أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - حسن أبناي - جبهة البوليساريو بين لحظة وفاة قائدها ومستقبل قضيتها.















المزيد.....

جبهة البوليساريو بين لحظة وفاة قائدها ومستقبل قضيتها.


حسن أبناي

الحوار المتمدن-العدد: 5184 - 2016 / 6 / 5 - 10:35
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي
    



أعلنت الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء وواد الدهب (البوليساريو) نبأ وفاة امينها العام محمد عبد العزيز بعد صراع طويل مع المرض، كما أعلنت حدادا لمدة 40 يوما، يليه مؤتمر استثنائي لجبهة البوليساريو وانتخاب أمين عام جديد. وذكرت أن جثمانه سينقل من امريكا (مكان الوفاة) الى الجزائر ليقام له تشيع رسمي و يدفن في مكان ما بالصحراء الغربية .
محمد عبد العزيز: ثبات على المبدأ
لسنا مشيعين بلا نقد ولا شامتين من مواقع شوفينية. لقد مارس محمد عبد العزيز اقتناعاته السياسية حتى النهاية، لم يختر طريق خيانة قضية آمن بها مقابل منافع ذاتية، لذا لا يسع كل من يقدر تلك القيمة إلا تثمينها في زمن يفتقدها الكثيرون ممن يتقمصون أدوار الوطنية الزائفة طالما تدر منافع وفرص نهب.
مات محمد عبد العزيز وكل ما مثلته حياته السياسية من جوانب القوة والضعف مطابقة لمكامن قوة وضعف وتحديات لازمت تشكل وتطور حركة سياسية وعسكرية اسمها الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب.
محمد عبد العزيز مسار رجل بصم مسار جبهة البوليساريو.
بعد وفاة القائد التاريخي وملهمها الوالي مصطفى السيد إثر هجوم مسلح على نواكشوط عاصمة الدولة الموريتانية في 9 يونيو 1976 ، عين “محمد عبد العزيز” في المؤتمر الثالت للبوليساريو المنعقد في غشت 1976 أمينا عاما للبوليساريو، ورئيسا لمجلس قيادة الثورة. وقد كان قبل ذلك عضوا مؤسسا لجبهة البوليساريو، انتخب في مكتبها السياسي في مؤتمر تأسيسها يوم 10 ماىو 1973 . كما كان قائدا عسكريا ميدانيا وأصيب بجروح خلال مشاركته في عمليات عسكرية.
طيلة 40 سنة ظل محمد عبد العزيز على رأس قيادة البوليساريو، وشهد كل التحولات التي عرفتها قضية الصحراء الغربية والتغيرات التى مرت بها جبهة البوليساريو. ومن المستحيل فصل التاريخ الخاص لمحمد عبد العزيز عن التاريخ السياسي والعسكري لجبهة البوليزاريو، ما يجعل الترقب الشديد سيد الموقف لدى جل المتتبعين، وتوالي التوقعات حول مستتبعات غيابه.
التحولات الهامة لقضية الصحراء الغربية خلال 40 سنة الاخيرة.
تأسست جبهة البوليساريو بهدف مقاومة الاحتلال الاسباني لإقليم الصحراء الغربية لكن تسارع الوقائع على الأرض فى سياق تنافس إقليمي، نقل البوليساريو وقضية الصحراء الغربية إلى وضع جديد.
أمر الحسن الثاني في 6 نونبر 1975 بتنظيم مسيرة شعبية (بمشاركة 350000) إلى الصحراء لمواصلة تحرير الأراضي المغربية من الاحتلال الإسبانى إسوة بما وقع بتحرير الطرفاية 1958 وسيدي ايفني 1969.
بضغط الأزمة السياسية الحادة بإسبانيا جراء احتضار الديكتاتور فرانكو، سارعت الأخيرة إلى توقيع اتفاقية مدريد الثلاثية 14 نونبر 1975 القاضية بتخلي إسبانيا عن مستعمرتها الصحراء الغربية للدولة المغربية ولدولة موريتانيا ، ما مثل طعنة للنظام الجزائري ولمطامحه بالمنطقة. هنا بدأ طور جديد حيث أعلنت البوليساريو القتال بالسلاح ضد النظام المغربى والموريتاني. فتلقت دعم نظام معمر القدافى في البداية قبل أن تنفرذ الدولة الجزائرية باحتضانها الحصري لاحقا. حصل كل ذلك في سياق دولى مطبوع بصراع المعسكر الامبريالي مقابل معسكر منافس بزعامة الاتحاد السوفياتي. الازمة السياسية الداخلية لموريتانيا، وعجزها عن صد ضربات قوات البوليساريو التى هددت قطار الزويرات الناقل لحديد موريتانيا الموجه للتصدير عبر ميناء نواديبو لم يوقفها إلا تدخل الطيران الفرنسي، كلها عوامل حدت بموريتانيا إلى توقيع معاهدة سلام مع البوليساريو متخلية كليا من أية مطالب لها بالصحراء الغربية وانسحبت من منطقة واد الذهب في 5 يوليوز 1979.
