أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رعدالدخيلي - عندما تَسيَّسَ الأدبُ .. نأتْ في الغُربةِ عن الوطنِ قبورُهم !!!














المزيد.....

عندما تَسيَّسَ الأدبُ .. نأتْ في الغُربةِ عن الوطنِ قبورُهم !!!


رعدالدخيلي

الحوار المتمدن-العدد: 5139 - 2016 / 4 / 21 - 08:00
المحور: الادب والفن
    


في عام 1957 أسس المرحوم الشاعر محمد مهدي الجواهري الإتحادَ العام للأدباء والكُتّاب العراقيين ، فجعل منه بيتاً لأدباء العراق كافة في ذلك الزمن العصيب من تاريخ العراق السياسي المعاصر .. لم يستبعد عنه أيَّ أديبٍ من الشعراء أو الكُتّاب العراقيين ، وبقيت تلك السُّنَّةُ الحَسَنَةُ سُنَّةً حَسَنَةً متوارثة منذ ذلك العام حتى هذا العام ، رغم محاولات الحكومات الداعية لتسييسه ، والذي هو ربّما أصطبغ بالتسييس إبّانَ حكومة صدّام تحديداً ، إلاّ أنَّ ذلك لم يمنع ولم يصادر توافد الأدباء العراقيين لكي ينتموا إليه وفقاً للضوابط التي سار عليها من حيث المعايير الأدبية لا السياسية ، فكان يحقُّ لكلِّ من ينشر أعماله الأدبية في عشر صحف أو مجلات أن يتقدم بطلب هوية الانتساب إليه ، أو أن يكونَ لديهِ مؤلَّفٌ أدبيٌّ منشور .
والحالة هذه ؛ فقد عانى هذا الإتحاد العريق ما عاناه خلال مرحلة التغيير السياسي الراهنة ، ما جعله محارباً من قبل الكثير من الأوساط والتوجهات ، على الصعيدين العربي والمحلي .. فمرةً توصمه الاتحادات العربية بمحاباة الاحتلال ، ومرّةً يتهمه الوضع السياسي الجديد بالموالات و التطبيل للنظام السابق ، وهكذا أمسى الإتحادُ يعيش أزمة خانقة ً لم يمرّْ بها في أيٍّ من مراحل التقلبات السياسية والانقلابات العسكرية التي حصلت في العراق منذ تأسيسه .
اليومَ ؛ يُقْبِلُ الإتحادُ العام للأدباء و الكُتّاب العراقيين على مرحلة إنتخابية جديدة .. جديرة بالانتقاء والاختيار اللائق بهذا الصرح الأدبي العريق ، وهو يعبق بأنفاس الجواهري الزاكية الذي كان وما يزال شعره يعبِّرُ عن مشاعر الوطن في مختلف المحن والإحن ، حتى جاءت بحجم حجمه الذي ملأ الآفاق أقواسَ قزحٍ طوّقت العالم بأضوائها الملونة المحببة لكلِّ العيون.
أقول ؛ هذا الإتحاد الذي آوى بالأمس أعمدةً من الشعر العراقي الفصيح ، حريٌّ به أنْ يبقى منزّهاً عن التسييس .. ما أُكْرِهَ على هذا ؛ لأنَّ الشعراء الذين صدحوا للظالم بمعنى الرياضة و التباري أو التكسب الصعلوكي هم الشعراء الذين صدحوا ويصدحون للحقِّ على مر التاريخ ؛ وهذا هو (الفرزدق) الشاعر الكبير الذي عاش على فتات الأمويين ، رأيناه كيف قد تجلّت حقيقته في الوقفة البطولية العصماء بوجه (هشام بن عبد الملك) عندما رأى فيه نيلاً من مكانة الإمام علي بن الحسين(ع) .. بحيث نسيَ كلَّ عطاءات الظالمين وأذابَ نفسه في الحقِّ ، بكلَّ ما وهبه الله تعالى من شاعريةٍ بتلكم القصيدة الخالدة التي سُجِنَ بسببها وهو شاعرُ البلاط . وها هو (المتنبي العظيم) في قصيدته التي قالها في (كافور الأخشيدي) وهو الذي قال ما قال فيه من مديح ، وها هو (الجواهري الكبير) في قصيدته التي قالها بحق الإمام الحسين(ع) وهو الذي قال ما قاله بحق الملوك و الرُّؤسَاء ، وها هو(عبد الرزاق عبد الواحد) في قصائده التي قالها بحق الحسين(ع) وهو الذي قال ما قال في (صدّام). ولعلّي أراهم جميعاً وأراني ما قاله الشاعرُ الفيلسوفُ (أبو العلاء المعريُّ) في مقدمته لسقط الزند .. بأنه لم يمدح الزعماء والشعراء طمعاً بالمال ، ولكن ذلك على معنى الرياضة .
ومهما يكن من أمر ؛ فالشاعر يُنظر إليه كشاعريةٍ أكثر مما يؤاخذ على ما قال من مضمون ، لأنَّ المضمونَ مرحليُّ السَّـردِ والنظمَ دائمُ النقد .
من هنا ؛ ونحن نرى هذه الأضرحة المشيدة لأكابر شعراء الأمم ، وهي ترتفع بالخلود في مناطقَ كثيرة من العالم .. يرتادها السيّاح و المواطنون .. يستلهمون منها ما كان في ذلك الشاعر من مشاعر ، وهم يتطلعون في دواوينِهُ المُبْهِرَةِ بولعٍ وشغف (بغضِّ النظرِ عن ما قال بمن) .. المهم لديهم قدرته على صياغة الصّورة الشّعرية بوجد لم يرقَ إليه الآخرون .. بما تكلل بالغار الأدبي وحليِّ الجمال الأخّاذ والبلاغة واللغة العالية .
وأقولُ أيضاً ؛ إنَّ الدولة الحمدانية كانت دولةً مختلفةً عن الدولة العباسية في منهجها ومذهبها الإسلامي الرافض ، حتى آلَ الأمرُ بها إلى ما آلَ .. للحَدِّ الذي بُقِرَتْ فيه بطونُ الحوامل لكي لا يدلنَ علويّاً في الشام ، وهي الدولة الحمدانية التي كان (المتنبي) يعظّم منها شأن حاكمها (سيف الدولة) ، دون أن يُنالَ من قدر (المتنبي) الأدبي والتاريخي على أيدي العباسيين ومن تلاهم . وهذا هو (أحمد شوقي) الذي مدح (الخديوي إسماعيل) وأبعد عن وطنه وعاد ليكون شاعرَ الشعب وأميراً لشعراء عصره بكل إنصاف ، وهكذا هي أخلاقُ القادة الكبار المترفعين عن الصغائر ، الذين مهما نالوا من السياسيين فلن ينالوا من الأدباء .
يحزّني الألمُ ؛ وأنا أرى الصُّروحَ الشامخة للشعراء الفرس (حافظ الشيرازي) و (سعدي) و (الخيّام) في إيران ، وأرى صرح الشاعر الفرنسي (فولتير) في باريس ، وأرى ضريح (شوقي) في مصر ، وأرى ضريحَ (المتنبي) ، بينما لا أرى أضرحة شعرائنا الكبار .. (الجواهري) و (مصطفى جمال الدين) و (عبدالرزاق عبدالواحد) هنا في وطنهم العراق !!!؟



