أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - منال فاروق - الثقافة فعل قوة (1)















المزيد.....

الثقافة فعل قوة (1)


منال فاروق

الحوار المتمدن-العدد: 5193 - 2016 / 6 / 14 - 05:00
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


تطرح الثقافة كفعل قوة أسئلة كثيرة فى إطار الحراك المجتمعي الحالى ويظل السؤال القائم ما هى المؤثرات فى تشكيل الثقافة؟ وإلى أي مدي يمكن من خلال الممارسة الواعية تطويع هذه القوة لخدمة المشروع الثقافي؟ أمن الممكن وعبر مشروع ثقافي حقيقى طرح رؤية تدعم المتغيرات الحالية وتطورها ؟ وهل حقا نستطيع خلق مشروع ثقافي مصري حقيقي؟

كل هذه الاسئلة السابقة تجعلنا نقف أمام الثقافة كأدة ووسيلة لها سمت القوة ، وهي أحد أهم مرتكزات الأمن القومي بابعاده المختلفة وأخص منها المرتكز الداخلي، القائم على أحلام وتطلعات المجتمع عبر أفراده ..

لالدخول فى الثقافة كفعل قوة، وكأمن قومي، لنحدد القوة كمفهوم، ونحدد أنواعها، كيفية التعامل مع مفهوم القوة ، وتطويعه فى الاطار الثقافي.
لنحدد بعدها الثقافة كمفهوم نتعامل معه ، ومن خلال تحديد مفهوم الثقافة يطرح سؤال مهم
ماذا نريد من الثقافة؟
عن اي ثقافة نبحث ؟
مامدى ما نعرف عن ما نتحرك بيه من سلوك ثقافي غير مباشر أو مباشر ؟ وكيف نطوعه؟
وعن أي قوة في الثقافة نبحث؟ ولماذا؟ وكيف يتم هذا؟
مدخل تمهيدى
بدء لكي نعرف القوة لا بد أن نعي أننا سنتحرك فى إطار مجتمع societas ، مجموعة من البشر، فى مكان ما، يعيشون فى زمان ما،، تحكمهم مجموعة من الأعراف والقيم والعادات التي شُكلت عبر تاريخ تكوين هذا المجتمع، بعض هذه الأشياء أخذ شكل العادة وأصبح قوى فاعلة داخل المجتمع، وفُقدت الأسباب التي أرتبطت بفعله، مما يجعلنا وقبل أن نطرح مفهوم القوة ، نطرح سؤالا لا بل هي مجموعة أسئلة جوهرية:
ماذا نعرف عن المجتمعات التي نحاول تطويرها والنهوض بها؟
ما مدى ما يعرفون هم كمجتمع عن أنفسهم؟
ما هي طرق تفعيل منظومة الثقافة كقوة فى هذه المجتمعات؟
المجتمع وما يطرحه
يطرح أي مجتمع قيمه عاداته وتقاليده، ويكسبها حكم القوة، بفعل تركم الأفعال والقبول بها، بصرف النظر عن كونها علاقات صحيحه، أو حتى عن كونه يعرف ما خلف هذه العادات من أسباب لظهورها منها ما هو حتفالات (شم النسيم، السبع حبوب والأبريق/ القله فى السبوع، ودق الهون) منها ما هو طقس (نذور تقدم لال البيت، وأضاءة الشموع للقديسين ..الخ)، منها الاطعمه المرتبطه بطقوس او عادات شعبية (كأكل القلقاس فى عيد الغطاس مثلا، أو ارتبط البلح والتين والجوافة كفاكهه ببداية السنة المصرية).
مفاهيم الدراسة
ا- تعريف القوة: هو تأثير جسم على جسم آخر، هذا الجسم يختلف بختلف طبيعته، أما قابل لتأثر، أو هو لا يتأثر، وفقا الأنواع القوة المستخدمة، وخواص هذه القوة، وإتجاهتها.
وفقا لهذا وعلى أساس منه نرى أننا هنا أمام تأثير شيء على آخر، هذا التأثير فى حال الثقافة يكون على جسم له
1- صفة الثبات النسبي، فهو متغير وفقا لتطور المجتمع اقتصاديا وسياسيا واجتماعيا،
2- ثابت لا يتغير، إلا بفعل قوة مؤثره وفعاله، تأخذ وتعطي مشروطة بتبادل المنفعه.
هذا المجتمع الذي يحمل قوة الثبات الواضحة، مع قوة عكسية هي قوة التغير عبر أفراد يحملون أهدافهم ، ويحاولون التكتل فى جماعات مختلفة بختلاف توجهاتها، يجعلنا نخضع إلى 1- دراسة نوع القوة الموجه،
2- حجمها، ومفردات قواتها،
3- ابعادها .. أهي قوة ضغط؟ قوة شد؟ قوة جذب وتنافر بين افرادها ؟ ام هي رد فعل تقابل فعل صادر عبر قوة أكبر؟ واخيرا هل هي قوة تثاقل؟
هذه القوة لها اتجاهات، نرها فى واقع الحياة اليومية، ونرى موقف الناس منها من خلال ردود فعال مباشر وغالبا غير مباشر!! وفقا لنقاط القوة و تاثيرها. وعلى هذا فما هي الثقافة التي تخضع لهذه الانواع من القوة؟
2-تعريف الثقافة: تعدد مفهوم الثقافة ،ومداخلها ، التي درسة الثقافة، كما دُرسة الثقافة وعلاقتها بالحضارة والفروق بينهما، ومن هنا من الممكن تعريف الثقافه بانها :"كل ما ينتجه البشر لا ما تربو عليه" هذه المفهوم عندما نربطه بالبعاد الاقتصادية ،السياسية، و أخير الاجتماعية، نكتشف أننا أمام حضارة، وعلى هذا ومع الإحتكاك بعناصر الحضارة والمدنيه نعيد إنتاج الثقافة ، أي أننا نعيد أنتاج المعاني القديمة أو الحديثة، بما يتناسب وما نريد وما نعيشه من لحظه.
ما نحتاج من الوعي والثقافة
ووفقا لتعريف القوة، وإيضاح مفهومها، فنحن مرتبطين بمعرفة قوة الوعي الذي نتحرك من خلاله، ومدى ما يحتاج هذا الوعي لتطويره، عبر آليات الحضور، والاحتحكاك مع الاخرين، وعبر تفاعلنا معهم بشكل إيجابي.
وعلى هذا الأساس وفى ظل ما سبق ماذا نريد من الثقافة كوسيله لتعامل الحضاري، وأيضا مامدي ما نعرف عن ثقافة المجتماعات التي سنعمل به؟ وما هو الوعي الذي نحتاجه لتعامل فى ما نريد من مشروعات.. الأسئلة كثيرة، والإيجابات تتنوع وفقا لما نحتاجه وعلى هذا يبدء الجزء الثاني من الإجابة

