حاكم غافل الموسوي
الحوار المتمدن-العدد: 5192 - 2016 / 6 / 13 - 20:04
المحور:
الادب والفن
(( بين المئذنه .. والبحر الاخضر
عماد المطاريحي .. يكتب دستورا للعشق ))
والتين والزيتون : أنه الطهر والنقاء ، طهر المئذنه ونقاء البحر الاخضر حيث يقف المطاريحي بقائمته الشعريه الشامخه وهو يتوسط جموع الفقراء والمحرومين بقصائد لاتتوهم عيونها ملامحهم بل ترسم صورهم وسع الماق ، في المكان والزمان – المكان كل الوطن من جنوبه الى شماله ومن شرقه الى غربه والزمان : منذ نبظ القصائد في قلبه الطيب حتى اخر الامنيات التي يرسم أفاقها مثلما نشتهي .
فلعينيه أكثر من عيناا ترى ولاحساسه الاف العيون ولذا فهو يبصرنا في المحنه مابين جمر الشظايا وشح الرغيف ، فكان العنيد الذي أنحاز للفقراء الى كل ماينتمي للوطن والى كل مايرتقس بالذوق وبالذائقه لذراة التي أرتفعة مئذنة حيث يكبر ويقيم كما الانبياء
(( ألله أكبر كلشي دم ))
(( حي على خير الذمم
حي على خير النعم
حي على خير نوف
قد قامت الطفوف ))
هكذا تغلي دماء الشاعر في عروق القصيده فهو في كل رائعه من روائعه يتحسس ألامنا ويداوي نوارسه الجراح ، المواجع في وطن ظل يحمله في ظميره عشقا واقفاً تحلق فيه قصائده المبدعه انه انسان له لاءاته التي يطلقاها من مئذنته ضد الظلم والجور والخراب وفظائاته الصافيه التي تلونها مناراته واقمار خياله الخصب فهو يعلمانا في كل لوحه يرسمها ان نصلي في المحنه من اجل العراق .
انه اختار ان يكتب روائعه في ضمير الانسانيه بلغه يفجرها الى اقصى طاقاتها لانه لم يكتب بقلمه فقط مثلما يكتب الاخرون بل يكتب بظميره الحي وموهبته وعيونه ونخاع عظامه
ولم تدن منهو شياطين الشعر لانه في مخيلته قديس توضأ بالطهر والنقاء وحين صلى : كان اول الغيث بحره الاخضر ومئذنته الشامخه .
أنه شاعر ماطر في كل الفصول يغسل الوقت من صدا العابثين ويعلق على جدران الخلود لوحاته ليعيش الفقر بلا فاجعه وبلا سله من خواء حتى تنحني للصريفه كل القصور . ان هذا الفردوس الذي يفتح لنا أبوابه من خلال هذا المنجز
هو أول دستور للعشق
اول خبز للابداع
للعفه صرح من ماء
تاريخ الايثار الناصع
سيرة وطن
يحظن النخل والنهر والانبياء
الوطن الذي يلتسق الشاعر بتربته حد الفناء فيشعل انامله قناديل في مأذنة الابداع ليعبر عن هذا الانتماء بالصوت عال وبلوحه ساحره
(( انا
عن نفسي بالقي بكاعي مزروع
اموت من أرضع الكاع الغريبه
اشم كاعي وتشمني
محاضن اطفال نكف نبوه وشبل وكت المصيبه ))
وهل بعد أروع من هذا الانتماء وهذه اللغه التي تراعي مقتظى الحال في قصيدته الرائعه ( الحقيبه )) وهي مسك ختام المجموعه التي بدأت بمعلقه : ( امي )) –
التي كتبها في شغاب الانسانيه – لا ادري بدمعه ام بامواج عاطفته لتظل نشيدا خالدا يعلق على كعبة الامومه لما تحمله من قيم لا تحتاج الى اضاءه لانها جنة المطاريحي وكعبته المتوهجه بصوره ورؤاه
(( امي جنه اليدخل بلايه حساب
وجنة الله تريد من عندك مهر
امي كعبه أتشيدت حب وحنان
وكعبة ابراهيم من طين وحجر ))
ويستمر في رحلة الاثيره اذا يتركنا نطوف حول كعبته ليبحث في زمن الفواجع عن سلام أذا يطلق قوافيه كسرب حمام أبيض :
(( لازم ابحث عن سلام
لازم أزرع ورده
بالارض الحرام
تنتمي الارض الحلال ))
ولان همة الانسان ابيضا كان ام اسودا في جنوب الارض ام في شمالها ولان هذا هو ميزان عدله يعلن حبه :
(( كال أبوي تحب علي
كتله اذوب ))
انني على يقين بان الشاعر :
جان واكف وي علي بنفس الزحام
يدعي بلكي ينام جرح الوطن مره
يخلص الناس التحبه من الركام .
