اقالة الجبوري اول الغيث فهل سيعقبه مطر ؟

هام محمد العزاوي

الحوار المتمدن-العدد: 5133 - 2016 / 4 / 15 - 08:10
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

اقالة الجبوري اول الغيث فهل سيعقبه مطر؟
د.دهام العزاوي
لست من المتحمسين لابداء راي في معركة سياسية قد بدأت فصولها بالتشكل توا.ولكن اقالة د.سليم الجبوري بهذه الطريقة التراجيدية وجعله كبش فداء لمسرحية التغيير القادمة التي ينشدها النواب المعتصمون ربما حفزتني لاشطح في افكار قد تثبت الايام صحتها مثلما فشلها .زيارة السيد مقتدى الصدر الاخيرة الى لبنان ولقاءه بالسيد حسن نصر الله كانت نتائجها لم الشمل بين الصدريين ودولة القانون وربما لحاق د.اياد علاوي بمشروعهم كان نتاج اتفاق لمح له علاوي بتصريح قال فيه قبل ايام ان ايران رفعت الخطوط الحمراء التي كانت تضعها امامي وان وفودا ايرانية رفيعة المستوى زارتني وقالت لي ان ايران كانت مخطئة في توجهاتها السياسية حيالك.هذا يعني ان هناك طبخة سياسية قادمة في الافق لانستبعد ان امريكا على علم بها وهي ان يقوم المعتصمون باخذ زمام المبادرة بالتغيير تحت شعارات الاصلاح والتكنوقراط وسيكون علاوي عنوان المرحلة المقبلة في التغيير بدلا من المالكي المكروه شعبيا والممقوت امريكيا.اذا لماذا الجبوري ؟لانه اضعف الحلقات في الرئاسات الثلاث ولان مطالبة انصاره بارجاعه لن تكون اكثر من شعارات فشلت في ارجاع العيساوي ومن قبله الهاشمي بل ان بعض شركاءه في العلن متشفين في الخفاء لتغييره كما ان امرار تغييره بلا ثمن سيشجع في المرحلة المقبلة على تغيير رئيس الوزراء وهو ماوعد به النواب المعتصمون يوم السبت المقبل فهل ستنجح هذه الخطوة وماهي ردود الجبوري والعبادي ؟اما الجبوري فلن تكون تصريحاته خارج اطار اللجوء الى المحكمة الدستورية لاعادة حقه المسلوب واما العبادي فقد ظهر في خطابه مهزوزا ولايملك رؤية واضحة سوى انه سيقدم كابينة تكنوقراطية جديدة يعلم انها ستواجه بالرفض من قبل النواب المعتصمين .لايملك العبادي اليوم سوى الهروب الى الامام لقطع الطريق امام تغييره يوم السبت من خلال استثمار المادة (64) اولا والتي تتيح له ان يقدم طلبا الى رئيس الجمهورية لحل مجلس النواب .ولكن هل يملك العبادي الجرأة لهذا الحل وهو الذي اتيحت امامه فرص كثيرة للتغيير والاصلاح الحقيقي وبدعم شعبي وامريكي منقطع النظير.ويبقى السؤال هل ان تغيير الجبوري وربما من بعده العبادي سيكون اول الغيث الذي يعقبه انهمار مطر التغيير المنشود ؟لانريد ان نشكك برغبة التغيير والاصلاح عند غالبية العراقيين ولكن دعوني اشكك عن عمد بنوايا كثير من النواب المصلحين فجلهم منغمس في الفساد والطائفية وشعارات التقسيم التي اوصلت البلاد الى ماهيه عليه من التقسيم والتشظي وبهذا نقول ان التغيير الذي ربما سيحصل لن يكون اكثر من تغيير وجوه اما المنهج وطريقة ادارة البلد فلن يطرأ عليها اي تغيير طالما ان الجلاد نفسه بدء يمارس دور الضحية .

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل