أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - توفيق آلتونچي - في اللغة و التطرف القومي (المقدمة 1:6 )















المزيد.....

في اللغة و التطرف القومي (المقدمة 1:6 )


توفيق آلتونچي

الحوار المتمدن-العدد: 5203 - 2016 / 6 / 24 - 15:16
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


(المقدمة 1:6 )

تمهيد
هل يا ترى سترى نهاية العالم بيد القوميين المتطرفين والعنصرين ؟ يذكرنا رائد علم الاجتماع العراقي الدكتور علي الوردي حقيقة مفادها : ان الناس يطلبون العدل وحين ينالونه يمنعوه عن الاخرين . القومية في تعريفها الموسع هي انتماء الى قوم معين عرقيا، ثقافيا و اجتماعيا فنحن حين نقول انا عربي نريد بذلك ان نعطي للمخاطب صورة لهويتنا وبكون انتمائنا القومي ،الثقافي واللغوي لقوم يسمون عربا. الانتماء القومي غير محدد بحدود دولة وطنية او عدده دول بل هي عالمية في جميع انحاء الكوكب الارضي ولها شمولية زمنية ومكانية. الملاحظ دوما وجود جمع و خلط بين الوطنية والقومية وهما مصطلحان بمفهومين مختلفين تماما فالوطن مفهوم جغرافي وملك للجميع دون تميز قومي "باترياتيزم" اما القومية "ناسيوناليزم" فهي تخص قوم معين وأحيانا شعب دون اخر وقد يتواجد ابناء قوم ما في معظم دول العالم. الشعور القومي يتربى عليه البشر في اعمار ندية وهم اطفال وكذا هي بالنسبة للأفكار الديمقراطية التي تقبل التنوع والتعددية الفكرية والتسامح وقبول الاخر المختلف. فنحن جميعا كبشر ننتمي الى عالم واحد ومصيرنا مرتبط بديمومة واستمرارية الحياة على هذا العالم. الشعب قد يتكون من قوميات عديدة كما عليه مثلا الشعب السويسري وحتى العراقي.نحن كذلك لا نختار قوميتنا عند ولادتنا ولا نختار انتمائنا الديني والعقائدي. هذا الانتماء مقرون بالثقافة والأعراف والتقاليد والبيئة ومجمل الارث الثقافي الديني والاجتماعي وحتى الملبس ، الزى ألقومي ، وكذلك باللغة التي نتحدث بها اي العربية ولكن اللغة من ناحية اخرى لا تعتبر دوما عاملا اساسيا في الانتماء القومي. حيث نرى ابناء المهاجرين من العرب في الغرب لا يتقنون العربية هم وأبنائهم ولكنهم لا يزالون عربا. نرى كذلك بان ما يقارب من المليار من البشر يتحدثون اليوم بلغات لا ينتمون قوميا اليها بل ثقافيا. الانكليزية والاسبانية و البرتغالية والفرنسية والعربية والفارسية والتركية بعض امثلة على تلك اللغات التي انتشرت في بقاع الدنيا عن طريق الاحتلال والانتداب و الفتوحات والغزوات الاسلامية.
لا ريب ان النازية ومؤسسها "ادولف هتلر" لم يكن يعتبران اللغة الالمانية اساس للانتماء الى العرق الالماني حيث كان يستشهد بأحد الاساتذة اللغويين في جامعة برلين بكونه يهوديا رغم انه احد فطاحل اللغة الالمانية وعالما لغويا. ويمكن ذكر العديد من اللغويين العرب ممن ينتمون الى اصول غير عربية كذلك. سآتي لاحقا الى تفاصيل اخرى حول النازية وتوجهات القومية والعنصرية لقادتها كمثال لما قد يؤدي الى نتائج كارثية على البشرية حين تسود الفكر والتطرف القومي السلبي احد المجتمعات. تجدر الاشارة ها هنا بأنه ليس من المعيب الانتماء الى قوم ما والتفاخر بمجد الامة والأجداد الكرام لكن المؤسف ان تتحول الى فكرة مركزية لحزب يقود البلاد ويحكم على ضوء تلك الافكار تنهي بالبلاد والعباد الى الهلاك. صراع الفكر القومي اتخذ دوما جبهات مختلفة وغير ائتلافه بصورة جذرية حسب قاعدة " الغاية تبرر الوسيلة" وحسب مصالحه الانية فهادن الفكر السياسي الاسلامي تارة ثم حاربته وكذا بالنسبة للفكر اليساري الشيوعي فقد دخل معهم في جبهات وطنية ثم انقلب عليهم وهذا كان ديدنهم مع الفكر القومي المخالف لقوميتهم كما نرى في مهادنه شاه ايران السابق لضرب الحركة الوطنية الكردية في العراق و في تركيا وسوريا. ونرى ان الفكر القومي كان له نظرة غير دينية في بداياتها ثم اخذ منحى طائفيا فاختار طائفة السنة في العراق والطائفة العلوية في سوريا .
نظرة الى الاحزاب القومية العنصرية في الشرق والتي انتهت الى جلب الماسي لشعوبها في مصر وسوريا ولبنان والعراق وتركيا قاصرة. لم تتمكن من الوصول الى سدة الحكم لحد الان في ايران حيث كان مهدي بازركان، ترأس الحكومة بعد سقوط الشاه لفترة قصيرة، يقود تلك الافكار وينادي به رغم انتمائه العرقي التركي فهو كان متعصبا للقومية الفارسية معتبرا كل من تكلم اللغة الفارسية ، فارسيا فيما يسمى ب "بان ايران" . نفس هذا التوجه كان عند القومين العرب حيث اعتبر كل من تكلم وانتمى الى الثقافة العربية عربيا متناسين تماما ما لدور الدين وتأثيره في الانتماء الثقافي للبشر وكون العبادات والطقوس الدينية جميعها بالعربية للمسلمين في كافة انحاء الدنيا.
التطرف القومي لا يتواجد فقط بين حاملي فكر سياسي واحد او اتجاه حزبي واحد فهذا الشعور قد يتواجد بين حاملي العقائد السياسية في الحركة اليسارية العلمانية والدينية والحركة اليمنية بكل اتجاهاتها. القومية ليست كذلك كيانا سياسيا او اجتماعيا غير متغيرا فهناك شعوب عديدة تتكلم بلغات كان اجدادهم يجهلونها تماما كما هي في المتحدثين باللغة الانكليزية والعربية والاسبانية والبرتغالية والتركية والفارسية ولغات اخرى كثيرة. الادهى من ذلك قد تكون تلك اللغات لغة المستعمر والمحتل.
تجربة الدولة القومية مشروع فاشل اينما طبق في الغرب والشرق وحيثما جرى تطبيقه عبر التاريخ. انها حركة عدائية تفرض افكارها باستخدام الشدة والعنف والإرهاب وتقبل الاحتلال واستخدام جميع الاساليب من اجل الوصول الى اهدافها. القومية السلبية تعتبر وجود القائد الضرورة حاجة ضرورية وتعتمد على الكذب والدجل في اعلامها وتقدس الماضي وأساطيرها ورجالها متخذا اعلاما ورايات ورموز تقدس فيما بعد كما تؤثر استخدام الطيور الجارحة والحيوانات المفترسة في شعاراتها.
ان معظم التجمعات البشرية تعددية التركيب منذ وجود البشر على الثرى ونحن كبشر اختلطنا تصاهرنا وتزاوجنا جميعا وفي النتيجة تكون مجتمع اليوم في نسيج سكاني جديد في المجتمعات البشرية كنتيجة للحوار الحضاري بين شعوب وأقوام الارض جمعاء.
في الاسطر القادمة سأحاول الخوض في موضوع اللغة والتطرف القومي ،العرقي و العنصري بصورة عامة ابدأها بالمقدمة كتمهيد للموضوع وابواب متلاحقة انشرها تباعا. محبذا تبسيط الموضوع وعدم الخوض في هيكلة المادة اكاديميا كي تصل الفكرة للجميع. اللغة مجرد اداة للتخاطب والتواصل بين البشر وقد يتعلم المرء لغة غير لغة قومه بل ينسى تماما لغته الاصلية لكنه يبقى ينتمي الى لغة القوم عرقيا. هذا الموضوع بحد ذاته حساس وعاطفي ويمس شعور الناس فمنهم من سيعادى ومنهم من يهادن وآخر يساير ويؤيد مسعاي ولكل هؤلاء كامل تقديري واحترامي لفكرهم وتصورهم و "كل قوم بما لديهم فرحون" . استثني في المادة هذه الحديث عن التطرف الديني والإرهاب على امل الكتابة لاحقا حول الموضوع ومدى ارتباطه من الناحية العملية والأسلوب بالتطرف القومي خاصة في المجتمعات الاوربية .

