أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - فراس الوائلي - سفر العشق














المزيد.....

سفر العشق


فراس الوائلي

الحوار المتمدن-العدد: 5181 - 2016 / 6 / 2 - 11:36
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


سفر العشق

السفر من الخلق الى الحق ..
وهو أول أسفار الحب الإلهي والسير الى الله وفي هذا المقام يكون الانسان غير ملتفت الى المعية الالهية " وهو معكم أين ماكنتم " ويكون محجوبا عن الحق بفعل الخطايا والأهواء والملذات بشتى أصنافها فهو ناظر الى الخلق دون الحق وإلى الكثرة دون الوحدة " ألهاكم التكاثر " وهو مقام الغفلة والظلمات وفيه يتسافل الإنسان إلى أدنى المراتب الوجودية فيكون كالحجارة بل أدنى مقاما لشدة الرين والصدأ والغشاوة على قلبه فيصاب بالعمى الروحي " عمى البصيرة " وقد عبر القرآن عن هذه الحقيقة بقوله " ومن كان في هذه أعمى فهو في الآخرة أعمى وأضل سبيلا " وهي أدنى مقامات البشرية ومنها تصدر أعظم الجرائم بحق الإنسانية والوجود برمته فما نراه من مشاهد القتل والتفنن بالتوحش من قبل بعض البشر تجاه الأخرين مقام تأنف منه كل ضواري الأرض وسباعها بإتجاه فصائلها ما عدا الانسان الذي يجرم بحق أخيه الانسان أجراما تقشعر له الجلود والأبدان ، بل تكون البهائم والسباع والضواري أشرف مقاما منه في مثل هذه الموارد وقد عبر القرآن عن هذه الحقيقة بقوله " ثم قست قلوبكم من بعد ذلك فهي كالحجارة أو أشد قسوة وأن من الحجارة لما يتفجر منه الأنهار " فالنفس في هذا المقام الوجودي كون من الظلمات وكجبال الفحم لا نور فيها ولا إشراق وهي الغفلة بعينها عن الحب المطلق ..
ولكي يتكامل الانسان في مسيرته الوجودية لابد له أن يخرج من عالم الظلمات والتسافل ليرتقي بالحب الى منازل الكمال والتكامل ومن هنا يبدأ السفر الأول وهو السفر من الأنا المظلمة والخطايا المطلقة الى عالم الحب " من الكثرة إلى الوحدة " " من الخلق إالى الحق " لتشرق أرض النفس بنور ربها ويضيئ كون النفس حقائقا ودقائقا ولطائفا فالإنسان كون كامل إن عرف الإنسان ماهية السفر ودوره الوجودي وقد ورد في المأثور " وتزعم أنك جرم صغير .. وفيك أنطوى العالم الأكبر " وهو سفر في الذات والتأمل في الآفاق الروحية والظاهرية وفي أرض البدن وقد عبر القرآن عن ذلك بقوله " سنريهم آياتنا في الآفاق وفي أنفسهم " فالرؤية لاتتم إلا بالتامل بخلق الله البديع لكي تتحرر النفس من أغلال المادة والظلمات بشتى أصنافها لتشرق بعدها حقيقة الأزل ويعبر عن هذا السفر العقلي بالسفر " من الخلق الى الحق " وهو أول مراحل الرياضة والولادة الروحية للإنسان وقد سار في هذا المضمار جميع المتصوفة والعرفاء وفلاسفة الإشراق في العالم ومنذ أقدم الأزمان حيث يكون التأمل والتدبر في ملكوت النفس والكون معا أحد أهم روافد المعرفة البشرية .
وقبل هذا السفر يكون الانسان ذو عين واحدة ناظرة إلى الدنيا وملذاتها وغيرملتفتة الى جمال الحق وعظمته فحتى يسافر الى الحق لابد له أن يموت موتا أختياريا والمقصود بالموت الاختياري " مجاهدة النفس وترويضها لكل فعل جميل " أي محاربة كل الأفعال والخصال الشريرة والأخلاق المذمومة المنطلقة من الأنانية وحب الذات وتصنيمها والتي تنأى بالإنسان عن ملكوت الجمال وإن كان ظاهره أنسانا إلا أن محتواه حيوانا وقد ورد في المأثور " الصورة صورة إنسان والقلب قلب حيوان " .
وحتى يسمو لابد أن تبدأ هذه الرحلة الوجودية بالعشق والحب نحو الحق لتبدأ الحقائق بالإشراق تدريجيا ويتجلى الجمال في النفس سحرا لاتحيطه اللغات ولاتدركه الأبجديات وقد عبر عن ذلك بالقول المأثور في تراثنا العربي بقول النبي "ص " موتوا قبل أن تموتوا " وقوله " إذا مات الإنسان قامت قيامته " فالقيامة الصغرى تقوم في النفس الإنسانية من خلال الموت الأختياري ومحاربة كل خلق دميم ينبعث من الأنا المظلمة كالحسد والنفاق والغيرة والقتل والكذب ..ألخ مما يشوه الفطرة البشرية .
وعندما يبدأ السفر الأول تشرق الحقائق في النفس وتبرق جنة المعنى وتتحول جوارح الإنسان الى ذوائق رفيعة المستوى فالعين تتذوق والأذن ترى الجمال في شدو العصافير وخرير الجدوال وهكذا في كل مظاهر الكون البديع وهي بداية البداية للتكامل الإنساني ومنبع الحب ومنابت الحقيقية الشهودية حيث الاغتراف يكون من بحر النور والجمال وبداية الكدح المعرفي نحو الحق سبحانه " يا أيها الإنسان إنك كادح الى ربك كدحا فملاقيه " .
فالحبيب بشوق دائم الى حبيبه وهي ثنائية الحب الأزلية " يحبهم ويحبونه " .والقطرة تحن الى بحرها ومداها " النفخة الإلهية " " ونفخت فيه من روحي " كما عبر القرآن الكريم فتلك الروح في حنين دائم إذا أزيح عنها جنود الظلام وطاغوت الخطايا فالمعلول لاقيام له إلا بعلته وحنينه إليه دائم والعشق سر الوجود ومنه فاض الخلق حبا وكما ورد في الحديث القدسي " كنت كنزا مخفيا فأحببت أن أعرف فخلقت الخلق فبه عرفوني " .



#فراس_الوائلي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سفر الحب
- مقامات الحب
- أساور الشتاء
- أنس وجان
- شموس تتعرى
- شرفات الفجر
- ميلاد الندى
- وجع الآلهة
- كوكب المطر
- كفوف الندى
- مذبح الكلمات
- في الجنة
- خيط في الذكرى
- بلا ذاكرة
- فجر الياسمين
- أرائك النعناع
- حبك طيرا
- وحدها
- وثنية
- أول الفجر


المزيد.....




- وزير دفاع أمريكا يوجه - تحذيرا- لإيران بعد الهجوم على إسرائي ...
- الجيش الإسرائيلي ينشر لقطات لعملية إزالة حطام صاروخ إيراني - ...
- -لا أستطيع التنفس-.. كاميرا شرطية تظهر وفاة أمريكي خلال اعتق ...
- أنقرة تؤكد تأجيل زيارة أردوغان إلى الولايات المتحدة
- شرطة برلين تزيل بالقوة مخيم اعتصام مؤيد للفلسطينيين قرب البر ...
- قيادي حوثي ردا على واشنطن: فلتوجه أمريكا سفنها وسفن إسرائيل ...
- وكالة أمن بحري: تضرر سفينة بعد تعرضها لهجومين قبالة سواحل ال ...
- أوروبا.. مشهدًا للتصعيد النووي؟
- الحوثيون يعلنون استهداف سفينة بريطانية في البحر الأحمر وإسقا ...
- آلهة الحرب


المزيد.....

- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي
- عالم داعش خفايا واسرار / ياسر جاسم قاسم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - فراس الوائلي - سفر العشق