أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حاتم ابو شمالة - من وحى الواقع من بين السطور














المزيد.....

من وحى الواقع من بين السطور


حاتم ابو شمالة

الحوار المتمدن-العدد: 5135 - 2016 / 4 / 17 - 15:37
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


خرج من بيته حانقاً- بعد مشادة حادة مع زوجته التي لم تنطق كلمة واحدة فيها – متوجها نحو موقف سيارات الأجرة المتجهة خارج المدينة ، فساله سائق سيارة الأجرة: إلي أين ؟ أجابه : إلى حيث تذهب، وأخذ مقعده في السيارة منتظرا والسائق ركابآ آخرين. وبينما هو جالس لفت انتباهه صحيفة محلية ملقاة أسفل المقعد، واثارت انتباهه كلمة أوراق الطلاق على صفحة مهترئة منها، مما فتح شهيته لقراءتها، فتناولها وأخذ في القراءة ......
( قال وهو يوقع أوراق الطلاق الخاصة به مع محاميه ... ما هى طلباتها وشروطها ..؟ فأجابه قائلاً : لا شئ ....... ماذا تقصد بلا شيء؟ ؟!! مثلما سمعت !! لا شئ، كما تخبرك بأنه لا داعي لأي إجراءات أو محاكم لاتمام الطلاق، ولا تريد من حقوقها شيئا، وأضافت بأنك إن أردت الأطفال للزيارة أو المبيت ، فما عليك إلا الاتصال فقط،... قال فى نفسه تتظاهر بالكرم لتعاقبنى أو لأعدل عن قراري، تبا لها !!!! ....عاد الى البيت وقد شعر بالجوع وفتح الثلاجة فوجد كل ما فيها قد فسد فأغلقه بسرعة وهو يتمتم بحنق : حسنا، سآخذ حمامي وأتناول طعامي في المطعم، ثم تنبه بأنه قد استنفد جميع ملابس المكوية المعدة للخروج خلال الأسبوع ، فارتدي سرواله الجنيز وخرج لمطعم مجاور. شرب قهوته بعد تناوله الغداء، وقفل عائدا للبيت.
ما أن وصل البيت و استلقى على الأريكة ليشاهد التلفاز، حتى شعر بوخزات حادة في معدته، يا إلهي، لقد تذكر أنه لم يتناول دواء المعدة قبل الطعام الذي اعتادت زوجته اعداده له، تناول الدواء بعد أن أفرغ ما في جوفه من الألم، هم مرة أخرى بالاستلقاء ثانية، تناهي لمسامعه دقات جرس الباب، إنه جاره يخبره متأففا بأن عليه إخراج حاوية القمامة للركن المخصص لها لتأخذها سيارة البلدية، فساله عن المواعيد الخاصة بذلك ، نظر جاره إليه مستهجنا ورد بحدة قائلا : أسأل زوجتك !!!
بعد مرور عدة أيام من المعاناة الكامنة في تفاصيل الحياة اليومية، اتصل بأهل زوجته طالبا الأطفال للزيارة والمبيت عنده، ساعات قلائل، وكان الأطفال برفقة خالهم الذي أوصلهم معتذرا عن الدخول، استقبل أطفاله فرحا وبعد أقل من ساعة غاص في بحر احتياجاتهم التي اكتشف أنه يجهل معظمها ، فذاك لا يتناول الحليب، والصغيرة تناوله علبة الدواء خاصتها والآخر لا ينام إلا على فراش خاص لاصابته بحساسية الفراش، ... فى اليوم التالى خرج بأطفاله الى بيت اهله لتناول الطعام ليس لزيارتهم كما يدعى وانما هروبا من متطلبات اطعام الاطفال التى يجهل عنها كل شئ وكذلك فشله الذريع بالتسوق .. شيء آخر قد اكتشفه وهو يحصي راتبه، أنه لن يكفيه لآخر الشهر، تساءل في نفسه، عما كانت تفعله تلك المرأة (زوجته) لتجعله يكفي إنه بالكاد يكفي لأسبوعين، أنهي يومه بصعوبة بصعوبه مع اطفاله .. وفى صباح اليوم التالى خرج مع اطفاله موصلا إياهم المدرسة، قابله مدرس ابنيه مرحبا : كم كنت اتمنى أن أقابل هذا الأب الرائع الذى