أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - باور أحمد - العزاء بشأن التربية الدينية -روسو أنموذجاً-














المزيد.....

العزاء بشأن التربية الدينية -روسو أنموذجاً-


باور أحمد

الحوار المتمدن-العدد: 5135 - 2016 / 4 / 17 - 08:54
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


يُشار إلى "روسو" بوصفه زعيما للنزعة الطبيعة في الفلسفة والتربية دون منازع, وقد أودع أفكاره الطبيعية هذه في مختلف أعماله ومؤلفاته بدءاً من كتابه (مقالة في أصل التفاوت بين البشر) ثم في سفره المشهور (العقد الاجتماعي) وأخيراً في كتابه الذي يُعرف بإنجيل التربية الحديثة (إميل أو تربية الطفل من المهد إلى الرشد).
يفتتح "روسو" كتابه (إميل) بقوله: "يخرج كل شيء من يد الخالق صالحا, وكل شيء في أيدي البشر يلحقه الإضمحلال" وخلاصة هذا القول تكمن في عبارة قصيرة قوامها "الطبيعة خيرة والإنسان يفسدها".
"إميل" هو تلميذ "روسو" وهو ابن الطبيعة، تُربيه الطبيعة وفق قواعد الطبيعة ورضاء حاجات الطبيعة. فمن وجهة نظر "روسو" أن الطبيعة قادرة بذاتها على تنمية ملكات الطفل ولذلك يجب أن نوكل أمر تربيته إلى الطبيعة ذاتها, لأن الطبيعة تريد للطفل أن ينمو نمواً حراً وأن يعمل بمقتضى تكوينه الطبيعي بوصفه طفلا.

التربية من (الميلاد إلى 5 سنوات)
يؤكد "روسو" على أهمية الأبوين كمربيين طبيعيين للطفل، فالأبوين هما الأكثر قدرة على أن يمنحا الطفل الحنان الطبيعي الضروري لنموه إنسانياً وأخلاقياً على نحو طبيعي, وفي هذه المرحلة يجب مراعاة ما يأتي:
– عدم استخدام القماط.
– دعوة إلى الرضاعة الطبيعية.
– الابتعاد عن الأوامر والنواهي.
– التأكيد على التربية الجسدية.

التربية من (5- 12) سنوات
يركز "روسو" على أهمية هذه المرحلة ويعتقد بأنها من أخطر المراحل التربوية في حياة الإنسان, ويُؤسس للتربية في هذه المرحلة وفقا لمبادئ ثلاثة:
1- على "إميل" أن يستمد معلوماته وخبراته عن طريق الحواس والتجربة والاحتكاك المباشر مع الطبيعة.
2- يجب على التربية في هذه المرحلة أن تكون تربية سلبية حيث يترك الطفل في غفوة أشبه بالسبات بعيداً عن مختلف التأثيرات الخارجية, وهنا يجب على المربي عدم التدخل إلا عندما تقتضي الضرورة, لأن "إميل" يتكون تكوناً طبيعياً في هذه المرحلة, وحري بنا أن نجعل الطبيعة تفعل فعلها وتنهض بواجبها دون تدخل المربين والكبار.
3- التربية الخلقية يجب أن تكون عن طريق الجزاء الطبيعي، فعندما يسقط "إميل" يتألم، وعندما يتخم يعاني من الألم، وعندما يخرج في ليلة باردة يصاب بالزكام، وعندما يضع يده على مكان لاهب يشعر بألم الحرارة ووخزها، وفي كل هذا يجب أن يشعر الطفل بأن العقاب الذي استحقه كان عقابا طبيعياً ينبع من طبيعة الأشياء ذاتها وأن هذا العقاب لم يكن انتقاماً أو إكراهاً يُمارسه الكبار.

التربية من (12- 15) سنوات
لقد آن الأوان لتعليم "إميل" وتزوده بالمعرفة والمعلومات والمعارف, فالتعلم والإكتساب يجب أن يتم عن طريق التشويق وأن يتساوق مع رغبة في التعلم وحب الاستطلاع, وينصح "روسو" إميل بأن يقراء قصة (روبنسون كروز) لأن هذه القصة تؤكد أهمية التعلم وفهم الحياة وفقا لقوانين الطبيعة حيث تبرز أهمية الاعتماد على النفس فيها.


التربية من (15- 20) سنوات
وفي هذه المرحلة تبدأ إمكانية بناء صلة دينية بين "إميل" وربه وتتوجب تربيته الدينية على قيم الحق والخير والجمال, فالطفل يمتلك القدرة في هذه المرحلة على فهم أمور الدين, لأنه إذا ما علم ذلك قبل الوقت المناسب كان (هناك احتمال بل مجازفة بألا يعرف ذلك الأمر على وجهه الصحيح إطلاقاً. واني لا أرى أشد حماقة وغباء من معلم الدين الكاثوليكي وهو يلقن الأطفال الصغار تلك الأسرار العويصة (...) فلنحذر كل الحذر من إعلان الحقيقة لأولئك الذين لم يتأهبوا بعد لإدراكها. وخير ألف مرة ألا تكون لدى الفتى فكرة إطلاقاً عن الإلهيات, من أن تتكون لديه عنها أفكار مسفة خرافية مهينة لا تليق بجلالها. فذلك أهون الضررين. إن الجهل بالمقام الأسمى إطلاقاً وبصفة مؤقتة أفضل من التنقص منه).



#باور_أحمد (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- -الأمر يتجاوز الخيال-.. المفوض العام للأونروا يصف حال غزة جر ...
- الجيش الإسرائيلي يشن غارات على لبنان ويستهدف -مهرب أسلحة- مع ...
- إسرائيل تستهدف شخصا ينشط في -تهريب أسلحة- بغارة جنوب بيروت
- أطباء بلا حدود تحذر من فظائع عرقية في دارفور
- المكاديميا أكثر المكسرات المنسيّة رغم فوائدها المذهلة
- بعد إنهاء الخدمة العسكرية.. -بي تي إس- يعودون بألبوم جديد
- النصيرات 274.. وثائقي يكشف تفاصيل جديدة لمجزرة ارتكبت بوضح ا ...
- إلى أين وصلت حرائق تركيا؟ وماذا بعد موجة الإجلاء؟
- حزب بالائتلاف الحاكم في جنوب أفريقيا يتهم وزيرة بالفساد
- أبجد تحتفل مع قرائها بعيد ميلادها الثالث عشر


المزيد.....

- الآثار العامة للبطالة / حيدر جواد السهلاني
- سور القرآن الكريم تحليل سوسيولوجي / محمود محمد رياض عبدالعال
- -تحولات ظاهرة التضامن الاجتماعي بالمجتمع القروي: التويزة نمو ... / ياسين احمادون وفاطمة البكاري
- المتعقرط - أربعون يوماً من الخلوة / حسنين آل دايخ
- حوار مع صديقي الشات (ج ب ت) / أحمد التاوتي
- قتل الأب عند دوستويفسكي / محمود الصباغ
- العلاقة التاريخية والمفاهيمية لترابط وتعاضد عالم الفيزياء وا ... / محمد احمد الغريب عبدربه
- تداولية المسؤولية الأخلاقية / زهير الخويلدي
- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - باور أحمد - العزاء بشأن التربية الدينية -روسو أنموذجاً-