التعدد والتنوع

ود حميد

الحوار المتمدن-العدد: 5187 - 2016 / 6 / 8 - 16:56
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    

ا
الاختلاف السر الخلق والوجود فالاختلاف طبيعة كونية وجدت منذ الازل بالرغم من تملكنا ذات الصفات الجسمية وذات الوجه الذي يحتوي على كلتا العينين والانف والفم لكن هل هناك اثنين يتشابهون بهذا الوجه بنسبة مئة في المئة ؟ كلا لا يوجد من يتشابهون بهذه النسبة فحتماً هناك اختلاف حتى لو كان بسيط ومن هنا جاءت الرسالة الاختلاف وكانت بدايته فنحن خُلقنا بوجوه واجسام وافكار وعواطف مختلفة ولا يمكن ان نكون متشابهين وأحيانا روعة جمالنا تكمن باختلافاتنا .
والسر كامن في هذا الاختلاف فلنتخيل لو كنا متشابهين جميعنا بذات العواطف ونحب الشخص نفسه جميعاً بذات الافكار وجميعنا نسعى لنفس الهدف ! مثلاً جميعنا نريد ان نصبح اطباء وجميعنا يسعى للوصول الى القمة جميعنا نحب ذات الاكلة ونفس اللون وذات الملبس ! اذاً باختصار لتوقفت الحياة او فقدت روعتها اذا كنا كلنا اطباء من يبني المدينة ويصمم البيت والدائرة والمدرسة من سيعلم الاطفال ويربي من سيكتب الانجازات ومن و من ...الخ ؟! استمرارية الحياة نشأ من هذا الاختلاف وهذا الاختلاف نشأ مع نشأ الانسان وتنوع بيئاته فالإنسان الذي نشأ في الصحراء تطلعاته وافكاره واهدافه في طريقة العيش تختلف عن الانسان الذي نشأ في بيئة انعم وقد ينشأ الاختلاف من اننا جميعا ننظر لذات الموضوع لكن لكل منا من وجهة نظره الخاصة ونحن ورثنا هذا الاختلاف اب عن جد وتزايد هذا الاختلاف بشكل تراكمي مع تعدد الافكار والبيئات وظهور الاديان هذا الاختلاف منطقيا هو صحيح جدا وبه سر الاستمرار ولكن يشكل هذا الاختلاف خطر على تلك البلدان التي لا تقبل التنوع والاختلاف ولا تتطلع الى الاشياء الا من وجهة نظرها الخاصة فهي تحارب كل فكرة غير فكرتها وكل معتقد غير معتقدها وكل دين غير دينها والتنوع يشكل خطر على الفرد الذي يكون نظره قصير فلا يتطلع الى ابعد مما يوجد عليه فغالبا الاختلاف يُنشأ الابداع ا،لافكار، التطور، والتنوع اللانهائي باختصار ينشأ حياة أفضل لذلك من المفترض على الفرد ان يتحلى بفكر أكبر لتقبل هذا الاختلاف سواء كان فكرياً دينياً مذهبياً .. الخ فحتى لمتشددين بإسلامهم الذين يردون الناس على ملة واحدة هذا غير ممكن واشار الله الى ذلك في قوله (( لو شاء ربك لجعل الناس أمة واحدة ولا يزالون مختلفين )) وقال (( لكم دينكم ولي دين )) اي اشار بالمعنى الصريح الى التنوع بالأديان وتقبل هذا التنوع وحتماً من تنوع الاديان ينشأ تنوع الطوائف والافكار والآراء ووجهات النظر وجدارتنا كبشر تكمن في تقبل واحترام هذا التنوع والاختلاف والانسجام معهُ وليس محاربة كل من يخلفنا ورميهُ بالكفر والفجر فالاختلاف يجب ان لا يُفسد للود قضية فعندما نبدأ عقلياً وقلبياً بتقبل تنوعنا كفكر ودين ومذاهب واهداف وعواطف نكون قد بدأنا بتأسيس بيت كبيرة لتعايش السلمي وبدأنا بتحقيق السلام الداخلي والخارجي .

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل