أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فارس خليل ابراهيم - الأطر الجيوسياسية الوليدة في الشرق الأوسط الجديد















المزيد.....

الأطر الجيوسياسية الوليدة في الشرق الأوسط الجديد


فارس خليل ابراهيم

الحوار المتمدن-العدد: 5189 - 2016 / 6 / 10 - 13:25
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


تزامنت الأزمة الراهنة في العراق وسوريا مع تأكل الأطر المرجعية الجيوسياسية الذي حكم العلاقة طويلاً بين موسكو وواشنطن، وخروج إيران، قوة إقليمية فاعلة في المنطقة، استطاعت فرض شروطها الجيوسياسية في التعامل معها، وخاصة بعد الاتفاق النووي المبرم بينها وبين ممثلي القوى الكبرى في فيينا. وعلى الرغم من تحفظي على جدوى هذا الاتفاق؛ إلا أن هذا الامر فسح المجال واسعا أمام الروس للتدخل المباشر في الأزمة السورية المحتدمة، ما كشف بدوره حجم التراجع الأمريكي الواضح في المنطقة، والذي دفع بحلفاء أمريكا للمطالبة بلعب دور أكبر مما تسمح به طبيعة العلاقة الذيلية التي تربطهم بواشنطن.

وهذا الأمر بدوره ساهم في فرز نمط جديد من العلاقات الجيوسياسية الذي بدأ يتجلى في بعض أوجهه عن محاولة جديدة قائمة في إحدى مرتكزاتها على حرف الأنظار عن التناقض الرئيس بين القوى الحقيقية المتناحرة في هذه المرحلة والمتمثل بـ "الإرهاب الدولي من جهة والبنى الاجتماعية القائمة من جهة ثانية"، الى فكرة أن تناقض المرحلة هو "الأيديولوجية المتطرفة"! التي تبنتها التنظيمات الإرهابية في صراعها الطبقي المستعر في الحقل الفكري من هذا الصراع، والذي تسعى من خلاله تلك التنظيمات وعلى رأسها منظمة "داعش"، الى استبدال العلاقات الدولية القائمة بنظام أخر يكون للفكر المتطرف دولة فيه!،ويستمد شرعيته من التفاسير المتطرفة للنص المقدس، من جهة والتأكيد على جوهرية الخلافات المذهبية بين المدارس العقدية كمحرك من محركات بقائه وتمدده.
تدفع دفعاً "بسنة" المنطقة لمناصرة المشروع الجديد المفترض باسم "دولة الخلافة"، في محاولة لاستعادة حفنة من المكتسبات التي فقدت لبعض الفئات السنية المسيطرة في العراق عقب سقوط نظام البعث عام 2003، والتأسيس لمصالح طبقية طائفية جديدة في جسد الدولة السورية، ناهيك عن حقيقية عجز السنة المعتدلين عن مقاومة هذا المشروع العدمي وتحاشيهم لبطش المنظمات الإرهابية الفاعلة في بنياتهم الاجتماعية من جهة، وتقديم إيران كمشروع قائم على قدم وساق لإزالة "المجتمعات السنية وهويتها المتميزة بالسلطة" في المنطقة من جهة أخرى.

فالشرق الأوسط "السني" الواحد الذي لا شريك له في الملك ـ كما يحلو للأنظمة السياسية المسيطرة أن تصفه ـ
مهدد اليوم وكما تدعي الأنظمة تلك من ظاهرة التشيع، من جهة والنظام الإيراني من جهة أخرى، بالإضافة الى المنظمات الارهابية الناشطة في هذه البلدان، التي ترى في نفسها أنها الأقدر على وراثة الحكم "السني"، والحفاظ عليه من هذه الأنظمة المسيطرة الفاسدة، التي فسحت المجال للتشيع وإيران والغرب الكافر بالتمدد في الجسد العربي السني، حاضنة بيضة الإسلام ومادته!.
إضافة الى خطر تفكك تلك الدول الى مجموعة من الإثنيات المتحاربة، والتي دمجت بصورة قصرية في مشروع الدولة القومية وتعريفها في معاهدة سايكس بيكو سيئة الصيت.

وجاءت أولى خطوات تلك الأنظمة في الرد على هذه المخاطر المحدقة وكما هو معلوم، بلفظ تلك الحركات الإرهابية الى الخارج واشغالها بجبهات بعيدة عنها، وكان العراق وسوريا وليبيا واليمن، أبرز جبهات الإشغال تلك، ومسرحاً لاستنزاف النفوذ الإيراني المتزايد هناك والحد من تأثير طهران في السياسة الدولية وعبر هذه المنظمات إلارهابية.

إن هذا التناقض في المواقف حيال تلك المنظمات الإرهابية، ساهم في زيادة التخبط الأمريكي في المنطقة، وفسح المجال واسعاً أمام روسيا للتدخل السياسي والعسكري الفاعل في الشرق الأوسط الذي لم يشهد له التاريخ مثيلاً منذ حرب1973.
هذا التدخل الذي سعت من خلاله روسيا الى سحق المنظمات الإرهابية على الأراضي السورية وعدم السماح لأعظاء تلك المنظمات بالارتداد الى تخوم روسيا الرخوة في القوقاز، في أولوية لها لا تقل أهمية عن أولوية بقاء الأسد في سد الحكم.

هذه الأولوية الروسية أدت وبشكل فاعل بالحفاظ على النفوذ الإيراني على سواحل البحر المتوسط عبر المنصة السورية التي أمنت لحليف إيران القوي في لبنان "حزب الله" دعماً مميزاً في مواجهة عدوه التقليدي "الكيان الصهيوني"، وأعداء طهران هناك.

وأمام هذا التحدي الروسي والنجاح الإيراني، تبدو الولايات المتحدة اليوم أقل قدرة في رسم سياسيات المنطقة، والسيطرة على الأحداث الجارية، وأقل صلابة أمام حلفائها المشاكسين كتركيا والسعودية..

وعلية فقد سعت الولايات المتحدة الى تغذية التناقضات الثانوية وإبرازها كتناقضات رئيسة من خلال إبراز الشكوك والهواجس المحتملة عن صدام مباشر بين إتلاف سني واسع يضم كلاً من: السعودية، قاطرة الخليج والأردن ومصر من جهة، وبين كتلة شيعية تتنامى بسرعة كبيرة، تمتد من طهران مرورا بشيعة العراق "الغالبية الساحقة في هذا البلد"، وشيعة لبنان في الجنوب، وصولا الى الحوثيين والشيعة الزيدية في اليمن، وعلى شكل هلال فاغر فاه غرباً، لابتلاع المنطقة وقلاعها "السنية"، حافظة بيضة الإسلام ومادته!.

لذا سعت الولايات المتحدة الى فهم ستراتيجي جديد يقوم على تحجيم داعش والحد من قدراتها العسكرية في المرحلة الراهنة وترك بعض مساحة التأثير لهذه المنظمة في قدرتها على تهديد الأنظمة القائمة، الأمر الذي منح واشنطن خطوة السبق في التأثير بأطراف الصراع القائم وفرض تصوراتها على خارطة المنطقة بحلتها الجديدة.

كما إن قبول الولايات المتحدة بدور إيران وحلفائها في مكافحة داعش لا يعني السماح لطهران وحلفائها بالانتصار في هذا المعركة.
هو مقدمة لإرجاع ما يمكن إرجاعه من الأراضي المغتصبة من هذا التنظيم الإرهابي الى السيادة السنية التي كانت مسيطرة في تلك البنيات الاجتماعية قبل تفككها ومساعدتها في مسك الأرض المحررة وادارتها بعيداً عن المركز.
وإذا كانت الولايات المتحدة مرغمة على قبول التدخل الروسي العسكري المباشر في سوريا، فيجب أن يكون هذا القبول ثمنا لإقرار الروس بالهيمنة الأمريكية على العراق، وموافقة موسكو على الشكل الجديد للدولة السورية، القائم على اتحاد فيدرالي، (علوي ـ سني كردي) مع تقبل فكرة رحيل الأسد عاجلاً أم أجلاً.
وإقرار موسكو بالدور المرتقب للأنظمة العربية، في دعم ومساندة القوى السنية الموالية لواشنطن في إدارة أقاليمها الخاصة في سوريا والعراق، والاعتراف بدور تركي يتفق وحجم أنقرا، ومساحة النفوذ المتبقية بين موسكو وواشنطن في المنطقة.



#فارس_خليل_ابراهيم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- انقاض داعش و بوابات العالم الجديد
- داعش,المنظمة
- داعش ومفاتيح دمشق والمشروع الشرق الاوسطي الجديد
- تكتيك حرب البرغوث وستراتيجية قضم الاراضي الملامح العامة للمع ...
- البرجوازية الوطنية وأزمة الطبقة العاملة في العراق!
- نداء من اجل جنوب خالي من العطش مشروع ( سد شط العرب ) المفترض
- عندما يحكم الأموات الأحياء قراءة في أزمة اليسار العربي
- اعلامنا المستقل بين هاجس الخوف و فلسفة الولاء المطلق
- العنف ودولة الطوائف في العراق
- العولمة الاقتصادية والانظمة السياسية
- العنف و دولة الطوائف في العراق
- العولمة الإعلامية والضرورات الاقتصادية
- العراق بين الديمقراطية كخيار وحاجات المرحلة الراهنة
- الاعلام الحر..أكذوبة من القرن العشرين
- العولمة والاعلام العربي واشكالية الانسان العربي المعاصر
- ما العولمة؟


المزيد.....




- الحرس الثوري يُهدد بتغيير -العقيدة النووية- في هذه الحالة.. ...
- شاهد كيف تحولت رحلة فلسطينيين لشمال غزة إلى كابوس
- -سرايا القدس- تعلن سيطرتها على مسيرة إسرائيلية من نوع -DGI M ...
- تقرير للمخابرات العسكرية السوفيتية يكشف عن إحباط تمرد للقومي ...
- حرب غزة: لماذا لم يطرأ أي تحسن على الأوضاع الإنسانية للغزيين ...
- كيف تُقرأ زيارة رئيس الوزراء العراقي لواشنطن؟
- الكرملين: الدعم الأمريكي لكييف لن يغير من وضع الجيش الأوكران ...
- مسؤول إيراني: منشآتنا النووية محمية بالكامل ومستعدون لمواجهة ...
- بريطانيا توسع قائمة عقوباتها على إيران بإضافة 13 بندا جديدا ...
- بوغدانوف يؤكد لسفيرة إسرائيل ضرورة أن يتحلى الجميع بضبط النف ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فارس خليل ابراهيم - الأطر الجيوسياسية الوليدة في الشرق الأوسط الجديد