أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - بدر الدين شنن - الحملة الداعشية الأميركية الجديدة على سوريا















المزيد.....

الحملة الداعشية الأميركية الجديدة على سوريا


بدر الدين شنن

الحوار المتمدن-العدد: 5199 - 2016 / 6 / 20 - 12:59
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


في الوقت الذي ’جمدت فيه مفاوضات الحل السياسي عمداً ، بالطلبات الأميركية والسورية المعارضة الموالية المتشددة ، " وداعش " وشركاؤه في الإرهاب ، يتلقون الضربات الموجعة من الجيش السوري الوطني ، وبدء التردد في الخيارات الأميركية الأطلسية ، في التعاطي مع الحرب السورية ، بين الحفاظ على مشروع الإرهاب في إسقاط النظام السوري ، والتغيير والهيمنة على الإقليم ، وبين الحفاظ على الأطر العامة للنظام بمشاركة نسبية من المعارضة في الحكم ، وتحجيم الجماعات المسلحة ، وترحيل الأجنبي منها ، بحل سياسي قابل للإلغاء والتعديل لاحقاً ، تقدم خمسون موظفاً كبيراً في الخارجية الأميركية ، بمذكرة إلى الرئاسة الأميركية ، يطالبون فيها بتدمير الدولة السورية ، ومؤسساتها ، وخاصة الجيش السوري الوطني ، الأكثر خبرة وتصدياً " لداعش " ولشركائه في الإرهاب في سوريا .

من هم هؤلاء الذين وقعوا المذكرة .. من يقف خلفهم .. وإلامَ يرمون ؟ ..

من المؤكد أن ا، الموقعين على المذكرة ، الداعين لمزيد من الحرب والعدوان بأسلوب داعشي همجي ، ليسوا موظفين صغاراً ، أو عاديين ، يشغلون وظائف عادية في الوزارة ، وإلاّ لما جرى كل هذا الاهتمام السياسي والإعلامي الأميركي والدولي بهم وبمذكرتهم ، وإنما هم دون أدنى ريب ، يشغلون مستويات وظيفية مؤثرة في السياسة الخارجية الأميركية .
ما يدل على ذلك ، هو التأييد السعودي الفوري للمذكرة ، تعبيراً عن مطابقة مضمونها ، وما ترمي إليه ، مع سياسة المملكة السعودية المدمرة في سوريا .. وغير سوريا .. ووراء المملكة ما وراءها من تحالفات مع " لوبيات " سياسية واقتصادية وعنصرية وشخصيات أميركية نافذة ، ومن علاقات عربية رجعية ودولية استعمارية عريقة ، بما فيها إسرائيل .
الأمر اللافت أن المذكرة عمل غير معتاد في النظام الوظيفي الرسمي ، وأنها صدرت عن موظفي جهاز وزارة " جون كيري " بالذات ، الذي هدد سوريا وروسيا قائلاً " إن صبر أميركا في معالجة الوضع بحلب يكاد ينفذ "

ما مفاده ، أن هناك مركزاً هاماً ، من مراكز صنع القرار الأميركي ، قد نقل رأيه إلى العلن خارقاً الانضباط ، في وزارة أميركية سيادية هامة ، وتحرك مطالباً بإعادة النظر في الموقف الأميركي من الأزمة السورية ، بالتشدد والتوسع في الحرب السورية ، ومن إجراءات متغيرات الشرق الأوسط ، إعادة ترمي الحلول السياسية جانباً ، وتعود بأميركا ، بمشاركة قوى الإرهاب في سوريا والمنطقة نهائياً ، إلى الحلول الهجومية العسكرية والحرب . ولوضع سياسة خارجية هجومية ملزمة أمام المرشحين لانتخابات الرئاسة الأميركية المقبلة .
وما أعطى المذكرة هذا الوزن الهام ، إنها تقاطعت مع التصعيد العسكري الأميركي والأطلسي ، في الحرب على سوريا ، وإرسال آلاف الجنود الأطلسيين إلى الداخل السوري للمشاركة بالحرب السورية ، وتسليح الجماعات الإرهابية الموالية " المعتدلة " ، والحشود البحرية والجوية الأميركية والأطلسية والرجعية العربية ، استعداداً لاحتمالات صدامات دولية ، لحسم السيطرة على الجغرافيا السياسية شرقي المتوسط ، وجاءت كعامل مشجع على مواصلة تجميد مؤتمر " جنيف " ووقف المفاوضات السورية ـ السورية ، وتلاقت مع الخطة " ب " الأميركية الحربية ، التي هدد بها " جون كيري " الطرف السوري وحلفاؤه ، إذا فشلت المفاوضات ، " التي ’أفشلت مسبقاً " .

ولذا كانت ردود الفعل على المذكرة ، وخاصة من روسيا عنيفة جداً .. تتناسب ومستوى المسؤولية الوطنية الروسية وطموحاتها الدولية . إذ أن أي عملية عسكرية أميركية ضد الدولة السورية ، والجيش السوري الوطني ، تستهدف حكماً القوات الروسية في سوريا ، التي تشارك الجيش السوري بطلب من الحكومة السورية ، في التصدي للإرهاب ، وتستهدف الدولة الروسية ، ومكانتها الدولية المتنامية في الصميم . وقد تمثل ذلك بتصريح الروسي " بوتين " الجاد والواضح أمام مؤتمر دولي في سان بطرس بيرغ " إننا نعمل على منع انهيار الدولة السورية .. لأن انهيار الدولة السورية سيؤدي إلى انهيار العالم " . وهو بهذا التصريح لم يدافع عن سوريا وحسب ، وإنما دافع عن مصائر شعوب ودول إقليمية .. وغيرها خارج الإقليم ، وعن مصير دولة روسيا القطبي الدولي الصاعد ، والحيلولة دون هيمنة قوى دولية كبرى على العالم .
في هذه الأجواء جاء وزير الدفاع الروسي " شويغر " إلى دمشق ، والتقى الرئيس السوري، لمناقشة قضايا عسكرية مشتركة متعلقة بالتعاون ضد الإرهاب . ولها دون شك علاقة بما نشر عن تهديدات أميركية عدوانية ضد سوريا بأشكال مختلفة . إزاء ذلك سارعت وزارة الخارجية الأميركية تحديداً ، للإعراب عن إيمانها بالحل السياسي في سوريا .

