أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عادل كامل - قصة قصيرة/ الحمامة رأت














المزيد.....

قصة قصيرة/ الحمامة رأت


عادل كامل

الحوار المتمدن-العدد: 5174 - 2016 / 5 / 26 - 16:31
المحور: الادب والفن
    


قصة قصيرة

الحمامة رأت

عادل كامل
ـ أنا رأيت الحلم ذاته: جلس الليل بجوار النهار، في مائدة واحدة، والنمر مع الغزال في مرعى عند ضفاف النبع...
وأضافت الحمامة تروي للغراب، شاردة الذهن:
ـ ولما حاولت الاستيقاظ عرفت أني لا احلم، فما أن أعدت النظر حتى شاهدت النار تحاور الماء، والذئب يرقص مع الحمل، والحديد يتنزه مع التراب، وابن أوى يغني للطيور ...
هز الغراب رأسه، متسائلا ً:
ـ وماذا بعد..؟
ـ بدأت، مرة أخرى، اشك بأنني مستيقظة، فقد أكون نائمة، أو ذهبت ابعد من النوم...، حتى اختلط الأمر علي َ، فلم اعد أميز بين الشتاء والصيف، ولا بين الأعلى والأسفل، ولا بين الذهب والغبار، الكل غدا فراغات مزدحمة داخل فضاءات بلورية، حتى رأيت الأخيرة تتمايل، وتلعب من غير تصادم، أو عنف...، الألوان لا نهاية لانسجامها ممتزجة بأصوات خالية من الحروف، والاضطراب، والتشوش...
فسألها الغراب:
ـ وكم امتد زمن الحلم...؟
أجابت من غير صوت:
ـ لم يعد للزمن وجود، كما لم يعد غائبا ً، ولا للمكان حضور ولا اثر لزواله...، فانا صرت اعرف نفسي بوجود جعلني اجهل، أأنا مازالت احلم أم أن هناك من كان يحلم ويراني في أحلامه...، حتى عندما حاولت استعادة رفيقاتي الحمامات وجدتهن غائبات...، فلم ابك، ولم افرح، لم احزن ولم ابتهج...، فسألت نفسي: أأنا خارج نفسي أم نفسي خارجي، أأنا داخلها أم هي داخلي...، أأنا نور ليس له ظل، أم ظل من غير نور...، ولكن المشهد سمح لي أن أرى ما وراء الحافات، مثلما كنت المس انعدام الملامس، لا هي ناعمة، ولا هي رقيقة، ولا هي كبيرة، ولا هي خشنة، ولا هي صغيرة...، فقلت لنفسي: ما شأني إن كنت لم أولد بعد أو إنني فارقت الحياة مادمت أشاهد الصقر يغرد كالبلبل، والتمساح يرقص مع الغزلان، والسباع تهرول مع الأفاعي، والجرذان تستحم مع أفراس النهر، فيما الدببة تداعب الأسماك برفق، وشفافية...
ـ وماذا بعد...؟
ـ صرت، كلما حاولت الاستيقاظ، أرى الحلم ذاته، فلم اعد مكترثة إن كنت وقعت في الأسر، أو وقعت في شباك الصيادين، أو أنا في حفرة...، أو أنا في هذه الحديقة!
ـ آ ...
تأوه الغراب وأضاف:
ـ هذا هو الحلم ذاته الذي رآه جدنا الأعظم ...، الديناصور العملاق...
صاحت مذعورة:
ـ لكني لم أكن اكترث للموت، ولم أكن خائفة، ولم أكن اشعر بالألم، أو بالفزع...!
ـ بالضبط...، هذا ما قاله أيضا ً، لأنه ـ هو ـ تماما ً سلك الدرب الذي لا يعرف نهايته...
ـ ولكني مازالت أراك ـ وربما ـ تراني؟
ـ وهل اعترضت عليك، لأن هذا هو تماما ً الذي حدث لك، يا حمامتي الوديعة، لأنه لم يدم أكثر من زمن عبوره إلى الزوال، إن لم يكن ولد مسبوقا ً بزواله الخالد!
ـ آ ...، يا لها من مسرة، انك تذهب ابعد منها، من غير الم، وأسف انك فقدتها، بهدوء، ومن غير صخب، أو زيادات!
26/5/2016



#عادل_كامل (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مساحات وقصص قصيرة اخرى
- في النحت العراقي الحديث/ يحيى جواد/ تدشينات صاغت حداثتها
- زوال وقصص قصيرة اخرى
- المجد للفأس/ لمحات من تاريخ العبودية في بلاد ما بين النهرين
- صرخة وقصص قصيرة اخرى
- في النحت العراقي الحديث/ مكي حسين
- في النحت العراقي الحديث/ محمد الحسني
- قصة قصيرة/ بقع سوداء فوق اثير ابيض!
- عشرون قصة قصيرة جدا ً
- قصة قصيرة/ حكاية رواها لا أحد!
- كي لا نوغل في التمويهات.... المرأة مازالت في عصر العبودية!
- رسامو الحمير في التشكيل العراقي الحديث!
- 22 قصة قصيرة جدا ً
- مصير وقصص قصيرة اخرى
- 7 كتب في الفن/ من الشفاهي الى التدوين
- قصة قصيرة/ ولادة
- قصة قصيرة/ الشق
- بعد 55 عاما ً... جواد سليم ونصب الحرية
- جواد سليم في ذكراه
- مستنقع الضفادع/ قصة قصيرة


المزيد.....




- مظهر نزار: لوحات بألوان صنعاء تروي حكايات التراث والثقافة با ...
- في حضرةِ الألم
- وزير الداخلية الفرنسي يقدّم شكوى ضدّ ممثل كوميدي لتشببيه الش ...
- -بائع الكتب في غزة-.. رواية جديدة تصدر في غزة
- البابا يؤكد أن السينما توجد -الرجاء وسط مآسي العنف والحروب- ...
- -الممثل-.. جوائز نقابة ممثلي الشاشة SAG تُطلق اسمًا جديدًا و ...
- كيف حوّل زهران ممداني التعدد اللغوي إلى فعل سياسي فاز بنيويو ...
- تأهل 45 فيلما من 99 دولة لمهرجان فجر السينمائي الدولي
- دمى -لابوبو- تثير ضجة.. وسوني بيكتشرز تستعد لتحويلها إلى فيل ...
- بعد افتتاح المتحف الكبير.. هل تستعيد مصر آثارها بالخارج؟


المزيد.....

- يوميات رجل لا ينكسر رواية شعرية مكثفة. السيد حافظ- الجزء ال ... / السيد حافظ
- ركن هادئ للبنفسج / د. خالد زغريت
- حــوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الثاني / السيد حافظ
- رواية "سفر الأمهات الثلاث" / رانية مرجية
- الذين باركوا القتل رواية ... / رانية مرجية
- المسرواية عند توفيق الحكيم والسيد حافظ. دراسة في نقاء الفنون ... / د. محمود محمد حمزة
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة. الطبعة الثانية / د. أمل درويش
- مشروع مسرحيات مونودراما للسيد حافظ. اكسبريو.الخادمة والعجوز. ... / السيد حافظ
- إخترنالك:مقال (الثقافة والاشتراكية) ليون تروتسكي. مجلة دفاعا ... / عبدالرؤوف بطيخ
- المرجان في سلة خوص كتاب كامل / كاظم حسن سعيد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عادل كامل - قصة قصيرة/ الحمامة رأت