أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - غازي الصوراني - مفارقات التطور السياسي والمجتمعي والثقافي العربي














المزيد.....

مفارقات التطور السياسي والمجتمعي والثقافي العربي


غازي الصوراني
مفكر وباحث فلسطيني


الحوار المتمدن-العدد: 5172 - 2016 / 5 / 24 - 16:38
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



من المفارقات التي تستدعي إعمال عقولنا – كمثقفين يساريين وليبراليين ديمقراطيين عرب- تتجلى في توصيف التطور السياسي والمجتمعي والثقافي في المجتمعات العربية لمرحلتين متمايزتين ومتناقضتين:
الأولى تبدأ منذ بداية القرن العشرين حتى عام 1971، والثانية تبدأ منذ أوائل سبعينيات القرن الماضي حتى اللحظة الراهنة. منذ بداية القرن العشرين، وعشية الحرب العالمية الأولى، وانهيار الدولة العثمانية، ومن ثم انتشار الحركات السياسية الوطنية الليبرالية الديمقراطية –في عشرينات وثلاثينات القرن الماضي- من أجل الحرية والاستقلال والعدالة الاجتماعية والنهوض الفكري والاقتصادي، ومساهمتها في تعزيز مناهج التنوير والعقلانية، وروح التكافل والتضامن الاجتماعي الوطني حتى عام 1928 عند تأسيس "الإخوان المسلمين" بدعم القوى الرجعية، للوقوف في وجه الحراك النهضوي الديمقراطي، وصولاً إلى قيام ثورة يوليو 1952 وبداية مرحلة جديدة من النهوض الوطني والقومي التحرري والاجتماعي، تميزت بانتشار الافكار التوحيدية الوطنية المعادية للرجعية والإمبريالية و الصهيونية، إلى جانب انتشار برامج وشعارات النهضة والعدالة الاجتماعية والوحدة القومية والاشتراكية، بصورة عميقة وعفوية في أوساط الجماهير العربية التي انحازت إلى الفكر الناصري وشعاراته الوحدوية القومية التقدمية، ورفضت –بعفويتها أيضاً- الاحزاب والحركات الرجعية عموماً وجماعة الإخوان المسلمين خصوصاً.
وفي هذه المرحلة –خاصة بعد العدوان الثلاثي على مصر عام 1956- أصبحت مصر الناصرية، رائدة وقائدة النهوض الحضاري، الوطني والقومي، المعادي للاستعمار والصهيونية، في مقابل الأنظمة الرجعية خاصة في السعودية والأردن والمغرب وليبيا واليمن وغيرها، من عملاء النظام الاستعماري والإمبريالي، التي كرست جهودها ضد مشروع النهوض القومي الناصري بكل ابعاده السياسية والحضارية الاجتماعيةو الاقتصادية والثقافية.
المرحلة الثانية (منذ بداية سبعينيات القرن العشرين حتى اللحظة الراهنة)، وبمقارنة المرحلة الأولى مع المرحلة الراهنة ، نلاحظ الفرق النوعي الهائل بين المرحلتين، من حيث النهوض الحضاري والمد السياسي الوطني والقومي ، وانتشار مظاهر التكافل الاجتماعي وتكريس مظاهر الوحدة الوطنية في معظم البلدان العربية، بعيداً عن النزعات والصراعات المذهبية الطائفية الحادة ، إلى جانب انحياز معظم الجماهير العربية للمشروع النهضوي الحضاري المعادي للامبريالية والصهيونية آنذاك، على النقيض من المرحلة الحالية التي تتسم بالهبوط السياسي والمجتمعي وانتشار قيم الاحباط واللامبالاه، على الرغم من أن نسبة الأمية والجهل في المرحلة الأولى، كانت أكبر بما لا يقاس منها في المرحلة الحالية.
فعلى الرغم من انتشار الفقر في أوائل ومنتصف القرن العشرين، لكنه لم يصل إلى درجة البؤس واليأس والانحرافات (تزايد الجرائم والتشغيل الاكراهي للاطفال واضطرار بعض النسوة أن تأكل بثديها، وتزايد تعاطي وتهريب المخدرات وحبوب الهلوسة.. إلخ) التي يعيشها الفقراء في هذه المرحلة. وهنا أستدرك القول برفضي، توجيه اللوم إلى جماهير الفقراء الذين يعيشون اليوم حالة من الاحباط واليأس، مسترشدين بكلمات ماركس "يغيب العقل حين يغيب الدقيق"، بل نوجه اللوم والنقد الموضوعي الصريح لقوى اليسار والقوى الديمقراطية العربية التي لم تعمل على توعيتها وتحريضها وتنظيمها ، ولم تبادر إلى معرفة ووعي تفاصيل الظروف الاجتماعية والاقتصادية والسياسية التي كانت دوما وراء تشكل الوعي العفوي للجماهير ، فكانت النتيجة - كما نشهد في المرحلة الراهنة- مزيدا من الاحباط واللامبالاة أو مزيدا من الاستسلام للقضاء والقدر ولجوء الجماهير البسيطة إلى السماء عبر تعاطفهم أو التحاقهم في صفوف الحركات والجماعات الإسلاموية.
إن إعمال عقولنا من خلال المقارنة بين المرحلتين المشار إليهما، من خلال وعينا لطبيعة التطور السياسي والاقتصادي والاجتماعي والثقافي في كل منهما، سيمكننا من استخلاص النتائج الناجمة عن كل مرحلة، لنكتشف مظاهر التردي والفشل والهزائم المتلاحقة منذ ثمانينيات القرن الماضي أو عصر الانفتاح الساداتي وصولاً إلى توقيع اتفاق كامب ديفيد، ايذاناً ببداية أفول وتراجع الدور الطليعي الوطني والقومي لمصر ، وافتتاح مشهد صعود القوى والأنظمة الرجعية العميلة، في ظروف تزايدت فيها مظاهر الخضوع والاستبداد والإفقار والبطالة، التي افسحت بدورها مناخات نمو انتشار الحركات الإسلاموية من جديد.



