أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - عبد الجليل بوصيري - الذكرى الستينية لإنتفاضة السلطان محمد الخامس و إداعة صوت العرب و الإعلام المصري















المزيد.....

الذكرى الستينية لإنتفاضة السلطان محمد الخامس و إداعة صوت العرب و الإعلام المصري


عبد الجليل بوصيري

الحوار المتمدن-العدد: 5206 - 2016 / 6 / 27 - 01:36
المحور: الصحافة والاعلام
    



يلعب الإعلام دورا هاما في توجيه و أدلجة المجتمع في الماضي و الحاضر ، إنتفاضة السلطان محمد بن يوسف رحمه الله صاحبتها ثورة إعلامية بقيادة إداعة صوت العرب التي كانت تلعب دور المحرك و المعبئ للجماهير العربية
لتصدي لقوى الإستعمار الغاشم

إداعة صوت العرب و الشعب المصري في نفس اليوم الذي نفي فيه سلطان
المغرب أعربوا عن حزنهم الكبير ، فكل شرائح المجتمع المصري تضامنة مع نفي السلطان فنانين و علماء دين ومثقفين ...
لقد كان الشعب المصري هو السند الأول في الدول العربية الذي ناصر القضية المغربية وهذا دليل على مدى تجدر علاقات الحب و الإيخاء مابين الشعبين و
إن لكل حدث في التاريخ صناعه و فنانينه و مهندسيه اللذين أبدعوا في صنعه و لكل حدث في التاريخ أيضا أبطاله ، لكن على المستوى الإعلامي فقد كان هناك بطل واحد إنتفض بصوته الشجي و بجرئته المعهودة إنه بطل إداعة صوت العرب " أحمد سعيد "صوت رنان عظيم كان المراكشيون يستمعون له
و لكلماته التي تربي الروح الوطنية في القلوب رغم المنع و التضيق فالراديو في تلك المرحلة الإستعمارية كان جرما .

أحمد سعيد الذي لم يكن يترك حدثا صغيرا أو كبيرا في المغرب أو العالم العربي إلا وذكره في الإداعة بطريقة إحترافية وتحريضية ضد المستعمر ، وللعلم فقط فإن إداعة صوت العرب في بدايتها كانت جريدة ورقية تصدر في القاهرة و تفرق عبر العالم تم منعها من الدخول إلى المغرب من طرف السلطات الفرنسية لتتحول بعد ذالك إلى أمواج إداعة تقوم بدور طلائعي مقاوماتي حقيقي لتوعية الشعوب المستعمرة قصد نصرت الشعب المغربي ،زلزال إعلامي أحدثه أحمد سعيد للتضامن مع سلطان المغرب.
.
لقد ناضل الإعلام المصري لنصرت القضية المغربية وكذالك الشعب المصري وفي مقدمته صحافته التي كانت وفية للقلم و لكلمة الحق و ناضل أيضا علماء مصر و فنانيها ورجال الدين كما سبق القول في أعلى المقال ، إن شعب مصر كريم يعتز بسلطان المغرب على الرغم من بعض الدسائس التي كانت تعكر صفو جو العلاقات المغربية المصرية على المستوى الديبلوماسي و السياسي ، لكن أوصر التضامن و المحبة كسرت ما تصنعه المصلحة السياسية ، وهذا واضح من خلال موقف الرفض الذي تبناه رجالات مصر الوطنيون و الشرفاء من نفي سلطان المغرب و إضطهاد البلاد و العباد من طرف المحتل الفرنسي و إستبدال الحاكم الشرعي بأخر مزيف لا أصل له و لا تاريخ له ، جاء كبديل على الشرعية و الأصل بهدف تزيف التاريخ و الإلتواء عليه ، بشكل صريح و مباشر كانت العريضة التي قدمها المصريون ضد السلطان المزيف " بن عرفة " التي جاء في نص مضمونها عودة سلطان البلاد توضح ما مدى وفاء شعب مصر .
إداعة صوت العرب و الإعلامي الكبير المتميز صاحب الصوت الرنان المتميز "أحمد سعيد " فما زلت أذكر صوته جيدا حيث يقول " أيها المراكشيون الأحرار صوت العرب منكم و إليكم... فإنتفضوا ضد المستعمر الفرنسي الغاشم ... إنتفضوا حتى يعود إلى عرشه سالما السلطان محمد الخامس و عائلته للمغرب "
كنا نحن وعدد من المغاربة نمشي مسرعين إلى المدياع على الساعة الرابعة حتى يتسنى لنا الإستماع إلى ما يقوله احمد سعيد ، رغم أن جهاز الراديوا في تلك المرحلة كان جريمة قد يسجن بسببه المواطن المغربي ، وسأروي لكم حدثا عايشته لما كنت في السجن كان معي مغاربة سجناء وجنحتهم هي الإستماع إلى أحمد سعيد على الراديو "إداعة صوت العرب " .

