|
الخطة - ب -
فاهان حزني كيراكوسيان
الحوار المتمدن-العدد: 5129 - 2016 / 4 / 10 - 13:07
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
-Bالخطة - معظم المحللين الاستراتيجيين قالوا عن الخطة – ب – التي روَّجتها إدارة أوباما أثناء التحضيرات لِ لقاء جنيف في نهايات شهر مارس الماضي؛ قالوا إنها خطة تقسيم سوريا، أو خطة دعم المعارضات السورية المسلحة لِ غزو دمشق و إسقاط الدولة السورية واستلام أنقرة و الرياض مفاتيح دمشق. إن ملامح الخطة – ب – تتوضح رويدا رويدا، و التصريح عنها جاء بعد التوافق الروسي الأمريكي عليها، و الذي أدّى إلى إخراج دول الكومبارس من المسرح، وجرجرة المتحاربين إلى جنيف تمهيدا لِ توزيع المسؤليات عليهم لاحقا. مقدمات الخطة هي، نقل معدات و كادر الميديا العالمية من المسارح التي تشهد المعارك و الحروب البينية التي راحت تبعث الملل لدى المشاهدين، لأن الممثلين و المؤدين هم من البلدان ذاتها، و شهرتهم لم تتجاوز المحلية، أي الانتقال من حرب البسوس، الداحس و الغبراء، معركة الجمل، عاصفة الحزم، و تدمر و القلمون و صعدة.... إلى مسارح أعمّ و أكثر إثارة و أكثر فتكا و تدميرا، و مستوى الممثلين و المؤدين أكثر رفعة و شهرة، و لذلك، و كما أرى، سوف يتم تسمية منتدبين من القوى العظمى لِ إدارة شؤون هذه البلدان، و إسدال الستار على هذه المسارح الطرفية، لأن المخطط الخاص لِ المسارح الصغيرة نسبيا في هذا الشرق المريض، قد أدّى المبتغى، و بمناسبة الحديث عن الخطة – ب – أرجو من أعماقي أن تكون الخطط الموضوعة لِ تغيير العالم، مُرَمّزة بِ الأبجدية الانكليزية لأنها مؤلفة من / 26 / حرفا، و إذا استغرق تنفيذ كل خطة (ا، ب، ج، د،...) مدة خمس سنوات، فَ هذا يعني أن البشرية سَ تفتك بِ بعضها كما الضواري مدة / 130 / سنة. أمّا إذا كانت الأبجدية العربية هي المعتمدة، أي 28 حرفا دون الهمزة، أو 29 حرفا مع الهمزة، و على الأرجح سَ يتم اعتماد أل / 29 / حرفا، أي / 145 /سنة من القتل و التدمير. عناصر الخطة – ب – يجب أن تكون كَ الآتي: 1 - رفض أمريكي لِ مشاركة الميليشيات الكردية المقاتلة في مفاوضات جنيف، و في الوقت ذاته احتضان هذه الميليشيات أطلسيا، و في الجهة المقابلة، غضّ الطرْف عن تمدّد النفوذ التركي في المنطقة الآمنة التي كانت تريدها من الأطلسي. هذه الحركة الأمريكية تهدف إلى تهيئة الظروف لِ صِدام عسكري بين الميليشيات الكردية و الجيش التركي بِ شكل مباشر، مما سَ يؤدي إلى التواصل العسكري و اللوجستي بين المقاتلين الأكراد السوريين و الأكراد الأتراك. 2- إشعال منطقة آرتساخ ( ناغورني كاراباخ ) بين الآذريين ( الأتراك ) و الأرمن، و دخول اللاعب الهوليودي إلى المسرح ( دولة إسرايل ). لاحظوا المشهد من هاتين النقطتين. هناك حرب باردة حديثة بين موسكو و حلف الناتو بِ الكامل، طبعا يُحسب إلى جانب موسكو عمالقة آسيا، و عنفوان أمريكا اللاتينية مع ثرواتها المادية و البشرية الضخمة، و الحركات الثورية في العالم. هناك الطعنة التركية في ظهر موسكو و استمرار أردوغان في اختلاق المشاكل لِ روسيا على حدودها المترامية الأطراف. تحريض الجاجان و تتار القرم على التمرد و الانفصال عن روسيا، تقديم الدعم المالي و العسكري عبْر المافية التركية و الإسرايلية لِ الأبخاز و الإنكوش في جورجيا، تقديم الأموال و السلاح لِ الزعامة الأوكرانية، المتاجرة الدنيئة بِ حياة الهاربين من جحيم الحروب و خاصة السوريين، و ابتزاز الاتحاد الأوروبي على خلفية أزمة اللاجئين التي هي ( تركيا ) سبَّبَتْها، استمراراحتلالها لِ شمال قبرص و القسطنتينية و لواء الاسكندرون، دعم و تحريض الدواعش ضد الدولة المصرية، التدخل العسكري السافر في العراق، تحريض الآذريين في إيران لِ التمرد ضد الحكومة المركزية و ذلك من خلال شبكات الموساد المتغلغة في الدولة الاذربيجانية، العمل على إخراج الغاز الروسي من المعادلة الدولية من خلال خط نابوكو الناقل لِ الغاز الآذري من القزوين عبر جورجيا و تركيا إلى أوروبا. في مواجهة هذا المشهد السريالي الذي يبيّن تربّص الضواري حول المحطة المركزية لِ طريق الحرير ( أرمينيا )، و التي كانت و لا زالت العائق الرئيس في تحطّم الحلم البانتوراني الكوني ( امبراطورية ممتدة من الصين إلى أفريقيا )، فَ الخطة – ب – هي: إمّا إشعال الحرب في كاراباخ، و بالتالي إشعال حرب عالمية شرسة مبنية على أحقاد و عداوات و أطماع، و أوهام سماوية، و إمّا أن تتم التضحية بِ أحدٍ ما لِ إطفاء الحريق الكوني المحتمل. فاهان كيراكوسيان 09/04/2016
#فاهان_حزني_كيراكوسيان (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
بعد أكثر من 30 عاماً.. شاهد كيف بنى رجل قاربًا من شجرة بيديه
...
-
في أمريكا.. سمكة نادرة تنجرف إلى الشاطئ وتثير دهشة الأشخاص
-
إيران تستبعد أحمدي نجاد من خوض الانتخابات الرئاسية المقبلة و
...
-
-إنقاذ أربع رهائن في غزة يرفع معنويات الإسرائيليين المنهكين
...
-
مارين لوبان تلقي بصوتها في سباق انتخابي ساخن: توقعات بتفوق ح
...
-
شاهد: تشييع جثامين 4 فلسطينيين قتلهم الجيش الإسرائيلي في هجو
...
-
أوروبا تنتخب في -الأحد الكبير- برلمانا يتجه لميزان قوى جديد
...
-
العثور على مقدم برامج من قناة -بي بي سي- ميتا في اليونان
-
اكتشاف أثري هام.. مدينة تعود للعصر البرونزي في كردستان العرا
...
-
نتنياهو على مفترق خطير.. ومصير حرب غزة تحددها كلمة واحدة من
...
المزيد.....
-
هواجس ثقافية 188
/ آرام كربيت
-
قبو الثلاثين
/ السماح عبد الله
-
والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور
/ وليد الخشاب
-
ورقات من دفاتر ناظم العربي - الكتاب الأول
/ بشير الحامدي
-
ورقات من دفترناظم العربي - الكتاب الأول
/ بشير الحامدي
-
الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة
...
/ ماري سيغارا
-
الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي
/ رسلان جادالله عامر
-
7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة
/ زهير الصباغ
-
العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني
/ حميد الكفائي
-
جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022
/ حزب الكادحين
المزيد.....
|