أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جعفر الخالدي - الفشل الذي لا يريد ان يراه الشبوط















المزيد.....

الفشل الذي لا يريد ان يراه الشبوط


جعفر الخالدي

الحوار المتمدن-العدد: 5181 - 2016 / 6 / 2 - 14:13
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لا يختلف اثنان على ان لغة الارقام مهمة جدا في تحديد الفشل أوالنجاج في مسيرة اي شخص او موئسسة او حكومة, وهي قبل ذلك تعبر عن ثقافة ووعي وثبات عند تلك الجهة. وكما هو معروف في جميع انحاء العالم ان الحكومات او المؤسسات التابعة لها او التي تمثلها هي من تعلن الارقام بشكل فصلي اي كل ثلاث اشهر وان التقرير السنوي يكون متوفرا لجميع وسائل الاعلام او حتى سائر افراد الشعب لانه هو ملك الشعب ومن حقه الاطلاع عليه في اي وقت شاء. كما ان هذه تعتبر نقطة قوة للحكومات التي تحترم نفسها لان هذه التقارير الرقمية ان صدقت فسوف تكشف عن مدى مصداقية الحكومة امام شعبها وحرصها في الالتزام ببرنامجها التي وعدت به امام شعبها . ولكن لنأتي الى الحكومة العراقية فهل ان الحكومة العراقية تعترف بلغة الارقام , بل هل تفهم معنى لغة الارقام واسرارها, واذا ما قدمت الحكومة ارقاما فهل ستصدق هذه المره. الواقع يقول لا. ان لغة الارقام عند المسؤولين في الحكومة يعني الفشل لذلك لا تعلن الحكومة عنها وليس هناك مؤسسة عراقية حكومية تهتم بلغة الارقام . لقد حاول بعض المسؤولون في الحكومة ان يتحدوا ويظهروا قدراتهم المتميزة في لغة الارقام فانطلق يغرد مسؤول الطاقة عن الكهرباء مثلا عام 2012 وقال ماقال عن جهودة الفائقة ونجاحاته المتميزة في قطاع الكهرباء قائلا "ان العراق سوف يبدأ بتصدير الكهرباء الى العالم في عام 2013 باعتبار الانتاج سوف يفوق الحاجة المحلية بالاف الميغوواط وبما انه لايمكن تخزين او الاحتفاظ بالفائض فسوف نبدأ بتصدير الكهرباء". والكل يتذكر ذلك حتى اصبح الرجل اضحوكة في عالم النكتة عند العراقين. وبعد ان اكمل "الصادق الامين" والمعلم كما يسمي نفسه تصريحه المشهور, خرج رئيسه بلقاء صحفي ليتكلم بلغة الارقام ايضا فردد كلام وزيره وزاد عليه بان هذا العام , اي 2012 سوف لن يشهد التيار الكهربائي اي انقطاع وسيتوفر للجميع 24 ساعة . بدأ الناس ينتضرون عام "الفتح" والذي سميته في حينها عام "فتح الكهرباء" بكل شغف وكلهم امل بان يكون الوزير ورئيسه صادقين. ولكن في اول صيف عام 2013 اصبح الناس يترحمون على عام 2012 حيث اصبح عام 2013 عام نكبة الكهرباء.
وقبل ذلك وفي عام 2011 صرح رئيس الوزراء بان العراق يحتاج الى 3 ملايين وحدة سكنية وانه سوف يبني مليون وحدة سكنية بنهاية 2013 فهل انجز المشروع , ام اننا لم ندخل بعد عام 2013 اليس كذلك .
ان ميزانية الحكومة العراقية من عام 2006 وحتى 2014 كانت تتراوح مابين 100 -120 مليار دولار سنويا اي ان ما انفق خلال الثمانية سنين يصل الى 1000 مليار دولار. فلنسال الاستاذ الشبوط وهو اعلامي معروف ومقرب الى الحكومة ويعمل في مؤسساتها الاعلامية هل يستطيع ان يسال اين ذهبت هذه الميزانية المهولة والانفجارية وماهي المشاريع التي تم تشييدها خلال هذه السنين . لا اعتقد يستطيع , وكان على حق حين قال لا ادري ؟؟ لمن ساله عن عدد المدارس اوالمستشفيات او الجامعات التي بنيت خلال هذه الفترة. فاذا كان الاستاذ الشبوط لايعلمها فكيف بالمواطن العادي ان يعرفها . ان هذه الارقام يجب ان تكشفها الحكومة ومؤسساتها لا ان يبحث عنها المواطن في ادراج الوزاراة , والا فان المواطن قد يضطرالى تكوين اطباعا سلبيا بسبب عدم توفر المعلومة الظرورية من المصدر الحكومي الرسمي . فالحكومة مسؤولة عن كشف ارقامها للشعب وعلى المؤسسات الرقابية مثل البرلمان او مؤسسات رقابية اخرى التاكد من صحتها والاعلان عنها بشكل دوري والا سيسبح المواطن في بحر المجهول وسيكون من حقه ان يسئ الظن بمؤسسات الدولة ويتهمها باخفاء المعلومات للتستر على الفساد والفشل فلماذا تتهم الشعب بانه يكون اطباعا سيئا يا استاذ الشبوط .
والان لنقول للاستاذ الشبوط وانت رجل اعلامي واستقصائي هل تاكدت من كلام محافظ النجف عدنان الزرفي بان ما شهدته المحافظة من بناء مدارس وطرق ومستشفيات ومشاريع يعادل ما قامت به الحكومة خلال 80 عاما, او على طريقة "مشيها بلكت تعبر على البسطاء". والله ليتنا نصدق هذا وسنفرح كثيرا , لذ نطلب منك ان تتكلم بلغة الارقام كما طلبت انت من الذين يتهمون الحكومة بالفشل ان يتكلموا بلغة الارقام . فلغة الارقام تنطبق على من يدعي الفشل او النجاح على حد سواء. نريد منك ان تعطينا اسماء وعناوين المدارس والمستشفيات والمدن الرياضية والملاعب والحدائق الترفيهية التي بنتها الحكومة ,غير تلك التي بنتها قوات الاحتلال لنراها نحن بدل ان نسمع بها. وهل ان مشروع النجف عاصمة الثقافة الذي الغي بسبب تاخر انجازه على الرغم من انفاق 500 مليون دولار ولم يتم اكمال المشاريع المخصصة له ,هل هذا كان من بين تلك المشاريع التي تفتخر بها . وهل سألت رئيس مجلس محافظة السماوه عن اسماء ومواقع ال 600 مدرسة جديدة في السماوة التي بنتها الحكومة بين عامي 2006 و2016 "حدث العاقل بما لا يليق فان صدق فلا عقل له". من العيب ان تطلق هذه الارقام والدعوات وكانها مسلمات في مقالتك وانت لم تتاكد منها وتستشهد بالاية الكريمة "ولا تقف ما ليس لك به علم.” ضد غيرك ممن لا يملك الارقام . كان عليك ان تطبق هذه الاية على نفسك قبل ان تحاجج بها غيرك يا استاذ الشبوط . ان ثلاث حكومات لم تجري تعداد سكانيا واحدا منذ 2003 على الرغم من اهميته البالغة في رسم سياسة الدولة ومحاربة الفساد فكيف نتوقع منها ان تفهم لغة الارقام او تعترف بها
ولكن لنقول للاستاذ الشبوط , هل يحتاج الفرد العراقي الى ارقاما لمعرفة فشل الحكومة في تامين ابسط الخدمات للمواطن. وهل يحتاج المواطن المسكين الى ارقاما ليعرف اين ذهبت ال 1000 مليار دولار خلال 8 اعوام . هل يحتاج المواطن ان ارقاما ليعرف اين ذهبت الميزانيات الانفجارية للمحافظات بين 2006 الى 20014 لااعتقد ان الامر يحتاج الى فلسفة . فقط لينظر المواطن الى ماحوله وسيعرف اين ذهبت تلك المليارات وكما يقول المثل "لو كان لبان" ولا داعي الخوض بالتفاصيل لانها تدمي القلب . فهذا العراق من شماله الى جنوبه يبكي من البؤس والحرمان وضياع المستقبل . فقط اعطيك رقما اخيرا لك ولكل مواطن لتحكموا ماذا سيحدث لو انفقت الحكومة العراقية ميزانيتها (1000 مليار) بصدق على شعبها . فهل تعلم ان كلفة بناء برج دبي (خليفة) كاعلى برج في العالم كانت 1.5 مليار دولار لاغير. وكلفة بناء مستشفى خليفة العملاقة في امارة ام القيوين بلغت 204 مليون دولار بسعة 220 سرير واستقرق العمل ثلاث سنوات وهذه ارقام متوفرة على الانترنت اعلنتها الحكومة ومؤسساتها لانها تصدق مع شعبها.
ان الشعب العراقي لايحتاج الى برج كبرج دبي ولكنه يحتاج الى اناس نزيهين, صادقين ومخلصين يحبون شعبهم ووطنهم ولا يتاجرون بالدين او المذهب ليشتروا به عواطف الناس ليغطوا على فشلهم وسوءاتهم وفسادهم الذي ازكم الانوف. في العراق لا حاجة الى لغة الارقام يا استاذ الشبوط لاثبات فشل وفساد حكومات علاوي والجعفري والمالكي واخيرا العبادي ويكفي ان العراق يتصدر قائمة الدول الاكثر فسادا وفشلا في العالم . نحن على يقين انك تعلم ان الحكومات ومنذ 2003 قد فشلت فشلا ذريعا في تقديم ابسط الخدمات الظرورية للشعب العراقي ولكنك لاتريد ان تراها الان لشيء في نفس يعقوب ولكن لنرى هل سيعترف الشبوط بهذا الفشل وفجأة سيرى الارقام بلا واسطة اذا تغيرت الرياح.