الثقافة والقوى المؤثره فيها
أنواع الوعي
يطرح التغير المجتمعي الذي نجابهه أسئلة الوعي، وماذا نريد عبر أدوات تطويره ؟ خاصة ونحن نقف على درجات منه، حيث تختلف درجة تلقينا لما يريد الآخر وبناء عليه نقف من الاخر اما ..
1-فى حالة من التنزيل المستمر: لا نرى الاخر فقط نرى ردت الفعل.
2-إدراك موقف الآخر وستيعابه،
3- وربما نصل إلى حال التعاطف معه،
4-ولكننا نادرا ما نكن بكامل الوعي والتوجد والحضور مع الآخر بحيث نتواحد معا فى الالم والفرح.
أسئلة الوعي والثقافة
هذه الدرجات من الوعي التى نقف على أعتابها متدرجين ما بين فاعلين ، رد فعل، أومفعول بنا من الآخر، وربما متشاركين فى درجة الإهمال اللا مبالةّ!! تجعلنا نقف أمام الأسئلة التى طُرحة فى البداية ونصيغها بشكل جديد :-
*ما مدي معرفتنا عن الآخر؟
*ما هو إحتج الآخر من المعرفة عنى ؟(مقدم الخدمة/ آخذ الخدمة) فهما معا آخر لكلايهما عبر بتبادلية لعبة المواقع، فأنا آخر لغيرى وغير آخر لي! وربما تكن الدولة بمؤسساتها آخر لمتلقى الخدمة وكذا الأفراد آخر لمقديمي الخدمة!
*هل المعرفة هنا متبادلة أم هي معرفة من طرف وأحد أخذ ومخوذ منه؟ وهل هذه التبادلية قائمة على العدل فى تبادل المنفعه بما يحقق مصالح الجميع ، أم أحدهم يعطى وطرف يأخذ؟
*ما نوع المعطى والمخوذ؟ وهل يتناسب واحتياج كل طرف؟ أم المعطى من الطرفين هو مجرد تحصيل حاصل!! وأن هذا التبادل هو مجرد أثبات لفعل تبادلية العطاء بلا عطاء حقيقي!!
*كيف يعطى وكيف يأخذ كلا الطرفين ؟
*ماذا نريد معا أن نعرف لنصل لدرجة الوعي التي يستطيع كل من طرفي الأداء أن يودي عمله فى إطار ما خُص به دون أن يحدث هذا خلل فى المنظومه الاجتماعية وترتبها، بل يحافظ عليها ويحافظ على قيم كل مجموعة ويطورها فى أطار الفهم لما هو مطلوب ، واستيعابها لما هو حق .
فى هذا المنظومه المتكامله يُعطى كل ذي حق حقه، وأيضا هو يحقق وأجباته دون المساس أو إحدث خلل فى أحد دوائر العمل وهذا يطرح السؤال لا هى حزم من أسئلة:
ماذا نعرف عن المجتماعات موضع العمل؟
كيف ننظم ما نعرف؟ وكيف نربطه بما يعرفه المجتمع؟ وكيف نطور المجتمع وما يعرفه هذا المجتمع ونربطه بما نحن بحاجه الى تطويره داخله؟!

