أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - هاشم زامل كايم - صناع الفكر : ينبوع القوة الأمريكية















المزيد.....

صناع الفكر : ينبوع القوة الأمريكية


هاشم زامل كايم

الحوار المتمدن-العدد: 5159 - 2016 / 5 / 11 - 16:35
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


صناع الفكر : ينبوع القوة الامريكية
ان الدولة الطامحة لمد نفوذها الى خارج حدودها وادامة هذا النفوذ مثل الولايات المتحدة الامريكية تحتاج الى ان تصنع وتوفر لنفسها الوسائل والمصادر اللازمة لذلك، وكثيراً ما نوقشت مصادر القوة الامريكية والتي تراوحت بين القوة الخشنة والقوة الصلبة والناعمة وحتى الذكية ، ونادراً ما يتم الرجوع الى الينوع الاوحد والمدير والموجه لهذه الانواع من القوة حسب الحاجة والهدف المتوخى منها ونقصد هنا مؤسسات الفكر.
وبدون الخوض في اختلاف التسميات وترجمة المصطلح (Think Tanks) الثينك تانكس من اللغة الانكليزية الى اللغات الاخرى فيمكن القول بأنها عبارة عن : كيان ، مجموعة ، مؤسسة ، معهد ، هيئة حكومية أو غير حكومية وظيفتها القيام بإجراء الدراسات و البحوث العلمية المركزة و المعمقة و محاولة إيجاد الحلول للمعضلات المتعلقة بمواضيع ذات طابع اجتماعي سياسي أو قضايا الاستراتيجية السياسية أو القضايا المتأثرة بالتطورات العلمية و التكنولوجية و القضايا العسكرية وتقديم المشورة الى صناع القرار الرسميين.
لقد كانت كثيراً من الدول الأوروبية تراهن على مهاراتها الذاتية في صناعة وتوجيه الرأي العام وايجاد ما يلزمها من حلول لمشكلاتها الآنية وفي القيام بمشاريعها الاستشرافية والإستراتيجية مثل بريطانيا وفرنسا التي تتباهى بصالوناتها الفكرية ومطابخها السياسية ، ولكن الدولة الوحيدة في التاريخ الحديث التي عرفت نمطا من مراكز البحث المنخرطة بقوة في إنتاج الأفكار والمشاريع الكبرى للسياسات الاقتصادية والدولية والصحية والبيئية هي دون شك الولايات المتحدة الأمريكية. هذا النمط من مراكز البحث وجد لنفسه مركزاً مرموقاً وإن لم يكن رسمياً في إدارة الشأن العام وصنع السياسة الداخلية والخارجية ، ولعله كان يتجاوز ذلك الدورَ فيكون، بالقدرات الهائلة المادية والبشرية التي يمتلكها ، صاحب الشأن الابرز حتى في إنتاج رؤساء الولايات المتحدة الأمريكية. والتسمية ذاتها التي التصقت به حتى صارت جزءا من هويته التي أضحى يعرف بها تعكس هي الأخرى بعض ما يتميز به من غيره من المؤسسات.
ان المتابع لتاريخ تشكل المجتمع الامريكي ودولته الاتحادية من جهة ، ونشوء او بداية ظهور هكذا نوع من المؤسسات او المراكز يلحظ ان هناك تلازم بين الاثنين فهما سارا كخطين متوازين ، فمع بداية الحرب الاهلية الامريكية وازدياد المشاكل المجتمعية وظهور الفوارق الثقافية والاقتصادية بين الخليط المهاجر ذو الخلفيات الثقافية المتعددة ، ونضوج الثورة الامريكية بعدها وما صاغتة من مبادئ في محاولة لبناء دولة جديدة قائمة على الحرية الدينية والاقتصادية والتعددية الديمقراطية، لم تكن السلطة المعرفية متمثلة بالعديد من مفكريها بعيدة عن هذة الازمات في محاولة منها لايجاد الحلول اللازمة وارساء دعائم دولة فتية قائمة على فكر حر ومحالة نشر هذا الانموذج الى خارج حدودها فيما بعد ، وان كانت بداياتها متواضعة؛ الا انها سرعان ما استنهظت قوتها وتبؤت مكانتها مع خروج الولايات المتحدة الامريكية من عزلتها بعد الحرب العالمية الاولى ونجاح تجربتها الخارجية واستعدادها لدور القيادة العالمية ، فأنشأ معهد كارنيغي للسلام عام 1910 وان كان في بدايته ذو بعد فكري اخلاقي عولمي الا انه سرعان ما ارتبط بالمجال السياسي وازداد ارتباطة بوزارة الخارجية الامريكية ، ومعهد بروكنغز الذي تأسس عام 1916 والذي كان في بادية نشؤه قد انصب اهتمامة على الجانب العسكري كما في مؤسسة راند التي ظهرت عام 1948 واهتمت بتقديم المشورات العسكرية ولكنها اتخذت فيما بعد لنفسها مكانة مهمة في الجوانب السياسية والاستراتيجية .
ان ظهور الحرب الباردة وسباق التسلح والتنافس في جميع المجالات بين القطبين العالميين الولايات المتحدة الامريكية والاتحاد السوفتي مثل البداية المثلى لمخازن الفكر او مصانع الفكر وشهدت تطوراـً كبيراً في اعدادها ونوعيتها وامكانياتها نتيجة لارضية الصراع الايديولجي والفكري التي غلفت هذة المرحلة ، فقد كان مثلاً لافكار وطروحات جورج كينان سفير الولايات المتحدة والخبير في الشان السوفيتي الاثر الابرز في تبني سياسة الستار الحديد ومحاولة احتواءه وتطويقه عن طريق مجموعه من الاحلاف الدولية .
وما ان تفردت الولايات المتحدة بقيادة العالم وظهور العولمة وتجلياتها حتى بدأت مراكز الفكر بالعمل على انتاج مشاريع جديدة وضخ الدماء في الاستراتيجية الامريكية خصوصاً اتجاه الشرق الاوسط ، فقد مثلت اطروحة صاموئيل هنتغتون احد اعضاء هذه المؤسسات منعطفاً جديداً للسياسة الامريكية في تبني الخيار الديني لادارة الصراع الدولي والذي نعيش نتائجة اليوم.
لقد بات واضحاً ان هذه المؤسسات تللعب دوراً بارزاً في صنع وتوجية مصادر القوة الامريكية بما يخدم السياسة الامريكية ويحقق اهدافها ، وفي دراسته لجغرافية الثينك تانكس رصد الباحث جيمس ماك جان وفقاً لمعايير عالية الجودة 1777 مركزاً في الولايات المتحدة الامريكية وحدها من اصل 5465 ، وان المراكز الخمسة عشر الاولى عالمياً امريكية ، ومن حيث التمويل فهي الاعلى تمويلاً فليس من بينها من تهبط ميزانيته عن 20 مليون دولار :
نماذج من الثينك تانكس الاعلى تمويلاً في الولايات المتحدة*

