|
من هو الشعب ؟ من هم أصدقائه ؟وأعدائه؟
ابو منصور حرب
الحوار المتمدن-العدد: 5157 - 2016 / 5 / 9 - 20:12
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
من هو الشعب ؟ من أصدقائه ؟ ومن هم أعدائه ؟ - 1 - من هو الشعب ؟ من هم أصدقائه ؟ ومن هم اعدائه ؟ هذه المسألة في غاية الاهمية لكل من يفكر – ويعمل – من أجل تغيير جذري في المغرب ، وكما قال ماو ذات مرة أن السبب الرئيسي في أن أغلب النضالات الثورية للشعوب - ومن ضمنها النضالات الثورية التي خاضها الشعب المغربي وقدم خلالها الغالي والنفيس - لم تحقق نجاحات كبيرة يعود بالدرجة الاولى الى غياب حزب بروليتاري ثوري يوجه ويوحد نضالاتها مع أصدقائها الحقيقيين لتهاجم أعدائها الحقيقيين . ولكي نضمن أن تذهب نضال الشعوب وفي مقدمتهم نضال الطبقة العملة ونوصله الى بر الامان ، وجب أولا أن نعرف ونبين للشعب من هم أصدقائه الحقيقيين ونتحد معهم ومن هم أعدائه الحقيقيين ونهاجمهم لكي نضفر بالنصر ، فإن أهملنا هذه المسألة قدناه الى طريق الفشل واعادنا نفس أخطاء الماضي . هناك مبدأ عام في السياسة يقول أنه " ليس هناك عدو دائم أو صديق دائم " غيرأن هذه المسألة هي نسبية وكل طبقة تمارسها وفق الظروف التي تنتجها، فالبرجوازية مثلا ترى أنه ليس هناك عدو دائم أو صديق دائم وفق مصالحها الطبقية أي استغلال العمال -ات واضطهاد كافة الكادحين فعندما ترى نظامها المتهالك على حافة الانهيار فهي تهرول من صفوف الاصدقاء الدائمين ( الامبريالية و الاقطاعية ) وتحولهم الى " أعداء " مؤقتين نحو صفوف الاعداء الدائمين ( العمال و الفلاحين الفقراء وكل المعدمين ) وتحولهم الى " أصدقاء " مؤقتين ، نفس الكلام ينطبق على العناصر الانتهازية و الوصولية فهي تحول الصديق و العدو وفق تكيفها مع الواقع خدمة لمشروعها الانتهازي ، " الجذري" قولا والوصولي فعلا ، لكن المعبرين الفكريين و السياسيين عن مصالح الطبقة العاملة لهم فهم خاص للمسألة معرفة الاصدقاء الحقيقيين والاعداء الحقيقيين للشعب وللطبقة العاملة فهم لا يحولون التكتيك الى استراتيجية (الظفر بالسلطة السياسية ) ولا يستبدلون الاستراتيجية بالتكتيك فهم يحددون الاعداء و الاصدقاء حسب موقعهم من الانتاج وموقفهم من الثورة ، فهم تابثون استراتيجيا لكن مرنون تكتيكيا . لكن قبل الاجابة عن سؤال من هو الشعب ؟ ومن هم أصدقائه و أعدائه ؟ وجب قبل كل شيء رفع اللبس عن مفهوم " الشعب " ! . إن مفهوم الشعب هو مفهوم يختلف من بلد الى اخر ومن مرحلة تاريخية الى اخرى ، فهذا المفهوم أي الشعب يتقلص ويتمدد حسب فترات الصراع الطبقي وحسب موازن القوى بين الطبقات . فإبان فترة الاستعمار الفرنسي كان العدو الرئيسي للشعب المغربي هي الامبريالية الفرنسية و الاسبانية والاقطاع و المخزن ( البرجوازية الكمبرادورية وملاكي الاراضي الكبار ) الذي كان قيد إعادة التشكل ، أما الشعب المغربي فكان يضم كل الطبقات الاجتماعية والفئات و الكتل الاجتماعية التي تناهض هؤلاء الاعداء ، خلال فترة الاستقلال الشكلي كان العدو الرئيسي للشعب هم أولائك الخونة والمعمرين الجدد المدعومين من طرف الامبريالية الفرنسية و الامريكية الذي وقفوا أمام تطور حركة التحرر الوطني وبناء دولة وطنية مستقلة أما الشعب فكان يضم كل الطبقات الاجتماعية والفئات و الكتل الاجتماعية التي كانت تطمح الى بناء استقلال حقيقي والقطع مع الامبريالية وعملائها المحليين . فلننظر مثلا الى حركة 20 فبراير ، التي عبر من خلالها عن تطلعات