أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - عدنان الصباح - شمعا يحرق شمع














المزيد.....

شمعا يحرق شمع


عدنان الصباح
(ADNAN ALSABBAH)


الحوار المتمدن-العدد: 5159 - 2016 / 5 / 11 - 21:08
المحور: حقوق الانسان
    


احترقت اجساد ناصر ورهف ويسرا الهندي في قطاع غزة, انهارت الشمعة الوحيدة فوقهم وأشعلت اجسادهم وأبدا لم تكن تلك الشمعة لتفعل ذلك لو انها وجدت من يدرك كيف ينام فقراء غزة ولو ادركت ان احدا فينا يعرف اين تكون حقيقة ماساتنا ولو ادركت ان الكل الفلسطيني يشعر بكله وينتمي لكله وان وجع الفقراء يطال اولئك الذين يقتربون من الفقر عن بعد او من هم اقل فقرا حتى ولو بقليل القليل وكأن كل واحد فينا صار وطنا لذاته وبذاته, ولو كانت اجساد رهف وناصر ويسرا تنام في بيت آخر لما كانت هناك شمعة يتيمة فقيرة بدون قاعدة وبدون حماية وهم رهف وناصر ويسرا لم يعيشوا ليعرفوا ان هناك بيوتا فلسطينية لا تنطفيء بها الكهرباء لا في غزة ولا في رام الله ولا في القدس ولا في حيفا, وأن هناك بيوتا لا يوضع فيها الشمع على الارض بل في اواني فاخرة ولم يعرفوا ان هناك بيوتا لها من بدائل الطاقة كما لها من بدائل الوطن.
لم يكبروا بما يكفي ليعلموا ولم يكبروا بما يكفي ليشتعلوا غضبا فقد ماتوا ولا زالت في عيونهم براءة الجهل وعدم العلم فلم يدركوا بعد ان بطانياتهم التي اشعلت اجسادهم ليست هناك حيث الكهرباء وحيث الاسرة التي لا تصل الى الارض ولا تشتعل, لم تمهلهم تلك الشمعة عمرا اطول ليروا الحقيقة من حولهم ولم تمهلهم ليسمعوا ماذا سنكتب عنهم ولم تمهلهم ليدركوا كم نحن تافهون وسخيفين وأغبياء ولا يوقظنا إلا الموت والغياب حين لا يكون لصحوتنا معنى رغم انها صحوة لفظية سريعة وقصيرة الامد ولا تصل لصباح اليوم الذي يليها.
في غزة يحترقون بنار الاحتلال ونار الكهرباء الغائبة ونار المياه التي تغمر حدودها مع مصر العروبة, في غزة يموتون من الجوع والبطالة والبرد والمرض والحصار, في غزة لا يموت الاطفال فقط بل والشبان والشيوخ والشجر, في غزة يموت البحر الذي لا يصله الصيادين والمسافرين والهاربين من الحر, في غزة يموت الفضاء الذي لا تزوره سوى طائرات الاعداء فلا يرى الناس هناك زرقة البحر ولا صفاء ربيعه ويخشون النظر اليه فقد اعتادوا ان تزورهم منه القذائف لا نسمات الريح.
احد لم يبكي رهف وناصر ويسرا, لقد لعنوا الشمعة لأنها احترقت, لعنوا الظلمة, لعنوا اللا معني وشتموا بعضهم, قد يكون بعضهم قد لعن الذات الالهية حتى, لكن المؤكد ان احدا منهم ... منا لم يلعن ذاته, غضبت غزة من رام الله ولعنت رام الله غزة ولم يجد الاطفال الثلاثة سوى المقبرة لتحتضنهم وظلت رام الله تنعق بالخراب وتغني على اشتعال اجسادهم كم جاءه الفرج والفرصة كي يتهم واحد منا ابدا لم يتحدث حتى بالكلمة عن الاحتلال وظل الانقسام هو العنوان وحتى من حاول ان يكون وحدويا يرفض ما يجري ويناضل ضده فان اقصى ما توصل اليه ان الانقسام هو السبب وان علينا ان ننهي الانقسام وان نصوغ الوحدة لكن السؤال الذي ظل ويبقى هو كيف وأين ومتى وممن وعلى حساب من وعلى قاعدة اي اتفاق هل سنتفق على اسس القاهرة ام صنعاء ام مكة ام الدوحة ام انقرة وسافرت اجساد الصغار المشتعلين نارا لنصحو دون ان نصحو, ماتوا نياما لعلنا نصحو خشية ان تشتعل الارض بنا فلم نفعل سوى لنشتم بعضنا قليلا ونعود لسباتنا من جديد في حين يواصل المحتلون صحوهم على رؤوسنا في كل لحظة من الزمن الفلسطيني وزاوية من ارضه.
اشتعلت زهراتنا الثلاث كغيرها من زهرات غزة تارة على يد الحصار وتارة على يد الانفاق التي اتى بها الحصار وتارة على يد الكهرباء والبطالة والفقر والبرد والعوز والضيق والمعاناة بلا حدود وتارات وتارات على يد الاحتلال الذي غاب حتى عن خطاباتنا فلست ادري من سنهني سواه براحته وقدرته على ان يفعل ما يشاء ثم لا نراه بل نرى عورات بعضنا بعضا وليس للذات عورات فجمالنا لا ترى اعوجاج رقابها ومرايانا لا ترينا ابدا عيوب انفسنا.



#عدنان_الصباح (هاشتاغ)       ADNAN_ALSABBAH#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إنهم يتوسعون... إننا ننحسر
- الرئاسة الأمريكية وحكاية إبريق الزيت
- الاستغوال أبشع مراحل الامبريالية (6)
- الاستغوال أبشع مراحل الامبريالية (5)
- الاستغوال أبشع مراحل الامبريالية (4)
- بيرزيت... درس للجميع من الجميع
- الإفساد سلاح أعداء الشعوب الأخطر
- فلسطينيون لإنهاء الانقسام واستعادة الوحدة
- الاستغوال أبشع مراحل الامبريالية (3)
- طريقنا الوحيدة إلى الأمام
- الاستغوال أبشع مراحل الامبريالية (2)
- حتى لا نبحث بين الركام
- تاريخ مشوه... يقين بعيد
- الاستغوال أبشع مراحل الامبريالية
- الوطنية الفلسطينية... الى اين؟
- أيها الحاخام... غادر بلادنا إذن
- العرب وغياب الإبداع
- مقاطعة الاحتلال... إرادة لا قرار
- حنان الحروب الفعل قبل الكلمة
- سيدي الرئيس... احمي ظهرنا... ظهرك


المزيد.....




- بعد 200 يوم من بدء الحرب على غزة.. مخاوف النازحين في رفح تتص ...
- ألمانيا تعتزم استئناف تعاونها مع الأونروا في قطاع غزة
- العفو الدولية تحذر: النظام العالمي مهدد بالانهيار
- الخارجية الروسية: لا خطط لزيارة الأمين العام للأمم المتحدة إ ...
- اعتقال نائب وزير الدفاع الروسي بتهمة تلقيه رشى
- أستراليا.. اعتقال سبعة مراهقين يعتنقون -أيديولوجية متطرفة-
- الكرملين يدعو لاعتماد المعلومات الرسمية بشأن اعتقال تيمور إي ...
- ألمانيا تعاود العمل مع -الأونروا- في غزة
- المبادرة المصرية تدين اعتقال لبنى درويش وأخريات في استمرار ل ...
- مفوض أوروبي يطالب باستئناف دعم الأونروا وواشنطن تجدد شروطها ...


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - عدنان الصباح - شمعا يحرق شمع