الوعي .. الثقافة وقوة الفعل
هذه الأسئلة نقف أمامها، فى حالة إشتبك دائمة التجدد، ليس عن فرغ بل عن ضرورة يؤكدها مفهوم الأمن القومي. نعم عندما نتحدث أو نسجل ترتيب الاحتياجات تأتي الثقافة فى نهايتها لنبدء بالسياسة .. فالاقتصاد.. ثم الاجتماع لننتهي بالثقافة والتي هي الجامع لكل ما سبق وهي المحرك له من هنا كيف نجعل الثقافة قوة فعل وفعل حقيقي فى أطار من الأمن القومي، خاصة وهي أحد أهم مرتكزاته على صعيد التنمية الداخلية أكانت اقتصادية أم تنمية شاملة.
فهي الثقافة بمخزونها الذي يعرفه الناس ويتادولونه، أدات وعي، ومحرك للوعي، لنشتبك مع الأسئلة السابقة فى جدال لا ينتهي، ولكنه جدال مثمر يجعلنا نضع الخطوات الأولى لفهم كيفية التحرك فى شارع المصري، بكل ما يحمله هذا الشارع " أفراد/ أسرة / جماعة ، مجتمع قرية/ مجتمع مدينة/ مجتمع عشوائيات/ مجتمع مصنع ومنقول " من أحلام، تطلعات، رغبات.

