تحليل السياسات العامة

طالب ناجي علوان

الحوار المتمدن-العدد: 5154 - 2016 / 5 / 6 - 00:59
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

تحليل السياسات العامة :
يكتسب تحليل السياسة العامة اهمية بالغة باعتباره أسلوب علمي موضوعي يساعد على دراسة وفهم المشكلات العامة والسياسات البديلة لحلها واختيار تلك البدائل التي تحققت للمجتمع اكبر قدر من الفائدة فتحليل السياسة العامة يعني اتباع اسلوب علمي موضوعي منظم يعتمد على استعمال المنطق والحجه القرينة لاختيار سياسة عامة يتوقع ان تحقق اقصى درجة ممكنة من النجاح في حل المشكلة العامة ويستخلص من التعريف ان تحليل السياسة العامة هو علم واسلوب او مدخل علمي يتميز بعدد معين من الخصائص فهو علم اجتماعي تطبيقي اي انه جزء من العلوم الاجتماعية يعتمد على معارفها ويقتبس منها كثير من الاساليب والافكار واجراءات البحث والتحليل التي تتبعها فهو يرتبط بعلوم السياسة والاجتماع والادارة العامة والسلوك والقانون والنفس والاخلاقيات بالإضافة الى تحليل النظم والرياضيات التطبيقية بالإضافة الى ذلك فقد اهتم عدد من الباحثين العرب والاجانب بدراسة وتحليل بعض السياسيات العامة للعديد من الانظمة السياسية العربية على عدة مستويات .
المستوى الأول – رصد وتحليل الاطر الدستورية والقانونية التي تحكم عملية صنع السياسة العامة .
المستوى الثاني – رصد وتحليل وتقويم الأدوار الفعلية للفاعلين الرئيسين في صنع السياسة العامة سواء على الصعيد الحكومي او غير الحكومي ، وعلى سبيل المثال تحليل ادوار كل من رئيس الدولة ومجلس الوزراء والبرلمان والاحزاب السياسية وجماعات المصالح المعنية بالسياسات موضع التحليل وذلك في ضوء الاطر الدستورية والقانونية من ناحية ، والواقع العملي من ناحية اخرى حيث تشير مؤشرات وظواهر اهمية عديدة الى ان هناك فجوه بين القوانين والممارسة العلمية .
المستوى الثالث – تحليل محتوى او مضمون السياسة العامة موضوع الدراسة بقصد الوقوف على اهدافها واولوياتها والكشف عن حدود الاتساق الداخلي في بنيتها ومدى تكامل عناصرها وطبيعة تداخلها مع سياسات اخرى .
المستوى الرابع – رصد وتحليل عملية تنفيذ السياسة العامة وذلك بدراسة طبيعة الاجهزة التي تقوم بالتنفيذ وهنا ينصرف الحديث الى دور الجهاز الاداري ومدى فاعليته في النظام السياسي نفسه .
المستوى الخامس – تقويم السياسة العامة وذلك من خلال رصد وتحليل نتائجها في ضوء الاهداف المعلنة للسياسة المعنية في تحليل العوامل التي أسهمت في نجاح السياسة وتلك التي ادت الى تعثرها .
خصائص تحليل السياسيات العامة :
1. هو علم يعني بمشاكل وقضايا مجتمعية على المستوى العام يهدف الى بلورة الحلول الملائمة والمتناسبة مع المحددات الثقافية والبيئية التي تشكل خصوصية المجتمع .
2. لهُ نظرة مستقبلية فيما يتعلق بتحديد الخيارات الاستراتيجية وتوظيف المنهج العلمي في التعامل مع المعلومات ومن ثم المزاوجة ما بين المنطق العلمي والخيال في بلورة التصورات المستشرقة عن الخيارات المستقبلية .
3. يشمل المشكلات القائمة والسياسات الحالية لتقييم مدى فعاليتها وكفاءتها والتحقق من سلامة ادائها وتصحيح اية انحرافات في مسار تنفيذها .
4. يوظف الوسائل والاساليب البحثية في تحليل المشكلات وتقييم الخيارات والبدائل الى جانب التطبيقات الكمية والاحصائية والرياضية في جمع المعلومات ودراستها واستنباط المؤشرات منها .
5. ذو بعد قيمي يشكل الركيزة الاساسية التي تبني علها السياسات .
6. يستوعب الامكانيات السياسية وما يتعلق بذلك من تحليل وتحديد للمتغيرات السياسية وابعادها القيمية ومدلولاتها وتأثيراتها ومن ثم مقتضيات تقديرها في تفضيل البدائل المتاحة .
7. ذو طبيعة معيارية في بيان قواعد واسس المفاضلة والتقييم ما بين الخيارات الممكنة من خلال تحديد الاولويات والاعتبارات والاهمية والثقل النسبي لكل منها .
8. يتسم بالأبداع والابتكار والتجريب في ضوء التقديرات للمعطيات المتحققة والاستفادة من المعلومات المسترجعة .

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل