أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - إحسان شرعي - قبل تتزوج هلين عنتر ...رسالة الى من يهمها الأمر














المزيد.....

قبل تتزوج هلين عنتر ...رسالة الى من يهمها الأمر


إحسان شرعي

الحوار المتمدن-العدد: 5203 - 2016 / 6 / 24 - 10:42
المحور: كتابات ساخرة
    


عندما أشاهد أو أسمع عن زواج عربي بأجنبية أضع على وجهي نفس علامات الإستغراب والدهشة وأقول كيف تتزوج هلين من عباس أو جكلين من عنتر؟
إن بدا لك أنه يلبس قميصا يحمل علامة بولو أو شاهد معك مباراة ريال مدريد، وإن جاء لإحتفال عيد ميلادك بهدية مغلفة بغلاف أحمر وشريط زهري، وإن شاهدته يشرب الكولا والببسي.. فاعلمي يا مخدوعة أنك تزوجت الشنفرى الذي يردد تحت الدش شعر الصعاليك، وأنه مازال يسجد للجسد ويحلم باثنين وسبعين حورية ينكحهن بحضورك.. فرمال الصحراء وهبوبها ما تزال تحكم عقله، مازال يفكر في اقتناء جارية، ومستعد ليصارع أربعين سنة من أجل ناقة فقط ليثبت أن قبيلته الأفضل، مازل يؤمن بالخرافة، والعين، والفأل، ويتطير من رؤية هر أسود مع بداية اليوم. لايزال مستعدا ليحارب.. ويحارب.. ويحارب من يقول أنك انسان له عقل. مازال يعتبر نهدك ملكا لقبيلته، وسرتك ملكا لقبيلته، وضحكتك المكتومة شر. فكيف ينجح زواج الشاي الإنجليزي على الساعة الخامسة ببول البعير؟ وكيف يتساوى الشنزيليزي بمضارب بني هلال، ومشاهدة فيلم سينمائي في الهواء الطلق أو سماع سمفونيات باخ ومزار مع تحريم قرع الطبل؟ كيف تتساوى الأوبرا مع أهازيج الحروب؟ و كيف يتزوج حفيد تأبط شرا بحفيدة موليير: فلايمكن أن تغنى المعلقات على ايقاعات بتهوفن.
ثقافتك التي لطفتها سنوات الجري وراء الحقوق والمساواة جعلتك تحسبين أن عنتر وريشارد متشابهان، وأن عنتر سيهديك باقة ورد، ويحضر ولادة الوليد الأول، ويمسك يدك اليمنى ويتألم معك ويسميه مرسيل.. خدعتك ثقافتك للمرة الألف، فدماء الغزوات ما تزال على سيفه لم تجف بعد، لا يزال يؤمن أن الملائكة ستسانده في قطع الرقاب. والغيرة الحمقاء من هاتفك وكعبك العالي ما تزال تحفر أخاديدا في قلبه. لن يرتاح حتى يقرفص ويشمر عن ساعده ويأكل الكسكس و الرز بالأصابع الخمس، و يرتدي القميص الأبيض والبردة ويلبسك خمار ويسميك أم أحمد ويحبس الشعر الأشقر تحت سواد البرقع، ويغسل دماغك من تخاريف الحرية و حب الجمال، ويجعلك تقبلين بالدرة الثانية وبعفاف ونجلاء وغفران.. لا تظني انك حصلت على علاء الدين والمصباح السحري: فأغلب رجالنا إما مسرور أو شهريار وليس بينهما خيار، كأغلب ما بيع من الزرابي التي قيل أنها كانت لسندباد و لم تكن في الحقيقة سوى زرابي صينية نسجت من عرق العاملات..
لن يسامحك أبدا على الإبتسامة البريئة لبائع الجرائد و لا على سؤال البقال عن ثمن اللبن.. أو رقصة في حفل زفاف أختك، ولا تظني انه جيد في الجنس كما يرى رجال العرب أنفسهم، فأغلب معلوماته أخذها وهو يشرب القهوة في المقهى مع الأصدقاء.. و كلها معلومات لا تقول له إلا تقدم، هاجم، حارب، وكأن الفراش ساحة حرب وجب فيها الانتصار.
لا تبحثي فيه عن فارس العرب فالتنور والخازوق و النكبة والنكسة وسنوات الرصاص وحكم العسكر قتلت فيه المبادرة و جعلته يخاف رؤية الشمس جهرة.
ستقولين لماذا نتزوج نحن اذن من رجال العرب؟ سأجيب ببساطة لأننا تربينا على نفس أزيز السوط، لأننا نحضر يوميا إعدام العقل، لأننا و لدنا معا في نفس المنفى فالضريرة تتزوج الضرير..






ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عودة مؤقتة
- امرأة و حقيبة


المزيد.....




- دربونة العوادين.. زقاق الموسيقى الذي عبر منه كبار الطرب العر ...
- مخرج فيلم -سوبرمان- يقول إنه وجد -أعظم نجم في العالم-
- “متوفر قريباً” موعد إعلان تنسيق الدبلومات الفنية 2025 جميع ا ...
- رابط نتيجة الدبلومات الفنية 2025 برقم الجلوس فور صدورها عبر ...
- صناع سينما وثائقية: أنظارنا تتجه نحو غزة ولن نتوقف عن التوثي ...
- أفريقيا تحظى بأهمية متزايدة لدى اليونسكو بعد تهميش طويل
- تامر حسني مُعلقًا على حريق سنترال رمسيس: -فيلم ريستارت يتحقق ...
- رابط رسمي نتيجة الدبلومات الفنية 2025 الدور الأول عقب ظهورها ...
- من الركام إلى الولادة.. إعادة تعريف التمثيل الوطني الفلسطيني ...
- من الجرح نصنع الحياة.. كيف تشفي الكتابة الإبداعية والمسرح أر ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - إحسان شرعي - قبل تتزوج هلين عنتر ...رسالة الى من يهمها الأمر