و لحفظ الذاكرة فقط ، فمن كان يرأسه المكتب المغرب العربي للإداعة في تلك المرحلة هو عبد الكريم الخطابي
و دعوني لأكون صريحا و إياكم هذا التكليف الذي كلف به الخطابي كان بغرض توريطه حتى يستمر في نضاله و يستكمل دفاعه عن القضية المغربية . لقد قام عدد من نخبة مصر و بتنسيق مع علال الفاسي في إعداد عريضة الرفض ضد المتأمرين على نفي سلطان المغرب ، تضمنت هاته الأخيرة كلاما جريئا رافضا لكل أشكال الإضطهاد إنه التضامن العربي الإسلامي

لقد كانت إداعة صوت العرب على علم بكل ما كان يجري بالمغرب ومدينتي الغالية القنيطرة فعندما كنا نرسل برقية الغضب للأمم المتحدة نعبر من خلالها عن رفضنا المطلق لنفي سلطان البلاد ، كانت صوت العرب هي السباقة في نشر الخبر هي و الإعلام الدولي كالبيبيسي و طاس ، إن الإعلام المصري في تصوري كان أفضل حالا من يومنا هذا لانه كان يتمتع بالمصداقية و السرعة و الدقة في الخبر ، وعلى سبيل المثال مجموعة من الأحداث التي قامت بها مجموعة من المقاومين بمدينة القنيطرة نصف ساعة بعد وقوعها يتم بثها على أمواج إداعة صوت العرب حيث قال أحمد سعيد " بشرى بإسم الله مجراها ... الشعب المغربي دشن أول عملية فدائية في مدينة القنيطرة و هو نسف السكة الحديدية للقطار المتوجه من الدار البيضاء إلى وهران ..." و قد قام بتهنئة الشباب القنيطري عما قاموا به مباشرة بعد ثلات أيام من نفي سلطان البلاد ...
صوت العرب كان صوت الملايين من أمتنا الإسلامية لانه كان يتطرق لهموم الشعوب ضد نهاب الشعوب من المستعمرين .
إن المغاربة ليسوا وحدهم من ناضلوا من أجل عودة السلطان و إستقلال الوطن ، بل إلى جانب النضال الإعلامي الذي قاده أحمد سعيد كان هناك نضالا سياسي و ديبلوماسي قاده الأمير فيصل أنذاك حيث كان سفيرا في القاهرة ، الأمير فيصل بن عبد العزيز رجل ليس كباقي الرجال دعم المقاومة المغربية ماديا ومعنويا جازاه الله عما فعله

كما لا ننسى الرجل السياسي و العسكري الماريشار محمد نجيب وهذا الشخص الذي تم تجاهله قصدا الباحثين في التاريخ لأن التاريخ يكتب بقلم المنتصر و أصحاب القوة و النفوذ ، ففي سنة 1953 تزامن نفي السلطان بتواجد محمد نجيب في الحرم المكي فلما تم إبلاغه بخبر نفي السلطان محمد الخامس رحمه الله في نفس اليوم قام بدعوة الحشود المتواجدة هناك للدعاء لسلطان المغرب


وإلى جانب محمد نجيب هناك أيضا صلاح دين باشا هذا الرجل الذي دافع عن المغرب و وقف موقف الرجال في الأمم المتحدة فقد كان يتحمل مسؤولية وزارة الخارجية في عهد الملك فاروق الأول ، و عندما وقع الإنقلاب على الملك كان جمال عبد الناصر يحاول الإنتقام من عزام إلا أن تدخل الحسن الثاني رحمه الله ، لإستعطاف جمال عبد الناصر لفك ضيقة محمد صلاح دين باشا هكذا هو المغرب بار بمن أحسن إليه .