#غازي_الصوراني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عن الاخلاق والتربية الاخلاقية في احزاب وفصائل اليسار العربي
- معطيات وأرقام حول الشعب الفلسطيني واللاجئين الفلسطينيين في ا ...
- قبسات ثقافية وسياسية فيسبوكية 2015 - الجزء الرابع
- مقالات ودراسات ومحاضرات.. في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجت ...
- عن اسباب الضعف الفكري والسياسي داخل فصائل واحزاب اليسار العر ...
- اسهامات فكرية في الماركسية وازمة اليسار العربي
- على طريق النهوض العربي ..الوطني والقومي الديمقراطي التقدمي
- نشأة الحداثة وتطورها التاريخي
- قطاع غزة -سفينة نوح- الفلسطينية
- رسالة دافئة الى كل وطني من ابناء شعوبنا العربية عموما والى ر ...
- -حول الكتلة التاريخية- في مجابهة المأزق الراهن
- أسباب ظهور وانتشار حركات الإسلام السياسي
- عن البعد التاريخي للصراع الطائفي بين السُّنة والشيعة
- حول جرامشي وتعريف الكتلة التاريخية ومضمونها ارتباطاً بالخروج ...
- تلخيص كتاب : من الذي دفع للزمار ؟ الحرب الباردة الثقافية الم ...
- تلخيص كتاب: نظرة ثانية إلى القومية العربية
- عن رثاثة البورجوازية الكبيرة في مجتمعاتنا العربية
- معطيات وأرقام إحصائية عن السكان ومخيمات اللجوء، والأوضاع الم ...
- رؤية
- قضيتنا واوضاعنا الفلسطينية الراهنة هل هي في أزمة أم مأزق ؟


المزيد.....




- ردا على بايدن.. نتنياهو: مستعدون لوقوف بمفردنا.. وغانتس: شرا ...
- بوتين يحذر الغرب ويؤكد أن بلاده في حالة تأهب نووي دائم
- أول جامعة أوروبية تستجيب للحراك الطلابي وتعلق شراكتها مع مؤ ...
- إعلام عبري يكشف: إسرائيل أنهت بناء 4 قواعد عسكرية تتيح إقامة ...
- رئيس مؤتمر حاخامات أوروبا يتسلم جائزة شارلمان لعام 2024
- -أعمارهم تزيد عن 40 عاما-..الجيش الإسرائيلي ينشئ كتيبة احتيا ...
- دائرة الإحصاء المركزية الإسرائيلية تكشف عن عدد السكان
- مغنيات عربيات.. لماذا اخترن الراب؟
- خبير عسكري: توغل الاحتلال برفح هدفه الحصول على موطئ قدم للتو ...
- صحيفة روسية: هل حقا تشتبه إيران في تواطؤ الأسد مع الغرب؟


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - غازي الصوراني - مفارقات التطور السياسي والمجتمعي والثقافي العربي