أركان وعد ألطائي
الحوار المتمدن-العدد: 5203 - 2016 / 6 / 24 - 23:52
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
((( المملكة المتحدة البريطانية و الاتحاد الأوربي )))
اليوم كان حدث تأريخي و مهم في اوربا و يعد كصدمه للمجتمع الاوربي بشكل عام وهو خروج بريطانيا من الاتحاد الاوربي و ذلك بعد ان انضمت اليه في سبعينيات القرن الماضي و بالتحديد في سنة (1973م) و خرجت من هذا الاتحاد عن طريق الاستفتاء الذي شهدته بريطانيا و بشكل ديمقراطي و الذي كانت نتيجته برغبة و ارادة 51.9% من الشعب بالخروج من الاتحاد و ذلك رغم معارضة اسكتلندا على الخروج و ربما يدفعها هذا الشيء الى ان تقوم بأجراء استفتاء هي ايضا للأنفصال عن بريطانيا و ذلك لأنها ترى بأن مستقبلها يكون افضل مع الاتحاد الاوربي . و هذا بعد ان كانت هنالك جهات خفيه و علنية لأحزاب و اتجاهات متعددة في بريطانيا تدعوا الى خروج بريطانيا من الاتحاد الاوربي و تحقق لها ذلك رغم معارضة رئيس الوزراء البريطاني (ديفيد كاميرون) واحزاب اخرى و المؤيدين للخروج كانوا احزاب اليمين المتطرف .و حيث ان هذا الخروج سوف يحرك اليمين المتطرف الى الدعوة الى الاستفتاء للخروج من الاتحاد الاوربي في كل الدول الاعضاء في هذا الاتحاد و خاصة اليمين المتطرف في الاحزاب في فرنسا و هولندا. و سوف يؤدي هذا القرار المتخذ على اساس الاستفتاء الى خلق انقسام حاد بين الاحزاب في بريطانيا و خلق اجواء من التوتر بين الاحزاب في الدول الاخرى الاعضاء في الاتحاد الاوربي .بينما يرى البعض الاخر و من الذين كانوا مؤيدين لخروج بريطانيا عن الاتحاد الاوربي بأن هذا الخروج هو انتصار للمواطن البريطاني العادي على السياسات و الشركات و البنوك الكبرى .
و يبدو ان خروج بريطانيا من الاتحاد الاوربي (EU) يعد خطرا على الوحده الاوربية و هو بداية لتفكك هذا الاتحاد و ذلك لأن بريطانيا تعتبر من القوى الكبرى في هذا الاتحاد و في كافة الجوانب الاقتصاديه و السياسية و العسكرية و التجاريه و ان خروجها سوف يؤثر على اقتصاد العديد من الدول الاعضاء في هذا الاتحاد .
و انه كل من (فرنسا و بريطانيا و المانيا) كانت تشكل قوه ثلاثية في الاتحاد الاوربي و الان و بخروج بريطانيا اصبحت تلك القوة ثنائية (المانيا و فرنسا) فقط و كون فرنسا هي مؤسسة هذا الاتحاد الاوربي لا ترغب بأن تخرج أية دولة عضوة من هذا الاتحاد و سوف يؤدي خروج بريطانيا من الاتحاد الاوربي الى احداث زلزال اقتصادي قوي و تدهور الاقتصاد الاوربي و تدهور القيمة المالية و النقدية لليورو الاوربي . حيث ان بريطانيا كانت تقدم حوالي (10 مليار يورو) للأتحاد الاوربي سنويا و بخروجها سوف تتحمل كل من المانيا و فرنسا و باقي الدول الاخرى الاعضاء الى دفع الحصة التي كانت مخصصة لبريطانيا و لكن المانيا و فرنسا كونهما الرائدتان في الاتحاد الاوربي ستدفع و تقدم الحصة الاكبر أي ان الدول الاعضاء ستكون مجبره على زياده حصصها.و سيكون هذا الخروج البريطاني خسارة بالنسبة لألمانيا و فرنسا بالدرجة الاولى و خاصة من الناحيه الاقتصادية و السياسية و ذلك لكون تعد بريطانيا شريكا اوربيا لفرنسا في مجلس الامن التابع لمنظمة الامم المتحدة و رغم ذلك ستنفرد المانيا كأكبر قوة في الاتحاد و تليها فرنسا. ولكن خروج بريطانيا من الاتحاد الاوربي لن يؤثر على عضويتها في حلف الشمال الاطلسي (الناتو) و ستبقى حليفا قويا في الناتو رغم خروجها عن الاتحاد الاوربي.
و ان اسباب خروج بريطانيا من الاتحاد الاوربي يرجع الى قضايا عديده منها (الهجره و النمو و السيادة و الأمن و التجارة و الاقتصاد و الارهاب) و قضايا اخرى كانت السبب في خروج بريطانيا من هذا الاتحاد .
و يبدو ان الاتحاد الاوربي سوف يتخذ اجراءات شديدة و معقده للدول الاعضاء التي ترغب في الخروج من هذا الاتحاد لأنه سوف يؤدي الى تهديده بالتفكك و يكون في خطر لذلك سوف يلجأ الاتحاد الاوربي الى وضع اجراءات قانونية معقده جدا لأي دوله اخرى تريد الخروج من هذا الاتحاد.
وخروج بريطانيا سوف يدفع اسكتلندا الى الدعوه الى اجراء استفتاء للأنفصال هي ايضا عن بريطانيا و ذلك لأنها لا تريد ان تنفصل عن الاتحاد الاوربي أي ان اسكتلندا ترى بأن مستقبلها مرتبط بمستقبل الاتحاد الاوربي و انه سوف يكون هنالك تداعيات و تغيرات مستقبلية كبيره أتيه. و ستضعف منظومة الاتحاد الاوربي سياسيا و اقتصاديا اذا ما انسحبت دول اخرى من هذا الاتحاد.
بقلم: أركـان وعــد الـــطائي
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