أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عماد علي نوير - التصفح المجدي و القارئ الذكي














المزيد.....

التصفح المجدي و القارئ الذكي


عماد علي نوير

الحوار المتمدن-العدد: 5133 - 2016 / 4 / 15 - 23:36
المحور: الادب والفن
    


عماد نوير
‏4‏ ساعات
مختارات من روائع الومضات
( التصفح المُجدي و القارئ الذكي)
نتجول بين مئات الومضات نقلّب بعضها و نغدو و نقف أمام أُخريات نتبصّر قليلا حتى إذا أعيانا الوصول إلى كنوز بواطنها أعبنا على الكاتب تعتيمه الشديد و تغليف نصه بالإبهام الذي يحوّل خطواتنا إلى ومضة أخرى بتلقائية غير متعمدة، كون الطريقة التي أُعدّت لقراءة الومضات قد أخذت فكرة القراءة الومضية الشبيهة بالبرق الومضي للنصّ نفسه و لا نتقبّل في بحثنا إلى إي ترجمان لفهم الومضة إن لم يكن هو تأثير النص بعينه على مدارك المتلقي.
و هناك ومضات أُخرى نتأمل عند سفوحها فتربكنا الحيرة في كونها جاءت جملة خبرية و قد أخفق الكاتب في خلق مفارقة قطع لنا عهدنا بأن يبني لنا على أساسها نصّا مباغتا مذهلا.
أو ربما إنّنا نحن من أخفقنا في تحفيز سُرع الاستنباط و التأويل التي يتمتع بها القارئ الذكي و لم نستطع أن نستقرئ آفاق حبكة الكاتب القويّة و التي أوردها لنا بنص ّبسيط يحتاج إلى نظرة ثاقبة ليست طويلة بقدر ما هي حادة مقتلعة لمغزى ما عنى بتلك السرعة التي شرطناها على الكاتب في إطلاق نصّه لتقبلها كصعقة تنعش العقول.
و بين إيدينا ومضة قد يراها البعض بأنها من النوع الذي جاء خالي الوفاض من أيّ دهشة و غابت عنه المفارقة فاصطف إلى جوار كثير من النصوص الخافتة التي لا تصلح إلّا أن تكون نصّا عاديّا يفتقر إلى قواعد الومض و غنيّ بالطرح الخبريّ الأنشائي.
لقد بات جليا و واضحا لكل الوامضين و القارئين بأن نهاية اللعبة الممتعة في النصّ الومضي يكمن في الشقّ الثاني الذي طالما حاول القارئ التكهن بما يحمله قبل تعدّي الفرزة المنقوطة ليثير حواسه شيئا مثيرا و عكس كل البديهيات التي تفرح المتكهن خارج هذا المورد حال صوابه بنتيجة توقعها فأن القارئ سوف يفرح كثيرا هذه المرّة عندما يؤشر له الكاتب بخطأ تكهنه و عدم إصابته الهدف بنسبة تجرد بها الكاتب من قدرته على إدهاش قارئه.
يُسعد القارئ عندما تأتيه المباغتة و المفاجأة على خلاف توقعاته فيثني على كاتبه الذي احترم هذه الفطرة و اجتهد في حبكة أسرّت ذلك المتبضع لنصوصه.
خواء
دفعوه؛ سقط.
إذا كان جواب الشطر الثاني هو السقوط من أثر الدفع المادي أو العيني أو الملموس فأن الأمر لا يعدو أن يكون أكثر من أخبار مذكّر لا ممتا أبدا، و طرحا تقليديا لا وعضيا و لا حكيما البتّة، و لكن علينا أن نقرأ النصّ متكاملا مع عنوانه و ما حمّله له الكاتب من دلالات تنعكس عل شمولية النصّ كاملا.
علينا أن نسلّم بادئ الأمر بأن الكاتب كان حصيفا و يعي جيدا أنه يقدّم لنا مشروع ومضة و ليس جملة خبرية، لذا علينا أن نجتهد في البحث عن مكامن قوتها أين خبّأ الكاتب مفارقة ومضته، فإن أُسقط في أيدينا و تلاشت قوانا و نفد خزين ذكاءنا في مشاركة الكاتب كينونة فكرته، عندذتك نسلّم بضعفها و خفوت بريقها.
يبدو أن الكاتب قد نجح في اختيار عنوانه بصورة تخلصه من الأتهام بالخبرية، فعنوان ( خواء ) هو ملخص للقصة بأكملها و هو سرّ مفتاح النصّ و فتح باب التأويل للخروج بنتاج ومضي برّاق يتقبله القارئ المثقف و العادي على حد سواء.
لقد جاء العنوان ليهيأ لنا قاعدة قصة من شطرين حملا كل مقومات الومضة الناجحة باعتماد القارئ عليه و على ما أضمره من إيحاءات فسرت لنا الهالة المعنوية التي أرادها الكاتب خلاف الظاهر من الماديّة التي تقتل جمالية النصّ.
إين الإبداع الومضي و أين الفكرة الصادمة و غير التقليدية إذا كان يحدثنا عن بديهية الدفع و السقوط!!
إذا لا بد من وجود ما نبحث عنه في الإيهام و الترميز و ليس في الإبهام و التلغيز، و يبدو أن الإشكال الذي قد نقع فيه هو التوظيف الذهني لمعنى كلمة الاستهلال الدفع و الذي يمكن تصوره دفعا بغرض الاسقاط كالدفع للأسفل أو بطريقة سلبية ينتج عنها سقوطا مؤذيا، و قد يغيب عنّا امعنى الإيجابي للدفع أي بمعنى أننا ندفع شخصا إلى الأعلى بغرض الرفع المعنوي و إعلاء شأنه و إظهار محاسنه و ليس من العدل أن نتصور بأن الدفع يقتصر على نية السقوط فأن مفردة ( أحسن ) صريحة تدلّ على تبغيض الإساءة و إعطاءنا معنى معنويا لا عينيا في قوله تعالى ( ادفع بالتي هي أحسن) .
و هنا ننتقل إلى الدفع المجدي و المثمر و المرتجى منه خيرا كالدفع نحو الأمام لقائد نتوسم فيه الخير و هنا تظهر نية الكاتب الومضية و طرح مشكلة يعاني منها المجتمع في دفع من يمثلهم إلى الأمام دون التروّي و البحث المستفيض في قدرته و إمكانيته على حسن القيادة مكتفين بانتماءه إلى حزبهم أو عشيرتهم أو أي تجمع يشركهم معا.
و يلّوح لنا الكاتب بيده نحو العنوان ليقول لنا كل ذلك في كلمة واحدة ( خواء ) إذا كان المختار الذي ندفعه إلى الأمام خاويا هزيلا لا يصلح أن يقود شعبا و لا أُمة فيهوي عند أول عقبة و يسقط ليكون الخاسر الأول هو الجمع الذي يحاول أن يُسلقه جدارا لا يقوى على ارتقاءه، أمّا هو فهذا حاله و لن تزعجه سقطة واحدة مضافة إلى سقطات قديمة لم نلتفت إليها حين شرعنا بالدفع للنجاح المؤمل.
الومضة مكثّفة من جملتين فعليتين بمفردتين فقط و قد جاءت لغة التباين اللفظي مباشرا و لكن الكاتب أظهر إسلوبا و نمطا حركيا في اللفظ باستعمال الفعلين دفع/ سقط و ترك ذكاء القارئ النمط الذي جعله رئيسيا لإسلوب ومضته و هو الإسلوب الخفي، ففي حين تراءى لنا سقوطه رحنا نبحث عن كيفية دفعه...
شكرا للأستاذ راسم الخطاط صاحب هذه الومضة و أحد أبرز رواد و مطوريّ هذا الجنس الأدبي الرائع..
تحيتي و الودّ .....عماد نوير ...






ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- الإعلان عن الفائزين بجائزة الشيخ حمد للترجمة والتفاهم الدولي ...
- تتويج الفائزين بجائزة الشيخ حمد للترجمة والتفاهم الدولي في د ...
- -ضايل عنا عرض- يحصد جائزتين في مهرجان روما الدولي للأفلام ال ...
- فنانون سوريون يحيون ذكرى التحرير الأولى برسائل مؤثرة على موا ...
- -تاريخ العطش- لزهير أبو شايب.. عزلة الكائن والظمأ الكوني
- 66 فنا وحرفة تتنافس على قوائم التراث الثقافي باليونسكو
- فنان من غزة يوثق معاناة النازحين بريشته داخل الخيام
- إلغاء حفلات مالك جندلي في ذكرى الثورة السورية: تساؤلات حول د ...
- أصوات من غزة.. يوميات الحرب وتجارب النار بأقلام كتابها
- ناج من الإبادة.. فنان فلسطيني يحكي بلوحاته مكابدة الألم في غ ...


المزيد.....

- ليلة الخميس. مسرحية. السيد حافظ / السيد حافظ
- زعموا أن / كمال التاغوتي
- خرائط العراقيين الغريبة / ملهم الملائكة
- مقال (حياة غويا وعصره ) بقلم آلان وودز.مجلةدفاعاعن الماركسية ... / عبدالرؤوف بطيخ
- يوميات رجل لا ينكسر رواية شعرية مكثفة. السيد حافظ- الجزء ال ... / السيد حافظ
- ركن هادئ للبنفسج / د. خالد زغريت
- حــوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الثاني / السيد حافظ
- رواية "سفر الأمهات الثلاث" / رانية مرجية
- الذين باركوا القتل رواية ... / رانية مرجية
- المسرواية عند توفيق الحكيم والسيد حافظ. دراسة في نقاء الفنون ... / د. محمود محمد حمزة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عماد علي نوير - التصفح المجدي و القارئ الذكي