اما من حيث القدرات البشرية فهي تمتلك عدد من افضل الباحثين على المستوى العالمي يحملون شهادات عالية من افضل الجامعات العالمية وقد شغل العديد من اعضائها مراكز مهمة في ادارات صنع القرار الامريكي امثال كولن باول وكوندليزا رايس وهنري كيسنجر وهنتغتون وفوكوياما وغيرهم ، ويعد اغلب اعضائها ممن لهم اتصال سواء كان مباشر او غير مباشر في المؤسسات المسؤولة عن صنع وتنفيذ السياسة الامريكية وهذا ما يبين مدى قدرتها على التأثير في توجية القيادة الى سياسات معينة ، وبذلك تعتبر الفاعل الرئيسي في صنع السياسة الامريكية .
ان الثينك تانكس بتأثيرها العميق وانشارها العريض ومشاركتها في صنع وتنفيذ السياسة الامريكية ، تعد طرفاً اساسياً في بناء فلسفة القوة وديمومتها ، وان اصالة هذه المؤسسات تمتد كما بينا مع عمر الدولة الاتحادية ، ومن المهم معرفة ان هذه الخصوصية الاصالة التي تتمتع بها وجعلها تتربع على عرش المعرفة ، تتجاوز دور الوسيط او دور الشراكة في صنع الرأي العام والاسهام في وضع السياسات الاستراتيجية بل يمكن القون انها صاحبة كل هذا الانتاج وان كان بشكل غير رسمي ، واذا اردنا ان نضع لها تعريفاً جامعاً تتميز به فأنها المعرفة المؤسسية المستقلة والاصيلة في تربتها الحضارية التي تصنع الدولة الامريكية الاتحادية ذات النزوع الامبراطوري في التاريخ المعاصر، والتي تستمر في ممارسة تأثيرها بتوجيه عناصر القوة المتوفرة والمختلفة لتحقيق الاهداف المرسومة .
· المزيد عن الاحصائية ينظر:علي الصالح مولى، الثينك تانكس او امبراطوريات الفكر: مدخل الى فهم الوجه الاخر لقوة الولايات المتحدة الامريكية ، مجلة اماراباك، الاكاديمية الامريكية العربية للعلوم والتكنولوجية ، م3،ع5، 2013.



#هاشم_زامل_كايم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- أفعى سامة تباغت كلبا وتلدغه أثناء سيره مع صاحبه في غابة.. شا ...
- دليلك لمعرفة الأشخاص الذين يجب أن تقدم لهم الإكرامية وقيمة ا ...
- كيف يمكن للمرء العيش في القارة القطبية الجنوبية؟ هل يغط بسبا ...
- حزب -التضامن الجورجي- يناشد بوتين إلغاء التأشيرات للمواطنين ...
- خلال أسبوع.. منع دخول 900 شخص بشكل غير شرعي إلى ألمانيا
- أدلة جديدة تثبت ارتباط الأرق المزمن بأطعمة شائعة
- الخبراء الروس يطورون مسيّرة قتالية بمواصفات مميزة
- هل يؤثر تناول المسكنات في فعالية التخدير؟
- أمراض تسبب مشكلات في السمع
- طبيبة: لا يوجد نباتي واحد بين المعمرين


المزيد.....

- الكتاب الأول / مقاربات ورؤى / في عرين البوتقة // في مسار الت ... / عيسى بن ضيف الله حداد
- هواجس ثقافية 188 / آرام كربيت
- قبو الثلاثين / السماح عبد الله
- والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور / وليد الخشاب
- ورقات من دفاتر ناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- ورقات من دفترناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - هاشم زامل كايم - صناع الفكر : ينبوع القوة الأمريكية