أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جاسم عبد الامير عباس - رسالة الى الشيطان بعد تفجيرات بغداد الاخيرة















المزيد.....

رسالة الى الشيطان بعد تفجيرات بغداد الاخيرة


جاسم عبد الامير عباس

الحوار المتمدن-العدد: 5160 - 2016 / 5 / 12 - 08:32
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    




"الى أرواح شهداء مدن الثورة والكاظمية وشفته وبهرز وكل العراق"


لا أدري كيف أخاطبكم أيها الشيطان، هل بأسمكم هذا أم بإبليس أم بطاووس الملائكة وهو إسمك قبل أن تقول أكبر "لا" في هذا الكون أم بعزازيل أم بكنيتك أي أبي مرّة؟ وهل أبدأ الحديث اليكم دون إحترام كما يفعل مئات الملايين من البشر أم أكتب أسمك أو كنيتك مسبوقا بكلمة الاحترام أي سيدي؟ أعتقد أنّ من الأدب أن أكتب إليكم بإحترام كامل خصوصا وأنا الذي بدأت بالكتابة اليك، كونني بحاجة ماسّة الى أن تقف بجانبي وبجانب شعبي لتدّلنا على طرق النجاة من الموت اليومي والخراب اليومي الذي نحن فيه... إذن سأناديك بلفظ الاحترام الكامل لأقول لك .... سيدي الشيطان .. مساء الخير .

سيدي الشيطان ..

لا أريد في هذه الرسالة القصيرة أن أستعيد وإيّاكم تاريخ بلدي منذ أن هبط فيه أبانا الاول "آدم" ولا تلك المجازر البشعة التي مرّ بها شعبي في حقب تاريخية مختلفة، بل أريد أن أتناول وإياكم ما جرى ويجري لنا منذ الاحتلال الامريكي لبغدادنا والذي تعرف بالتأكيد عنه أكثر منّي بكثير لليوم. بالمناسبة سيدي الكريم ، فأن أنتخابي لهذه الفترة التاريخية على قصرها لم يأتي إعتباطا بل لأمرين، أولهما هو أن من يحكمنا منذ ساعتها لليوم هم عباد الله وأقرب الناس إليه من المؤمنين به الذين يقيمون شعائره حتّى على حساب أعمالنا ومدارس أطفالنا ومشافي مرضانا، فترى أسواقنا عاطلة ومدارسنا مغلقة ومعاملنا متوقفة وأرضنا غير منتجة. وثانيهما هو إعادة الإعتبار لكم من هؤلاء الأفّاقين الذين لم يتوقفوا يوما من شتمك سيدي وهم يفعلون كل ما لصقوه بكم من تهم، بل وأكثر منها بشاعة... وبصراحة فأنا أشعر من إنكم لستم سوى تلميذ فاشل لديهم.. إعذرني على تطاولي هذا ولكنها الحقيقة العارية سيدي حتى من دون ورقة التوت تلك التي غطّت عورة والدينا في الجنّة.

سيدي إبليس ....

شيء يثير إستغرابي، وهو أن كل عمليات القتل بحق أبناء شعبي لا تتم بإسمكم مطلقا على الرغم من أنه إقترن منذ تلك الـ "لا" الكبيرة والجسورة بكم، بل على العكس فإنها تتم جميعها ودون أي إستثناء بإسم "الله"!! لا ، ودعني أزديكم من الطنبور نغمات وليس نغمة وهو أن السرقات جميعها تتم أيضا بإسم "الله"، وكذلك الرشاوى والفساد والخيانة. إنهم ينحروننا بإسمه ويبيعون نساءنا كجواري بإسمه ويلوطون بأطفالنا بإسمه ... أنّهم يذلوننا بإسمه. ولأننا لم نرى أي ردّ فعل منه تجاه ما يجري لنا تراني سيدي توجهت إليك لترشدنا الى طريق الخلاص.

سيدي عزازيل ....

إننا نتوسل بـ "الله" مئات المرّات كل يوم طالبين منه إمّا أن يرشدنا الى الطريق القويم أو أن يهدي حكّامنا ليرحموا ما تبّقى منّا، الّا أنه غير ميّال على ما يبدو لتحقيق هذين الطلبين. لذا ترى أموالنا منهوبة وأعراضنا منتهكة وأراضينا محتلّة والموت يلاحقنا في الشوارع والساحات والأسواق وبيوت "الله" ... الا تتعجب مثلي سيدي الكريم عن سكوت "الله" على قتل مريديه وهم ضيوفه في بيوته دون أن يتحرك له (جفن)!!؟ لقد أقام حكّامنا "لله" منذ أن جاءوا الى السلطة الى اليوم آلاف المساجد والجوامع والحسينيات، فهل هذه البيوت جزء من رشوة أم رصيد حسنّات ينتظرهم في الآخرة؟ أنا أفسرها على أنها جزء من حالة فساد ... قلت فساد؟ يا ألهي أوصل الفساد الى هذا الحد، هل بتنا نصّدر الفساد الى عوالم أخرى ولمن ؟.. لله. لماذا إذن يتهموك بالفساد سيدي أبا مرّة ؟

سيدي أبا مرّة ....

