دعوة لمنع التأديب الجسدي للأطفال

BBC

الحوار المتمدن-العدد: 12 - 2001 / 12 / 20 - 09:13
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    

كثير من الخبراء يؤيدون منع ضرب الأطفال كليا في المنل والمدرسة




يقول خبراء في الرعاية الاجتماعية إن أفضل حماية يمكن تقديمها للأطفال الصغار هي إصدار قانون يحميهم من الضرب والتأديب الجسدي.
وقال مئة وثمانون من الخبراء المنضوين تحت لواء جمعية حماية الأطفال من القسوة، إن التأديب الجسدي للأطفال يترك تأثيرات عكسية عليهم ، بالإضافة إلى كونه اعتداءا لا مبرر له.

وفي مجلس اللوردات البريطاني، دعت البارونة ولمزلي، التي تحمل لقبا شرفيا من جمعية حماية الأطفال من القسوة، الحكومة البريطانية إلى إعادة النظر في سياستها تجاه ضرب الأطفال.

ويذكر أن القوانين في معظم البلدان المتقدمة تمنع ضرب الأطفال في المدارس، وفي بعض البلدان الأخرى مثل السويد وفنلندة وألمانيا والنرويج والنمسا وكرواتيا وقبرص هناك قوانين لحماية الأطفال حتى من أهلهم وأقاربهم.


لا يمكن أن يكون ضرب الصغار وإيذاؤهم معقولا، لذلك فإن القانون يجب أن لا يسمح بمثل هذه الأعمال
البارونة ولزلي-عضو مجلس اللوردات البريطاني


وتقول الدراسة التي أجرتها جمعية حماية الأطفال من القسوة، إن هناك حاجة لقانون واضح لحماية الأطفال حتى في المنزل، ومثل هذا القانون غير موجود في بريطانيا.

فهناك الكثير من الأطفال وحتى الأطفال الصغار جدا يتعرضون للضرب أما من آبائهم وأمهاتهم وأقاربهم أو من المربيات في المنازل.

ترخيص للضرب

ويقول الخبراء الاجتماعيون إن وجود قانون لحماية الأطفال سوف يساعد مؤسسات الرعاية الاجتماعية في عملها ويحدد مسؤوليات الجميع، من آباء وأمهات ومربين ومسؤولين.

ويذكر أن العقوبة الجسدية ممنوعة في المدارس في بريطانيا، لكنها ليست ممنوعة في المنازل، أي أن بإمكان المربين أو الآباء والأمهات. أن يلجئوا إلى الضرب كأسلوب للتأديب.

ويسمح القانون البريطاني حاليا بالتأديب "المعقول" للأطفال داخل المنازل لكن الخبراء يعترضون على ذلك ويقولون إن كلمة معقول فضفاضة ويمكن أن تفسر تفسيرات مختلفة من قبل أطراف مختلفة.

ويقول خبراء إن أكثرية الآباء والأمهات يؤيدون تغيير القانون لأنهم لا يعتبرون ذلك موجها ضدهم بل ضد الأقلية من الناس الذي يسيئون إلى الأطفال ويحتمون بهذا القانون.

ويطالب مهتمون آخرون بشؤون الطفل بحملة توعية للآباء والأمهات بمخاطر العقوبة الجسدية، ومنافع طرق التأديب الأخرى.

ويقول آخرون إنه إذا كان ضرب البالغين خطأ فإن الأَولى أن يكون ضرب الصغار أكثر خطأ لأنهم غير قادرين على حماية أنفسهم، بالإضافة إلى أن الضرب يجعلهم ينظرون نظرة تشاؤمية وغير واثقة للأمور.

ويضيف هؤلاء أن المجتمع سيكتشف في وقت لاحق مضار العقوبة الجسدية على الأطفال أنفسهم وعلى المجتمع ككل.


قد يكون التأديب الجسدي أكثر رحمة من الطرق الأخرى التي تستغرق وقتا طويلا وقد تتضمن أذى نفسيا للأطفال
نورمان ولز-جمعية العائلة والشباب


وتقول البارونة ولمزلي، عضو مجلس اللوردات البريطاني، إنه لا يمكن أن يكون ضرب الصغار وإيذاؤهم معقولا. لذلك فإن القانون يجب أن لا يسمح بمثل هذه الأعمال.

غير أن هناك من يعتقد بضرورة التأديب الجسدي الخفيف للأطفال أحيانا، ولكن ضمن العلاقة الحميمة بين أفراد العائلة.

ويقول نورمان ولز من جمعية العائلة والشباب، إن من حق الآباء والأمهات أحيانا إن رأوا في ذلك مصلحة أن يلجئوا إلى العقاب الجسدي المعقول.

ويضيف ولز أن التأديب الجسدي قد يكون أكثر رحمة من الطرق الأخرى التي تستغرق وقتا طويلا وقد تتضمن أذى نفسيا للأطفال، كحرمانهم من الهدايا أو العطف الظاهري، لأن مثل هذه العقوبات قد تترك أضرارا نفسية بعيدة الأمد.

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل