أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - جلال مجاهدي - الماضويون و الفصام الزمني














المزيد.....

الماضويون و الفصام الزمني


جلال مجاهدي

الحوار المتمدن-العدد: 5174 - 2016 / 5 / 26 - 21:04
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


بين الفينة و الأخرى يخرج علينا فقهاء الدين بفتاوى مثيرة للاستغراب كرضاع الكبير و زواج المتعة وتحليل قتل تارك الصلاة و ما الى ذلك من فتاوى كل واحدة منها أغرب من الأخرى و الأدهى و الأمر أن هذه الفتاوى رغم غرابتها تجد لها مناصرين كثر داخل مجتمعاتنا الإسلامية التي تعاني من الفصام الزمني , هاته الفتاوى هي نتاج لماضوية مطلقيها الذين يعيشون في الحاضر بعقلية تعود لأزمان خلت , الحاضر ملغى فكرا و فلسفة ,حداثة و حضارة . فقهاء و متدينون برمجت عقولهم ببرامج ماضوية فأصبحوا يعيشون حالة شيزوفرانيا زمنية حادة و كلما زاد ارتباطهم بالحرف و النص و بالشخصيات التراثية كلما زادت حدة الفصام الزمني لديهم ,إنهم يعيشون الماضي و يتعايشون مع هذه الشخصيات ويتفاعلون مع أحداث الماضي وأحاديثه وانشغالاته بينما هم يتواجدون بيننا , كل المسافات الزمنية كسرت , لا وجود لأي حد فاصل بين الزمن الماضي و الحاضر , أناس يعيشون خارج التاريخ , المسألة لا تقف هنا فالماضويون لهم أيضا حلمهم ولهم تطلعاتهم المستقبلية, لكن باتجاه الماضي ,يحلمون باستعادة الماضي وإعادته على حالته في المستقبل ,و حركة داعش خير مثال على ذلك , فمشروع الخلافة الاسلامية الذي كان نظام حكم في الماضي السحيق حسب نظرتهم الساذجة قابل للتحقق في الوقت الحاضر , هذا التيار المتحجر و المرضي ذي المرجعية الوهابية و التنظيم الإخواني ليس الوحيد الذي يتبنى هذا الطرح فحركات الاخوان المسلمين تسعى كلها لإقامة دولة الخلافة الإسلامية و لا غرابة أن يخرج علينا الأمين العام لجماعة العدل و الإحسان بالمغرب محمد عبادي لينادي بإقامة دولة الخلافة, مشددا على أن إقامة دولة الخلافة الإسلامية تعتبر أم المقاصد في الدين, مضيفا في تصريحه الأخير أنه لا يجوز للمسلمين أن يظلوا بدون خلافة فوق ثلاثة أيام وأن من يخالف ذلك وجب ضرب عنقه كائنا من كان ,نعم فرغم ما أتأرث تصريحات هذا الرجل من انتقادات و تعليقات فهو لم يأت بشيء من عنده بل إن كل ما صرح به موجود في كتب التراث القديم المتوارث و من تم لا تقوم اللائمة عليه فهو يتحدث من الماضي , فهو يغوص في أعماق الماضي و ينهل منه ليطل علينا بين الفينة و الأخرى بقفشات فكرية ماضوية ساذجة ,الإسلام ليس له نظام حكم, فهو لا يملك نظاما سياسيا و لا اقتصاديا و لا أي مشروع مجتمعي متكامل و الخلافة الاسلامية هي مجرد مفهوم ايديولوجي ناقص تم زرعه في وعي المسلمين من طرف منظري الحركات الإسلامية فأصبح المسلمون يظنون بأن دولهم غير إسلامية و بأن لهم مشروع دولة إسلامية متكامل يمثل البديل الأمثل و الحال أن لفظ الخلافة نفسه يحتاج إلى تفسير, فالخليفة كمصطلح ظهر إثر وفاة نبي الإسلام و كان الناس يبحثون عن من سيخلف النبي و سمي حينذاك القائم على أمورهم بخليفة رسول الله و لا يسوغ حاليا تسمية رأس الدولة بخليفة رسول الله بالنظر للفارق الزمني الكبير بين وفاة النبي و هذا الخليفة , الخلافة لم تكن نظام حكم فأبو بكر أول الخلفاء لم يكن له و لا لأي من المسلمين تصور واضح عن الحكم و كان حكما بلا نظام يؤطره , حكم شخصي يقوم على شخصية محورية تتمثل في ابو بكر بعينه, لذلك فنظام ابي بكر في الحكم كان نمطا بدائيا لتصريف أمور الناس و مع مجيء عمر ابن الخطاب طرأت متغيرات اضطر معها هذا الأخير إلى اعتماد أنظمة الدول غير المسلمة كفارس مثلا فأحدث نظام الدواوين كديوان الخراج و ديوان الجند و غير ذلك من الأمور بل أبقى على الأنظمة الإدارية نفسها بالبلدان التي تم ضمها لبلاد المسلمين كفارس و بلاد الروم و من ثم يطرح السؤال للماضويين عن أي نظام للحكم تتحدثون طالما أنه لا يوجد فرق بين خلافة عمر و بين حكم كسرى سوى من حيث اختلاف الشخصين , النظرة الماضوية لطريقة الحكم هي نظرة طفولية ساذجة لا ترى في نظام الحكم إلا لحية تسدل و حجابا يضرب و أيد تقطع و نساء تجلد هذه النظرة المبسطة للأمور التصقت بالخلافة و لا يرى المسلم الماضوي تطبيقا للشريعة الاسلامية إلا بإقامة خلافة تقطع يد السارق و ترجم المحصن وفي معرض الحديث لا يختلف عاقلان أن العقوبات الجسدية تشكل إهدارا للإنسان فالعقوبات ليست مطلوبة في حد ذاتها لكن لأثرها و رجوعا لموضوعنا فإن الماضويين اختزلوا الخلافة و الاسلام في البتر و الجلد و الرجم و حسب هذه النظرة الساذجة فبالعقوبات تقام الخلافة و لا وجود للدولة الاسلامية الا إذا بترت يد السارق , أي نظام حكم هذا الذي يحدثوننا عنه , هم لا يحدثوننا عن دستور إسلامي أو قانون سير إسلامي أو عن قانون مدني إسلامي أو حتى نظرية اقتصادية إسلامية واحدة, هل يريدون إعادة نظام الدواوين الفارسية التي كانت على عهد عمر ابن الخطاب , عن أية خلافة يتحدث الماضويون .



#جلال_مجاهدي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- “ماما جابت بيبي” استقبل دلوقتي تردد قناة طيور الجنة 2025 Toy ...
- أضبطها الآن تردد قناة طيور الجنة بيبي على نايل سات وعرب سات ...
- لليوم الـ12: الاحتلال يواصل إغلاق المسجد الأقصى وكنيسة القيا ...
- “سلي طفلك الأن” تردد قناة طيور الجنة الجديد عبر النايل سات و ...
- الأزهر: من مسجد الفاطميين إلى جامعة إسلامية عريقة
- الهجوم على كنيسة مار إلياس بدمشق يثير مخاوف المسيحيين في سور ...
- سوريا.. عملية أمنية ضد وكر إرهابي متورط بهجوم الكنيسة
- مفتي القاعدة السابق: هذا ما جعل بن لادن يجر أميركا لحرب في أ ...
- اعتقال المراقب العام لجماعة الإخوان المسلمين في الأردن
- الاحتلال يواصل إغلاق المسجد الأقصى ويعتقل 4 من حراسه


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - جلال مجاهدي - الماضويون و الفصام الزمني