أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - روماني جورج - حتي لاتباغتنا الجماهير ونكرر نفس الأخطاء















المزيد.....

حتي لاتباغتنا الجماهير ونكرر نفس الأخطاء


روماني جورج

الحوار المتمدن-العدد: 5133 - 2016 / 4 / 15 - 08:10
المحور: الثورات والانتفاضات الجماهيرية
    


"حتي لاتباغتنا الجماهير ونكرر نفس الأخطاء"

هل نجحت الثورة المضادة في قمع الجماهير ؟ سنتناول الإجابة علي هذا السؤال بأستعراض الملامح البارزة في الثورة لمحاولة معرفة الوضع الراهن ، وما يجب علينا عمله في ضوء ذلك.
ان اركان النظام الحاكم واجهوا غضب الثورة المندلع في الميادين والمصانع ، في محاوله لتضليلها بمناورات سياسية كدعوات ما عرف بـ"الحوار الوطني" ، ومحاولة تصفيتها من المطالب الاجتماعية والاقتصادية ، بجرها إلي أنفاق الإجراءات البيروقراطية لتحقيق الديمقراطية المذعومة ، لتنشغل الجماهير بالاستفتاء ، بقصد تهدئة الغضب. ولجأ النظام لتقديم بعض التنازلات كتحويل رموز مبارك للمحاكمات (تحت ضغط الثورة) ، و تقديم وعُود لم ترقي حتي لمرتبة القرارات الإدارية، فيما عرف ببيانات المجلس العسكري البعيده عن جوهر الأزمة المتمثلة في احوال الجماهير الإقتصادية ، والتي لم تمس جوهر النظام.

الدور السطحي للنخب
ان النخب السياسية أرادت الدخول في لعبة المناورات الجوفاء مع السلطة ( الدستور أولا ) ولم تطرح امام الجماهيرحلول راديكالية؛ كفرض السيطرة علي الثروات المنهوبة واسقاط الامتيازات الطبقية للعسكرين والبيروقراطين والقضاة لصالح الشعب ، لم يواجهوا التحصين السياسي والتشريعي للشرطة والاجهزة الامنية ، بل واجهوا دعوات كسر هذه الحصون ونبذ تلك الحلول .لم يناضلوا للعزل السياسي لرموز النظام القديم، انما دعموا الدخول في انفاق إجراءات المحاكم ، رغم عدم تغير مؤسسة القضاء. لم تستقوا النخب بالجماهير التي ارهقها امد الصراع. وكان الإخوان في منحي مماثل بل اصطبغ خطابهم بالرجعية تجاه المرأة والاقليات الدينية وفي استهدافهم للسلطة انتصروا في مواجهة الليبراليين ، وكانوا المدافع الأول عن المجلس العسكري ورموزه واكتفوا بالتشهير بمبارك.
وقفت القوي الشبابية ، قليلة الخبرة السياسية ،وبحكم كون كثير من افرادها من أبناء الطبقة المتوسطة و شريحة الموظفين والطلاب، وقفت حائرة مترنحة بين اطروحات الاطراف النخباوية وتكتيكات النظام ، لتنجر في النهاية خلف "النخباوية" خصوصا مع الانجذاب الدرامي للبرادعي وخطابة العاطفي عن التغير بقوة الشباب واسقاط النظام في ثلاث ايام. لم يكن البرادعي ثوري ضد النظام وان بدي ضد سلطة مبارك ، وعلى مسافة من تطلعات الاخوان. بل الامر مجرد خلافات وتصورات حول آلية أداء النظام لدوره ، بدون ان يمس جوهره ، ليظهرالبرادعي مع النظام بوجهه الجديدة بعد 30 / 6 . لتنفصل القوي الشبابية هي الاخري عن الجماهير وعن جوهر الصراع .