ولن ينسى شعب المغرب عزام باشا مؤسس الجامعة العربية وقد شارك في حروب كثيرة ضد الصرب في صفوف العثمانين وحارب الإنجليز مع أحمد الشريف السنوسي و الفرنسين و الطليان ،لا يمكن ان يذكر عبد الرحمن عزام دون أن تذكر الجامعة العربية كماان جيلنا الذي شهد مولد الجامعة العربية ونشاتها لايمكن ان يذكرها دون أن يمر بخاطره ظل تلك القامة المديده والهامة العالية والسواعد الطويلة التي ترسم امامه صورة عبد الرحمن عزام باعتباره صاحب فكرة إنشاء تلك المنظمة الدولية واول امين عام لها

و إلى جانب مصر و السعودية هناك باكستان التي وهبت جنسيتها لأحمد بلافريج ليدخل مع الوفد الباكستاني للأمم المتحدة للدفاع عن المغرب أحسن دفاع وسبب ذالك هو ان مقر الأمم المتحدة في تلك المرحلة كان بفرنسا وبلافريج كان مناضلا مغربيا مرفوضا و مغضوب عليه من طرف السلطات الفرنسية
لهذا تم وهبه الجنسية الباكستانية حتى تسنى له الدخول و الترافع عن المغرب في الأمم المتحدة .

هذا التاريخ المجيد الذي انكره الكثيرون لأنهم يحبون ويعشقون أن يسمعوا ما يحبون و ما تهواه أنفسهم وما إستقرت عليه أهوائهم ، إن الجامعات لا المصرية و لا المغربية اليوم كما المؤرخين و الباحثين في التاريخ يتناسون و لا يتناولون في أبحاثهم الأكاديمية هذا التاريخ المجيد ، وهذا أمر مرفوض فالتاريخ لن يغفر ذالك
فمن واجب الجامعة اليوم لا المغربية و لا المصرية أن تفتح الأبواب المقفولة للنبش في هذا التاريخ العظيم و إخراجه من قعر البئر إلى الوجود ، لقد تحولت جامعاتنا من مؤسسات تنتج لنا الباحثين إلى مؤسسة لإنتاج أبحاث تسيء لتاريخنا بل إنه الهوان و التطبيع مع أعداء الوطن بتناول مواضيع تضرب في عمق تاريخنا المليء بالقيم و المبادئ و النخوة ، إنني عبر هذا المقال أحاول أن أرسل رسالة إلى من يهمه أمر الثقافة و الأبحاث الثقافية ، نقبوا جيدا في تاريخنا المنسي كي لا يحاسبنا التاريخ نفسه كما الأجيال القادمة ، فمن لا ماضي له لا حاضر له .

هذا المقال هو نداء تجديد عهد الصداقة و الإيخاء المصري المغربي ، وجب الإحتفاء بمثل هاته الشخصيات التاريخية قصد حماية الذاكرة الوطنية لأنها في خطر ...





#عبد_الجليل_بوصيري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تأملات بوصيري عبد الجليل بين ماضي القنيطرة وحاضرها


المزيد.....




- مصور بريطاني يوثق كيف -يغرق- سكان هذه الجزيرة بالظلام لأشهر ...
- لحظة تدمير فيضانات جارفة لجسر وسط الطقس المتقلب بالشرق الأوس ...
- عمرها آلاف السنين..فرنسية تستكشف أعجوبة جيولوجية في السعودية ...
- تسبب في تحركات برلمانية.. أول صورة للفستان المثير للجدل في م ...
- -المقاومة فكرة-.. نيويورك تايمز: آلاف المقاتلين من حماس لا ي ...
- بعد 200 يوم.. غزة تحصي عدد ضحايا الحرب الإسرائيلية
- وثائق: أحد مساعدي ترامب نصحه بإعادة المستندات قبل عام من تفت ...
- الخارجية الروسية تدعو الغرب إلى احترام مصالح الدول النامية
- خبير استراتيجي لـRT: إيران حققت مكاسب هائلة من ضرباتها على إ ...
- -حزب الله- يعلن استهداف مقر قيادة إسرائيلي بـ -الكاتيوشا-


المزيد.....

- السوق المريضة: الصحافة في العصر الرقمي / كرم نعمة
- سلاح غير مرخص: دونالد ترامب قوة إعلامية بلا مسؤولية / كرم نعمة
- مجلة سماء الأمير / أسماء محمد مصطفى
- إنتخابات الكنيست 25 / محمد السهلي
- المسؤولية الاجتماعية لوسائل الإعلام التقليدية في المجتمع. / غادة محمود عبد الحميد
- داخل الكليبتوقراطية العراقية / يونس الخشاب
- تقنيات وطرق حديثة في سرد القصص الصحفية / حسني رفعت حسني
- فنّ السخريّة السياسيّة في الوطن العربي: الوظيفة التصحيحيّة ل ... / عصام بن الشيخ
- ‏ / زياد بوزيان
- الإعلام و الوساطة : أدوار و معايير و فخ تمثيل الجماهير / مريم الحسن


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - عبد الجليل بوصيري - الذكرى الستينية لإنتفاضة السلطان محمد الخامس و إداعة صوت العرب و الإعلام المصري