بيد أن هناك أمراً كبير الأهمية قد دلت عليه المذكرة ، وعلى اهتمامها به ، دون أن تذكره بالاسم ، ألا وهو أن المذكرة ، رغم كل هذا الضجيج السياسي والإعلامي ، حول مطالبتها بقرع طبول الحرب الأميركية الكبيرة ، ورغم كل التعليقات الصاعدة والهابطة حولها إجمالاً ، إن ما أرادت أن تحققه فعلاً ، بشكل غير مباشر ، هو تنفيذ مخططات قوى إمبريالية فاشية صهيونية ، لها مصلحة عسكرية وسياسية واقتصادية ، في إسقاط الجهود السياسية بحثاً عن حل سياسي للأزمة السورية ، واستمرار وتصعيد الحرب على سوريا

إن تدمير الدولة السورية .. ومؤسساتها .. وخاصة الجيش السوري الوطني ، هو الهدف رقم واحد " لداعش " و " وجبهة النصرة ". والقوى الإرهابية الأخرى المتطرفة والمتصهينة ، وإسرائيل ، والمملكة السعودية ، وبقية الدول العربية الرجعية ، وتركيا ، وحلف الأطلسي ، ولذا إن من يتبنى هذا الهدف هو جزء من هذه المنظومة السوداء ، أياً كانت الراية والشعارات التي يرفعها .. وأياً كانت مرجعيته ، وأيدلوجيته ، والرداء الذي يرتديه .

ولذلك إن الموقعين على المذكرة ، حسب موقعهم في الدولة الأميركية ، يمثلون خطراً فاشياً على المجتمع الأميركي ، والمجتمعات الأخرى في العالم . إذ أنهم لم يقوموا بهذه الخطوة ، ارتجالاً ، وترفاً ، أو مغامرة ، وإنما قاموا بها بعد دراسة المتغيرات السياسية والاجتماعية في الأفق الأميركي والدولي ، من منظور إمبريالي استعماري عريق ، وبعد أن اعتمدوا على ضمانات ودعم كثير من القوى العسكرية والاقتصادية والمجتمعية السوداء في أميركا .. وفي محيط أميركا .

كيف يمكن أن يواجه الشعب الأميركي هذا الخطر .. الذي ينقل الطاعون الداعشي إلى قلب أميركا بصيغة همجية جديدة .. وكيف نواجه نحن العرب .. والشعب السوري المستهدف الأول .. هذه الداعشية الفاشية الأميركية الجديدة ؟ ..

ذلك هو السؤال المصيري الآن ..



#بدر_الدين_شنن (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الخطة - ب - الأميركية والمعارك الكبرى القادمة
- جرائم سياسية وحربية .. في الحرب السورية
- ما بين حزيران 67 .. وحزيران 2016
- حين يستعيد الشعب دوره
- المعارضات الزاحفة إلى الرياض .. ماذا بعد ؟
- المحاصرون
- الحل السياسي سؤال ملتبس بين الداخل والخارج
- أول أيار السوري الأحمر وفوضى العولمة
- تراتيل سورية : الجولان . فلسطين . اسكندرون
- تراتيل سورية : .. عظماء الاستقلال والجلاء والحرية ..
- تراتيل سورية : .. وطني ..
- حي الشيخ مقصود .. جبل النار والمقاومة
- لتحديد نهاية النفق والحرب
- حول الحرب والمفاوضات والحل السياسي
- لماذا الفيدرالية الكردية الآن في سوريا ؟
- مخاطر وتداعيات الهجمة الخليجية المتصاعدة
- الموت يختطف عمر قشاش
- في يوم المرأة العالمي
- موعد مع السلام
- في ذروة التحول إلى سناء وبدر


المزيد.....




- تناول حفنة من التراب باكيًا.. شاهد ما فعله طفل فلسطيني أمام ...
- الإعصار -إيريك- يضرب سواحل المكسيك برياح قد تصل سرعتها إلى 2 ...
- إسرائيل - إيران: أسبوع من المواجهة.. وحرب استنزاف في الأفق! ...
- الحرب بين إيران وإسرائيل: تهز أسعار النفط.. وضربة قاسية للسي ...
- علي شمخاني: من هو مستشار خامنئي الذي أُعلِن مقتله، ثم أرسل ل ...
- الحرب مع إسرائيل والداخل الإيراني: هل تكرّس سيطرة النظام أم ...
- إسرائيل تغتال قائدًا ميدانيًا لحزب الله في جنوب لبنان.. من ه ...
- الحياد المستحيل.. الأردن والسعودية في صراع إيران وإسرائيل
- ألمانيا - ارتفاع طفيف في عدد السكان وتزايد عدد الأجانب مقابل ...
- إيمانويل ماكرون يعلن تقديم فرنسا مع ألمانيا وبريطانيا -عرض ت ...


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - بدر الدين شنن - الحملة الداعشية الأميركية الجديدة على سوريا