شهور على انتفاضة... منسيّة

محمّد بهلول

الحوار المتمدن-العدد: 5135 - 2016 / 4 / 17 - 00:52
المحور: القضية الفلسطينية
    

6 شهور على اندلاع المواجهة اليومية المباشرة ما بين الفلسطينيّين في القدس وامتدادها إلى بعض مناطق الضفّة الغربيّة والنقاط المتاخمة مع الإسرائيليّين في قطاع غزة, هذه المواجهة التي لم تتوقف يوماً بالمعنى السياسي للكلمة لكنها كانت تهبّ وتخبو وفق معطيات واقعية وقياس منطقي للقدرات والامكانات الذاتيّة.

6 شهور من المواجهة البطولية والتضحيات العظيمة والتي وصلت إلى ضفاف 200 شهيد جلّهم سقطوا بإصرار فعل المواجهة والتقابل المباشر والتحدّي العقلاني للإحتلال، 6 شهور تجاوزنا فيها عن زغل متعمّد وتجاهل مقصود ذلك الحوار العقيم ولكن الضروري عن التوصيف الدقيق لما يجري وهل كان هبّة أم انتفاضة، وبعيداً عن الحماسة المتأجّجة والإنفعال والتفاعل العاطفي والوجداني، يبقى السؤال الحاسم لإيجاد الجواب الحسّي والعلمي، أين هي القوى السياسية الفلسطينيّة كافّة، سلطة شرعيّة أو سلطة أمر واقع أو تحالفات أو فصائل كلّ على حدة من ما يجري في فلسطين وفي القدس ومخيّمات اللاجئين في الضفّة تحديداً.
هل القوى السياسية في قلب ما يجري (بمعزل عن التسميات سلطة وفصائل) أو على ضفافه في إطار استراتيجية القيادة غير المباشرة، أو كانت- وهذا هو الواقع على الأغلب- في موقع المراقب والمنتظر؟....

وحدها السلطة الفلسطينية الرسمية وعلى لسان أعلى المستويات فيها كانت واضحة بالربط ما بين ما يجري والمفاوضات المعتمدة كخيار سياسي رسمي للسلطة، محددة أهداف واضحة وواقعيّة تتعلّق بتحسين شروط المفاوضات، علماً أن الأداء على مدار 6 شهور يدلّل على ان الترجمة الواقعية لهذه الرؤية لم تكن بالمستوى الذي يسمح للسلطة من الاستثمار المجدي في معركة التفاوض مع الاسرائيليّين، فلا السلطة وأجهزتها ولا حزبها السياسي زجّ بالطاقات الكافية بشريّاً وموارداً لتطوير ما يجري إلى درجة انتزاع تنازلات إسرائيلية ملموسة سواء في ملفّ الإستيطان او الأسرى أو غيره.

الفصائل الفلسطينية الأخرى وعلى اختلاف مشاربها الفكرية ومشاريعها السياسية، اكتفت بخطاب إعلامي حماسي يضع العناوين والتفاصيل، يحدّد الإستراتيجيات ويرسم التكتيكات لتطوير ما يجري من انتفاضة شباب ومخيمات لاجئين الى انتفاضة شعب بأسره، لكن مكتفيةً بدور المراقب عن بعد، الناقدة باستمرار لدور السلطة (وهذا حقّ ومطلوب) محمّلةً إيّاها المسؤولية الوحيدة عن رعاية وتطوير الانتفاضة، في الوقت نفسه الذي تقدّم خطاب سياسي وإداء إعلامي يحمّل السلطة دور المعيق والمجهض لها، وكأن الهدف أصبح تسجيل نقاط في إطار التجاذب والصراع على السلطة أكثر مما هو نضال شعب من أجل إنهاء الإحتلال.
6 شهور مرّت على الانتفاضة بتضحيات لا تنضب وإصرار لا يلين من الشباب واللاجئين وانكفاء فصائلي واضح للعيان، وكأن أمر عمليّات إقليمي وعربي لا يريد أن تخطف إنتفاضة فلسطين الأنظار والأبصار عن مايجري في المنطقة والتسبّب بإحراج عربي وإلهاء إسرائيلي.

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل