أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - صفية دالي - مسيحية في السر














المزيد.....

مسيحية في السر


صفية دالي

الحوار المتمدن-العدد: 5153 - 2016 / 5 / 5 - 14:31
المحور: الادب والفن
    


مسيحية في السر
.
و أخيراً تفتق ذهنها عن حيلة تجعل زوجها يكف عن مطالبتها بعدم إستقبال جارتها تريزا بحجة أنها مسيحية تأكل الخنزير و كافرة تشرك بالله و قد يكون من عواقب زياراتها أن تنقطع الملائكة عن دخول البيت و تقل البركة .
قالت له أن تريزا مسلمة في السر و قد نطقت بالشهادتين أمامها و تزورها لتعلمها الإسلام ، حتي إنها علمتها الصلاة و تصليان معاً ثم أكدت عليه ألا يُُبدي أي معرفة بالسر أمام تريزا لأنها وعدتها بأن يبقي بينهما فقط .
و منذ ذلك اليوم أصبح زوجها في منتهي اللطف و البشاشة مع تريزا
عندما قصت علي صديقتها سبب تغير معاملة زوجها لها ماتت الأخيرة ضحكاً و أثنت علي ذكائها و سعة حيلتها .
قلدتها تريزا و قالت لزوجها أن صديقتها مسيحية في السر و رغم أنه لم يكن يعارض تزاورهما إلا أنه صار أكثر ترحيباً بلقاء الصديقتين .
و من باب إتقان الكذبة كانت إحداهما تعلم الأخري شيئاً من تفاصيل دينها في بداية الزيارة فيسعد الزوج حتي ليكاد يُقطِر لطفاً مع الصديقتين المسلمتين المسيحيتين .
.
تاكسي الغرام
.
كعادتها أول كل شهر تدلل نفسها و تستقل تاكسي
قالت له المنتزة لو سمحت
قال لها لو كنتِ زوجتي ما سمحت لك بالخروج من غرفة النوم
إبتسمت رغماً عنها و تجاهلت وقاحته
في اليوم التالي عادت من عملها فوجدته يجلس مع أبيها الذي قدمه لها و أخبرها أنه جاء يطلب الزواج منها ثم تركهما ليعد الشاي لثلاثتهم
إحتوي كفها بكفيه و قال لها هل نتزوج غداً ؟
بالكاد منعت نفسها من الإبتسام و قالت و لكني أعمل و سأخرج بالتأكيد من غرفة النوم
ضحك ثم قبل يدها و قال : أوافق يا قلبي في حال أن عثرتي علي المفتاح
.
الحياة برائحة البرتقال
.
في حديقة البرتقال قال لها تزوجيني فغدا البرتقال فاكهتها المفضلة
في عيد زواجهما الأول صنعت له كعكعة علي شكل برتقالة و لكنه لم يفهم المغزي فبينته له
في عيد زواجها الثاني أحضر لها كريستالة مذهلة علي صورة برتقالة
في ذكري زواجهما الخامس إشتري لها فستاناً برتقالياً
أما في الذكري التاسعة فقد قام بشراء ثلاث كيلوات برتقال للأولاد
.
تحت التاندة
.
بينما كانت تتسكع أمام الفتارين بدأت تمطر
في البداية كرزاز خفيف سرعان ما تحول إلي أمطار غزيرة و كأن صنابير السماء قد تُرِكت مفتوحة علي أخرها .
لم تكن تحمل مظلة شأنها كمعظم من كانوا بالشارع
توارت تحت تاندة أحد المحال التجارية
إنضم إليها أخرون و بدأ الجميع يتجاذب أطراف الحديث
إنقسم المجتمعون تحت التاندة لمجموعات صغيرة كونت كل مجموعة ما يشبه الحلقة و تباينت الأحاديث الدائرة من مجموعة إلي أخري .
للمرة الألف تجد نفسها خارج إطار الصورة فكلمعتاد لم يتوجه لها أحد بالكلام كما فعل بعضهم مع البعض الأخر رغم أنها كانت أول من تواجد تحت التاندة .
أعادت علي نفسها الجملة : كما فعل بعضهم مع البعض الأخر
لقد كان بعضهم مبادراً و البعض الأخر منسحباً مثلها و لكن أحداً من المبادرين لم يختارها ليتبادل معها الحديث
لمحت طفلة في العاشرة تقف بجانب أمها متململة و كأنها علي وشك البكاء
إستجمعت شجاعة العالم و رفعت صوتها بالغناء يا مطرة رخي رخي علي أرضي و زرعي و نخلي
سكت الجميع لبرهة ثم بدأ المرح تحت التاندة .
.
صينية بطاطس
.
وضعت حقيبتها المدرسية في غرفتها و تسللت إلي المطبخ لتفاجئ أمها
سألتها في شغف ماذا أعدت لهم اليوم علي الغذاء
قالت لها أمها : صينية بطاطس في الفرن
زفرت مرددة : تاااااااني
قالت أمها : بابا بيحبها
تنهدت ساخرة : ألا يعيش في هذا البيت سوي بابا ؟
أخرجت أمها صينية البطاطس من الفرن و وضعتها علي المنضدة ثم نظرت في عيني إبنتها و همست : بل لا يعيش في هذا البيت سوي زوجي الذي أهداني أبنائي .










#صفية_دالي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- بلدية باريس تطلق اسم أيقونة الأغنية الأمازيغية الفنان الجزائ ...
- مظفر النَّواب.. الذَّوبان بجُهيمان وخمينيّ
- روسيا.. إقامة معرض لمسرح عرائس مذهل من إندونيسيا
- “بتخلي العيال تنعنش وتفرفش” .. تردد قناة وناسة كيدز وكيفية ا ...
- خرائط وأطالس.. الرحالة أوليا جلبي والتأليف العثماني في الجغر ...
- الإعلان الثاني جديد.. مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 الموسم ا ...
- الرئيس الايراني يصل إلي العاصمة الثقافية الباكستانية -لاهور- ...
- الإسكندرية تستعيد مجدها التليد
- على الهواء.. فنانة مصرية شهيرة توجه نداء استغاثة لرئاسة مجلس ...
- الشاعر ومترجمه.. من يعبر عن ذات الآخر؟


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - صفية دالي - مسيحية في السر