كل الطبقات الموجودة في المغرب من البرجوازية الكمبرادورية مرورا بالبرجوازية المتوسطة وصولا الى العمال و الفلاحين . فقبل اندلاع هذه السيرورة النضالية بالمغرب والتي وضعت لها أهدافا عامة يمكن تلخيصها في الكرامة و الحرية و العدالة الاجتماعية ،كان مفهوم الشعب يقتصر على الطبقات التي تثور دائما - على حد تعبيرألان باديو - في وجه النظام المخزني القائم أي الطبقات الشعبية العمال و الفلاحين و والفئات الدنيا من البرجوازية الصغيرة ، لكن مع اندلاع هذا الحراك الشعبي وموازن القوى الجديدة التي فرضها التحقت به بعض الطبقات الاجتماعية التي لم تكن " متضررة " من الوضع بحجم تضرر الفئات الشعبية العمالية و الكادحة وهما طبقتا البرجوازية الليبرالية و البرجوازية المتوسطة التي كانت تعاني من تضييق على مصالحها الاقتصادية من طرف البرجوازية البيروقراطية الفئة الاكثر رجعية داخل الكتلة الطبقية المسيطرة بالنسبة لها ، حيث شمل مفهوم الشعب في تلك اللحظة التاريخية هاتان الطبقتان ليس لأنهما نزلوا الى الشارع رافعين شعار " لا للجمع بين السلطة و الثروة " ومطالبين بنظام الملكية البرلمانية حيث تكون " المنافسة " الاقتصادية شريفة، بل لأنهما متضررين من مجموع هذا النظام المخزني الذي يقف حجر عثر أمام تطور مشاريعهما الاقتصادية وبالتالي تطورهما كطبقات اجتماعية لها طموح سياسي واقتصادي . والامثلة كثيرة من التجارب الثورية الشعبية في العالم من روسيا الى الصين وصولا الى ايران و العراق ... فيمكن أن نعطي تعريفا للشعب على لسان باديو كالتالي " إن الشعب يتألف ممَّن يثورون، فالشعب هو ذاك الذي، إبان الحدث، يردُّ على التحديات التي يطرحها هذا الأخير، وذلك من دون لجوء إلى الدولة" أي باللجوء الى الشارع و النضال على مطالبه . يتبع ... ابو منصور حرب اكادير
#ابو_منصور_حرب (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الحوثيون يعلنون شن 3 هجمات استهدفت سفينتين ومدمرة أمريكية في
...
-
هل تتمتع الحيوانات بالوعي؟ كيف تغير الأبحاث الجديدة المفاهيم
...
-
مبابي قبل الانتخابات: أنا ضد التطرف والأفكار المسببة للانقسا
...
-
هدنة تكتيكية لأهداف إنسانية بغزة: نتنياهو ينتقد قرار الجيش
-
عشرات الآلاف يؤدون صلاة العيد في موسكو
-
موسكو تطالب الهيئات الدولية بإدانة مقتل مصور صحفي روسي جراء
...
-
خسائر إسرائيل بغزة تتصاعد.. كيف ستخرج من كمائن حماس
-
خارجية سويسرا: العدد النهائي للموقعين على بيان مؤتمر أوكراني
...
-
بايدن فعلها مجددا وسقط في زلة جديدة وأوباما ينقذه في اللحظة
...
-
الجيش الإسرائيلي يكشف ملابسات مقتل العسكريين الثمانية في رفح
...
المزيد.....
-
الكتاب الأول / مقاربات ورؤى / في عرين البوتقة // في مسار الت
...
/ عيسى بن ضيف الله حداد
-
هواجس ثقافية 188
/ آرام كربيت
-
قبو الثلاثين
/ السماح عبد الله
-
والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور
/ وليد الخشاب
-
ورقات من دفاتر ناظم العربي - الكتاب الأول
/ بشير الحامدي
-
ورقات من دفترناظم العربي - الكتاب الأول
/ بشير الحامدي
-
الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة
...
/ ماري سيغارا
-
الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي
/ رسلان جادالله عامر
-
7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة
/ زهير الصباغ
-
العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني
/ حميد الكفائي
المزيد.....
|