أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - تركي لحسن - السعادة الزوجية أو الحلم المفقود














المزيد.....

السعادة الزوجية أو الحلم المفقود


تركي لحسن

الحوار المتمدن-العدد: 5130 - 2016 / 4 / 11 - 23:51
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


الكل يتلهف للحصول على هذه الخلطة السحرية التي تحقق هذه السعادة الضائعة، إلا أننا ننسى أن عقلنا العربي، كما قال الجابري، قد تكون داخل بنية ثقافية اجتماعية صراعية، صراع إثني- قبلي، إقليمي- جهوي، أما الصراع الأساسي فهو الصراع الذكوري- الأنثوي...هذا الصراع الذي لا زال قائما داخل لاشعورنا الجماعي منذ أن قرر أعراب الجاهلية وئد البنت، حيث كان هذا السلوك بمثابة الآلية النفسية الاجتماعية التي يثبت بها الذكر ( الأب ) سلطته، فذريعة العار كانت مجرد غطاء لا واعي للسيطرة الذكورية..
نحاول الآن،عبثا، تناول ظاهرة الطلاق بالدراسة و معالجة المشاكل الناجمة عنها، لكننا نتجنب، في ذات الوقت، لب المشكل وهو خلل العلاقات الزوجية( الصراع الذكوري – الأنثوي القابع في عقلنا الباطن )...الصراع في مجتمعاتنا العربية بين الرجل و المرأة أزلي، صراع مغروس في البنية اللاشعورية للعقل العربي، أما معالمه فواضحة جلية....
تنشأ البنت في بيئتها النسائية المفعمة بالوصايا التحذيرية من مكائد الرجال، فتكبر و هي ترى في الرجل الخصم المرغوب فيه و المحبوب الذي يجب احتوائه و تقليم أظافره....و ينشأ الولد بالكيفية نفسها...
فعلى الرغم من الفطرة التي تدفعهما للوصل و الود و الانسجام، إلا أن البنية اللاشعورية للعقل الجمعي العربي و التنشئة الاجتماعية النمطية تفرض عليهما هذا الصراع الوهمي...صراع يتوهم من خلاله الذكر أن عالمه الرجولي أسمى و أرقى من العالم الأنثوي استنادا لفهم خاطئ لما جاء في القرآن الكريم ( الرجال قوامون عن النساء ) سورة النساء الآية 34....إلا أن القوامة ليست أفضلية في الجنس بقدر ما هي خصوصية في الوظائف الفيزيولوجية و الاجتماعية...
لكن العقل العربي في تكوينه، و من المنطلق الذي كان يَنظر منه للمرأة كما أشرنا سابقا، فهِم القوامة على أنها أفضلية في الترتيب الإنساني...فهمٌ يخدم معتقده الذي و إن كان قد أسقط صنمه إلا أن جذوه في عقله الباطني بقيت سليمة....
إذن، منذ ذلك الحين و نحن نبحث عن السعادة و الانسجام بين الرجل و المرأة داخل بنية اجتماعية ثقافية صراعية في باطنها...أما إذا أردنا أن نتحقق من ذلك فما علينا إلا مراجعة نظرة مجتمعاتنا العربية للرجل المطلق ثم نظرتها للمرأة المطلقة، نظرتها للرجل العقيم ثم نظرتها للمرأة العقيمة، نظرتها للرجل الأمي ثم نظرتها للمرأة الأمية....
فإّذا راجعنا ذلك من منظور موضوعي علمي علمنا أن المجتمعات العربية لا زالت تنظر للمرأة نظرة دونيّة، الشيء الذي يرسخ أسس هذا الصراع الباطني. إذ كيف يعقل لهذه السعادة أن تتحقق داخل بنية اجتماعية ثقافية يرى الرجل نفسه فيها على أن أنه صاحب الأولوية و الفضل، و الدليل على ذلك أن الشارع ميزه بأن أعطاه الحق في الزواج من أربعة نساء، و أن حقه في الميراث يعدل حق الأنثيين، و أن شهادة الرجل تعادل شهادة امرأتين....
إذا علمنا أن، داخل المجتمعات المحكومة بالعقل الوجداني العاطفي لا يقبل الشخص أن يٌقوَم و يٌصحَح أو يٌوجَه من قبل مَن يعتقد أنهم دون مستواه في الترتيب الاجتماعي، فكيف يُعقل أن يقبل شخصا كهذا أن ينقاد أو حتى يصغى للمرأة التي منحه الشرع و العرف حق التحكم في زمام أمورها.
إما إذا قال البعض أن السعادة الزوجية هي ضالة كل المجتمعات دون استثناء، نقول أنها قريبة المنال في المجتمعات الغربية المتحضرة منها إلى مجتمعاتنا العربية بحكم هذا المنظور الصراعي الذي يزيد من تعقيد الأمور.



#تركي_لحسن (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- استطلاع: تزايد مشاعر عدم الأمان لدى النساء المسلمات في بريط ...
- الضفة الغربية: انطلاق فعالية القدس عاصمة المرأة العربية
- اللبنانية حنين الصايغ: رواية -ميثاق النساء- رسالة محبة للمجت ...
- امرأة تتقدم بشكوى ضد رجل مزق حجابها في فرنسا
- المرأة المغربية ومسألة المناصفة
- إقرار قانون العمل المرن عن بُعد.. إنجاز تشريعي ينقصه صياغة إ ...
- الجامعة العربية تبحث خطة الانطلاق الرسمية لمرصد تنمية المرأة ...
- فرنسا: رجل خلع حجاب امرأة في الشارع وعمدة البلدية تصف الاعتد ...
- من -وحام- امرأة حامل إلى ضجة عالمية.. شوكولاتة دبي تتسبب بأز ...
- فيديو رد ترامب على امرأة قاطعته بخطاب الـ100 يثير تفاعلا


المزيد.....

- كراهية النساء من الجذور إلى المواجهة: استكشاف شامل للسياقات، ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- الطابع الطبقي لمسألة المرأة وتطورها. مسؤولية الاحزاب الشيوعي ... / الحزب الشيوعي اليوناني
- الحركة النسوية الإسلامية: المناهج والتحديات / ريتا فرج
- واقع المرأة في إفريقيا جنوب الصحراء / ابراهيم محمد جبريل
- الساحرات، القابلات والممرضات: تاريخ المعالِجات / بربارة أيرينريش
- المرأة الإفريقية والآسيوية وتحديات العصر الرقمي / ابراهيم محمد جبريل
- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - تركي لحسن - السعادة الزوجية أو الحلم المفقود