ماريا فريجة سيرين
الحوار المتمدن-العدد: 5182 - 2016 / 6 / 3 - 16:06
المحور:
قراءات في عالم الكتب و المطبوعات
زهرة الروح
بين قضبان الظلام لا ارى غيرك
عندما تمتزج ارواحنا بزمزم البراءة نسافر الا حيث تتنافس أحجيتانا مع زمن يحاكي حلولا لنا من داخل مرآة لا تعكس الا امانينا وارواح تشكل مستقبلا بداخلنا وهدوء اجساد تداعب فوضى الروح ,من عالم عميق ومن حيث لا يوجد تعبير عن زهرتك ايتها الروح ؟
تقف انجل وتقول انا اتية لك ايها العالم ,عام 1825 رددت انجل اول كلمة لها انا احبك وقف كل من في القرية يشاهد الفتاة الوحيدة التي كانت تعيش في وسط زحمة من الغرباء وتهتف وتقول احبك ...
ماذا؟
من انت يا فتاة ؟ تبتسم ابتسامة خفيفة ممتلئة بنور من مكان ما في ظل ما وتقول انجل.
يقترب منها الكل وهم يتهامسون كيف وصلت الى هنا ...الا ا كلمة واحدة كانت ترددها وشفتاها تعبر عن برود روحها المعلقة ...
كانت ارجلي تسابق السحاب ودمع العيون يغسل كل وسخ وغبار الغابة المظلمة ,كنت احسب نفسي اني هربت من ذا الحمراء ولكن وجدته اسرع مني
ومن هو ذا الحمراء ؟
حبيبي هو او مدمري لا اعلم ؟
في ليالي ابريل 1822من كل سنة تزور انجل عمتها فكتوريا الساكنة بمنطقة تعرف برعبها وحياة تحت الارض وما شابه من خرافات الكبار , الا ان انجل اعتنقت ديانة الاسلام بعد خروجها من المسيحية بعام تقريبا .
في ليالي برد لم يكن كالمعتاد خرجت انجل الى سطح تلة القرية وصرخت لترتاح روحها التي قلص من شعاع براءتها دناسة الايام وكانت تصرخ ودموعها تندمج مع كل قطرة مطر وشعرها تربطه لها الرياح من شدتها ,لتسقط انجل ارضا من شدة البرد ,فجأة يمر رجل لتحس بحضنه فقط سقط عليها وكان يغطيها من كل جنب ,كانت عيونها تارة تحضر وتارة في نوم عميق ,لتستيقظ في مغارة ليس لها اية عناوين لتجده يلمس يديها بخوف شديد وقالت من أنت ؟
من انت ؟ فقال انت حبيبتي وفقط.
بين كسور قلبك كنت وبين كل لون مات من حياتك كنت وبين كل طريق يؤدي اليك كنت .
اشتد خوف انجل منه اذ ترى عاشقا اذ ترى اما مها رجل عاشق لعشقه وهي انجل , تساله ولا يجيب الا بنفس السؤال,فجأة تسمع انجل صوتا من مكان بعيد من مكان وجودها ومكان قريب من قلبها يقول ... اهربي ...اهربي ...
ويشتد خوفها الا همسات الحجارة تأنسها وتهدأ من روعها ...صرخات حبيب ما مشاعر تعاود شريطا ما انه الحب الذي سجنته دموعها في قلب رجل يهتف بحرقة ليبعدها حيث لن تجد عذابا يقرره ز من عشق معانقتها بخيانة بغدر بقساوة
تحت نهر في مدينة انجل التي كانت تبعد عن مكان اقامتها بمسافة قليلة ,تعرفت انجل على اسماي يل ,تحت كل عاصفة حب طارت فيها لتسقط في ذلك النهر لتحس بيد حنونة تخالط عيونها يسري حنانها في كل وريد يؤدي الى ريح روحها انفاسه ,عيونه كلها تمر امام سقوط خفيف قدره القدر ليكون مأساة هيام بنت بريئة .
تسبح انامله في عيونها وكانت ترجو شيئا واحدا وهي رؤية اسماي يل ...كانت كفيفة ,حياتها داخل عالم لا يراه الا ذا الحمراء ...الوانها اطياف من صنع حزنها الدائم حت الحياة قررت ان تمنحها فرصة اللقاء .
اشتد بها المرض وكانت فاقدة لذاكرتها ولم يجد اسماي يل اي حل سوى اخذها الى بيته الواقع بين وادين تعلوه تلة تشفي غليل الروح وتعيد الواح الحياة الا انه لم يكن من هي ؟ولا من اين هي؟
في صبيحة يوم مشمس تستيقظ انجل على اصوات لم تعهد سماعها ,ما هذا ؟ تنهض وتسير حيث تأخذها قدماها ,وفجأة تقع الا ان وقوعها كان بين ايدي اسماي يل ....من انت ايها الرجل؟راءحتك جميلة ؟
انها راءحة الياسمين ...وماهو الياسمين ؟
انها ازهار تشبه طلتك الباهية على هذا الواد .
اه راءع.
ما اسمك ؟
انجل
وانت؟
اسماييل.
ارجوك اسماييل خذني الى حيث وجدت ثري , ولما يا انجل
ديني لا يسمح لي بلبقاء مع الغرباء , وما هي ديانتك
اني مسلمة
اه انا مسيحي , لقد كنت مثلك الا اني وجدت في هذه الديانة ماهو قريب من عالمي وجدت حبا بداخلي تعبر عنه تنهدات من الوحدا والخل بالاه هذا الكون وجدت السعادة حيث جعلت من ثغري هذا ابنا مطيعا لكل كلام ...اخذ الاهي بصري ولكن لي امل برجوعه يا اسماييل ...كانت تردد خذني من هنا ارجوك
لا استطيع انت مريضة
لا خذذني
اخذهاالى واد الزهور وتركها الى انه بقي يرقب من البعيد تعبدها ويبعد عن سبلها المشاق وفي يوم ما راها تصلي وتتعبد الله لاول مرة وسمع نداء خفيا تحت ضياء القمر فتعجب لامرها ستضاء وجهها ونعكس فيه بريق النجوم وقالت...
الاهي خالق الجمال اناديك تحت خلق خلقته وامام كل خلق خلقته الاهي خانتني عيناي فلم يسمح لي برؤية ابداعك اناديك اناجيك بقلب جاء متاخرا لطاعتك بصدق جوارحي التي تسبح لك وبروح شاكرة لك اناديك ربي بعزك كما حفضتني بين وحشة هذا الظلام ان ترجع لي بصري ولو لدقيقة ...
كانت انجل لاول مرة تطلب من ربها هذا الطلب بحرقة ثم سقطت من جديد الا ان اسماي يل كان يتبعها ...جرى اليها جريا لا يعرف وجهة ورمى حاله امامها فضن انه لن يراها من جديد وضمها اليه وبكى وقال ...لا اعلم من انت ؟ولكن انجل تثق فيك وتقدسك حيث رمت حالها في هذا الظلام والبرد لترضيك ارجوك اعدها ...
فقالت انجل لم امت انا هنا كنت اعلم انك تتبعني من بعيد وتطعمني وتسقيني ولأول مرى اطلب من الاهي طلبا
فقال ما طلبت
قالت ان يرد بصري لاري الحياة
فقالت الاجل ريحك الزكية طلبت هذا ولاجل عيونك طلبت هذا لاراك يا اسماييل لا يزال اسماييل يبكي وانجل تذرف دمعا لمعانه اشد من الشمس تحت ليلة مسبحة حتا فتحت انجل عيونها بكل ثقة وصرخت اني اراك اني اراك
لم يصدق اسماييل
ولاول مرة تلمس انجل وجه احد متجهة الى كل حاسة فيه وتبكي وتقول انا احبك الاهي
وجه فيه عيون انجل فتحت وتعابير الربيع بين ثنايا ملامح اسماييل لدرجة نسيت ان لها وجها لم تعرفه من قبل فقال اجري انهضي انضري في الماء لوجهك قالت...لا اانت وجهي رايته فيك انت ...
