ثورة الضمير الإنسانى

شريف مانجستو

الحوار المتمدن-العدد: 5161 - 2016 / 5 / 13 - 08:24
المحور: الثورات والانتفاضات الجماهيرية
    

لا تبكى يا أُمى على ضياع سوريا ، فضمير الإنسانية المُهدد بالضياع سينهض حتماً لإنقاذها من كل الضباع خائنة . فالإنسانية عليها أن تواجه الوحوش الغادرة بعزيمة و إيمان . عزيمة على إنهاء الفناء الوجدانى ، وإيمان ببداية عصر جديد من الحُرية والديمقراطية والعدل الاجتماعى . إنى أعتصرُ ألماً على إحراق الأرض واستخدام جماجم البسطاء كوقود لهكذا جحيم . كُل الأنظمة الإمبريالية فى العالم لا تهتم بأوجاع البؤساء ، بل هُم ينتظرون انتهاء المحرقة من أجل خلق واقع جديد ، واقع لا يسمح بالرحمة والتعايش فى بلاد الشام العتيدة . فحبيبة القلب تسكُن جريحة فى درعا ودير الزور والرقة وريف حلب و حمص . تسكُن وعلى شفتيها مرارة العشق الضائع . فهؤلاء القوم يا حبيبة قلبى يُريدون بكى شراً ، والإنسانية تتألم لأوجاعك المُزمنة . فالإنسانية هى الطبيب المُنتظر ، وهى القبر لكُل خائن وعميل ومُتطرف و ديكتاتور . أين كاليجولا طاغية روما لكى يبكى على وداعته من كثرة ما سيراه من قتل وتحريق و تمثيل بأجساد البشر والأنعام النافقة ؟!!.أين بول بوت الديكتاتور الكمبودى ليرى متاحف من جماجم أهل الدروز و الأكراد وأهل السُنة وأهل الطائفة العلوية ؟!!. فلننهض جميعاً فى تحرك وحدوى بشرى لفتح باب الحياة لضحايا الإرهاب فى سوريا و ضحايا بشار الأسد الطاغوت القابع فى قصر أبيه البائد فى دولاب التأريخ الذهاب إلى غير رجعة . فلنضغط على حكوماتنا الضعيفة والمتواطئة مع الرجعية ومحاور الصراع ، لكى تُدافع عن أهل سوريا وتُطالب بحقهم فى الحياة كما كفلتم لهم حقهم فى الموت !!. وعلينا فى دعايتنا ضد الكابوس المُظلم ، ألا ننحاز لأى طرف من أطراف الصراع ، فالجميع مُذنب و الجميع عليه أن يرحل ،لأن رائحة أيديهم تُزكم الأنوف برائحة الدماء والموت السريع . فإن لم ننتفض لإنقاذ البؤساء ، سنكون ضحية يوماً ما لهكذا تدمير وتشريد . وذلك لأن الحرب الكونية التى تُديرها شركات احتكارية لن تسمح بالسلم أبداً ، بل تُريد أن تمتص قطرات الدماء من كُل شخص يعيش على الأرض . إنه المصير الحتمى لنا جميعاً لكى نواجه حاخامات الرأسمالية و الشمولية والإرهاب فى آنٍ واحد . فلنتربص جميعاً و لنستعد ، فالخطر لن يتركنا ، وسوريا من حقها أن تتعافى وتستمر ، لا أن تسقط فى بئر الضياع الإنسانى .

#شريف_مانجستو (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل