيف محادثات مصالحة بين حماس وفتح
- شهيدان برصاص الاحتلال في جنين واستمرار الاقتحامات بالضفة
- اليمين الألماني وخطة تهجير ملايين المجنّسين.. التحضيرات بلسا ...
- بعد الجامعات الأميركية.. كيف اتسعت احتجاجات أوروبا ضد حرب إس ...
- إدارة بايدن تتخلى عن خطة حظر سجائر المنثول
- دعوة لمسيرة في باريس تطالب بإلإفراج مغني راب إيراني محكوم با ...
- مصدر يعلق لـCNNعلى تحطم مسيرة أمريكية في اليمن
- هل ستفكر أمريكا في عدم تزويد إسرائيل بالسلاح بعد احتجاجات ال ...


المزيد.....

- الديمقراطية الغربية من الداخل / دلير زنكنة
- يسار 2023 .. مواجهة اليمين المتطرف والتضامن مع نضال الشعب ال ... / رشيد غويلب
- من الأوروشيوعية إلى المشاركة في الحكومات البرجوازية / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- عَمَّا يسمى -المنصة العالمية المناهضة للإمبريالية- و تموضعها ... / الحزب الشيوعي اليوناني
- الازمة المتعددة والتحديات التي تواجه اليسار * / رشيد غويلب
- سلافوي جيجيك، مهرج بلاط الرأسمالية / دلير زنكنة
- أبناء -ناصر- يلقنون البروفيسور الصهيوني درسا في جامعة ادنبره / سمير الأمير
- فريدريك إنجلس والعلوم الحديثة / دلير زنكنة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - عبد الخالق الكرويطي - الدين والسلطة