الرجوع علي كاهل الجماهير:
ظلت السلطة تحاصر الثورة بتلك التكتيكات التي دائمًا ما اقرنتها بدعوي الجماهير للتراجع ، ليتحقق الاستقرار، وهو ما رفعته جماعة الاخوان مع بلوغها السلطة ، بل هاجمة ثورة الميدان بنفس منهج التخوين ووجهت قبضة الترهيب بيد اعضائها ، بحجج بناء المؤسسات الديمقراطية ، تلك المؤسسات التي لا تحتاج للجماهير إلا لإضافة شرعية علي رموز جديدة أو قديمة صاعدة للسلطة ، تلك المؤسسات التي ينعم رموزها بالثروة وتتحالف مع الرأسماليين سبب أزمات الجماهير في معيشتهم.
مع تطور الأحداث في وجه الاخوان بفعل الجماهير الغاضبة ، استفاد من الوضع الديكتاتورية العسكرية ، لتتصدر المشهد من باب (انقاذ الشعب) ، مكثفة وتيرة الخطر علي الوطن وضرورة الحرب علي الارهاب ، كخطاب أوحد يقرع اذان الجماهير ، وفي ظل عنف مسلح من الاخوان طال الجماهير ذاتها انتقامًا ، دفع بها للتأيد ( الوطني ) للعسكرين الذين أسرعوا لإنهاء دور الجماهير (في دراما التفويض) ،
بعد اسقاط الاخوان قد تبخرت كافة أُطروحات الليبراليين عن رفض هيمنة العسكر ، بل تزيل معظم الليبراليين الجنرال من أجل التخلص من خصمهم الرجعي ، محملين امالهم الخاصة بهم على العسكر ، رغم ان دلالات الصراع لم تنبئ عن تبني العسكر لمبادئهم ، فتعرضوا لعقاب الرجعية الدينية بلا حماية.
مع تراجع الجماهير وتحويل انظارها للعسكر ، تعرت التجمعات الشبابية والثورية ، وكل النخب السياسية المعارضة ، واصبحت جزر معزولة لا أنياب لها ولا اثر لدعواتها. وهو ما يؤكد علي محورية الجماهير التي تدور بها وحولها الاحداث ، لذلك طلب السيسي منهم صك الشرعية والالتزام بالسكوت. ورغم قبضة الانتقام من الثورة وتردي الاوضاع المعيشية لم تتحرك الجماهير ، فقد اعياها طول امد الصراع ، وكان يلوح اماها شبح الاخوان المكروهون.

فزاعة الإرهاب
ان وتيرة الحرب علي الارهاب ستستمر في اللحظة الراهنة وستعلو وتيرتها وستكثف الأجهزة الأمنية دعايتها عن المخاطر وضحايا العمليات الأمنية (من مجندون وصغار الضباط )، الذين يدفعون ثمن الفشل الأمني والعسكري الذي يكبد تلك الخسائر البشرية وخسائر في ارض المعركة بسيناء، مع التهديد بمخاطر حقيقية للشعب. هذه الدعاية يرتقب تكثيفها اذ ما اندلع غضب جماهيري علي خلفية قضية جزيرتي تيران وصنافير.

ثانوية النضالات القانونية
اننا ذكرنا ما حل بالثورة حتي ننتبه ونستخلص الدروس المستفادة ، حال اندلع غضب جماهيري علي الاوضاع ، تحركه ازمة الجزيرتين. ان أول تحرك ضد قرار التنازل كان طعن قضائي، واننا نثمن مجهودات المحامون في سعيهم القانوني للطعن علي قرار رئيس الجمهورية بخصوص الجزيرتين ؛ لكن نوكد و نذكر علي أن النضال الحاسم هو للجماهير وثورتها في الميادين ، فهي القوة الحقيقية التي ستضغط علي النظام وستهدده وتجبره علي التراجع. ولنتذكر احكام إلزام الحكومة بفرض حد ادني للاجور، لكن أين القوة التي تدخلها حيز التطبيق؟؟ لذلك يجب ألا ننجر مرة آخري خلف نزاعات قانونية ضيقة ، ونساعد ولو بلا قصد في إخماد الثورة فى الجماهير ، وازاحتها عن تولي دور القيادة، لانها هي فقط التي ستحسم الصرعات. اما نزع دورها إلي أروقة النخبوية، فستنتصر الدولة حتمًا. فالقضاء جزء من الدولة والقانون يكتب بأيد ولمصلحة الطبقة الحاكمة. ولنتذكر كيف تصير الأمور في ساحات المحاكم ، وكيف أستخدم القانون أو عطل فيما يخدم مصلحة النظام في صراعه مع الثورة. وكيف عدلت وشرعت قوانين لمواجهة اي ازعاج قانوني ، فالمحامون بقضاياهم يصارعون إجراءات المحاكم البيروقراطية ، لتتوه القضايا لسنوات ، وتخفت قوة الثورة . اذا فليكن محور أنظارنا للثورة هي "الجماهير" ونلتف حولها لتفرض مطالبها بنفسها بقوتها.
كما ان تكرار الأخطاء و استعادت الاوهام ، يعنى كارثة مكررة. فليس التودد لاجنحة النظام ؛ من مخابرات وجيش ، وما يعرفون بشرفاء الوطن ( أولائك المجهولين الذين تتشدق بهم جوقة إعلام الدولة) إلا حرث ماء ، بل له دلالة على انخداع وسذاجة فجة. حتي وإن كان هناك خلافات داخل اروقة السطلة ، فكلها خلافات علي مصالحهم ومصالح النظام. ولا اعتبار للشعب في الامر. انهُ تودد واستنجاد برموز أعداء الثورة فان الاتفاقيات بخصوص الجزيرتين تمت بمباركتهم وبمعرفتهم ، ان لم يكن بارادتهم.

ستظل الجماهير بطل الثورة الحقيقي
لقد شهدت الجماهير علي قدراتها إبان الثورة ، ليس فقد في التظاهرات والاحتجاجات ، انما قدرتها علي حماية الأحياء باللجان الشعبية ومواجهة التجويع بتنظيم توزيع المواد الغذائية ، وهو ما يجب ان نذكر الجماهير به. فالسلطة الحاكمة اتجهت لإرعاب السكان في كل ربوع البلاد ، كنا نحن اهلها نحميها من بلطجة الشرطة الممنهجة ، وسياسات النظام الذي سعى لأن " يُرعب و يجوع " الجماهير. ذلك النظام الذي سحل العمال في مصانعم وقتلهم بدم بارد بالسلاح الميري، وظل يتجاهل حقوقهم وظروف عملهم المزرية في الوقت الذي يجلس المرتزقة الاعلامين يهاجمون العمال والموظفين بانهم كسالى يستحقون كرباج السيد للعبد. هذا النظام الذي يسن قوانين تدعم المستثمرين ويحصنهم من الملاحقات، في حين يلقي بقانون العمال في السراديب. يخفض اسعار الطاقة للراسمالين ، في حين يطلب "عواد" من الشعب التبرع لمصر ، ويتركه لرياح الغلاء. نظام يفرج عن رموز الفساد بعد سلب اموال الشعب المحروم منها وهي في خزانة الدولة ، ويفرج عن القتله ويُوعد الضباط بالحماية ، في حين يسجن المتظاهرون والمدونيين ، ويسحل المحامون والأطباء والمواطنين ، بل يقتلون علي يد افراد الشرطة.
نظام هو عصابة تتحرك لخدمة مصالحها ، تتصرف في ثروات واراضي البلاد مقابل المنح لأعالته علي البقاء. هذه الحقائق تؤكد علي هزلية الصرعات القانونية والقضائية والليبرالية ، فيجب ان تبقي مجرد وسيلة خلف قوة الجماهير لا تتقدمها ولا تنتزع دورها ، بل تكشف للجماهير ان النظام يخدعها بتشريعاته وقضاءه.
فلندعم الجماهير برايات مميزة لاتختلط بانتهازية ورجعة الاخوان ولا تتحالف مع اى قوي أصلاحية تتخلي عن مصالح الجماهير ، ولندعم كل تغير في "جوهر" النظام. نحشد الجماهير علي قضاياها ، وعلي كل ما تخلت عنه النخب السياسية والتي ستتخلى عنه ، لنجعل الصراع صراع طبقي ، الطريق الوحيد لتتحق السيادة للشعب. ونقاوم السطحية التي تؤدي حتما للهزائم.
المجد للثورة ، المجد للجماهير ، المجد للعمال.



#روماني_جورج (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- ضغوط أميركية لتغيير نظام جنوب أفريقيا… فما مصير الدعوى في ال ...
- الشرطة الإسرائيلية تفرق متظاهرين عند معبر -إيرز- شمال غزة يط ...
- وزير الخارجية البولندي: كالينينغراد هي -طراد صواريخ روسي غير ...
- “الفراخ والبيض بكام النهاردة؟” .. أسعار بورصة الدواجن اليوم ...
- مصدر التهديد بحرب شاملة: سياسة إسرائيل الإجرامية وإفلاتها من ...
- م.م.ن.ص// تصريح بنشوة الفرح
- م.م.ن.ص// طبول الحرب العالمية تتصاعد، امريكا تزيد الزيت في ...
- ضد تصعيد القمع، وتضامناً مع فلسطين، دعونا نقف معاً الآن!
- التضامن مع الشعب الفلسطيني، وضد التطبيع بالمغرب
- شاهد.. مبادرة طبية لمعالجة الفقراء في جنوب غرب إيران


المزيد.....

- ورقة سياسية حول تطورات الوضع السياسي / الحزب الشيوعي السوداني
- كتاب تجربة ثورة ديسمبر ودروسها / تاج السر عثمان
- غاندي عرّاب الثورة السلمية وملهمها: (اللاعنف) ضد العنف منهجا ... / علي أسعد وطفة
- يناير المصري.. والأفق ما بعد الحداثي / محمد دوير
- احتجاجات تشرين 2019 في العراق من منظور المشاركين فيها / فارس كمال نظمي و مازن حاتم
- أكتوبر 1917: مفارقة انتصار -البلشفية القديمة- / دلير زنكنة
- ماهية الوضع الثورى وسماته السياسية - مقالات نظرية -لينين ، ت ... / سعيد العليمى
- عفرين تقاوم عفرين تنتصر - ملفّ طريق الثورة / حزب الكادحين
- الأنماط الخمسة من الثوريين - دراسة سيكولوجية ا. شتينبرج / سعيد العليمى
- جريدة طريق الثورة، العدد 46، أفريل-ماي 2018 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - روماني جورج - حتي لاتباغتنا الجماهير ونكرر نفس الأخطاء