واصلت جبهة البوليساريو حرب العصابات لضرب الوحدات العسكرية للجيش المغربي وشن الهجمات على مدن وبلدات وتهديد أخرى حتى في مناطق خارج الصحراء الغربية كمركز طاطا وبلدة أقا وفم الحصن و اسا والزاك والطانطان… استمر ذلك إلى حدود نهاية الثمانينات.
ترافق ذلك بتدفق دعم مالي وسياسي وديبلوماسي كثيف، تمثل هذا الاخير عشرات الدول المعترفة باعلان الجمهورية الصحراوية في 27 فبراير1976 وتنوع التنظيمات الصديقة والحاضنة الدولية الداعمة توج بنيل عضوية منظمة الوحدة الافريقية في 12 نونبر 1985.
نجاح الدولة المغربية في استكمال بناء أحزمة دفاع ضخمة تخترق الصحراء الغربية بهدف حماية المدن ومراكز الانتاج و طرق المواصلات الرئيسية كان بمثابة نهاية جدوى وفعالية حرب العصابات التى أصبح مجال مناورتها مكشوفا ونتائجه محدودة لكونه يتطلب اختراق جدران الدفاع القائمة شديدة الحراسة والتحصين وهوما يتطلب تضحيات جبارة مشكوك في جدواها العملياتية.
ترافق هذا التطور العسكري الميدانى مع مناورة بعيدة المدى للنظام المغربى تمثلت في قبوله بمخطط الأمم المتحدة ومؤتمر الوحدة الافريقية بما يسمي “مخطط وقف إطلاق النار ولإجراء استفتاء تقرير المصير” وتم المصادقة عليه سنة 1991.
ربح النظام المغربى فرصة تهدئة الجبهة العسكرية وسمح لقواته استرجاع الأنفاس والتأقلم مع مجال صحراوي مجهول وملائمة التكوين والمناورات مع ميدان المعارك وإعادة التسليح الذي حد منه أزمة النظام الاقتصادية والمالية مطلع الثمانينيات..
بالمقابل تعرضت جبهة البوليساريو، سنة 1988، لأخطر أزمة مند تأسيسها حيث تفجر صراع حاد في نواتها القائدة المثمتلة في اللجنة التنفيدية سرعان ما تفاقمت باستقالة جماعية لأطر عديدة . وإمتد الصراع بتنظيم ساكنة المخيمات لاحتجاجات لم تتوقف إلا بتدخل القوات العسكرية للبوليساريو، ما مثل صدمة معنوية لم تندمل مذاك، فكيف لمسلحين هدفهم التحرير يقمعون نازحين مفترض أنهم حماة لهم؟
كان من النتائج المباشرة لذلك نزيف حاد في الأطر القيادية المدنية والعسكرية المجربة إما بعودتها السياسية إلى المغرب أو بهجرة إرادية إلى أوربا أو الإقامة بموريتانيا.
طيلة 26 سنة من وقف اطلاق النار عزز النظام المغربي بنجاح حقائق على الأرض عبر استقطاب هائل للسكان لتشجيع الاستقرار بالمدن وافراغ اتفاقية 1991 بتوريط قوات الأمم المتحدة وجعلها ضمان لوقف إطلاق النار وترك الزمن يفعل فعله في تآكل معنوي للبوليساريو التي دخلت مذاك في أزمة افتقاد استراتيجية نضال بديلة خصوصا بعد استنفاد دينامية النضال المدني بمدن الصحراء الغربية والتي كان كديم ايزيك آخر حلقاتها الدالة.
احتمالات ما بعد محمد عبد العزيز .