الحراب العثمانية في متحف فينا شاهد على الغزو العثماني للمدينة (مع الاسف لا يمكن مشاهدة الصور في الموقع)
المحتويات:
المقدمة - انظمة الحكم وتطبيقات الافكار القومية - المنهل التاريخي - الاحتلال العسكري والاحتلال الثقافي - دور الحالة ألاجتماعية التعليمية والاقتصادية - الارث الثقافي و دور الاعلام - المهاجرين وتزايد المد القومي في الغرب - التطهير العرقي والانسلاخ القومي - التغير المستمر و ملائمة الظروف.






ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الاديب عطا ترزي باشي والرحيل بصمت


المزيد.....




- ترامب مشيرًا إلى وجود شار محتمل لـ-تيك توك-: مجموعة من الأثر ...
- شابة تتعرض لهجوم مفاجئ في مياه عكرة نسبيًا على شاطئ بأمريكا. ...
- هذا المطوّر ابتكر تطبيقًا لمكافحة ممارسات ضباط الهجرة والجما ...
- قطاع المتاحف في السودان: خسائر فادحة جراء السرقات والتدمير ا ...
- تكنو
- قادر على رصد الصواريخ فرط صوتية وبالونات التجسس: ما هو رادار ...
- إيران: أكثر من 900 قتيل خلال الحرب وطهران تندد بالسلوك -الهد ...
- إيران تكشف عدد قتلى الهجمات الإسرائيلية خلال حرب الـ12 يوما ...
- مسح شامل للبشرة لرصد المشاكل وتقديم الحلول
- -لمحاسبة إسرائيل وأمريكا-.. إيران تُطالب بضمانات للعودة إلى ...


المزيد.....

- الوعي والإرادة والثورة الثقافية عند غرامشي وماو / زهير الخويلدي
- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - توفيق آلتونچي - في اللغة و التطرف القومي (المقدمة 1:6 )