#جعفر_الخالدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ما اشبه اليوم بالبارحة يا سيادة رئيس الوزراء
- من لا يسمع نفسه هل يستطيع ان يسمع شعبه


المزيد.....




- فيديو صادم التقط في شوارع نيويورك.. شاهد تعرض نساء للكم والص ...
- حرب غزة: أكثر من 34 ألف قتيل فلسطيني و77 ألف جريح ومسؤول في ...
- سموتريتش يرد على المقترح المصري: استسلام كامل لإسرائيل
- مُحاكمة -مليئة بالتساؤلات-، وخيارات متاحة بشأن حصانة ترامب ف ...
- والدا رهينة إسرائيلي-أمريكي يناشدان للتوصل لصفقة إطلاق سراح ...
- بكين تستدعي السفيرة الألمانية لديها بسبب اتهامات للصين بالتج ...
- صور: -غريندايزر- يلتقي بعشاقه في باريس
- خوفا من -السلوك الإدماني-.. تيك توك تعلق ميزة المكافآت في تط ...
- لبيد: إسرائيل ليس لديها ما يكفي من الجنود وعلى نتنياهو الاست ...
- اختبار صعب للإعلام.. محاكمات ستنطلق ضد إسرائيل في كل مكان با ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جعفر الخالدي - الفشل الذي لا يريد ان يراه الشبوط