بين مقتل الوالى مصطفي السيد وموت محمد عبد العزيز هناك أوجه اختلاف بينة، فالأول قتل قبل أن يتصلب عود البوليساريو، واستخلافه لم يكن صعبا في سياق عالمي واقليمي داعم، أما اليوم فالجبهة مضى من عمرها ما يزيد من 40 سنة، كما أن قادة ما بعد الوالي مصطفي السيد قرروا العمل كفريق يقبل تولي محمد عبد العزيز رئاسة التنظيم والحفاظ على توازن عمل القيادة رغم ما يعتمل فيها من خصومات عميقة (وهي مخلفات الصراع الذي بدأ منذ 1988). إلا أن اختفائه عن المسرح سيؤجج صراع الأجنحة. ليس موت محمد عبد العزيز أمرا بسيطا ستتخطاه البوليساريو بسلاسة كما يأمل أنصارها وفي الوقت ذاته لن ينتج عنه انهيار آلي لجبهة البوليساريو فالحدث يأخد خطورته في سياق وقائع موضوعية وازنة لها مستتبعاث عميقة على البوليساريو وقضية الصحراء الغربية بمجملها.
أولا: النظام المغربي أغلق القوس الذي فتح منذ وقف إطلاق النار سنة 1991 بتخييره البوليساريو والجميع بين “الحكم الذاتي” كأرضية للتفاوض أو اللاحل وهذا يجعل استراتيجية البوليساريو المبنية على العمل من أجل تنفيذ إجراءات استفتاء تقرير المصير عبر استعمال ضغط المنظمات الدولية ونضالات المدن الصحراوية والتشهير بخروقات حقوق الانسان وباستغلال ثروات الأقاليم ترتطم بحائط النظام المغربى.
ثانيا: النظام الجزائري الحاضن الرئيسي للبوليساريو باستقبال النازحين على أرضه وتمويلهم وتسليحهم وإدراج قضيتهم في أولوياته الدولية، هذا النظام، غارق في أزمة اقتصادية ومالية حادة جراء تراجع عائدات النفط مترافقة مع أزمة سياسية أخطر عنوانها تمسك الحاكمين الفعلين بإجلاس عبد العزيز بوتفليقة على كرسي الرئاسة رغم عجزه الصحي البين واستعماله في حرب الأجنحة مما يترك الباب مفتوحا على تطورات يصعب التكهن بها على الجزائر في سياق اقليمي مضطرب.
ثالتا: الإمبريالية واعية بضرورة الحفاظ على استقرار النظام المغربي والذي يضطلع بدوره في استراتيجيتها (ضد إرهاب المجموعات الدينية- حاجز ضد تدفقات المهاجرين- تمكين الرأسمال الإمبريالي من فرص النهب- زبون لصناعة الأسلحة- تأمين أحد أهم معابر الملاحة الدولية…).
كل البلدان الامبريالية تستعمل، مباشرة أو مداورة ، قضية الصحراء الغربية لابتزاز النظام المغربي فتزرع الأوهام عند البوليساريو وحينما تنال مبتغاها تنقلب إلى ضد ما تدعيه (أنظر مواقف الأحزاب الكبري الاسبانية حينما تكون في المعارضة وممارستها عند ترؤسها للحكومة- موقف الحكومة السويدية- الولايات المتحدة الامريكية في مقترح مشروع توسيع بعثة المينوريسو والقرار الأخير، الأول في أبريل2014 والثاني أبريل 2016…) .
ليس للإمبرياليات جميعها أدنى اقتناع ولا مصلحة في دعم تقرير مصير يفضي إلى حل يضعف النظام المغربي، وسلوكها كله ابتزاز دنيء لنيل الصفقات المربحة بإذكاء التنافس بين النظامين المغربي والجزائري وأي رهان على نفاقها لن ينتج عنه إلا جني الريح.
أما الدول المناصرة للبوليساريو بإفريقيا، والمثمتلة في محور جنوب إفريقيا ونيجريا وحكومات أمريكا الجنوبية فيبدو أن الصعود اليمني في أمريكا الجنوبية سينتج عنه تراجع دعم تلك الدول أما نيجريا فخطر بوكو حرام والمجموعات الانفصالية بدلتا النيجر الغنية بالنفط ووصول الرئيس الجديد الباحث على عقد تحالف مع فرنسا ذات الهيمنة على بلدان الجوار شمال نيجيريا سيكون قناة التطبيع مع النظام المغربي أما جنوب افريقيا فالأزمة الاقتصادية تترافق مع أزمة اجتماعية وفضائح فساد لم يسبق لها مثييل منذ إسقاط نظام الابارتايد العنصري يضعها فى بحر تحولات كبيرة.
هذه هي الوقائع الموضوعية التى لها مستتبعات على البوليساريو وقضية الصحراء، فاستبدال سلس في قمة تنظيم مع بقاء الوقائع الموضوعية كما هي، أو تدهورها، يجعل ذاك الاستبدال بلا معنى، بالمقابل فالعجز عن تخطي عقبة وفاة محمد عبد العزيز من شأنه مفاقمة كل الظروف الموضوعية سالفة الذكر من هنا فالانتباه للتطورات التي ستحدث آنيا وعلى المدى القريب له أهميته.



#حسن_أبناي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الصحراء الغربية: التطورات السياسية الأخيرة على ضوء قرار مجلس ...
- سعي نضالي غير مسبوق لقبر الاستبداد السياسي و هزم القهر الاقت ...
- النصر للعمال المنجمين المعتصمين بموريتانيا !
- استمرار الثورة وحده يحبط المؤامرات
- لحظة مفصلية في مسار الانتفاضة التونسية


المزيد.....




- شاهد.. فلسطينيون يتوجهون إلى شمال غزة.. والجيش الإسرائيلي مح ...
- الإمارات.. أمطار غزيرة وسيول والداخلية تحذر المواطنين (فيديو ...
- شاهد: توثيق الوصفات الشعبية في المطبخ الإيطالي لمدينة سانسيب ...
- هل الهجوم الإيراني على إسرائيل كان مجرد عرض عضلات؟
- عبر خمسة طرق بسيطة - باحث يدعي أنه استطاع تجديد شبابه
- حماس تؤكد نوايا إسرائيل في استئناف الحرب على غزة بعد اتفاق ت ...
- أردوغان يبحث مع الحكومة التصعيد الأخير بين إسرائيل وإيران
- واشنطن وسعّت التحالفات المناهضة للصين في آسيا
- -إن بي سي-: بايدن يحذر نتنياهو من مهاجمة إيران ويؤكد عدم مشا ...
- رحيل أسطورة الطيران السوفيتي والروسي أناتولي كوفتشور


المزيد.....

- عن الجامعة والعنف الطلابي وأسبابه الحقيقية / مصطفى بن صالح
- بناء الأداة الثورية مهمة لا محيد عنها / وديع السرغيني
- غلاء الأسعار: البرجوازيون ينهبون الشعب / المناضل-ة
- دروس مصر2013 و تونس2021 : حول بعض القضايا السياسية / احمد المغربي
- الكتاب الأول - دراسات في الاقتصاد والمجتمع وحالة حقوق الإنسا ... / كاظم حبيب
- ردّا على انتقادات: -حيثما تكون الحريّة أكون-(1) / حمه الهمامي
- برنامجنا : مضمون النضال النقابي الفلاحي بالمغرب / النقابة الوطنية للفلاحين الصغار والمهنيين الغابويين
- المستعمرة المنسية: الصحراء الغربية المحتلة / سعاد الولي
- حول النموذج “التنموي” المزعوم في المغرب / عبدالله الحريف
- قراءة في الوضع السياسي الراهن في تونس / حمة الهمامي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - حسن أبناي - جبهة البوليساريو بين لحظة وفاة قائدها ومستقبل قضيتها.