ولذالك سافتح نوافذ قلبي للحب والندى وأن اقف امام ماذنة الشاعر وأرتوي من بحرة الاخضر واحفظ استفتاءاتة الشعريه –
المطابقه لفتاوى ضميره الحي ( حتى يصر أبيتي امان )) وانظر له بعيون الاعجاب وهو يمزج بريشته المبصره ألوانه الساحرة ( لون الطين ، طعم الماي لون الفظه ، ليرسم الوطن المرتجى :
( أمزج كل هاي الالوان
ارسم وطن بغير أحزان
ولانه كائن من حرير لايطيق القيود فهو ينحاز للشعب الذي يرفض الخرافه والموت الرخيص وهذا هو حلم الذي تيوح بر القصيده :
(( اتمنه عدنه شعب مايقبل بموته
واتمنه عدنه كمر ماتاكله الحوته))
هذه هي الصوره المثلى للانسان الصوره المستوحاة منة الانسانيه الشاعر وسمو أخلاقه وروحه التي جعلت منه ثائرا على قيم الشر تلك القيم التي خلقة الفواجع والدمار ليؤسس لقيم الخير والفضيله سلاحه في ذللك الصور ونقيضها اذا يقارن بينهما بكلمتين متضادتين : ( يذبحني ) و ( يعجبني في بناء شعري رصين وفق به الشاعر كثيرا لان الكلمه تطاوعة وتنصاع لارادته المبدعه : (( يذبحني منظر طفل امزكه ثيابه
............
............. يرسم سواتروهم
ويترس الكاع أيجثث للخاسرين الحرب
بس همه نفس الجثث بالواقع اصحابه ))
ثم ينتقل الى صورة الخير ببراعه الشاعر المتمكن من صنعته:
ويعجبني منظر طفل مرتب ثيابه
......
...... من يشتكي من العطش ..
مايشرب ويكتفي ، أيشرب اللعابه
يمشي وي أبوه للحقل
يشتل مروءه وفشل ..
ويترس شليله فرح ويوزع احبابه ))
هذا هو الغرس الذي سقاة المطاريحي من بحره الاخضر لانه :
(( نبي الشمام والحب والنسيم )
هذا هو احساسه المرهف ( انه احس روحي نبي هذا الزمان معجزاتي ثيابي بيض بوسط عالم ثوبه غيم ))
وشرق دجله : انه يكتب دستوراً للعشق وبيني من فيض مشاعره صروحا شامخا للحياة ويوزع خبز محبته على موائد الفقراء ويوقد شموع الامل بين مئذنته التي ترفع لافتات الرفض بوجه العويل المفتعل وبحره الاخضر الذي ســ ( نمدد ) على ضفافه لان الصيد سمين ، وحتما سنملا سلالنا بالورد وقلوبنا بالمحبه ونجمع من اللؤلؤ مانشاء ، حتى ننسى ( الايام السود ) و ( ضياع البوصله الاولى )
(( نفتح سجل الفصول )) دون أن ( نمسح عنوان الربيع ))
ليولد الف عصفور حتى لايموت الابداع ويبقى الشاعر
محقا كما يحب ونحب لياتي لنا المزيد .
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