لا يكف أطفاله عن ذكره فى مساعدته لهم فى دورسهم وواجباتهم المنزلية . شرد بذهنه : عن أي أب يتحدث هذا الرجل وعن أية دروس التى يعطيها لأولاده فاق من شروده على صوت المدرس متابعا :أنا أحسدك على أطفالك وعلى تربيتهم وأخلاقهم لذلك أرجو أن تتشرف بحضورك لاجتماع أولياء الأمور لتلقي على مسامعهم تجربتك فى التربية وحسن ادائك معهم وعلى ذلك المجهود الرائع الذى تبذله ما بين العمل خارج البيت، ومتابعة الأطفال داخله، راجياً منك الموافقة، فأنت أب تفخر المدرسة به، حاول التملص فلم يستطع، خاصة بعد أن اجتمع المدرسون عليه لاقناعه بعد الرفض، فلم يملك غير الموافقة بعد هذا الالحاح، وهو يتساءل، ماذا يفعل بتلك الورطة . لم ينم تلك الليله، وفي صباح اليوم الثاني ذهب للاجتماع متثاقلا،كانت زوجته من بين الحضور، وفي الحفل وبعد أن قدمه ناظر المدرسة، اعتلي المنصة وهو يكاد يشعر بالدوار، وقد قارب الدم أن ينفجر من وجنتيه من الخجل وعدم الاستعداد، نظر للحضور مليا، ثم استجمع قوته قائلا :- لن أطيل عليكم لكنني أرغب أن أؤكد بأن هذا الانجاز الرائع واكثر هو انجاز تلك الزوجه االرائعة قالها وهو يشير إليها مستطردا ، وما أنا إلا طفلها الرابع الذى ياخذ حقه بالرعاية واكثر تماما كأطفاله . وأردف قائلا ودموعه تتحجر فى مقلتيه استحلفكم بالله ان تطلبو منها أن تسامحنى وأن تغفر لى خطئى فلقد كنت الطفل العاق بين أبنائها بأنانيتى المفرطه اتجاهها ..... فنظر الجميع الى زوجته التى طأطأت راسها خجلا ودموعها تسقط بغزاره على خديها وهم بسمعون صوتها باكيا ....(أنا أم ولا أملك إلا العفو والغفران )...........فنزل من منصه الحفل وهو يستذكر قول صديقه أيمن نوبانى (سندخل الحرب وتنجو من لقاء العدو ......تم نموت على يد اول صديق ) كم كنت محقا هذا الصديق !!! ما أن انتهي من القراءة حتى صاح قائلا : نعم انا هذا الصديق وخرج وورقه الصحيفة فى يده فاتحا باب السيارة وسط ذهول الركوب، والسائق يسأل : هل غيرت رأيك ؟ أجابه وعلامات السرور تبدو على وجهه، نعم ، كم تبقى لك من ركاب ؟ أجابه لقد ركب ثلاثة وتبقى ثلاث آخرون ، نقده أجر الركاب الثلاث المتبقين ووضع ورقة الصحيفة على المقعد ثانية وهو يتمتم : لعلها تجد احمقأ اخر مثلى فيقرأها !!!!! ويهتدي !!
انتهت



#حاتم_ابو_شمالة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من وحى الذاكره من جديد ........... ( قصه قصيره )


المزيد.....




- هارفارد تنضم للجامعات الأميركية وطلابها ينصبون مخيما احتجاجي ...
- خليل الحية: بحر غزة وبرها فلسطيني خالص ونتنياهو سيلاقي في رف ...
- خبراء: سوريا قد تصبح ساحة مواجهة مباشرة بين إسرائيل وإيران
- الحرب في قطاع غزة عبأت الجهاديين في الغرب
- قصة انكسار -مخلب النسر- الأمريكي في إيران!
- بلينكن يخوض سباق حواجز في الصين
- خبيرة تغذية تحدد الطعام المثالي لإنقاص الوزن
- أكثر هروب منحوس على الإطلاق.. مفاجأة بانتظار سجناء فروا عبر ...
- وسائل إعلام: تركيا ستستخدم الذكاء الاصطناعي في مكافحة التجسس ...
- قتلى وجرحى بقصف إسرائيلي على مناطق متفرقة في غزة (فيديو)


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حاتم ابو شمالة - من وحى الواقع من بين السطور