إنني أدعوك الى الرحمة بنا وغوايتنا كي نبتعد عمّا كل ما يفعله المؤمنون في العراق، إغوينا كي لا نرتاد بيوت الله التي نُقتل فيها، إغوينا كما أغويت الغربيون عسى أن نلحق بالعربة الاخيرة من قطار الحضارة، إغوينا كي نكون نزيهين مثلهم وأنسانيون مثلهم، إغوينا كي نتعرف على العلم وننبذ الجهل والخزعبلات التي جاء بها أتباع الله، إغوينا لننظف عقولنا وشوارعنا ونفوسنا من الاوساخ التي جاء بها أتباع الله وجعلوها طقوسا يومية في حياتنا التي فقدت معناها. أتوسل إليكم سيدي أن تأخذ بيدنا نحو شاطيء السلامة كي نعيش بأمان ووئام كباقي شعوب الارض، لنبني بدلا عن آلاف المساجد والحسينيات والجوامع التي تصدر الموت والكراهية وهي من أموالنا المسروقة، مصانعا ومزارعا ومستشفيات ومدارس وملاعب لأطفالنا، بدل أن تتفجّر أجسادهم بعبارة "الله أكبر" من مؤمن بالله وهو يضغط على زناد رشّاشه أو زر التفجير في شاحنة مفخخة.

يا طاووس الملائكة ...

أتدري أنّ العرب في لسانهم يفسّرون أسمكم "الشيطان" عن المرء الذي يبتعد عن الحقّ، أو ذلك الذي يزداد سوءا وشرّا، وهو أيضا المفسد والخبيث. والآن أيها السيد الفاضل كيف تريدنا أن نوصف مؤمني العراق وأحزابهم وعمائمهم وهم بكل هذا الشرّ الذي يقتلون به وطننا بإسم الله، وبكل هذا الفساد الذي أزكم الانوف بإسم الله، وبكل هذا السوء الذي أساءوا فيه لشرفنا وأعراضنا وهم يفتتحون دورا للدعارة في مكاتب شرعية واسواق شرعية للنخاسة بإسم الله.

سيدي الكريم ..

لقد سئمنا الموت والجوع والفقر والمرض، لقد مللنا تجار الله وهم يبيعوننا هذه البضائع دون غيرها، لقد طفح بنا الكيل من عمائم تركت ما عليها فعله من تبصير الناس بالحق والعدل مثلما تدّعي الى خوضها غمار السياسة لتسرق وتنهب أموال الناس. لقد مللنا ونحن ننحني لله خمس مرّات باليوم وندعوه لمساعدتنا دون جدوى في أن يقف الى جانب الفقراء والمعدمين على حساب لصوصه من المؤمنين "سنّة وشيعة "، لذا لم أجد بدّا إلا أن أتوجه اليكم برسالتي هذه متمنيا منكم قراءتها بإمعان والتعاطف معنا، أرجوك سيدي أن تتحلى بالصبر وأن لا تحكم أمرك معنا بما يفعله السفهاء منّا بحقك.

أتدري سيدي الكريم أن المؤمنين بالله منحوك وساما رفيعا بحسن السيرة والسلوك كونهم لم ولن يقتلوا إنسانا بصرخة "يا شيطان" ... إرحمنا وأرحم عزيز قوم ذلّ .

ليس بالضرورة أن ترد على رسالتي ، ولكنني كتبت ما كتبت عسى أن يعرف عباد الله في العراق ، أنّ الدين والإختلاف فيه وليس غيره هو سبب بلائهم وموتهم وفقرهم ودمار وطنهم.

إن الكفر ليضحك من إسلامنا "عمر إقبال"


جاسم عبد الامير عباس
12 / 5 / 2016




#جاسم_عبد_الامير_عباس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لو نطق الرفيق فهد -نعم هذا ما نريد، أذن ما الذي يريدون-.
- رأيت الله يبكي في شوارع بغداد


المزيد.....




- شاهد ما حدث على الهواء لحظة تفريق مظاهرة مؤيدة للفلسطينيين ف ...
- احتجاجات الجامعات المؤيدة للفلسطينيين تمتد لجميع أنحاء الولا ...
- تشافي هيرنانديز يتراجع عن استقالته وسيبقى مدربًا لبرشلونة لم ...
- الفلسطينيون يواصلون البحث في المقابر الجماعية في خان يونس وا ...
- حملة تطالب نادي الأهلي المصري لمقاطعة رعاية كوكا كولا
- 3.5 مليار دولار.. ما تفاصيل الاستثمارات القطرية بالحليب الجز ...
- جموح خيول ملكية وسط لندن يؤدي لإصابة 4 أشخاص وحالة هلع بين ا ...
- الكاف يعتبر اتحاد العاصمة الجزائري خاسرا أمام نهضة بركان الم ...
- الكويت توقف منح المصريين تأشيرات العمل إلى إشعار آخر.. ما ال ...
- مهمة بلينكن في الصين ليست سهلة


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جاسم عبد الامير عباس - رسالة الى الشيطان بعد تفجيرات بغداد الاخيرة