روح طفلا صغيرا حررته ابتسامتك من عبودية الالم بداخلي ,انت يا اسماييل الروح التي امتزج غيابها وحضورها بلحظة لقاءنا تحت قطرات مطر داعبت وجنتي في عالم اراه انا وفقط ...بيت انا سيدته فرضت حضورك فيك ايها الغريب الذي قتل انفاسي ...
وهي تتحدث هبت عاصفة قوية امامها دمرت كلمات انجل التي اختارت ان ترتبها اخيرا في كتاب ستراه وتخطه بقلم من حبر الحب الي لامس كل جوهر فيها ,سقط اسماييل وشى ما يخرج من فمه الطاهر وكأنه سم ,احمرت عيونه وضعف نور وجهه وتصلب جسده ,وقفت انجل تنضر وتتمنى ان بصرها لم يعد حتى لا ترى ما يحدث امامهاوهي تسمع صوتا يقول ...انت حبيبتي يا انجل ...
نضرت وترى عيونا مرعب تنضر اليها بعشق خبيث بغيرة ليست كأي غيرة
من انت ؟ انت لست اسماي يل ؟
نعم لست هو انا حبيبك.
ارجوك لا تأذي اسماي يل سأبتعد عنه , لن اعود وقالت يا رب ساعدني بلمح البصر ترى شعاعا امامها مسافرا نحو موطنها ...ثم جرت ودموعها تقتل كل شى جميل امامها .
اختطف ذا الحمراء اسماي يل واحتجزه داخل كهف الموت ذاك وهو يقول له انجل لي وإسماعيل يردد يا يسوع ,الا ضحكات ذا الحمراء تختطف روح اسماي يل مرة بعد مرة ,وقلبه يهتف بشدة وعذاب اشد من عذاب القبر ...
الا ان وجدت انجل اثرا واخذها ذا الحمراء الى كهفه وهي تضن ان اسماييل قد اخذه الزمن منها بعد ان قام بإعطائها فرصة لقاء الحياة في داخل ايامه وهي تسمع صوتا من داخل ذلك الكهف ...اهربي ...اهربي يا انجل
تنضر في كل مكان وتبحث عن المجهول في وسط عتمة قاتلة ,ولا يرى ذا الحمراء الجن الذي عشقها الا قلبا منيرا يبحث عن حبه الذي قرر دمج بقايا كأبته معه ...فرأته انجل
تجري وتنهض وتسقط وفي كل مرة هكذا حتا وصلت اليه ولم يدعها الجن ذاك حتا ان تنضر الا الوان حياتها في اسماي يل .
لكنه لم يستطع ان يلمسها وبرغم من حبه لها كان يدمر امامها رجلها لتتدمر هي وتهنف وتنادي بحرقة ..يا رب يا رب ويتقدم اليها الجن من طريق لم تدري هي من اين فتح وبدأ يحرك جسدها من كل جهة يمرر طاقته في كل مكان عشقه فيها
وتفتح عيون اسماي يل عليه وهو يقول اتركها
يا يسوع يا يسوع
تناديه انجل لا قل يا رب ولأول مرة يهتف اسماي يل لا له لم يعبده قط , ساعدها يا رب ارجوك اشهد بوجودك
تهب رياح طيب وكأنها نسائم الفردوس وتعود انجل وصرخات الجن ذاك تعبر في اذنهما ولكن اسماي يل كانت تلك نهايته روحه وحبه كلها توقف بنضرة بين السماء ونضرات بين عيون انجل وذهب الحبيب وهو يقول ...معك دائما
مات وتحررت انجل الا ان التقت بهؤلاء الناس في تلك القرية وهي تقول انا احبك
عاشت هناك في بيت اسماي يل تبيت تتضرع الى الله وروح اسماي يل تزورها في كل يوم الى ان توقف شريط حياتها لتحس بنعومة يد ما فتحت عيونها لتجد نفسها امام اسماي يل وهو يشير لها بأذهاب وهو يقول حان وقت اللقاء يا انجل
تردد وتقول اشتقت اليك
#ماريا_فريجة_سيرين (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