#رعدالدخيلي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الأحزاب السياسية و الطائفية و القومية جين وراثي ، وصل إلينا ...
- ماذا تريد الجماهير الغاضبة ؟!!!
- موتٌ على الأرض !!!
- رمي ج.د.بوش بالحذاء مسألة فيها نظر، وسب صدام حسين جريمة لاتغ ...
- نقد الألم اللامشروع ربّما تم نشره بسبب تباين وسائط النشر زم ...


المزيد.....




- شاهد فنانة إيرانية توظّف الفن لخدمة البيئة والتعايش
- إسرائيل تحتفي بـ-إنجازات- الدفاع الجوي في وجه إيران.. وتقاري ...
- رحيل المفكر السوداني جعفر شيخ إدريس الذي بنى جسرًا بين الأصا ...
- المقاطعة، من ردّة الفعل إلى ثقافة التعوّد، سلاحنا الشعبي في ...
- لوحة فنية قابلة للأكل...زائر يتناول -الموزة المليونية- للفنا ...
- إيشيتا تشاكرابورتي: من قيود الطفولة في الهند إلى الريادة الف ...
- فرقة موسيقية بريطانية تؤسس شبكة تضامن للفنانين الداعمين لغزة ...
- رحيل المفكر السوداني جعفر شيخ إدريس الذي بنى جسرًا بين الأصا ...
- -ميتا- تعتذر عن ترجمة آلية خاطئة أعلنت وفاة مسؤول هندي
- في قرار مفاجئ.. وزارة الزراعة الأمريكية تفصل 70 باحثًا أجنبي ...


المزيد.....

- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ
- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ
- ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة- / ريتا عودة
- رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع / رشيد عبد الرحمن النجاب
- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رعدالدخيلي - عندما تَسيَّسَ الأدبُ .. نأتْ في الغُربةِ عن الوطنِ قبورُهم !!!