عمر حَمَّش
الحوار المتمدن-العدد: 5143 - 2016 / 4 / 25 - 18:53
المحور:
الادب والفن
إطعام
قصة
عمر حَمَّش
أمُّ عليّ لا تبرحُ الجدران، فقط يأتيها ضوءُ النهار؛ فيضربَ حصيرَتَها، لتصافح نورَه، دونما تراه، يأتيها رزقُها من غيرِ أنْ يطرِقُ باب كوخِها أحد:
قطعة لحم .. فتات خبز .. تفاحةٌ أحيانا .. أو أيّ شيء كان ..
أبو ذراع أثارَهُ الفضول، جاء بخفةٍ؛ يرصدُ عن كثبٍ سرَّ العمياء .. رآها ترفعُ رأسَها، كأنّها على ميعاد، وهي تنشرُ ابتسامةَ التجاعيد .. ورأى سقطةَ حبَّةَ الكوسا المحشوة بالأرز واللحم، وميَّز فرحة الكفين المعرّقتين، أمّا الجدار فكانت عليه ذات القطة التي تتخطفُ أطعمةَ آنية بيتِه .. شهقَ أبو ذراع، وهي ترمقه .. وحدّقَ وهي من فوقه تموء .. شهق، ثمَّ طأطأ .. ومضى يجرّ ساقيّ بطنِه تاركا فم أمّ عليّ يدور، وعلى مهلٍ يلوك الطعامَ بلا أسنان ..
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