الثقافة ومجتمع الهامش
يطرح الهامش مجموعة من الدوائر منها على سبيل المثال، أن ما هو هامش لدى طرف ما قد يكون متن لدى طرف أخر، على خطوطه هامش يخصه، والعكس، طرح أحد الأاصدقاء فى حوار ما فكرة أنه قد يكون مجتمع الكمبوند هو هامش بحكم انغلقه على ذاته بنسبة لمجتمع الشارع بكل اطيافه!!
تنقلنا الفكره السابقه – الهامش/ المتن ـــ إلى ما طرح من أسئلة سابقة، لمجيب عليها من منظرو مجتمع يتكون من فئات مختلفة، داخل هذه الفئات وعبر تقسيماتها الداخلية، يتنوع التكوين المجتمعي ما بين متن/ هامش.
فئات المجتمع المصري
عبرت الدولة المصرية مجموعة من المتغيرات الإقتصادية، هذه المتغيرات، طرحت نوعا من المتغيرات " الحراك" المجتمعي، هذا الحراك عصف باركان هذا المجتمع، وقام بتقليب تربته بقسوه مما خلخلاها وجعل مسامها تتفتح، واضحت تتقبل ما لم تكن تتقبله، هذا تقبل كان نتاج لتحرك قشرة المجتمع المصري وازحتها عبر مجموعة من العوامل سنبينها لاحقا.. طريحن بعض تصورات لحل هذه المشكلات التي طرأت على المجتمع.
التكوين الطبقى للمجتمع المصري
تتكوَّن المجتمعات الإنسانية من مجموعة من الشرائح التي تتداخل فيما بينها وتتفاعل، والمجتمع المصري جزء من منظومة كونية تخضع لهذا التكوين، وإن حمل المكوَّن المصري بعضًا من الخصائص التي تميَّزه، هذه الشرائح المجتمعية هي:
1- الطبقة الدنيا، أو ما يطلَق عليها الطبقة الشعبية، بكل ما تحمل هذه الطبقة من خصائص، وعادات، وسلوكيات تميّزها عن باقي الطبقات.
2- الطبقة الوسطى، وهي طبقة لها تطلُّعاتها ولها سماتها الخاصة التي تميزها، من تكوين أُسَري، ومن طبيعة تفكير، وميل إلى العِلم، وإلى الثقافة.
3- الطبقة العليا، وهي طبقة تحتكر رأس المال، وكانت عبارة عن الأعيان ورجال الدولة في بداية القرن العشرين، لتصبح طبقة طفيلية بعد الانفتاح، طبقة تقوم على المضاربات في البورصة، وغيرها من الأمور بلا تجذير حقيقى لما تملك( ).
هذه الطبقات تعرضت لتخلخل مجتمعي، وظهر على حدودها مجتمع العشؤائيات بكل ما يحمله هذه النجتمع من أزمات، أدت إلى تغيب الكثير من القيم ،والتي ضخت إلى المجتمع عبر صور ذهنية الإلحاح عليها عبر وسائل الإعلام المسموع والمرئي، وغدت سمتا من سمت المجتمع، الذي يقاوم تارتا ويستسلم مرات، ليستمر الصراع، ويقى السؤال لمن الغلبه، لجين ثقافي يحيا عليه المجتمع المصري، أم للقادم عبر مجتمع العشوائيات ووسائل الميديا المختلفة؟
يتبع



#منال_فاروق (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أيكولوجية المكان ودورها فى البناء الثقافي سيناء (نموذج تطبيق ...
- الحرية بين الرغبة والتحقق
- السينما ودورها في الثقافة
- السينما المصرية وقضايا المرأة رصد وتحليل
- قراءة فى القومية والوحدة


المزيد.....




- اتهام 4 إيرانيين بالتخطيط لاختراق وزارات وشركات أمريكية
- حزب الله يقصف موقعين إسرائيليين قرب عكا
- بالصلاة والخشوع والألعاب النارية.. البرازيليون في ريو يحتفلو ...
- بعد 200 يوم من الحرب.. الفلسطينيون في القطاع يرزحون تحت القص ...
- فرنسا.. مطار شارل ديغول يكشف عن نظام أمني جديد للأمتعة قبل ا ...
- السعودية تدين استمرار القوات الإسرائيلية في انتهاكات جسيمة د ...
- ضربة روسية غير مسبوقة.. تدمير قاذفة صواريخ أمريكية بأوكرانيا ...
- العاهل الأردني يستقبل أمير الكويت في عمان
- اقتحام الأقصى تزامنا مع 200 يوم من الحرب
- موقع أميركي: يجب فضح الأيديولوجيا الصهيونية وإسقاطها


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - منال فاروق - الثقافة فعل قوة (1)