إبراهيم شمعون
الحوار المتمدن-العدد: 5135 - 2016 / 4 / 17 - 14:14
المحور:
كتابات ساخرة
بعدَ فترةٍ زمنيةٍ لا بأسَ بها من وجودي في ألمانيا وزيارتي لعدّةِ أماكنَ وقرى ومدن ، أصبحتْ لي نظرةٌ شبه شاملةٍ على هذا البلدِ الغريبِ والعظيمِ في نفسِ الوقتِ .
وأعترفُ وأقولُ : إنّي لستُ من محبّي
فنِ المقارنة ، لكن نتيجة الموروث الشرق أوسطي الذي أحملُه تظهرُ في مخيلتي المقارنةُ بينَ بلدي وهنا .
فعندما تشاهدُ الطبيعيةَ الخلابّة ، والجَو الرائع ، و رذاذَ المطرِ الساقطِ ، والخضارَ المنتشرِ في كلّ البقاع تُجبرُك قوةٌ داخيلةٌ على طرّحِ السؤالِ التالي (لماذا هم وليس نحن ) .
وحينما تشاهدُ الرجالَ والنساء والشبابَ والكهول يتمتعون بصحةٍ جيدة ، وأجسامٍ رياضية ، وقوةٍ بدنيةٍ ، وصبرٍ وتحمّلٍ وتفانٍ في العمل ، ولهفةٍ في إغاثةِ الملهوف ، والتزامٍ بالمواعيد قلَّ نظيّرُه ، تُجبرُك مرةً أخرى قوةٌ داخيلةٌ على طرحِ السؤالِ التالي (لماذا هم وليس نحن ) .
و حين ترى الأبنيةَ الضخمةَ ، والمصانع الكبيرة ، والقطارات السريعة ، و المطارات الرهيبة ، وأقوى وأكبر الشركاتِ الموجودة هنا ، أيضاً تطرحُ لا شعورياً ذاك السؤال .
لكن بالمقابلِ نحن أيضاً نملكُ حضاراتٍ عظيمةً عمرُها آلاف السنين ، أرضٌ مقدّسةُ خرجتْ منها كلُّ الأديانِ السماوية ، ثرواتٌ تتسابقُ الدولُ الاستعمارية لاستثمارِها ، لكن رغم كلّ تلك الأمورِ لو خيّروا الناسَ بين الشرقِ والغربِ فأعتقدُ أنَّ أغلبَهم لاختاروا الغرب رغمَ اختلافِ عاداتِه وبعض سيئاتِه .
#إبراهيم_شمعون (هاشتاغ)
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